تجلّياتٌ زينبيّة
جمادى الأولى
لقدْ برزتْ شخصيّة السيّدة زينبَ (سلامُ اللهِ عليها) في مواطنَ كثيرة، ولكنّها في خصوصِ المسيرِ الحسينيِّ إلى كربلاءَ وأحداثِ ما بعدَ العاشر،
عدد الزوار: 277لقدْ برزتْ شخصيّة السيّدة زينبَ (سلامُ اللهِ عليها) في مواطنَ كثيرة، ولكنّها في خصوصِ المسيرِ الحسينيِّ إلى كربلاءَ وأحداثِ ما بعدَ العاشر، تجلَّتْ عَظَمةُ هذه الشخصيّة إلى الحدِّ الذي لا يمكنُ لأحدٍ إلّا أنْ يعترفَ بِه، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه): «إنَّ شخصيّةَ زينبَ الكبرى ذاتَ أبعادٍ عديدة. فهي عالمةٌ بأمورِ الدين، وعارفةٌ مرموقة، وإنسانةٌ بارزة، يُذعِنُ لعَظَمةِ علمِها ومعرفتِها ونفسيَّتِها كلُّ مَنْ وقفَ على حقيقةِ شخصيَّتِها».
ومِن هذهِ الأبعادِ، التي تحكي عن عَظَمةِ زينبَ (سلامُ اللهِ عليها):
1. الإيمان: يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه): «البُعدُ الأبرزُ في حياةِ زينبَ الكبرى، أنَّ إيمانَها بالله، والثقةَ برحمتِه وعظمتِه، كانَ مِنَ السَعَةِ والعَظَمةِ بحيثُ تتصاغَرُ أمامَها جميعُ الحوادثِ الكبيرةِ وإنْ كانتْ بحجمِ يومِ عاشوراء. ولا يمكنُ للجبروتِ الظاهريِّ، الذي يتمتّع به ساسةُ جَورٍ من أمثال يزيدَ وعُبيدِ اللهِ بنِ زياد، أن ينتقصَ من كبرياءِ زينبَ الكبرى وعَظَمتِها. إنَّ يزيدَ وعبيدَ اللهِ بنَ زيادٍ قدْ تصاغرا أمامَ هذهِ المرأةِ الأسيرةِ الّتي مَثُلَتْ أمامَهُما مغلولةَ اليدَين».
2. شجاعةُ قولِ الحقّ: ولمْ تكنْ شجاعةً عاديّة، بل كانتْ كما يصِفُها الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه): «لمْ يُلاحَظْ ارتجافُ صوتِ هذهِ السيّدةِ العظيمةِ أيضاً بعدَ كلِّ هذهِ الأحداث، فقدْ وقفتْ شامخةً كجبلٍ أشمَّ في مواجهةِ الأعداء، وفي مواجهةِ هذه المصيبةِ والأحداثِ المريرة، وصارتْ قدوةً، وعبرةً، ومرشدةً ورائدة».
3. المعرفةُ والوعي: إنَّ خصوصيّةَ السيّدةِ زينبَ (سلامُ اللهِ عليها) مِنْ بينِ كلِّ مَنْ كانَ في كربلاءَ مِنْ نِسوة، تتمثَّلُ في المعرفةِ والوعي، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه): «إنَّ عَظَمةَ السيّدةِ زينبَ الكبرى وقيمتَها لا تكمنانِ في صبرِها وتحمُّلِها، فكلُّ النسوةِ اللواتي كنَّ في ذلك المخيّمِ صَبَرْنَ، ولو لمْ يصبِرْنَ فماذا كنَّ سيفعَلْنَ؟ إنّ قيمةَ السيّدةِ زينبَ الكبرى وأهمّيَّتَها تكمنانِ في معرفتِها ووعيِها، حيثُ كانتْ تدرِكُ ما كانتْ تفعَلُه، كانتْ تدركُ أيَّ عملٍ عظيمٍ تقومُ بهِ مِنْ خلالِ حضورِها في تلكَ الواقعة، وصبرِها على ما جرى فيها. هذا هو الأمرُ المهمّ».
4. عَظَمةُ أداءِ التكليفِ الإلهيِّ بثبات: يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه): «ما هو مَرَدُّ عَظَمةِ هذه المرأةِ في أنظارِ الشعوبِ الإسلاميّة؟ لا يمكنُ القولُ لأنَّها ابنةُ عليِّ بنِ أبي طالب (عليه السلام)، أو لأنَّها شقيقةُ الحسنِ بنِ عليٍّ والحسينِ بنِ عليٍّ (عليهمُ السلام). إنَّ النَسَبَ لا يمكنُه أبداً صناعةُ مثلِ هذهِ العَظَمة. كانَ لكلِّ أئمَّتِنا بناتٌ وأُمّهاتٌ وأخوات، ولكنْ أينَ نجدُ نظيرةً لزينبَ الكبرى؟ تُعزى قيمةُ زينبَ الكبرى وعظمتُها إلى الموقفِ والخطوةِ الإنسانيّةِ الإسلاميّةِ الجليلةِ التي اتّخذتْها بناءً على التكليفِ الإلهيّ. فِعلُها وقرارُها وطبيعةُ تحرُّكِها، هي التي تُسبِغُ عليها كلَّ هذهِ العَظَمة. فكلُّ مَن تقومُ بهذا، حتّى لو لمْ تكنْ ابنةَ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) ستكونُ العَظَمةُ نصيبَها».
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين