دوحة الولاية - العدد 294 - ربيع الثاني 1444 هـ

الإمام العسكريّ (عليه السلام): «حُسنُ الصورةِ جمالٌ ظاهر، وحُسنُ العقلِ جمالٌ باطن».

قلّما يعترينا النسيان تُجاه أمر دنيويّ، ولا سيّما في الأمور المهمّة منها؛ وذلك لاستعظام النفس لها، وتعلّقها بها، وتذكّرها الدائم لها... فإذا قال لك شخص صادق في وعوده: إنّني لدى الظهر من يوم كذا، سأدفع لك مبلغاً كبيراً، فإنّك لا تنسى ذلك اليوم والموعد، بل تحصي الساعات والدقائق، وتستقبل الموعد بتوجّه وحضور قلب؛ ذلك كلّه نتيجة أنّ حبّ النفس لذلك الشيء وإكبارها له، قد شغلك به، فلا تتهاون فيه أبداً. وهكذا يكون الاهتمام من جانب الإنسان في الأمور الدنيويّة كلّها بحسب وضعه وشؤونه؛ أمّا إذا كان الشيء تافهاً لدى الإنسان، لتوجّهت النفس إليه لحظة واحدة، ثمّ غفلت عنه.

إذاً، هل تعرف مسوِّغ فتورِنا في الأمور الدينيّة؟ إنّه لأجل عدم إيماننا بالغيب، ولأنّ مرتكزات عقائدنا واهية، وإيماننا بالوعود الإلهيّة والأنبياء مهتزّ ومتزلزل، فتكون النتيجة أنّ جميع الأمور الدينيّة والشرائع الإلهيّة عندنا تافهة وواهنة.

الإمام الخمينيّ (قدس سره)، الأربعون حديثاً، ص553.

لقد استطاع الإمام الهادي والإمام العسكريّ (عليهما السلام) في مدينة سامرّاء أن يُنظِّما الروابط بين جميع أقطار العالم الإسلاميّ. فعندما ننظر إلى أبعاد حياة الأئمّة (عليهم السلام) نفهم ماذا كانوا يفعلون. لهذا، لم تنحصر القضيّة في تلك الفتاوى الّتي كانوا يُجيبون بها عن أسئلة الناس حول الصلاة والصوم والطهارة والنجاسة، بل كانوا ينطلقون من موقعيّة الإمام بذلك المعنى الإسلاميّ الخاصّ، ويتحدّثون وفقه مع الناس. أنتم ترَون أنّهم عندما أحضروا الإمام الهادي (عليه السلام) من المدينة إلى سامرّاء، وقتلوه في سنّ الشباب (42 سنة)، أو عندما يقتلون الإمام العسكريّ(عليه السلام) في سنّ الـ 28 سنة، فذلك كلّه دليلٌ على هذه الحركة العظيمة للأئمّة (عليهم السلام) والشيعة وأصحابهم الكبار، عبر التاريخ. ومع أنّ جهاز الحكم كان نظاماً بوليسيّاً ويعمل بشدّة، فقد استطاع الأئمّة (عليهم السلام) في مثل هذا الوضع أن يُحقّقوا مثل هذه النجاحات. ينبغي مشاهدة هذه العزّة والعظمة إلى جانب تلك الغربة.

من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 10/05/2003م.

 أيّها الإخوة والأخوات، ويا شعب فِلَسطين، ويا شعوب المنطقة، اليوم محور المقاومة ودول محور المقاومة ‏تخرج من محنة السنوات الماضية، وعلى الرغم من الجراح والآلام الّتي أصابتها، تخرج منتصرة، قويّة، ‏صلبة. هذا المحور يكاد يُنهي معاركه في الإقليم، ويُلحق الهزيمة بالأدوات التكفيريّة كلّها الّتي استخدمتها ‏أميركا وإسرائيل لإسقاطه وسحقه. اليوم، محور المقاومة سيعود ليكون أولويّة اهتمامه ورأس أولويّاته، ‏وليُعطي وقته كلّه، ومن جملته حزب الله، للقدس وفِلَسطين وللشعب الفلسطينيّ والمقاومة الفلسطينيّة بفصائلها كلّها، وكتائبها وسراياها كلّها. ونحن نراهن على الجميع أن نقف إلى جانبكم وبالطاقات كلّها.‏

سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله)، من كلامٍ له بتاريخ 11/12/2017م.

الشهداء هم الخيرة المضحّية، والنموذج الأعلى في التضحية، ونحن أحقّ من غيرنا، كأمّة مسلمة تؤمن بالرسالة الإسلاميّة والقيم الإلهيّة، بأن نقف طويلاً أمام دماء الشهداء، لنتذكّر بطولاتهم، وشجاعتهم، والمبادئ العليا والمثلى الّتي ضحّوا من أجلها. لذا، كان لا بدّ من يومٍ يذكّرنا بشهادة الشهداء، ودمائهم، وتضحياتهم، خصوصاً وأنّ الأمّة تحتاج إلى مثل هذه الذكريات، حتّى على مستوى نهضتها؛ لتزداد قوّةً وعزيمةً من خلال هذه الذكريات العظيمة. وإن كان لا بدّ من هذا اليوم، فالأفضل أن نختار يوم العمليّات الاستشهاديّة، حيث إنّ الشهيد أحمد قصير (رضوان الله عليه) انطلق في مثل هذا اليوم، ليجعل من جسده ودمه ذرّاتٍ في سبيل الله عزّ وجلّ، وفي سبيل مبادئه العليا. فالأمّة تحتاج في هذه المرحلة إلى أن تتّخذ من هذا الشهيد وأمثاله مناراً، ونبراساً لها في طريق جهاده الطويل.

