يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمعٍ من عائلات الشهداء

2023

بتاريخ 25/06/2023م.

عدد الزوار: 175

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمعٍ من عائلات الشهداء، بتاريخ 25/06/2023م.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، [ولا] سيّما بقيّة الله في الأرضين (أرواحنا فداه).


أهلاً وسهلاً بكم، يا آباء شهدائنا الأعزاء وأمهاتهم وأزواجهم وأبناء أبطالنا. إن اجتماعنا اليوم في الحسينية بحضور آباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم وأبنائهم وذويهم لهو اجتماع مفعم بالنور حقاً، فبوجودكم، يشعر المرء بنور حضور الشهداء. نرجو أن يبقى ظل عائلات الشهداء فوق رؤوس هذا الشعب مستداماً. هذا الشعب بحاجة إلى ذكر الشهداء واسمهم وذكرياتهم.

لقد أعددت اليوم موضوعاً في ذهني ودوّنته عن آباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم. طبعاً، تحدّث الجميع عن الشهداء الأعزاء وسوف نظل نتحدث حتى النهاية وإلى الأبد، ففضيلة الشهداء لا تنضب. أريد ألّا يُغفل عن ذكرى الآباء والأمهات والأزواج - سوف أذكر تباعاً أن هؤلاء شركاء ومجاهدون في هذا الجهاد العظيم - فهذا هو محور نقاشي اليوم. يمكن النظر إلى الآباء والأمهات والأزواج من زوايا عدة. بالطبع، إن سائر الأفراد من عائلات الشهداء هم شركاء بهذا المعنى أيضاً، ولكن الأهم أبوه وأمه وزوجه حينما تكون للشهيد زوجٌ. يمكن النظر إلى هؤلاء من زوايا عدة. واحدة هي منظور التقييم القرآني وزاويته. دعونا نرى ما يقوله القرآن الذي يحتوي على هذه الآيات المتعددة عن الشهداء وآبائهم وأمهاتهم وأزواجهم. هذه مسألة. فلنرَ من هذا المنظور كيفية تقييم القرآن لذوي الشهداء هؤلاء. [زاوية] أخرى من منظور الجهاد المغفول عنه لهؤلاء الأعزاء، أي الآباء والأمهات والأزواج. فلننظر من هذا المنظور. لقد أُغفل جهاد هؤلاء حتى اليوم حقاً، وسوف أذكر الآن بضع كلمات موجزة عن كل منهم. وأخرى من منظور المعاناة والألم الذي يشعر به هؤلاء الأعزاء جرّاء فقدان أعزائهم. بالطبع، إن تحمّل المعاناة بحد ذاته سبب لعلو الدرجات عند الله المتعالي. ينبغي الالتفات إلى المعاناة التي يتحملها الأب والأم والزوج. فلننظر من هذه الزاوية. وأخرى من ناحية الكنز الثمين من الذِّكر والذكريات في صدور الآباء والأمهات والأزواج. كان هذا بشأن هذا المنظور. طبعاً، ذكرت الآن هذه الحالات الأربع [لكن] يمكن النظر من زوايا مختلفة إلى حياة الآباء والأمهات والأزواج. لقد اخترت الآن هذه الحالات لأتحدث عنها. إذا ما نظرنا بأيّ من هذه المناظير، تتراءى لنا عظمة والد الشهيد وأمه وزوجه أمام أعين الإنسان مثل الشمس.

