كلمة السيد نصر الله خلال الاحتفال التكريمي للقائد الجهادي أسد صغير في 6-3-2023
2023
من المتقين الطيبين ولا نُزكي على الله أحدا ولكننا نقول اللهم إنا لا نعلم منه وعنه إلا خيرا فقيدنا العزيز والحبيب والكبير القائد الحاج صالح الحاج أسد محمود صغير رحمة الله عليه.
عدد الزوار: 137كلمة السيد نصر الله خلال الاحتفال التكريمي للقائد الجهادي أسد صغير في 6-3-2023
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد "وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعمة دار المتقين جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين الذين تتوافاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون" صدق الله العلي العظيم.
من المتقين الطيبين ولا نُزكي على الله أحدا ولكننا نقول اللهم إنا لا نعلم منه وعنه إلا خيرا فقيدنا العزيز والحبيب والكبير القائد الحاج صالح الحاج أسد محمود صغير رحمة الله عليه.
في البداية اتوجه بأحر التعازي إلى عائلته الشريفة فردا فردا إلى أخوته وأخواته وزوجته وأولاده وكل أرحامه وإلى جميع الإخوة والأخوات، خصوصا الإخوة الذين عايشوه وواكبوه وعملوا معه وقاتلوا سويا كتفاً إلى كتف، وأسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة وعلو الدرجات.
في نيتي أن أتحدث قليلاً، اولاً عن الحاج صالح لأنه معتادين على اسم الحاج صالح، للمعلومات الكثير من إخواننا حتى المسؤولين حتى الأساسيين لم يكونوا يعلموا باسمه الحقيقي، بعد وفاته عرفوا اسمه الحقيقي ان اسمه الحاج أسد، على كل حال الحاج صالح لأنه كان مجهولا من واجبنا أن نُعرّفه قليلاً أن نتحدث عنه قليلاً، الحاج صالح رحمة الله عليه طبعا من الإخوة الذين التحقوا بهذه المسيرة واستطيع أن أقول أنه بلغ سن التكليف في حزب الله من هذا الجيل، الحاج صالح مواليد العام 1968، إذا قلنا بداية تأسيس حزب الله سنة 1982 كم كان عمره؟ في بداية التأسيس، من البدايات وهو فتى يافع ومن المسجد كما انطلقت مجاميع حزب الله في تلك المرحلة، كان الفتى أسد أحد الشبان المُلتحقين بهذه المسيرة، مسيرة الإيمان والجهاد والبصيرة والشهادة منذ أيامها الأولى.
ولذلك أقول هو بلغ سن التكليف وهو ابن حزب الله، وبالتالي هو ينتمي مع صغر سنه آنذاك إلى ما نُسميه نحن الجيل المؤسس، الجيل المؤسس هو ليس فقط الذين كانوا كبار السن، كل من بدا بهذه المسيرة والتحق فيها منذ أيامها الأولى هو من الجيل المؤسس، لأن هؤلاء سواء كانوا كبارا شبانا أو فتيانا التحقوا بهذه المسيرة في أيام الغربة، في أيام الفاقةـ في أيام العدد القليل، في أيام التحديات الصعبة المخاطر الكبرى، في أيام لا مكان إلا لمن يحمل دمه على كفه، في أيام من يتطلعون إلى النصر ولكن ما هو أمامهم الشهادة، النصر لم يكن ظاهرا حسب المعطيات المادية.
الحاج صالح منذ البداية وهنا عندما أُقدم فيه هذه الشهادة هي شهادة حسية عن قرب بالمباشر، ليس لأنني قرأت ملفه أو أنا معتمد على تقارير الإخوة، لا أنا أعرفه شخصيا منذ سنوات طويلة، الأخ المؤمن هكذا بدأ وهكذا انتهى وهكذا عرفناه، المؤمن المتدين الورع التقي الحريص على الحكم الشرعي الحلال والحرام والواجب العابد، وعندما أقول أيضا الزاهد ليس شرط الزاهد أنه يرتدي ثياب ممزقة، الزاهد يعني من ليس له تعلق بشيء من هذه الدنيا لا جاه، ولا منصب، ولا مال، ولا رفاهية ولا أي شيء.
كان زاهداً في هذه الدنيا واقعا، كلنا نعرف هذا الأمر، ولم يبحث عن شيء من زخارفها ومن متاعها ومن شهواتها.
الأخ المتواضع الخلوق المؤدب، طبعا أنا أؤيد كل ما ورد في التقرير واعتبره تقرير جميل وعلى اختصاره مُعبّر.
الأخ المتواضع الخلوق المؤدب، الأخ الكتوم، لم يكن يبحث لا على مظاهر ولا على حديث عن أمجاد ولا عن تعريض أكتاف ولا شيء من هذا النوع، وقد يمر بين الناس أو يجلس بين الناس ولا يعرفون من هو هذا الجالس بينهم.
الكتوم الذكي على درجة عالية من الذكاء العملي الجاد، في كل مراحل العمل الحاج صالح أين في العمل، الحاج صالح لم يكون لديه أمر آخر غير حزب الله لم يكن لديه شيء آخر سوى حزب الله، لم يكن لديه شيء آخر سوى المقاومة، ولم يكن لديه أمر آخر سوى أداء وظيفته الجهادية أبدا، لم يكن لديه أي شيء آخر لا علاقات، ولا مشاريع ولا أشغال ولا الخ...
كان مُتمحضاً عندنا بالمصطلحات الداخلية نقول متفرغ، في متفرغ ممكن أن يعمل من الثامنة إلى الرابعة ثم يذهب إلى بيته، ولكن يوجد متمحض، كل الوقت للمقاومة، كل الوقت للعمل، كل الوقت للجهاد، ودائما هو كان يحرص على الاستسماح من عائلته لأنه عندما كان يذهب في مهمات كان أحيانا يقضي فترات زمنية طويلة بعيدا عن عائلته، الانسان الجاد في كل ما يُوكل إليه في كل عمل، في كل مهمة، والموفق والناجح.
هذه بعض المواصفات الشخصية، لكن معها وقبلها وبعدها وفوقها وتحتها الصادق المخلص النقي، لأنه كل شيء بالنهاية مرجعه الإخلاص، إذا كان يوجد إخلاص فإنه يحصل نجاح، إذا كان يوجد إخلاص فإنه يحصل هناك توفيق، إذا كان يوجد إخلاص فإنه تحدث بركة بالعمل، إذا كان يوجد إخلاص فإنه يحدث القبول من الله سبحانه وتعالى.
نأتي إلى المهام، التقرير ذكر مجموعة مهام، بطبيعة الحال الإخوان عندما يلتحقوا حتى بالثمانينات وأوائل الثمانينات، كان كل الشباب يذهبون إلى دورة المقاتل 30 يوما، في ذلك الوقت ربما كانت 45 يوما، وثم يتم فرز الإخوانـ جزء يذهب إلى العمل العسكري وجزء يذهب إلى العمل الأمني وجزء يذهب للأعمال الأخرى، الحاج صالح نتيجة شبابه وذكاءه وشخصيته كان أنسب للعمل الأمني، طبعا هناك كثر من الإخوان شخصيتهم وذكاءهم وحتى قامتهم أنسب للعمل العسكري، وهناك ناس يناسبهم العملين.
بكل الأحوال كان الاختيار ان الحاج صالح يسير في المسار الأمني، ولذلك هو من الإخوة الأمنيين في المقاومة، طبعا حتى عندما نقول الإخوة الأمنيين، لكنه تلقى دورات عسكرية متعددة وبعضها دورات عسكرية عالية ودورات أمنية متعددة وعالية ودورات إدارية متعددة وعالية ودورات ثقافية متعددة وعالية.
هو نما وتعلم وراكم تجربة وحصل على خبرة ودرس بقلب المسيرة في قلب المقاومة، الحاج صالح من النماذج في حزب الله التي تدرجت من مجاهد إلى أن أصبح أحد القادة الأساسيين في مسيرتنا وفي مقاومتنا، وبعيدا عن الضوء، بعيدا عن الإعلام، هذا التدرج الطبيعي طلع تدرج طبيعي جدا.
بطبيعة المهام كون المهام أمنية أنا لن أستطيع التفصيل، لكن سأكتفي بعناوين ولو كان فيها تكرار لما ورد في التقرير.
