التعبئةُ وفخرُ الانتساب
جمادى الأولى
يتحدّثُ الإمامُ الخمينيّ (قُدِّسَ سِرُّه) في رسالةٍ موجَّهةٍ إلى التعبويِّينَ عامَ 1988، عنْ خصائصَ مميَّزةٍ للتعبئة، نوجزُها بالآتي:
عدد الزوار: 246يتحدّثُ الإمامُ الخمينيّ (قُدِّسَ سِرُّه) في رسالةٍ موجَّهةٍ إلى التعبويِّينَ عامَ 1988، عنْ خصائصَ مميَّزةٍ للتعبئة، نوجزُها بالآتي:
1ـ التعبئةُ لطفٌ إلهيٌّ: في خطابِ الإمامِ الخمينيِّ (قُدِّسَ سِرُّه) للتعبويِّينَ، يؤكِّدُ أنَّه: «لا شكَّ في أنَّ تشكيلَ قوّات التعبئةِ الشعبيّةِ في نظامِ الجمهوريّةِ الإسلاميّةِ الإيرانيّة، كانَ مِنَ البركاتِ والألطافِ الإلهيّةِ التي مَنَّ بها اللهُ سبحانَهُ على الشعبِ العزيزِ، والثورةِ الإسلاميّةِ في إيران»[1].
2ـ التعبئةُ مدرسةُ العِشق: ويصفُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سِرُّه) التعبئةَ بكلماتٍ تُنبِئُ عنِ المضمونِ المعنويِّ، والبُعدِ المرتبطِ بصفاتٍ كماليّة، وهي الإيثارُ والتضحيةُ والإخلاص، يقولُ (قُدِّسَ سِرُّه): «إذا أردْنَا حقّاً إعطاءَ مصداقٍ متكاملٍ للإيثارِ والتضحيةِ والإخلاصِ والعشقِ للإسلامِ ولذاتِ الحقِّ المقدَّسة، فليسَ هناكَ أصدقُ مِن قوّاتِ التعبئةِ والتعبويِّينَ. التعبئةُ شجرةٌ طيِّبةٌ ونافعةٌ ومثمرة، يفوحُ مِن براعمِها عبيرُ ربيعِ الوصالِ، وطراوةِ اليقين، وحديثِ العِشق. التعبئةُ مدرسةُ العشقِ، ومذهبُ الشاهدِينَ والشهداءِ المجهولين، حيثُ رفعَ أبناؤه مِن فوقِ مآذِنِه الشامخةِ أذانَ الشهادةِ والهداية. التعبئةُ ميقاتُ الحُفاةِ ومعراجُ الفكرِ الإسلاميِّ الطاهر، حيثُ حصلَ المتربُّونَ في أحضانِه على الاسمِ والشهرةِ في السرِّ والخفاء. التعبئةُ لواءُ اللهِ المخلِصُ الذي وقّعَ بيانَ تأسيسِه جميعُ المجاهدينَ مِنَ الأوّلينَ إلى الآخِرين»[2].
3ـ التعبئةُ وفخرُ الانتساب: يُعلِنُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سِرُّه) عَنِ افتخارِه بأنْ يكونَ واحداً من التعبويِّينَ، فيقولُ: «إنَّني أتفاخرُ دائماً بإخلاصِ التعبويِّينَ وصدْقِهم، وأطلبُ منَ اللهِ تعالى أنْ يحشُرَني مَعَ أحبَّائي التعبويِّينَ؛ فما أفخرُ به في هذهِ الدنيا هو أنِّي أحدُ التعبويِّين»[3].
4ـ التعبئةُ مسارٌ في نهجِ الإسلامِ المحمَّديِ الأصيل: فالذي يختارُ المسارَ التعبويَّ، يضمنُ سلامةَ سَيرِه في الإسلامِ المحمَّديِّ الأصيل. يقولُ الإمامُ الخمينيّ (قُدِّسَ سِرُّه): «إنَّ الشعبَ الذي يحثُّ الخُطى على نهجِ الإسلامِ المحمَّديِّ الأصيل، ويناهِضُ الاستكبارَ، وعبادةَ المال، والتحجُّرَ، والقداسةَ الزائفة، يجبُ أنْ يكونَ جميعُ أبنائِه مِنَ التعبويِّين»[4].
5ـ التعبئةُ الطلَّابيَّةُ، الحارسُ الأمين: يؤكِّدُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سِرُّه) على ضرورةِ تكوينِ المسارِ التعبويِّ على مستوى طلَّابِ العلمِ والمعرفة، ولا سيَّما في الجامعةِ والحوزة، فيقول: «إنَّ أكثرَ التشكيلاتِ ضرورةً اليومَ، تعبئةُ الطلَبَةِ الجامعيِّينَ وطلبةِ العلومِ الدينيّة. فمِنْ واجبِ طَلَبةِ العلومِ الدينيَّةِ وطلَبَةِ الجامعاتِ، الدفاعُ بكلِّ قوّةٍ عَنِ الثورةِ والإسلامِ، انطلاقاً مِن مواقعِهِم، وينبغي لأبنائي التعبويِّينَ في هذينِ المركزَينِ العلميَّين، أنْ يكونوا الحارسَ الأمينَ للمبدأِ الخالدِ (لا شرقيّة، ولا غربيّة)» [5].
6ـ التعبئةُ عالَمَيَّةُ المسارِ والتشكيل: يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سِرُّه): «يجبُ على تعبويِّي العالمِ الإسلاميِّ التفكيرُ في تشكيلِ الحكومةِ الإسلاميّةِ الكبرى، وهو أمرٌ ممكن؛ لأنَّ التعبويَّ لا يقتصرُ وجودُه على إيرانَ الإسلاميّة؛ فلا بدَّ مِن تشكيلِ خلايا المقاوَمةِ في مختلفِ أنحاءِ العالم، والتصدِّي للشرقِ والغرب»[6].
ونختمُ بدعاءِ الإمامِ الخمينيِّ للتعبويِّين: «أسألُ اللهَ تعالى أنْ يمُنَّ على شهداءِ التعبئةِ الأعزَّاءِ المجهولينَ بنعمةِ مجاوَرةِ أهلِ البيتِ (عليهمُ السلام)، وأنْ يمُنَّ على الجرحى الأعزَّاءِ بالشفاء، وأنْ يُعيدَ الأسرى والمفقودينَ الأعزَّاءَ إلى وطنِهِم سالمين، وأنْ يضاعِفَ كلَّ يومٍ مِنْ عَظَمةِ هذا الوجودِ الشعبيِّ المقدَّسِ، وشوكتِه، الذين هُم أنصارُ الإسلامِ العزيز، وأعوانُ حضرةِ بقيَّةِ اللهِ الأعظم (أرواحُنا لمقدَمِه الفداء)» [7].
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرّه)، صحيفة الإمام، ج21، ص178.
[2] المصدر نفسه.
[3] المصدر نفسه.
[4] المصدر نفسه.
[5] المصدر نفسه، ص179.
[6] المصدر نفسه.
[7] المصدر نفسه.