أما بشأن المنظور الأول، أي القيمة القرآنية، فإن هذا الصبر من أب الشهيد وأمه وزوجه على استشهاد ابنهم - إذْ عندما يقرأ المرء السيرة، يرى ما تحمّله هؤلاء عندما وصلهم نبأ استشهاد عزيزهم، وكم صبروا، وكم تحملوا - هو أعلى مراتب الصبر. يقول الله المتعالي عن الصابرين من قبيل هؤلاء الأعزاء: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾[1]. «أنتم الآن صليتم على النبي وآله»[2]؛ والله يصلي عليكم. ما الذي يمكن افتراضه أهم من هذا، وهو أن الله المتعالي خالق الوجود ومالك الدنيا والآخرة يصلي على عباده؟ هذا أمر في غاية الأهمية. إن هذا لكم. إن هذا للأب وللأم وللزوج وأحياناً للأبناء الذين أدركوا شهادة أبيهم. أو آية أخرى، حيث يقول: ﴿لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾[3]. لا يصل أحد إلى ذروة البر إلا حينما يبذل ما يحبه في سبيل الله. ما الذي يحبّه الإنسان أكثر من ابنه؟ تلك المرأة الشابّة التي يذهب زوجها ويُستشهد، ما الذي يمكن أن يعوّضها عن هذه المحبّة الممزوجة بالعشق بين المرأة وزوجها؟ هؤلاء قدّموا هذا في سبيل الله، فقدّم الأب والأم هذا الابن الحبيب في سبيل الله وأهدوه، أو تلك المرأة الشابة قدّمت زوجها الحبيب في سبيل الله. إذاً، إنّ المصداق الأتمّ والأكمل ل﴿لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا﴾ هو أنتم؛ آباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم.

بعد حرب ضروس كان قد خاضها الصحابة، وكانوا قد قدموا شهداء، وكم كانوا قد تحملوا مشقات، وكم كانوا قد عرضوا أنفسهم للمخاطر، فحينما كانوا عائدين من الحرب، قال لهم الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): لقد رجعتم من الجهاد الأصغر، والجهاد الأكبر على عاتقكم الآن. قالوا: يا رسول الله، أي شيء بعدُ هو أعلى من هذا الجهاد الذي أدّيناه. قال: الجهاد الأكبر جهاد النفس[4]. فما معنى «جهاد النفس»؟ أي الصراع مع المشاعر الباطنية، فالإنسان يمتلك داخله شعوراً، ولديه رغبة واهتمام، وهو يصارعه حينما يقتضي الأمر. إذا نظرنا من هذه الناحية أيضاً، نرى مرة أخرى أن آباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم هم في الرتبة الأولى للجهاد الأكبر. لماذا؟ لأنهم تغلبوا على مشاعرهم. فالشاب لديه إصرار على الذهاب إلى ساحة الحرب، وثمة موانع تعترض طريقه، والأم مع ما تملكه من عشق لابنها تزيل هذه الموانع! هذا موجود في حالات شهدائنا، ونحن قد رأيناها. لقد زرت - أنا العبدَ - أمهات شهداء كنّ قد دفنّ أبناءهنّ بأنفسهنّ، وكنّ قد جهزنهم بأنفسهن، فهل هذه مزحة؟ لو أننا لم نكن قد رأينا هذا، أو لم نكن قد سمعنا من الذين رأوه، ما أمكن تصديقه أبداً، لكنه وقع. إذن، النتيجة أن عائلة الشهيد، أي الأب والأم والزوج، تستحوذ على مرتبة رفيعة للغاية من ناحية النظام القِيَمي الإسلامي، ففضيلة هؤلاء أكبر من سائر المؤمنين والمؤمنات وأمثالهم. يجب مقابلة والد الشهيد وأمه وزوجه بهذه النظرة، ويتعين النظر إليهم بها. هذه المسألة الأولى.