نتيجة الخبرة والكفاءة والمعرفة والذكاء الذي يمتلكه في المجال الأمني وفي مجال أوسع من المجال الأمني، الحاج صالح ساعد وكان أساسي إلى جانب الحاج عماد رحمة الله عليه، إلى شهادة الحاج عماد بمجموعة كبيرة من الملفات، بموضوع المساهمة بوضع الاستراتيجيات، أهداف، سياسات عامة، خطط، البرامج، هيكليات، الشروح التنظيمية، الأنظمة الداخلية، لأنه كان لديه عقل كبير في هذا المجال أي قدرة تخطيط عالية، أيضاً في مجال التدريب، كان من جملة الأساتذة والمدربين الذين تربى على يديه أجيال، وعمل في مجال ملفات التقييم تقيم المعلومات، كُلنا نعرف أنه أهم أمر بالعمل الأمني هو التقييم، هناك ادارة مصادر معلومات، خيث تصل معلومات علنية ومعلومات غير علنية، لكن الأصل أين؟ كل هذا سيذهب إلى التقييم لأنه سيبنى عليه، الدماغ العقل بالعمل الأمني هو بالتقييم، هو قام بهذه الوظيفة لمدة طويلة من الزمن.
تولي مسؤولية ملفات تنفيذية مباشرة، يعني إدارية في العمل الأمني، كان له مساهمته سواء في مرحلة لبنان أو في مرحلة سوريا، لأنني سأتحدث عن مرحلة سوريا، المساهمة في تفكيك الشبكات الأمنية الاسرائيلية، وكشف الكثير من العملاء ضمن تشكيلة العمل الأمني، وأيضاً دور أساسي في مواجهة الجماعات الإرهابية في البعد الأمني وموضوع السيارات المفخخة، التي كانت تأتي إلى لبنان وحتى داخل سوريا، وخصوصا تلك التي حاولت أن تستهدف منطقة السيدة زينب عليها السلام والعاصمة السورية دمشق، هذه ملفات كلها عمل عليها بالمرحلة اللبنانية.
طبعاً كان من القادة ة الأساسيين في أثناء إدارة أخونا الحاج عماد الحاج رضوان رحمة الله عليه، للعمل الأمني في المرحلة الأولى والعمل الجهادي بشكل عام في المرحلة الثانية، إلى شهادة الحاج عماد، مجموعة من الملفات والوحدات الأمنية تولاها بعد الحاج عماد الأخ السيد ذو الفقار الشهيد السيد مصطفى بدر الدين، كان الحاج صالح رئيس أركانه وكان المنسق الأساسي معه بين مجموعة الوحدات والملفات التي كان يتابعها السيد مصطفى بدر الدين، إلى أن بدأت الأحداث في سوريا، بدأت الأحداث في سوريا وسأعود إليه بعد قليل، نحن علناً قررنا أن نكون في سوريا على قاعدة " نكون حيث يجب أن نكون".
وكُنا في سوريا، كُلنا يتذكر الحرب الكونية التي بدأت في سوريا، وكلنا يتذكر الأشهر الأولى والسنة الأولى والثانية، السنوات الأصعب في الصراع في سوريا، من خلال رؤيتنا وفهمنا لطبيعة هذه المعركة، طبعا هذه النقطة كانت نقطة خلاف بالعالم العربي وفي العالم الاسلامي ،وحتى بين الأصدقاء والحلفاء، وهي الأحداث لاحقاً ومسار الأمور والمستندات والوثائق والاعترفات والتصريحات التي تصدر لاحقاً عن مسؤولين وقادة كبار في العالم وفي المنطقة، هي التي تكشف لاحقاً من الذي كانت رؤيته صحيحة في البداية، هذا الذي ثبت بحقيقة الأمر في كل الأحوال، طبيعة المعركة في سوريا احتاجت إلى أن يذهب من لبنان من حزب الله مجموعة كبيرة، عدد كبير من الإخوة المجاهدين، ويتقدمهم قادة عسكريون وقادة أمنيون، لأن المعركة كانت متعددة الأبعاد، العسكر كان له دور أساسي في هذه المعركة والأمن كان له دور أساسي في هذه المعركة، لكن طبعا جزء يكون ظاهر وجزء لا يكون ظاهر.
من البداية أيضاً تولى المسؤولية العامة الأخ الشهيد السيد ذو الفقار رضوان الله تعالى عليه، وفي الفريق الأمني منذ اليوم الأول كان الحاج صالح أساسياً في هذا الفريق، في سوريا أيضاً تولى مجموعة من الملفات تحت غشراف الشهيد القائد السيد ذو الفقار وبعد شهادة السيد ذو الفقار تولى هو المسؤولية المباشرة، لأنه لم يعد يوجد فوقه مسؤول، صارت علاقته مباشرة.
من جملة الملفات والعناوين التي تولاها خلال ومن بدايات الأحداث، نتحدث بالحد الأدنى من عشر سنوات 11 سنة 12 سنة، الحاج صالح غادر لبنان إلى سوريا وبقي هناك، وعاد به مرضه فقط، وهو حتى اللحظة الأخيرة إلى لحظة الوفاة كان هو مسؤول هذه الملفات من قبل حزب الله في سوريا.
موضوع مواجهة الجماعات التكفيرية أمنيا ومعلوماتيا، كشف هذه الجماعات، خصوصا ما تقوم به على مستوى العمل الأمني والعمل السري، المساهمة في كشف الجواسيس الإسرائيليين، ونتيجة الأحداث في سوريا مُنحوا فرصاً، خصوصا في مناطق المسلحين، وثم دخلوا إلى مناطق الدولة، كشف العديد من هذه الشبكات هذا كله طبعا بعيداً عن الاعلام، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية السورية، تنسيق مع الأجهزة الأمنية السورية من خلال قادة أساسيين أيضا من حزب الله، من الملفات المهمة جدا التي أُوكلت إليه هو ملف حماية منطقة السيدة زينب عليها السلام، مقام السيدة زينب عليها السلام.، ونحن نعرف أن هذا المقام كان هدفا للتكفيريين الإرهابيين، وكان هناك نوايا حقيقية لتدمير هذا المقام كما فعلوا، شاهدنا في سوريا والعراق ماذا فعلوا، في كل الأماكن التي وصلت إليها أيديهم حيث يوجد مسجد أثري، حيث يوجد لأن هؤلاء لديهم عداوة مع التاريخ ومع الحضارة ومع الفن، حيث يوجد كنيسة، حيث يوجد مقام، حيث يوجد مرقد لوليٍ صالح، حيث يوجد مقام لنبي، كله دمروه لا يوجد مكان وصلوا إليه إلا ما تم تدميره وتفجيره، وتحت الشاشات والكاميرات وبالتكبير أيضا، أحد الأهداف الأساسية في المعركة في سوريا خصوصا في السنوات الأولى لبعض الجماعات التكفيرية،التي تحمل فكر وهابي متطرف، هو كان تدمير مقام السيدة زينب عليها السلام، وما يمكن ان نصل جميعنا نعرف ما الذي فعلوه بمقام الصحابي الشهيد حجر بن عدي.
طبعا كل الذين قاتلوا في دمشق وفي منطقة السيدة زينب الآن صار اسمها مدينة السيدة زينب هم ساهموا في حماية هذا المقام، لكن لاحقا صار مطلوباً اجراءات طبيعية بعد إذن الدولة السورية والأجهزة الأمنية المعنية، إخواننا تولوا مسؤولية هذا الملف بالتعاون أيضاً مع الشباب السورييين، ومنذ ذلك الوقت يَنعم هذا المقام بالأمن والحماية، وقد تعرض عدة مرات لسيارات مفخخة تم كشفها قبل ان تصل إليه، ولعدة مرات أيضا أيضا لقصف تم مواجهته لإسكاته، هذا كان وعلى كل حال الحاج صالح كان يعتبر ان الشرف العظيم الذي حصل عليه في هذه الدنيا، هو أنه تولى هذه المسؤولية الشريفة، مسؤولية حماية مرقد ومقام السيدة زينب عليها السلام في جوار دمشق.
من أهم الملفات أيضاً التي كانت مُوكلة إليه هو موضوع ملف المفقودين، ليس فقط أجساد الشهداء كما ورد في التقرير لا، الأسرى الذي كان معلوماً أنهم أسرى، وهناك إخوة مفقودون في سوريا، نحن لا نعلم حتى الآن هل هم أحياء أم هم شهداء، وأيضاً ملف أجساد الشهداء المفقودة، يعني هناك شهداء سقطوا في اأماكن عمليات وبقوا هناك وأخذهم المسلحون.
هذا الملف كله كان أيضاً مسؤولية الحاج صالح بالتعاون مع إخوة آخرين، وتحققت فيه الحمد لله انجازات كبيرة وصرنا في النهاية، لكن ما زال هناك جزء من هذا الملف قائم وعالق.
