خمسة أمور نستعد من خلالها لشهر رمضان المبارك
وتزودوا في شهر الله
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته في استقبال شهر رمضان: "أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله تعالى بالبركة والرحمة والمغفرة..
عدد الزوار: 448قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته في استقبال شهر رمضان: "أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله تعالى بالبركة والرحمة والمغفرة.. وهو شهر قد دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله.. فاسألوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقّكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإنّ الشقيّ من حرم غفران الله في هذا الشهر"[1].
يمكن التهيُّؤ لاستقبال شهر رمضان المبارك عبر الأمور الآتية:
1- الاستعداد النفسيّ
ينبغي الاستعداد النفسيّ المسبق لشهر رمضان، وذلك بالالتفات إلى أهمّيّته وقيمته وآثاره الدينيّة والحضاريّة، قال صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته تلك: "إنّه قد أقبل عليكم شهر الله، شهر الرحمة والمغفرة والرضوان، شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة..."[2].
2- استغلال أجواء المناسبة
ينبغي الاستغلال الكامل لأجواء هذه المناسبة في إحداث التغييرات اللازمة في شخصيّاتنا، كلّ بحسب وضعيّته وأحواله، وما يجده في نفسه من الضعف والحاجة، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "... فاسألوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابة، فإنّ الشقيّ من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم..."[3].
3- التوبة
شهر رمضان المبارك شهر التوبة، كما جاء في دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام حيث قال: "اللهمّ إنّ هذا شهر رمضان، وهذا شهر الصيام، وهذا شهر الإنابة، وهذا شهر التوبة، وهذا شهر المغفرة والرحمة"[4]. وقد ورد الحثّ على التوبة في الكتاب والسنّة، ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[5].
﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا﴾[6] وروي عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾، قال: "هو الذنب الذي لا يعود فيه أبداً"، قلت: وأيُّنا لم يعد؟ فقال: "يا أبا محمّد إنّ الله يحبّ من عباده المفتن التوّاب"[7].
4- معرفة مقاصد الصوم
النظر في مقاصده وأهدافه كفريضة دينيّة تنطوي على الكثير من الحكم والمصالح والمقاصد العليا. فقد روي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلّا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال: أوّلها: يذوب الحرام في جسده. والثانية: يقرّب في رحمة الله عزّ وجلّ. والثالثة: يكون قد كفر خطيئة آدم أبيه. والرابعة: يهون الله عليه سكرات الموت. والخامسة: أمان من الجوع والعطش يوم القيامة. والسادسة: يعطيه الله البراءة من النار. والسابعة: يطعمه الله من طيّبات الجنّة"[8].
وعن حمزة بن محمّد أنّه كتب إلى أبي محمّد عليه السلام لم فرض الله الصوم؟ فورد الجواب: "ليجد الغنيّ مسّ الجوع فيمن على الفقير". وفي رواية أخرى: أنّه قال: "ليجد الغنيّ مضض الجوع فيحنو على الفقير"[9].
5- مراعاة حرمة شهر رمضان
إنّ شرافة هذا الشهر تجعل له حرمة وقداسة خاصّة أكثر من حرمة غيره، فانتهاك هذه الحرمة أقبح من انتهاك غيرها، فالعقوبة المستحقّة أكبر وأشدّ. كما يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: "فَأَبَانَ فَضِيلَتَه عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَه مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، والْفَضَائِل ِالْمَشْهُورَةِ، فَحَرَّمَ فِيه مَا أَحَلَّ فِي غَيْرِه إِعْظَاماً"[10].
زاد الهدى في شهر الله، دار المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج7، ص227.
[2] الشيخ الصدوق، الأمالي،مصدر سابق، ص154.
[3] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج4، ص75.
[4] سورة النور، الآية 31.
[5] سورة هود، الآية 3.
[6] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج4، ص432.
[7] الصدوق، الشيخ محمّد بن عليّ بن بابويه، من لا يحضره الفقيه، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاريّ، مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين بقمّ المشرّفة، إيران - قم، لا.ت، ط2،ج2، ص74.
[8] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، مصدر سابق، ج7، ص3.
[9] المصدر نفسه.
[10] المصدر نفسه.