المسألة الثانية: قلنا الجهاد المغفول عنه. حينما يُذكر اسم «الجهاد»، أول ما يتراءى أمام ناظِرَي الإنسان ذاك الشاب المجاهد الذي يقاتل في الميدان. نعم، هو كذلك، فهو مجاهد في سبيل الله لكن ليس هو فقط. ثمة مجاهدون أيضاً خارج الميدان: تلك السيدة التي تجعل بيتها مقراً لصناعة الخبز للمجاهدين هي مجاهدة، وتلك الأسرة التي تجعل حياتها كلها وقفاً لإمداد المجاهدين بالطعام ومقومات الحياة هؤلاء أيضاً مجاهدون وحاضرون في الجهاد. المجاهد ليس ذاك الذي في قلب الميدان فقط. هو بالطبع المصداق الكامل والأساس، لكن ثمة أيضاً مجاهدون خارج الساحة. عليه، وبين مجاهدي خارج الساحة رتبة ومقام لمَن يصل إلى درجة أب الشهيد أو أمه أو زوجه؟ بالطبع إن تلك التي تصنع الخبز في بيتها وترسله لها قيمة كبيرة جداً لا ينبغي إنكارها، لكن ماذا عن الذي يرسل شابه العزيز؟ أين إرسال الطعام والبطانيات والملابس من إرسال ثمرة الفؤاد والشاب الرشيد! هؤلاء مجاهدون. هذا الجهاد بات مغفولاً عنه. نحن حينما نعُدّ المجاهدين لا نلتفت إلى تلك السيدة التي هي أم الشهيد، أو ذاك السيد الذي هو أبوه، أو تلك السيدة التي هي زوجه؛ هؤلاء مجاهدون في سبيل الله. ﴿وَفَضَّلَ اللهُ المُجاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ﴾[5] تشمل هؤلاء أيضاً. هؤلاء مجاهدون في سبيل الله. لو أن العائلات لم تؤازر، ما انطلقت هذه الملحمة. سنوات «الدفاع المقدس» الثماني هذه، وهذه الملحمة الكبرى - سأقول لاحقاً كم لهذه الملحمة من أهمية لتاريخ بلادنا - انطلقت بهمة الآباء والأمهات والأزواج، فكان هؤلاء من أطلقوا هذه الملحمة. لو أن الآباء كانوا يجزعون ويظهرون انزعاجاً ويعترضون: لماذا ذهب ابننا؟ ولماذا قُتل؟ والأمهات كذلك، ما كانت هذه الملحمة لتنطلق. فما إن يذهب الرعيل الأول، فلن تعود الدّفعة الثانية تذهب. هذا أيضاً عن هذا المنظور.

المنظور الثالث: مسألة معاناة أسرة الشهيد. عندما يُستشهد الشهيد، تكون لحظة الشهادة بداية راحته، لكنّ لحظة الشهادة هي بداية المعاناة لوالده ووالدته وزوجه. حينما يرحل الشهيد عن الدنيا هو ضيف الله في الملكوت الأعلى، واللهُ هو من يتفضل برزقه، وهذا بداية راحته، لكن ماذا عن الأب، وماذا عن الأم، وماذا عن الزوج؟ عندما يسمع هؤلاء أن عزيزهم استشهد، تبدأ معاناتهم ولا تنتهي. سير الحياة يُنسي الإنسان كثيراً من الأمور، لكن ما لا يزول من ذاكرة المرء لوعةُ فقد الأعزّاء، بهذا الأسلوب والنحو. حينما يقرأ المرء هذه الكتب التي أُلفت عن الشهداء يدرك ما جرى على والد الشهيد وأمه وزوجه، ولا يدرك هذا من يشاهدون من بعد. هذه المعاناة يتأتى عنها علوّ الدرجات وليست بلا مقابل عند الله المتعالي. إنّ القدرة على تحمّل هذه المعاناة تمنح العظمةَ للإنسان.