بالمرحلة السورية استمرت إلى وفاته خلال المراحل السابقة وفي المرحلتين اللبنانية والسورية، كان إلى جانب الشهيد القائد الحاج رضوان، وإلى جانب الشهيد القائد الحاج السيد ذو الفقار، وأيضا إلى جانب الشهيد القائد العزيز الحاج قاسم سليماني، كان له اطلالة على ملفين، على الملف الفلسطيني والعلاقة مع الفصائل الفلسطينية، وايضا على الملف العراقي في مرحلتين، في مرحلة المقاومة العراقية المباركة بعد 2003 وحتى العام 2011، وبين هلالين أنا أقول دائما أن هذه المقاومة العراقية هي مقاومة مظلومة، لأن الانجاز العظيم الذي حققته هذه المقاومة العراقية الشريفة في طرد قوات الاحتلال الأمريكي، وفي الحاق الهزيمة التاريخية بالمشروع الأمريكي بالنسخة التي هي نسخة جورج بوش، لم يُسلط عليها الضوء ولم تعطى حقها، لا من العراقيين أنفسهم ولا من العالم، هذه بين هلالين، وأيضاً في مرحلة داعش، في مرحلة داعش وفي الأيام الأولى والأسابيع الأولى لإلحاق قادة عمليات من لبنان بالإخوة الأعزاء المجاهدين في فصائل المقاومة العراقية والحشد الشعبي في العراق.
هذه ملفات أطل عليها الحاج صالح وقضى شبابه، لانه عندما نقول نحن أن هناك شاب دخل إلى مسيرتنا عمره 15 سنة، 14 - 15 - 16 سنة، وإلى آخر لحظة من لحظات عمره، حتى عندما مرض أنا تحدثت معه لأنه بعد شهادة السيد ذلفقار رحمة الله عليه كانت علاقته مباشرة معي، وأنا كُنت أقول له: حاج لا توجد مشكلة أن نُسلّم شخص آخر لِينوب عنك، وأنت أعطي كل جهدك إلى صحتك ومرضك ووضعك، لأنه كانت إصابته بالمرض العضال، لكن هو كان يرفض، هو لم يقعده حتى المرض حتى آخر لحظة، يطلع ويداوم ويتابع وحتى إذا جاء إلى هنا يتابع، لم يترك مهمته لحظة واحدة على الإطلاق، وحتى مرضه هو أخفاه عن كثيرين، هو تعايش مع مرضه بالصبر والكتمان مثل كل شبابه وكل عمره، الكتمان انسحب حتى على المرض، كثر لم يكونوا يعلموا ان الحاج صالح مريض، واحتسب هذا الأمر بينه وبين الله سبحانه وتعالى، ولم يكن يشكو على الإطلاق، في أكثر من مرة أنا جلست معه بعد مرضه، كان مبتسما راضيا ضاحكا مستبشرا، طبعا كان يتمنى الشفاء، نحن كلنا جميعا كنا نتمنى له الشفاء، ليعطى فرصة أكبر في الخدمة في الجهاد، في العمل، في العبادة، في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، في خدمة أمته وقضيته، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يختاره من بيننا في مثل هذه الأيام.
اليوم كما كل الشهداء الذين فقدناهم، كما كل الأحبة الذين رحلوا عنا، وكانت أيام حياتهم تَضج بالعمل بالجهاد بالعنفوان بالعطاء، بعد رحيلهم تبقى عطاءاتهم تبقى انجازاتهم، ما نَنعم فيه اليوم في مثل هذه السنوات والأيام وما عشناه على مدى عقود من انجازات وانتصارات، الفضل بعد الله سبحانه وتعالى هو لهؤلاء القادة، لهؤلاء المجاهدين، لهؤلاء المُضحين، سواء كان الناس يعرفونهم أو كانوا لا يعرفونهم، الحاج عماد مغنية من كان يعرفه؟ كانوا يسمعون بإسمه، يسمعون بإسمه من الأميركان، الأميركان كانوا يتحدثون عن عماد، لكن في الداخل وفي البلد من كان يعرف صورة الحاج عماد مغنية؟ عرفه الناس بعد شهادته، السيد ذوالفقار أيضًا عرفه الناس بعد شهادته، كثيرون من قادتنا الشهداء عرفهم الناس بعد شهادتهم أو بعد وفاتهم، بعد رحيلهم، الحاج صالح من هذا النوع.
حسنًا، هذه الإنجازات الموجودة الآن بين أيدينا، سأدخل منها لكلمة عن سوريا، كلمة عن فلسطين وأختم بكلمة عن لبنان، بالإختصار الممكن إن شاء الله.
هذه الإنجازات، هذه العطاءات، هذه المسيرة التي ستستمر، التحديات التي نُواجهها، الواجبات التي سنحملها على أكتافنا، لكن أنا ببالي شيء أريد أن أقوله بالمقدمة لتلك العناوين، للأسف عندنا في لبنان أنا كنت ألاحظ مثلًا، عندما تحدثت بذكرى قادتنا الشهداء، السيد عباس، الشيخ راغب، الحاج عماد، أغلب الحديث كان له علاقة بلبنان وله علاقة بالموضوع الإسرائيلي، لكن مثلًا عندما تحدث بذكرى الشهيدين القائدين العزيزين الحاج قاسم والحاج أبو مهدي المهندس، تحدثت عن الوضع بالمنطقة، الوضع الإقليمي، وفي النهاية عرّجت على الوضع اللبناني، لاحظت أن وسائل الإعلام والصحافيين والمعلقين أن السيد يتحدث بالوضع الإقليمي ووضع المنطقة وهنا في لبنان ماذا؟ إننا نتحدث في الوضع اللبناني، على كل حال الاثنين تحدثنا بالوضع اللبناني وأمس تحدثنا بالوضع اللبناني، لكن الملاحظة التي أُريد أن أقولها، هنا إما الالتباس أو التسطيح (السطحية)، هناك أناس في لبنان يتصورون أن لبنان هو جزيرة في قلب المحيط الأطلسي أو الهادئ أو الهندي وليس له علاقة بكل الذي يحصل في المنطقة، هذه بديهيات، للأسف الشديد أن البلد الذي يقال أن الجميع فيه يتحدث بالسياسة ويحلّل ويعمل في السياسة والجميع فيه يفهم بالسياسة حتى الفتيان والفتيات الصغار، أحيانًا نجد أن هنالك بديهيات تحتاج لنقاش، الذي اسمه أن لبنان يتأثر جدًا بكل ما يجري حوله في المنطقة، ما يتأثر جدًا بكل ما يجري في العالم لأنه نحن جزء من المنطقة والعالم ويتأثر بما يجري في المنطقة وبشكل أساسي في دول الجوار، وأهم جوار للبنان من؟ سوريا وفلسطين، بالتالي ما يجري في سوريا، الحديث عن سوريا، عن حاضرها وعن مستقبلها هو حديث عن حاضر ومستقبل لبنان، الحديث عن حاضر ومستقبل فلسطين هو حديث عن حاضر ومستقبل لبنان، لكن لأن هناك أناس هم بموقع سياسي مختلف وفي رؤية مختلفة، فهو يحاول أن يتعاطى أن لبنان غير معني بكل هذا الذي يجري في جواره، لكن إذا ذهبنا نحو الخليج يصبح معنيًا، معني بالعلاقة ومعني بالصداقة ويصبح لبنان جزءًا من المنطقة العربية، سوريا ليست من المنطقة العربية والعالم العربي؟ الشعب الفلسطيني ليس جزءًا من المنطقة العربية والعالم العربي؟ العالم العربي يقفز فوق سوريا ويقفز فوق فلسطين؟
على كلٍ، نحن معنيين أيضًا بهذه الدول المجاورة أولًا بالمسؤولية الإنسانية، بالمسؤولية الأخلاقية، بالمسؤولية القومية، بالمسؤولية الدينية، وأيضًا بالمسؤولية الوطنية اللبنانية، لأن هذا كله له انعكاس على بلدنا. مؤسف أننا نحتاج إلى استدلال، يعني مثلًا لو بهذه الحرب الكونية سوريا سقطت بيد داعش وجبهة النصرة والمتطرفين والإرهابيين والمتشددين، الذباحين، المدمرين، المهدمين، أين كان لبنان وشعب لبنان وكيان لبنان ودولة لبنان والناس في لبنان وكل شيء في لبنان؟ أصبح لنا عشر سنوات نتحدث بذلك، ويبدو أنه سنظل نتحدث به.
سوريا آمنة مستقرة، وضعها صحيح، وضعها سليم، غير محاصرة، تنمو اقتصاديًا، هذا كم له تأثيرات عظيمة على لبنان، بالأمن وبالإقتصاد وبالحياة. سوريا محاصرة له تأثير على لبنان، سوريا غير آمنة له تأثير على لبنان، أيمكن لأحد أن يناقش بهذه الحقيقة، الذي يناقش بهذه الحقيقة هو خارج الجغرافيا وخارج التاريخ وخارج الماضي والحاضر والمستقبل، يعيش بمكان آخر.