الشهيد السيّد عبّاس الموسويّ (قدس سره)، من كلامٍ له بتاريخ 15/11/1991م.

كثير الشكّ

تعريفه
* يعود تحديد كثرة الشكّ إلى العرف. وتتحقّق فيما إذا لم تخلُ ثلاث صلوات متوالية من الشكّ، أو كان الشكّ في صلاة واحدة ثلاث مرّات. ولا يُشترط وحدة المورد المشكوك، بل يصدق كثرة الشكّ حتّى مع اختلاف الموارد.
* يعتبر في صدق كثرة الشكّ أن لا يكون ذلك من جهة عروض عارض، من خوف أو غضب أو همّ، ونحو ذلك ممّا يوجب اغتشاش الحواسّ.

حكمه
* إذا شكّ في ركعات الصلاة أو أفعالها أو أقوالها أو شروطها، فوظيفته أن يبني على وقوع ما شكّ فيه، مثلاً: إذا شكّ في أنّه ركع أم لا، فيبني على أنّه ركع، وإذا شكّ في أنّه أتى بالركعة الثانية أو لا ، فيبني على وقوع الركعة الثانية، وهكذا.
* إذا كان البناء على وقوع المشكوك موجباً لفساد الصلاة، فيبني على عدم الوقوع، مثلاً: إذا شكّ في أنّه في الركعة الثالثة في الصبح أم لا،فيبني على عدم وقوع الركعة الثالثة.
* لا يجوز لكثير الشكّ الاعتناء بشكّه. نعم، يُستثنى من ذلك مسألة واحدة، وهي فيما لو شكّ في الإتيان بالصلاة وعدمه، وكان وقت الصلاة باقياً،فيجب عليه الإتيان بالصلاة المشكوكة، حتّى لو كان كثير الشكّ، إلّا إذا كان وسواسيّاً فلا يعتني بشكّه.

إخوتي، طريقنا طريق ذات الشوكة، وهو من الأخطار والمصاعب، ولا يظنّنّ أحد منكم أنّه يستطيع نيل الرضا والمغفرة وهو في بيته، فلا يُنالان إلّا بشقّ الأنفس ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلّاَ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.

لذلك، علينا أن نتحمّل المصاعب والعقبات، وأن نضع نصب أعيننا رضا الله تعالى، حتّى يهون علينا كلّ شيء؛ فلا تتأخّروا لحظة عن تلبية النداء.

إخوتي في حزب الله، في المقاومة الإسلاميّة، في جمعيّة كشافة المهديّ(عج)، أطيعوا الله وأطيعوا وليّ الأمر منكم، استغفروا لي يرحمكم الله، ولا تنسوني بالدعاء في الصلاة ومجالس العزاء، وسامحوني جميعاً سامحكم الله، وإلى اللقاء.

الشهيد أدهم نزيه هزيمة – (جواد) 1995م.

البحث اليوميّ الّذي يقوم به الفرد أو أيّ مجموعة من الناس لملايين المواضيع عن طريق محرِّكات البحث، كفيل بأن يضع بين أيدي مخترعي هذه المحرِّكات معلوماتٍ مهمّةً كالآتية:

1- رقم ال IP الخاصّ بكم: يمكن من خلال هذا الرقم، ووَفقاً لشروط معيّنة، تحديد مكان تواجدكم ومعرفة المعلومات المتعلّقة بكم الموجودة داخل العالم الإلكترونيّ. على سبيل المثال، يمكنه تحديد شركة التأمين الإلكترونيّ (ISP) الّتي تستخدمونها، والمدينة الّتي تتواجدون فيها، وأمور أخرى على هذا النحو.
2- نوع نظام التشغيل (ويندوز XP) والصفحات الّتي تدخلون إليها (فايرفوكس مثلاً)، ودقّة صفحة العرض الخاصّة بكم.
3- الكلمات الّتي بحثتم عنها عبر استخدام محرِّكات البحث.
4- جميع المواقع الإلكترونيّة الّتي بحثتُم عنها، ودخلتم إليها.

إنّ الذي كان يدفع السلطات الحاكمة إلى التشدّد الكبير على الإمام العسكريّ (عليه السلام)، شيوعُ الخبر بأنّ مهديَّ هذه الأمّة يخرج من صلبه، وهو السبب نفسه الذي دعا فرعون -لمّا سمع أنّ مولوداً ذكراً يُولَد في بني إسرائيل، ويزول ملكه على يديه- إلى القيام بقتل المواليد الذكور في بني إسرائيل، فكان يأمر نساءً من قِبَله بتفتيش بيوتهم، ووضع النساء الحوامل كلّها تحت المراقبة، ولم يفكِّر هذا الأحمق المتجبّر في أنّه إذا كان هذا الخبر صحيحاً، فهل يمكنه أن يحول دون تنفيذ أمر الله؟!

وكان المعتصم يأمر بتفتيش بيت الإمام العسكريّ (عليه السلام)، خصوصاً بعد رحيله (عليه السلام) إلى جوار ربّه؛ لأنّه كان يسمع إشاعاتٍ بأنّ المهديَّ (عليه السلام) قد وُلِد فعلاً، ولكنّ ولادة الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) كانت قد تمّت بتدبير الله تعالى بصورة سرّيّة؛ إذ لم يطّلع على هذه الحقيقة إلّا القليل.

الشهيد الشيخ مرتضى المطهّري، من حياة الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، ص209.