المنظور الرابع: قلنا إن آباء الشهداء وأمهاتهم وأزواجهم كنزٌ من ذِكْر الشهداء [وذكرياتهم]. الشهداء أبطال البلاد. أبطال بلدنا هم الشهداء. ليس لدينا أيّ أبطال أفضل من الشهداء. هؤلاء هم مَن ناضلوا في أصعب الميادين واستطاعوا نيل أسمى الدرجات وإلحاق الهزيمة بالعدوّ. هؤلاء أبطال. إنّ الشعوب كلّها تُحيي ذِكر الأبطال، وهذا ليس خاصاً بنا. قد يُعرف أحدهم بطلاً لدى شعب أحياناً، فتكتسب ذكرياته وتفاصيله وحياته أهميّة لدى الناس. شهداؤنا جميعهم أبطال، وذكر هؤلاء مهمّ. كيف كان سلوك الشهداء؟ يمكن للوالدين والأزواج الإخبار بذلك، فيغدون قدوةً. كيف كانت الميزات الأخلاقية للشهداء؟ ما الميزات الأخلاقية التي لديهم؟ كيف كان نمط عيش هؤلاء؟ عندما يقرأ الإنسان كتب سير الشهداء هذه، يشبه ذلك دخول بستان فيه أجمل الزهور وأعطرها، فيرى أنواع الأخلاق الحميدة والمتميزة والجميلة وأشكالها كافة في هذه الكتب التي تخص هؤلاء الشهداء. [لنتحدث عن] التحول الذي حدث في حياة بعض هؤلاء. إلى ما قُبيل استشهادهم حتى بعض هؤلاء لم يكونوا يسيرون في طريق الله والجهاد، ثم وقع حدث ما، وحدَثَ تحّول ما في حياتهم، فيأتي من الخلف - حيث إننا نسير في المقدمة - ويسبقنا وينطلق ويصل إلى الشهادة. هذه كلها دروس. [أيضاً] تضحية الشهداء بمحبتهم الملتهبة تجاه أزواجهم وأبنائهم، فالشهيد لديه أبناء صغار - هو شاب، ولديه طفل أو اثنان أو ثلاثة - متعلق بهم، ومتعلق بزوجه وأبيه وأمه، [لكنه] يترك ذلك من أجل الله والدفاع عن الدين والإسلام والثورة. سواء أكان أولئك الذين استُشهدوا في مرحلة «الدفاع المقدّس»، أم شهداء [صون] الأمن الذين استُشهدوا على الحدود، أم أولئك الذين انطلقوا خلال الأعوام الأخيرة من أجل الدفاع عن العتبات المقدّسة ودافعوا عن حرم السيّدة زينب (عليها السلام)، هؤلاء تخلّوا عن أفضل تعلّقاتهم وأعذبها وداسوا بأقدامهم على تعلّقاتهم وانطلقوا، وهؤلاء جميعاً قدوة. الشاب يحتاج إلى القدوة. هؤلاء يُعدّون قُدوات حيّة لبلدنا وشبابنا. يجب أن يبقى ذِكْر هؤلاء حيّاً. مَن في مقدوره إبقاء ذِكْرهم حيّاً؟ الآباء والأمّهات وأولئك الذين أنشؤوهم وهذه الأزواج اللواتي عشنَ وقتاً مع هؤلاء. فليشرحوا سلوك هؤلاء والتزاماتهم وتعلقاتهم الدينية والاجتماعية والعاطفية. هذه كلها دروس. إن كلّ ما في ذاكرتكم من شهدائكم هي دروس. جميعها يجب أن تُقال وتُنشر، وأن تُخصص لاستفادة جيل الشباب في البلاد.