فلسطين نفس الشيء، كل ما يجري في فلسطين له تأثير على بلدنا وعلى سيادة لبنان وأمن لبنان ومستقبل لبنان وحاضر لبنان. تصوروا إسرائيل مقتدرة وقوية وعظيمة وقادرة أن تفرض شروطها على كل المنطقة، ماذا يكون وضع لبنان؟ أيحصل شيء؟ كل يوم يكون هنالك قتل ودمار وخطف مثل ما كان يحصل بعد 48، أكان اللبنانيون يحلمون بنفط وغاز؟ أيحلمون حتى بالماء؟ تصوروا مثلًا هناك بجوارنا فلسطين بدون "إسرائيل"، تصوروا! لبنان في جواره فلسطين بدون "إسرائيل"، هناك بعض الناس يُخمنون أن هذا حلم، هذا ليس حلمًا، هذا حقيقة آتية وقريبة إن شاء الله. هذا ما انعكاسه على لبنان؟ تصوروا مثلًا لبنان وليس في جواره دولة إسمها "إسرائيل"، أكتفي بهذا المقدار لأنه سنتحدث كلمتين بالملفات.
الشاهد، أحببت أن أقول أنه عندما نتحدث عن سوريا نحن أيضًا نتحدث عن مصير لبنان وشعب لبنان ومستقبل لبنان، وعندما نتحدث عن فلسطين نفس الشيء.
نتحدث أولًا عن سوريا التي قضى فيها قائدنا الفقيد العشر سنوات الأخيرة من عمره المبارك وحتى أيامه وساعاته الأخيرة. نحن بهذه المرحلة طبعًا عندما ننظر إلى الماضي قليلًا نعرف أنه نحن أمام إنجاز ضخم، فشل الحرب الكونية على سوريا، هذا المشروع هُزم، هُزم عسكريًا حتى الآن، هُزم أمنيًا، هُزم سياسيًا بدرجة كبيرة جدًا، أنا لا أتحدث هنا عن نصر كامل في سوريا، لأنه ما زال هناك مجموعة أماكن عالقة ومجموعة ملفات عالقة وما زال التحدي قائمًا. من هذا الموقع الحالي أنا أُحب أن أطل على بعض النقاط، أنا كنت دائمًا أبحث عن فرصة لأتحدث عن بعض هذه النقاط التي لها علاقة بسوريا، الآن مناسبتها هو أخونا الحاج صالح.
النقطة الأولى، الكل يعرف ما أهمية سوريا تاريخيًا وجغرافيًا وبالواقع المعاصر هذا لا يحتاج إلى استدلال، من أجل أن نحتصر الكلام، أهميتها بما هي هي وأهميتها الإقليمية وأهميتها بالمنطقة. أيضًا كلنا نعرف موقع سوريا منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي وخصوصًا في الخمسين سنة الماضية، حيث هناك موقع أساسي في الصراع العربي الإسرائيلي، موقع حاسم، حيث هناك جبهة صمود وتصدي، حيث هناك رفض للإستسلام هناك سوريا، والآن حيث هناك جبهة مقاومة ومحور مقاومة هناك سوريا. لذلك سوريا دائمًا كانت أساسًا في جبهة الصراع مع العدو وأساس في جبهة المقاومة ومحور المقاومة وهي ما زالت كذلك رغم الحرب الكونية وستبقى هكذا إن شاء الله. لماذا أتحدث بهذه النقطة، لأنه أُريد أن أعالج شيئًا يُعمل عليه كل مدة ومدة بالإعلام وبالتحليل السياسي. عندما نشاهد أن الجبهة هدأت في سوريا، الأوروبيون بدأوا يصبحون قليلًا أقل سلبية، بعض الدول العربية بدأت بالإنفتاح على سوريا وبدأت بإرسال وفود إلى سوريا، يخرج كثر من المحللين السياسيين والمعلقين السياسيين يبدأون بالحديث عن أن سوريا سيتم إستعادتها إلى الحضن العربي وستخرج من محور المقاومة، طبعًا هذه مغالطة، هذا غير صحيح، ولذلك أنا مُضطر أن أتحدث بهذا الموضوع بالإعلام لأنه هذا عادة يُطرح بقوة وفي مفاصل متعددة بالإعلام، لأقول لكل قوى محور المقاومة لكل شعوب محور المقاومة لكل مؤيدي محور المقاومة لا تُصغوا إلى هذه التحليلات الضعيفة والسخيفة، سوريا هي في قلب محور المقاومة، سوريا في السنة الثانية للحرب الكونية عليها وعندما كان القتال في قلب دمشق وفي قلب حمص وفي قلب حلب، يعني في المدن الكبرى والأساسية، في قلب المدن كانت الحرب، عُرض على سوريا أن تتخلى عن موقعها التاريخي في الصراع مع العدو الإسرائيلي وعن موقعها في محور المقاومة، والقيادة السورية رفضت ذلك بشكل قاطع وتحملت كل تبعات الحرب، وبعد ذلك أُعيد هذا العرض بمغريات طويلة عريضة ورفضت سوريا، القيادة السورية والدولة السورية عندما كان السكين على رقبتها رفضت أن تُغادر موقعها التاريخي فكيف الآن وهي منتصرة، هذا ليس واردًا على الإطلاق. القراءة الصحيحة هي من ناحية أخرى، إنّ مجيء وفود عربية وانفتاح عربي أو انفتاح أجنبي على سوريا هو اعتراف بإنتصار سوريا، هو إعلان عن اليأس، هؤلاء الذين كانوا يجتمعون باسم مؤتمر أصدقاء سوريا، 124 دولة من دول العالم، هو تعبير عن اليأس أن هذه الدولة باقية وهذه القيادة باقية وهذه سوريا باقية، تعالوا وتعاطوا معها بشكل طبيعي، طبعًا نحن في حزب الله وبقية القوى من أحبائنا وأخواننا وأصدقائنا في محور المقاومة، عندما نَرى وفودًا عربية رسمية أو وفودًا غربية رسمية في دمشق نَشعر بالسعادة، هناك أناس ماذا يُخمنون؟ أننا نخاف أو نقلق، لا، لا، علاقة الثقة القائمة بهذه القيادة وبموقفها وبموقعها والذي تَعمّد بالدم في محور المقاومة، محور المقاومة قاتل في سوريا، ليس فقط اللبنانيون، فصائل فلسطينية قاتلت في سوريا، فصائل عراقية قاتلت في سوريا، إخوة آخرون جاءوا، الإخوة من إيران جاءوا، هذه المعركة عزّزت أواصر الثقة، نحن نعرف بعضنا أكثر من أي زمن مضى، ولذلك لا تسمحوا لأي محلل سخيف ولأي أحد أو أحد يريد أن يشن حربًا نفسية أو أحد يريد أن يُنشئ تصدع أو تشكيكات أو مشاكل وهذا يعملون عليه بالمناسبة، في شبكات التواصل الاجتماعي، في الجيوش الالكترونية، في بعض الفضائيات.
لا، نحن سعداء بعودة العالم العربي إلى سوريا. البعض يستخدم مصطلح إعادة سوريا إلى العالم العربي، إعادة سوريا إلى الحضن العربي، الآن بمعزل ما هو الحضن العربي، وكم هناك من شعوب في المنطقة عانت من الحضن العربي، أقصد الحضن الرسمي، بكل الأحوال، الصحيح هو عودة العرب إلى سوريا، عودة العالم العربي إلى سوريا، سوريا لم تثغادرهم بل هم غادروها، سوريا لم تغادر الجامعة العربية، هم أخرجوا أنفسهم والجامعة العربية معهم، ولذلك عندما يَعودون إلى سوريا بالعكس كل محور المقاومة سيكون سعيدًا جدًا، من الجمهورية الإسلامية في إيران إلى آخر مقاوم في فلسطين، إلى اليمن، إلى العراق، إلى لبنان، إلى كل جبهة المقاومة في منطقتنا، هذه نقطة أحببت أن أحسمها، ولذلك بالأيام القادمة، بالأشهر القادمة، بالسنوات القادمة، والله العرب أكملوا باتجاه سوريا أهلًا وسهلًا، طبعًا هناك مشكلة بهذا الموضوع أيضًا كمعلومات أحب أن أقولها لكم، تعرفون بمرحلة من آخر سنة من رئاسة ترامب، بعض الدول العربية خصوصًا الخليجية أقبلت على سوريا وجاءت تريد أن تفتح سفاراتها في دمشق، وقتها اضطر وزير خارجية ترامب بومبيو اضطر أن يأتي ويعمل "برمة" على كل دول الخليج والدول العربية لِيمنع العلاقة وفتح السفارات وإعادة العلاقات مع سوريا، وحتى الآن الإنسان يشعر بأن لدى الكثير من الدول العربية بِمعزل عن الأسباب، لدى الكثير من الدول العربية رغبة بإعادة العلاقات مع سوريا وفتح سفاراتها في سوريا وتطبيع العلاقات مع سوريا، ولكن المانع هو المهيمن والمستكبر الأميركي، وحتى بعد الزلزال شاهدتم الأميركي، وزارة الخارجية والبيت الأسود عندما شاهدوا إقبال وفود عربية، وزراء خارجية عرب ورؤساء مجالس عرب تحدثوا بصراحة أن هذا مسموح فقط بسقف التعاطف الإنساني، أنه موضوع الزلزال، أكثر من ذلك انتبهوا غير مسموح لأحد أن يُكمل، لأن المشكلة بسوريا مع أميركا ما زالت قائمة، أعود لها لاحقًا.
النقطة الثانية، لها علاقة بما يمكن أن يجري من تطبيع علاقات في المنطقة، أوسع من المدى العربي، حتى في الموضوع التركي، بالعكس أنا أعرف من أنفسنا وبقية محور المقاومة سنكون سعداء، لأنه أي جبهة يتم إغلاقها جبهة قتال داخلي في الأمة، يجب أن نكون سعداء لإغلاقها، إذا يمكن معالجة ما يجري في شمال سوريا من خلال التفاوض، من خلال اللقاءت الروسية الإيرانية السورية التركية يكون أفضل، إذا يُعالج من دون دم يكون أفضل، كم يكون مدى الأزمة قصير يكون أفضل، ولذلك أيضًا هذه النقطة هي ليست نقطة قلق عند أحد بالعكس، والأهم بالعنوان الأول وبالعنوان الثاني أننا نتحدث هنا عن سوريا منتصرة، عن سوريا قوية، عن سوريا غير مهزومة، عن سوريا غير ضعيفة بالرغم من المعاناة، وعن سوريا التي هي جزء من محور مقاومة قوي في المنطقة ومتقدم في المنطقة، وعندما تكون قويًا لا تخاف لا من حوار ولا تخاف من تطبيع مع خصوم طبيعيين، ليس مع عدو مثل "إسرائيل" ولا تخاف من أي خطوات سياسية أو دبلوماسية، عادة من يخاف من الحوار؟ الضعيف، يخاف من الحوار الذي حجته ضعيفة، الذي منطقه ضعيفًا، الذي منطقه قويًا ودليله قويًا وحجته قوية يقول تفضلوا فلنتحاور، قولوا ماذا عندكم ونقول ماذا عندنا ونرى إلى أين نصل.
النقطة الثالثة، بموضوع إيران وسوريا، لأن هذه الجيوش الالكترونية التي يعملون عليها خصوصًا على سوريا وعلى الشعب السوري وأيضًا الجيوش الالكترونية التابعة لدول الخليج ووسائل إعلام المعارضة السورية وبعض شخصياتها، الذين اليوم لم يعودوا مسموعين كثيرًا بالعالم، ليس مثل السنوات الأولى، لكن ما زالوا مستمرين بمعزل عن كم هم مسموعين أو لا، هناك محاولة دائمة خصوصًا بالسنوات الأخيرة وهذا جزء من العمل على إيجاد التباسات أو إشكالات في داخل جبهة ومحور المقاومة، محاولة القول أن إيران جاءت ساعدت سوريا وهي الآن تُسيطر على سوريا، هذه طبعًا أكبر نكتة، لكن هذا يقولوه، أنا لا أظن أنهم مصدقين، هم يعرفون أنفسهم يكذبون، لكن يقولوه بجدية وبألم... أن إيران تُهيمن على سوريا وتسيطر على سوريا وتمسك بالقرار السوري، وأن القيادة السورية لا تقدم على أي خطوة سياسية أو أمنية أو عسكرية أو علاقاتية أو دبلوماسية إلا بعض أخذ الموافقة من طهران وما شاكل، طبعًا هذا كذب وهذا تزوير وهذا تضليل، وهذا طبعًا محاولة لتحريض بعض الشعب السوري الذي طبعًا حريص على سيادة وطنه وسيادة دولته وعلى قيادته، باختصار أنا من موقع القريب جدًا من العلاقة، يعني أنا لست جالساً بعيدًا وأحلل وأقرأ التقارير، أنا في قلب هذه العلاقة، بين حزب الله والقيادة السورية وبين القيادة السورية والقيادة في الجمهورية الإسلامية، وبين الدولة السورية والدولة الإيرانية، أنا في قلب وعمق هذه العلاقة وأنا أقول لكم بكل صدق، طبعًا هناك أناس الذين عقولهم استعمارية لا يمكن أن يستوعبوا هذا الكلام، أقول لكم بكل صدق سوريا والقيادة السورية تُمارس كامل سيادتها وكامل حريتها وهي التي تأخذ كل القرارات التي تريد، أحيانًا الإخوة في إيران إذا عندهم اقتراح يطرحوه على القيادة السورية ولكن هي التي تقرر، إذا القيادة السورية أحبّت أن تستشير أحد من أصدقائها تستشير، ولكن هي التي تأخذ القرار وهي المعنية بالصغيرة والكبيرة، وأي كلام عن هيمنة لإيران في سوريا، عن تسلط لإيران في سوريا، عن تدخل إيراني في سوريا، بالقرار السياسي أو الحكومي أو الإقتصادي أو المالي، أبدًا ليس له أي أساس من الصحة، هنا عندما أقول بعض الناس الذين عقولهم استعمارية لا يستوعبوا هذا الموضوع، لأنهم معتادين في العالم إذا جاءت دولة تساعد دولة يعني تريد أن تصبح لاحقًا جزءًا من القرار، جزء من الحاكمية، جزء من السلطة، هذا موجود في العالم، الجمهورية الإسلامية لا تمارس هذا السلوك على الإطلاق، على الإطلاق لا تمارس هذا السلوك، يعني قربة إلى الله؟ نعم قربة إلى الله، هذه هي التي لا يستطيع أحد فهمها، ماذا يعني قربة إلى الله؟
الجمهورية الإسلامية وقيادة الجمهورية الإسلامية، عندما رأت الحرب الكونية على سوريا وأخذت هذا الموقف التاريخي إلى جانب سوريا من أجل الحفاظ على سوريا، من أجل منع سقوط سوريا في دائرة الهيمنة الأميركية أو التدمير الداعشي، من أجل تبقى سوريا لشعبها، من أجل أن تبقى سوريا للأمة العربية في الصراع العربي الإسرائيلي، من أجل أن تبقى سوريا لشعب فلسطين وللمقدسات في فلسطين، من أجل أن تبقى سوريا لكل محور المقاومة، هذه أهداف عظيمة إلى حد لا تستاهل أن تقف إيران إلى جانب سوريا دون أن تتطلع إلى أن تصبح أو أن تتدخل لا في تشكيل حكومة ولا في انتخاب وزراء ولا في تدخل بالقانون ولا بالدستور ولا بالانتخابات الرئاسية ولا بما يقوم به الرئيس الأسد أو القيادة السورية، هذا حقيقة الأمر. وأنا أقول لكل من يستمع إلى سخافات وشائعات وتحليلات من هذا النوع، كذبوها واحملوها على سوء الظن. الآن مثلًا واحدة من الحجج العربية أنه فلنذهب إلى سوريا لنستنقذها من إيران، يا أخي أهلًا وسهلًا بكم تعالوا إلى سوريا، بعض الأنظمة العربية تخوض معارك وهمية، تضع أهداف وهمية، تفترض جبهات وهمية، هناك هدف وهمي مثل المعركة التي تخوضها الآن أميركا وإسرائيل الذي إسمه السلاح النووي بإيران، إيران لو تريد أن تخترع سلاحًا نوويًا كانت اخترعته منذ زمن، إيران أصلًا لا تريد اختراع سلاحًا نوويًا، تأتي أميركا وإسرائيل والغرب ويفتحون جبهة طويلة وعريضة لمنع إيران من صنع سلاح نووي الذي لا تريد أن تصنعه إيران، هذا ما إسمه؟ هذه معركة خيالية، بعض العرب في سوريا عاملين معركة خيالية، استنقاذ سوريا، يا أخي أهلًا وسهلًا بكم تعالوا وانفتحوا على سوريا، رتبوا العلاقات معها وافتحوا سفاراتكم في دمشق وفكوا الحصار عنها واستنقذوها من إيران، وأنا أقول لكم سلفًا الإيرانيين فرحين ولن يكونوا حزينين، تمام؟ هذه أيضًا نقطة لها علاقة بسوريا.