أعزائي، ما هو مهم للغاية - وهذه الكلمة الأخيرة في حديثي - [هو] أن أبناءكم وشهداءكم غيّروا المصير في واحدة من أكثر المحطات حساسية في تاريخ إيران. حدثت الثورة الإسلامية لتصون البلاد التي كانت تتجه بسرعة نحو الانحطاط الديني والسياسي وصانتها، ثم شَنّ العدو هجوماً عسكرياً، فكان هؤلاء الشهداء هم مَن قاوموا ثماني سنوات. لقد أنقذوا البلاد. ثم على مر هذا الزمان حتى اليوم، وفي الفتن المختلفة ومختلف أعمال الشغب، وهجمات العدو المتنوعة شتى، تصدّى الشباب بصدورهم، واستشهد عدد منهم - مثل هذه الأحداث التي وقعت العام الماضي أو الأعوام السابقة - واستطاعوا أن يحفظوا هذه البلاد. هؤلاء مَن أوصلوا مصير البلاد إلى الشموخ. إن بلادنا شامخة اليوم، والشباب مَن فعلوا ذلك. شهداؤكم فعلوا ذلك. لا يمكن لمن هم أمثالنا ادعاء أننا أدّينا العمل والحركة الفلانية. كلا، لولا تضحية هؤلاء الشباب، ما تأتى أيّ شيء لهذه البلاد، وكانت ستذهب إلى وادي السقوط. ما منع ذلك هو الشاب الشجاع والمؤمن والمتديّن والثوري والمضحّي الذي استطاع أن يؤدي هذا العمل المهم. إن شبابنا هؤلاء هم مَن استطاعوا العبور بالبلاد فوق التهديدات والأخطار، وأن ينقذوا بلادنا من الأخطار الكبيرة، وأن يجعلوها تجتاز التهديدات، وأن يحوّلوا كثيراً منها إلى فرص.

أود أن أخاطب هنا الذين هم من أهل الفنّ والإعلام والكتابة ومَن يحملون القلم، ومَن هم شعراء ورسّامون وفنّانون. يجب أن يحفظوا هذه الذكريات بلسان الفنّ. طبعاً، أُنجزت وتمّت أعمالٌ جيّدة خلال هذه الأعوام الأخيرة، وجيّدةٌ هي هذه الكتب وبعض الأفلام، وبعض الأعمال الفنيّة التي أُنجزت قيّمة وعلينا الشّكر، لكنّها قليلة مقارنة مع ما ينبغي أن يجري. عددُ شهدائنا كبير، وكلّ واحد من هؤلاء عالَمٌ بمفرده. كلّ واحد منهم موضوعٌ لعملٍ فنّيٍ قيّم، أو موضوع لعدّة أعمال فنيّة، فيُمكن إنتاج الأفلام وتأليف الكُتب ورسم اللوحات المرتبطة بهؤلاء، وتعريف جيلنا الشابّ إليهم، وهذا واجبنا. إذا جاؤوا وطلبوا منكم - يا زوج الشهيد، ووالده، ووالدته - إجراء مقابلة، فلا تتمنّعوا. أسمع أن بعضهم يقولون: ذهبنا إلى عائلة الشهيد ولم يستجيبوا. لا، عرّفوا [الناس] إلى الشهيد بكل ما تستطيعون. عرّفوا إليه أكثر، وتحدّثوا عنه أكثر. هذا واجبنا جميعاً.

على أيّ حال، لقد أعزّكم الله المتعالي، ومن واجبنا أن نحفظ عزّتكم الإلهية وعلينا أن نفعل ذلك. نرجو أن يوفّق الله المتعالي المسؤولين جميعاً - إن شاء الله - ليتمكّنوا من أداء واجبهم على الوجه الصحيح تجاه عائلات الشهداء المعظّمة، وأن يُرضوا الله عنهم. منذ وقت طويل وأنا مشتاق للقاء عائلات الشهداء لكن الوقت والإمكانات وما إلى ذلك تمنعني حقاً. الآن أيضاً هناك كثيرون من آباء الشهداء وأمهاتهم وعائلاتهم نتمنى رؤيتهم لكن - للأسف - لم يحدث ذلك. نشكر الله على هذا المقدار الذي التقيناكم به اليوم. موفقين، إن شاء الله. نسأل الله أن يحفظكم جميعاً، وأن يحشر شهداءكم مع النبي (صلّى الله عليه وآله)، وأن يمنّ عليكم بشفاعة شهدائكم، إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


[1] سورة البقرة، الآية 157.
[2] رداً على صلوات الحضور.
[3] سورة آل عمران، الآية 92.
[4] راجع: الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج5، ص12.
[5] سورة النساء، الآية 95.

2023-07-06