من النقاط التي لها علاقة بسوريا، النقطة الأخيرة، التي هي استمرار المواجهة، اليوم بالحد الأدنى بالعقود التي عشناها نحن، يعني أنا وإياكم وعاصرناها لسوريا، سوريا خارج دائرة الهيمنة الأميركية، خارج دائرة النفوذ الأميركي، خارج دائرة السيطرة الأميركية، سوريا ليست فاتحة حرب مع أميركا ولكن ليست خاضعة لأميركا، تشتغل مصلحتها وهي تقدر الموقف، بزمن الرئيس الراحل حافظ الأسد كانت هكذا وبزمن الرئيس الحالي الدكتور بشار الأسد هي هكذا، هذا واقع سوريا، لكن دائمًا سوريا كانت محط نظر الولايات المتحدة الأميركية والمشروع الأميركي لأهميتها ولأنها عقبة أمام كل المشاريع الأميركية الموجودة في المنطقة، لولا صمود سوريا التسوية كانت انتهت منذ زمن و"إسرائيل" أخذت ما تريد من المنطقة العربية منذ زمن، من بعد مدريد، لكن صمود سوريا هو الذي عطّل، دعم سوريا لحركات المقاومة هو الذي غَيّر كل المعادلات في المنطقة، بالتسعينات وبعام 2000 وعام 2010 والآن، ولذلك سوريا أصبحت هدفًا، كُلنا نعرف، الموضوع هنا ليس موضوع ديمقراطية وتغيير وربيع عربي، هذا أصبح من الواضحات، ووثائقه موجودة بالبنتاغون والمسؤولين الأميركيين أعلنوا عنه بوضوح، مشروعهم لإحتلال سبع دول، هذا بزمن جورج بوش الابن، واحدة من الدول التي كان من المفترض احتلالها هي سوريا، وكان مشروع احتلال سوريا قادم لو هُزمت المقاومة في لبنان 2006، لو هُزمت المقاومة في لبنان وانتصرت أميركا و"إسرائيل" في حرب 2006 كانت الخطوة التالية هي إحتلال سورية عسكريا من قبل الأميركيين والاسرائيليين، ولكن هذا سقط وفشل، جاءت النسخة الأخيرة الماضية والتي هي إستخدام الأنظمة العربية وأنظمة المنطقة والجماعات التكفيرية والإرهابية وحصل الذي حصل في سورية في السنوات الماضية، ولكن هل الأمريكيين تراجعوا عن الأمر؟
كلا، لم يتراجعوا، الاميركيين إلى الان فشلوا، كل الإعترافات والتصريحات لمسؤولين عرب ولمسؤولين أميركيين وللسفير الأميركي الذي تقاعد اليوم ويعمل بمركز أبحاث ويكتب مقالات ويجري مقابلات، هو يعترف وكتب بخط يده أنه هو الذي كان يقود اللجنة التي تدير ما سمي بالمعارضة وبالثورة في سورية، تَخيلوا أنه السفير الأميركي هو يدير الثورة السورية بين هلالين، هم الأميركيون من قاموا بإدارة المعركة، نعم من مَوّل، الأميركيون لم يدفعوا من جيبهم، لأن الصناديق العربية كانت كلها جاهزة ومولت، بايدن هو يتكلم وموجود على الأنترنت صورة وصوت يخطب، هو بصوته يعترف عن حجم مليارات الدولارات التي انفقتها الدول العربية في الحرب على سورية، حسنا، الأميركيون يكملون المعركة بأدوات مختلفة نعم، واحد من الأشكال التي يُكملون فيها، هي القواعد الأميركية في شرق الفرات، وهذا هو الذي يمنع تحرير شرق الفرات، بكل صراحة أقول لكم، الدولة السورية والجيش السوري وإذا إحتاج إلى حلفائه وأصدقائه أيضا هو قادر على تحرير شرق الفرات، إما عسكريا وإما سياسيا من خلال التفاهم مع القوى الكردية الموجودة هناك، والتي لِطالما جاءت لتتفاهم مع النظام ثم تدخل الاميركيون ومنعوا هذا التفاهم، القاعدة الأميركية في منطقة التنف على الحدود الاردنية العراقية السورية، ماذا يفعل الأميركيون هناك؟ هناك الأميركيون لديهم مجموعات من داعش والتكفيريين والإرهابيين لكي يعتدوا على الناس في الصحراء هم ويفتشون عن الكمأة، ويقتلونهم بالعشرات، وهنا بين هلالين رأيتم أنه في مذبحة حقيقية من أسابيع قليلة حصلت، أربعين إلى خمسين مواطن سوري مدني في بادية الشام يفتشون عن الكمأة، لأنها تنبت في الصحراء، جاءت داعش وذبحتهم وقتلتهم كلهم، هل تكلم أحد في العالم؟ هل نطق أحد في العالم؟ حدا توقف في العالم عند هذه المذبحة؟ هذا لا يعني لأحد شيء، هؤلاء من أين أتوا؟ ومن يرعاهم؟
أميركا التي تصنف العالم منظمات إرهابية، هي من ترعاهم وتحميهم وتسلحهم وتمولهم، حسنا، قاعدة التنف، ما زالت رعايتها للجماعات المسلحة في شمال سورية، أيضاً في الموصوع السياسي ما زالت تمنع التطبيع مع دمشق، والأخطر من هذا كله، قانون قيصر، الحصار والعقوبات الشديدة على سورية، وإستخدام هذا السلاح المر والمؤلم من أجل إخضاع الشعب السورية والقيادة السورية والدولة السورية، الخصم الحقيقي هناك هم الأميركان، الآن تتبدل أدواتهم وتتبدل أساليبهم وتتبدل برامجهم، لكن هذا التحدي ما زال قائما، ولذلك سورية وشعب سورية ما زالوا يحتاجون إلى مواصلة الصمود وإلى كل تعاون من قبل كل صديق وحليف وحريص ومخلص وصادق في العالم العربي والعالم الإسلامي وفي كل العالم، ونحن على ثقة بأن القيادة السورية والدولة السورية والجيش السوري والشعب السوري الذي تغلب على الحرب الكونية هو سيكون قادراً إن شاء الله وسيكونوا قادرين بالصبر والوعي وبالتمسك وبالتعاون وبالبحث عن حلول وبمساعدة كل صديق وكل حليف على تجاوز هذه المرحلة والخروج منها إن شاء الله دون خضوع ودون إستسلام، لأن التحولات في المنطقة والتحولات الدولية أيضا كلها تؤشر في هذا الإتجاه المتفائل، هنا لا نتكلم فقط أمانة، كلا، بل المعطيات، المعطيات الدولية والإقليمية، هذا الحصار وهذه الصعوبات وهذه المخاطر على سورية وعلى لبنان واليمن وإيران وفلسطين وعلى كل المنطقة، هذا لن يستمر، هذا سيكسر إن شاء الله.
حسنا، كلمة في الموضوع الفلسطيني وأخرى بالموضوع الإسرائيلي، بإعتبار هذه معركتنا الاولى منذ العام 1982، ويوجد من هو قبلنا وقبل ال1982، نحن نحسب أنفسنا منذ العام 1982، هذه معركتنا الأولى، معركتنا الأساسية منذ تأسيس حزب الله، اليوم ما يجري في فلسطين أيضا يجب أن يُتابعه اللبنانيون جيدا، لانه في التأكيد ينعكس على بلدنا، ينعكس بكل شيء على بلدنا، مهما يكن التحليل وتقدير الموقف، بالتأكيد له تأثير بالنسبة للبنان وله تأثير بالنسبة للمنطقة، لكن لأننا أصبحنا قريبين من نهاية الخطاب سأقوله بكلمات مختصرة، ما يجري في الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة هو تاريخي ومهم جدا، لست أنا من أوصف هكذا، انا خلال هذه الفترة كلها كنت أقرأ، تقريبا لم يبقى رئيس وزراء إسرائيلي سابق إلا وأدلى بدلوه، ورئيس أركان للجيش الإسرائيلي إلا وأدلى بدلوه، رئيس موساد سابق إلا ما أدلى بدلوه، رئيس شاباك سابق إلا ما أدلى بدلوه، مثقفين ومؤرخين وجوائز نوبل التي يحصلون عليها وأصحاب الجوائز، رجال أعمال كبار وشركات، الرئيس الحالي للكيان، ورؤساء سابقين ووزراء الدفاع ووزراء سابقين في مواقع مختلفة، بتعابير متفاوتة، لكن ترى إجماعاً، بالحد الأدنى عند من يعارض الحكومة الحالية، الحكومة الحالية أيضا تتكلم في بعض اللغات، مثلاً الذي تكلمنا به سابقا وأنه إذا أكملنا هكذا ليس معلوما هذا الكيان يبقى ثمانين سنة، لأنهم يعتقدون انه كان لديهم كيانين في التاريخ الماضي، الكيان الأول في زمن نبي الله داوود ونبي الله سليمان عليهما السلام، يعتبرون أنه لم يبقوا ثمانين سنة، وبعد ذلك إنتهى، الكيان الثاني في زمن الرومان أيضا لم يكمل إلى الثمانين سنة وإنتهى، والآن يتكلمون بنفس هذه المخاوف، طبعا هذا الحديث له أيضا خلفيات دينية، وثقافية، هذا من يتكلم به؟ ليس رجال دين يهود، هذا يتكلم به رئيس حكومة سابق ووزير دفاع سابق ورئيس أركان سابق، ورئيس كيان سابق، ورؤساء علمانيين هؤلاء، ولكن يستحضرون هذا التاريخ ويتكلمون به، وعندما يتكلمون عن التجربة التاريخية يقولون، أن الانقسام والصدام الداخلي والعامل الخارجي، حصل صدام داخلي بالتجربة الأولى بالخراب الأول، جاء بعد ذلك نبوخذ نصر من العراق ومسحهم، والمرة الثانية حصل صدام داخلي جاء الرومان ومسحوهم، والآن يقول لك بأن العامل الخارجي موجود، وهو صحيح موجود، والعامل الخارجي هو محور المقاومة الذي سيكون من أسباب سعادته وفخره أن يأتي اليوم الذي يخوض فيه كل هذا المحور معركة تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، العامل الخارجي موجود، وهذا هو اليوم مشكلتهم مع محور المقاومة، انا قبل عدة أيام في لقاء داخلي قُلت: أن ميزة ما نحن فيه الآن أنه في المنطقة محور للمقاومة جاد جدا وصادق جدا ومخلص جدا ومستعد لأعلى مستوى من التضحيات وليس مستعدا للتنازل أو الخضوع، وهدفه واضح هو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وإستعادة كل المقدسات الإسلامية والمسيحية، إذا هو يرى، العالم الخارجي موجود، الآن أتى العامل الداخلي، عندما ينظر إلى العامل الداخلي فإنه يستحضر التاريخ، حسنا يتكلمون بلغة الـ80 سنة أنه لا نستطيع أن نصل إلى الـ80 سنة، سأقول لكم الأدبيات، هناك ناس كُثر آخرين يتكلمون عن الخراب الثالث، يعتبرون أنه يوجد خراب أول، ويوجد خراب ثاني، الخراب الاول على زمن نبوخذ نصّر، ثم الخراب الثاني، الان الخراب الثلث آتٍ، طبعا أحد أسباب خوفهم من الشرق وخوفهم من الشرق الذي هو إيران وخوفهم من الشرق الذي هو العراق، لديهم عقدة نبوخذ نصّر، وأنا قرأت تذكرون مرة قبل عدة سنوات تكلمت لكم، أنا قرأت الكثير من الدراسات اليهودية والإسرائيلية في أميركا، كانت تشجع جورج بوش على تدمير العراق وتدمير الجبش العراقي والمجتمع العراقي بخلفية ماذا؟ بخلفية أنه من هنا سوف يأتي الخراب الثالث مثلما أتى الخراب الأول، يعني يوجد خلفية عقائدية ودينية في هذا الصراع، بكل الأحوال، يتكلمون بأدبيات الخراب الثالث، أنك انت يا نتنياهو تأخذنا إلى الخراب الثالث، وأيضا قرأت عن سقوط وإنتهاء الحلم الصهيوني، طبعاً هذه حقائق، الأمور صعبة جداً، الداخلية فيما بينهم، أحد الأسباب الرئيسية لهذه الوفود الأميركية، مستشار الأمن القوي ووزير الخارجية ورئيس الأركان، ووزير الدفاع الذي لم يستطع أن يدخل إلى تل أبيب وجلس في المطار وهناك قام بلقاءاته، لا أعرف بعد ذلك إذا تمكن من الدخول إلى تل أبيب، واليوم بحسب معلوماتي إلى الآن، كلهم أتوا من أجل ماذا؟ جاءوا في محاولة لِلملمة الوضع داخل الكيان، وأن يعالجوا هذا الشرخ الداخلي الهائل الذي يمكن أن يوصل إلى صدام دموي، بالأمس رأينا كيف أن الشرطة تقمع المتظاهرين وبقسوة وبشدة، هذا طبيعي لأن هذه هي طبيعتهم الحقيقية، بكل الأحوال الأميركيون آتين ليتدخلو بقوة، أولاً لِلم الوضع الداخلي، وثانياً لإقناع هذه الحكومة الغبية بأن لا تذهب إلى الصدام حتى النهاية مع الفلسطينيين، ولا أعرف إذا كانوا يتكلمون معهم بشيء له علاقة بالمنطقة، بكل الأحوال، يجب ان يُواكب هذا الموضوع، وهذا الموضوع طبعا بفتح آمالا كبيرة، النقطة التي أُريد أن أؤكد عليها هنا، أن ما وصل إليه الكيان اليوم، هذا ليس أسبابه وجذوره الخلافات الداخلية، بل الصمود في المنطقة، يعني منذ 75 سنة الشعب الفلسطيني يقاوم وصامد ويرفض الإحتلال في الداخل وفي الخارج، المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان وصمود سورية ومحور المقاومة الذي نشأ والجمهورية الإسلامية في موقع أساسي منه، تطور محور المقاومة في المنطقة، الإنسحاب من لبنان عام 2000، الهزيمة 2006، الإنسحاب من قطاع غزة، يعني مثلما كُنا نتكلم دائما، إسرئيل الكبرى سقطت، وإسرائيل العظمى سقطت، حسنا، هذا التراكم إلى أين وصل؟ وصل أنه لا ثقة بالجيش ولا بالقيادات السياسية ولا بالقيادات العسكرية، ومع إنتشار الفساد قيادات تاريخية لم يعد هناك في هذا الكيان، ولم يعد هناك أمن، ولم يعد هناك استقرار، ولم يعد هناك ضمانات في المستقبل، المعسكر الدولي الحامي لإسرائيل ليس معلوما إذا كان بإستطاعته أن يظل يحميها، هذا الكيان على ماذا قائم؟ قائم على الأمن والوعد بالأمن، هو قائم على هذا الأساس، حسنا تجربة التطبيع لم تحميه، النسخة السابقة منذ العام 2000 وصاعداً للحروب الأميركية في المنطقة فشلت، النسخة التي هي بين هلالين الربيع العربي فشلت، التطبيع مع الدول لا يستطيع أن يحمي هذا الكيان، إذهب وطيع مع كل الدول العربية إذا كنت تريد ان تطبع معها، هل هذا يحميك من الاخ الفلسطيني الشاب الذي عمره 13 سنة أو 15 أو 20 في القدس وتل أبيب وبقية فلسطين في الداخل؟ لا يحمي الإسرائيلي، عندما يرى أن الأرض تهتز من تحته، مع كل هذه التراكمات، طبيعي أن يبدأ النقاش أنه نحن موجودين في المكان الخاطىء، هذا هو التحول المهم، التحول المهم اليوم في الكيان أنه هناك ثقافة نشأت، كيف حصل الإنسحاب من لبنان؟ لأنه نشات ذهنية وتحول، أنه اصبح وجودنا في لبنان عبء علينا، وخسائرنا كبيرة، وليس له أفق ولا مستقبل، تأخذون أولادنا وتقتلونهم و ..و.. و.. و..، هذا شكل جو شعبي ضغط على حكومتهم وإنسحبوا، وإلا العسكر لوحده لا يريد أن ينسحب، وبدأت كما تذكرون الأمهات الأربعة، حسنا اليوم عندما يصلون المستوطنون، لأن الكل الشعب الذي إسمه بين هلالين "الشعب الإسرائيلي" كلهم مستوطنين، ليس فقط من هو بالضفة، أين يوجد إسرائيلي في فلسطين المحتلة هو مستوطن، هو محتل، هو غازي، ٍ كائنا من كان، عندما يبدأوا بالوصول إلى قناعة المثقفين والنخب والخبراء والعسكريين والأمنيين والسياسيين ورجال الأعمال والإقتصاديين وعامة الناس، أنه هنا لا يوجد أمن ونحن موجودين في المكان الخطأ، ولِنعمل جوازات سفر غير جواز السفر الإسرائيلي، هذا يعني أن التحول بدأ بإتجاه النهاية، هنا لا نتكلم عن مغيبات، هنا نتكلم عن وقائع موجودة أمام أعيننا، لذلك اليوم المقاومة المنطلقة في الضفة الغربية نُسميها مقاومة، أعمال مقاومة، إنتفاضة، ثورة، نسميها قِيام، لا مشاحة في الإصطلاح، فلتسموها ما شئتم، ما يجري اليوم في الضفة الغربية وفي أجزاء من 1948 هو على درجة عالية من الاهمية التاريخية في مشروع المقاومة ومسار المقاومة، وفي لحظة مهمة جدا، ولذلك نجد بان الفلسطينيين مصرون على أن يواصلوا العمل، وطبعا إذا واصلوا العمل في لحظة الضعف والوهن والتفكك الإسرائيلي واليأس الإسرائيلي، هم سيعززون هذا التحول الذي إسمه نحن موجودون في بلد غير آمن ولا يوجد أمن ولا يوجد مستقبل أمن ولا يوجد معاهدات سلام ولا يوجد تطبيع ولا يوجد شيء يأتي لنا بالأمن، فلنوضب حقائبنا ونمشي، هذا ما يغير ويصنع مستقبل فلسطين ويصنع مستقبل المنطقة، لذلك الأولوية اليوم يجب أن تكون لدى الشعوب العربية والإسلامية، لدى دول المنطقة وشعوبها، لدى محور المقاومة، الجميع يجب أن يُفكر كيف يمد يد العون لهذا الفلسطيني المقاوم والمجاهد، الذي بلحظة مصيرية وتاريخية يدفع هذا الكيان إلى الهاوية، هذا أهم مسؤولية مطروحة على الجميع اليوم، كيف يحصل هذا؟ هذا بحاجة إلى نقاش، وهذا ليس موضوع خطابي، أصل الدعوة هي التي أحببت اليوم أنا أن أطلقها في ذكرى قائد فقيد هو جزء من هذا الملف وجزء من هذه المعركة.
في الموضوع اللبناني كلمة، طبعاً اليوم قبل أن أدخل إلى الأستديو بدأت الاخبار العاجلة، سمعنا خبراً وهذا له علاقة لبنان، أخبار عاجلة أنه تم توقيع إتفاق في الصين لممثلين عن إيران وعن السعودية وعن الصين لإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وأن البلدين سيتعاونان من أجل تحقيق الأمن والإستقرار والسلام الإقليمي في المنطقة، هنا نَأتي لبنانياً، يوجد أناس من سيفرح، ويوجد أناس من سيحزن، وهناك أناس من سيحكون قرعتهم، وهناك أناس من سيحكون لحيتهم، ويوجد أناس من سيبدأون بالتحليل، لكن البعض لا يعرف شيئا من شيء، يعني واحدة من مشاكلنا في لبنان، يعني الآن طلع خبر عاجل ولا أحد يعرف شيء من شيء، ماذا يحصل بين إيران والسعودية في الصين؟
عندما أخبركم أنه الليلة في لبنان، وغدا في الصحف اللبنانية ومواقع التواصل يطلع ثلاث أرباع المحللين كانوا كلهم جالسين في الصين ولديهم علم بما حصل من تفاصيل هناك، ونحن لا نعرف شيئاً، حسنا، هذا تحول جيد، نحن لماذا نكون سعداء؟ لأنه لدينا ثقة بأن هذا لا يكون على حساب شعوبنا في المنطقة، أكيد، هذا يكون لمصلحة شعوب المنطقة، إذا تعاونوا وإنفتحوا على بعضهم بالتأكيد هذا يساعد، يساعد في لبنان وفي اليمن وسورية والمنطقة، وثقتنا مطلقة بأن هذا لا يكون على حسابنا، ولا على حساب الشعب اليمني، ولا على حساب سورية ولا على حساب المقاومة، لأن الطرف الثاني، الطرف الأول لا نُريد أن نفتح مشكلاً لأنه يجب أن يتصالحوا، الطرف الآخر نحن واثقون لا يخلع صاحبه، يعني الجمهورية الاسلامية في إيران، ولا تقوم مقام الشعوب وتأخذ قرارات بالنيابة عنها، نحن على علاقة معها منذ أربعون عاما، التي طبعا هناك أناس لا تستطيع أن تستوعبها، يعني الجمهورية الإسلامية تدعم المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين وحركات المقاومة في المنطقة ولا تتدخل في قراراتهم ولا تُملي عليهم قرارات، هناك من لا يستطيع إستعاب هذا الموضوع، ماذا نفعل لكم، نحلف اليمين ونأتي بشواهد ونُطالبهم بشواهد، يعني ماذا تريدون؟ كيف تريدوننا أن نُقنعكم؟ بكل الأحوال، على كل حال هذا تطور مهم، بالتأكيد إذا سار في مساره الطبيعي من أجل أن لا نبالغ ولا نستعجل الأمور، لا زال خبرا أوليا، خبرا عاجلا، هذا طبعا ممكن أن يفتح آفاقاً بكل المنطقة ومن جملتها في لبنان.
انا أحببت أن اتكلم عنه في موضوع لبنان فثط من أجل نقطة، أمس تكلمنا عن المدارس وتكلمنا عن امور كثيرة، وأول أمس وفي يوم الاثنين، لكن بموضوع الرئاسة، فقط أُريد أن أختم بِكلمتين، نحن يعني يوجد أناس إستخدموا لغة بعد كلامي في يوم الاثنين وبعد إعلان الرئيس بري في الصحيفة عن دعمنا جميعاً لترشيح الوزير سليمان فرنجية، يوجد أناس خرجوا وتكلموا بلغة أنه نحن نُريد أن نفرض رئيساً على اللبنانيين، أو نريد أن نفرض رئيساً على المسيحيين، الموضوع ليس كذلك، بدليل أنه نحن قُلنا أنه يوجد مرشح طبيعي ونحن أتينا لِندعم هذا المرشح، وأنتم يا أخي فلترشحوا من تشاؤون، وتعالوا لكي نتعاون ونتحاور ونتحادث، هذه ليست لغة أحد يُريد أن يَفرض على الآخرين، في النهاية عندنا نحن نفتح الأبواب ونقول فلندع العملية الإنتخابية والديمقراطية تأخذ مسارها الطبيعي، هذا لا يعني أن هذه هي روحيتنا على الإطلاق، طبعا لا يستطيع أي أحد أن يمنع أي أحد من أن يُرشح، يعني دستورياً لا يوجد شيء إسمه أن رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة او رئيس المجلس حصرياً لطائفته حق ترشيحه، في الدستور لا يوجد هذا الأمر، يوجد من يحب أن يصبح هناك عرف من هذا النوع، لكن لا يوجد حتى أعراف من هذا النوع، أي نائب اليوم في البرلمان اللبناني يستطيع أن يُرشح من يريد، وأي كتلة نيابية تستطيع أن تُرشح من تريد، ونحن كتل نيابية ونواب وحلفاء وأصدقاء وتبين لنا أن هناك مرشح طبيعي إسمه الوزير سليمان فرنجية، أخذنا قراراً بدعمه، كل ما قمنا به هو عمل طبيعي وقانوني ودستوري ومنفتح، ولا أحد أتى لِيهدد أحد ولا أحد وضع المسدس في رأس أحد، ولا أحد يُرعد ولا أحد يُزبد، أبداً، ولذلد نقول ولا زلنا نقول وكنا نقول تفضلوا أن نَأخذ ونُعطي ونَرى ما هي الحلول وما هي الخيارات وما هي المخارج، واليوم نَرجع ونُجدد نفس هذه الدعوة.
أختم بالقول بالموضوع الللبناني لا يوجد حل أمام اللبنانيين مثلما كُنا دائما نقول أنه لا نتنظروا الخارج، الخارج المطلوب أن يساعد أهلاً وسهلاً به ليساعد، الآن إذا حصل إنفتاح وتعاون إيراني سعودي أهلاً وسهلاً فيه مُساعد، إنتبهوا مُساعد، لكن لا أحد يحق له أن يضع ولا دولة خارجية، قبل قليل عندما تكلمت عن وجود عقلية معينة، أنه والله إذا قام أحد بدعم لبنان أو ساعد لبنان، أو يريد أن يساعد لبنان، هل هذا يُخوله الحق أن يضع فيتو على هذا المرشح أو ذاك المرشح؟ على هذا الحزب السياسي أو ذاك الحزب السياسي؟ أين هذا يعني؟ بأي حق؟ وبأي دستور؟ وبأي قانون؟ نحن هنا نتكلم عن الحق، سلبطة وهيمنة واستكبار، هذا أمر آخر، هذا أصبح باطلاً، أي مساعدة خارجية للبنانيين نحن نُرحب بها، لكن لا نقبل فيتوات مثلما تكلمت في يوم الإثنين ولا نقبل الفرض من أياً كان، لا من خصم ولا من صديق ولا من عدو، اللبنانيين معنيين أن يكونوا بمستوى وطنهم ومستوى قرارهم ومستوى سيادتهم، وأن يذهبوا هم لحل هذا الموضوع وأن يفتحوا الأبواب لبقية الحلول الآتية.
في ذكرى فقيدنا الغالي والعزيز والحبيب القائد الحاج صالح الحاج أسد، نحن مع روحه الطاهرة ولروحه الطاهرة نُجدد عهدنا ولكل شهدائنا الأعزاء ولكل إخواننا وأخواتنا الذين قضوا نَحبهم، وهم كانوا وما زالوا على العهد، سوف نبقى على هذا العهد، نحمل رايتكم، نحمل أهدافكم، نحمل قضيتكم إلى إحدى الحسنيين ونرضى بما يرضاه الله لنا ونُسلم بإختياره ومشيئته، الرحمة للفقيد العزيز ولكل الشهداء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعظم الله أجركم وكل الذين شاركونا وواسونا وعزونا، خصوصاً الوفود من خارج لبنان، لهم كل الشكر وكل التحايا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.