من آداب عاشوراء
محرم
مع إطلالة شهر محرّم الحرام نعزّي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي والإخوة المؤمنين لا سيما المجاهدين بالمصاب العظيم بأبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام الذي أراد الله تعالى أن لا تبرد حرارة قتله من قلوب المؤمنين. وفي مطلع شهر محرّم الحرام أكّد أهل البيت عليهم السلام على جملة آداب ينبغي للمؤمنين مراعاتها منها
عدد الزوار: 207
بسم الله الرحمن الرحيم
من آداب عاشوراء
المناسبة: بداية شهر محرم
مع إطلالة شهر محرّم الحرام نعزّي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي والإخوة المؤمنين لا سيما المجاهدين بالمصاب العظيم بأبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام الذي أراد الله تعالى أن لا تبرد حرارة قتله من قلوب المؤمنين. وفي مطلع شهر محرّم الحرام أكّد أهل البيت عليهم السلام على جملة آداب ينبغي للمؤمنين مراعاتها منها:
إظهار الحزن
عن الإمام الرضا عليه السلام "كان أبي عليه السلام إذا دخل شهر محرَّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه"، وإظهار الحزن لا يكون من خلال الكآبة والبكاء فقط بل من خلال إعلان حالة الحداد بشكل عامّ وفي هذا قال إمام الأمة الراحل قدس سره : «لترتفع رايات عاشوراء المدمَّاة أكثر فأكثر معلنة حلول يوم انتقام المظلوم من الظالم».
البكاء على الإمام الحسين عليه السلام
عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلاّ بوَّأه الله بها في الجنّة حقباً".
عن الإمام الرضا عليه السلام: "فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام"، وللبكاء على الإمام الحسين عليه السلام دلالات يعبّر الإمام الراحل قدس سره عن جانب منها بقوله: «البكاء على مصاب الإمام الحسين عليه السلام هو إحياء للثورة، وإحياء لفكرة وجوب وقوف الجمع القليل بوجه إمبراطوريّة كبيرة"، وللبكاء دور أساس في تحقيق الهدف المنشود لأهل البيت عليهم السلام، وهذا ما تحدَّث عنه إمامنا المفدَّى القائد الخامنئي مدّ ظلّه العالي حينما قال: «لا يتصوّر أحد أنّه مع وجود المنطق والاستدلال، فما هي الحاجة للبكاء .. فالعاطفة لها دور في حلّ كثير من المشاكل والمعضلات التي يعجز المنطق والاستدلال على حلِّها، ولذلك حينما نراجع تاريخ الأنبياء سوف نرى أنّه في أوائل بعثتهم كان يلتفّ حولهم أناس لم يكن المنطق والبرهان هما الدافع الأساس لإيمانهم ولالتفافهم حول أولئك الأنبياء، فلا تجدون في تاريخ نبيِّنا صلوات الله عليه وآله - وهو تاريخ مدَّون وواضح - بأنّه صلوات الله عليه وآله اجتمع في أوّل البعثة مع مجموعة من الكفّار وبرهن لهم بالأدلة العقليّة على وجود الله ووحدانيّته أو بطلان عبادة الأصنام مثلاً - فالاستدلالات العقليّة للنبي صلوات الله عليه وآله جاءت بعدما تقدّمت الدعوة وانتشر أمرها. أمّا في المرحلة الأولى فقد كان عمل الدعوة يقوم على أساس كسب المشاعر والعواطف الصادقة لدى الناس .. طبعاً إنّ كلّ مشاعر وأحاسيس صادقة وسليمة تنطوي على برهان فلسفيّ وبرهان عقليّ ... عظيم ومعصوم، إنسان لا يمكن التشكيك بمقدار ذرَّة في شخصيّته المتسامية، ويقرّ جميع المنصفين في العالم بتعالي هدفه وهو إنقاذ المجتمع من براثن الظلم والاستعباد" لذا قال إمام الأمّة الراحل قدس سره: "البكاء على مصاب الإمام الحسين عليه السلام هو إحياء للثورة، وإحياء لفكرة وجوب وقوف الجمع القليل بوجه إمبراطوريّة كبيرة».
تعزية المؤمنين
عن الإمام أبي جعفر عليه السلام: "... ثمّ ليندب الحسين ويبكه، ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه... وليعزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين عليه السلام" سئل: كيف يعزي بعضنا بعضاً؟ قال عليه السلام: "تقول: عظَّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام، وجعلنا من الطالبين بثأره مع وليِّه الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف من آل محمّد".
زيارة الإمام الحسين عليه السلام
فعن الإمام الباقر عليه السلام: "من زار الحسين بن علي عليه السلام في يوم العاشر من المحرَّم يظلُّ عنده باكياً لقي الله عزّ وجلّ يوم يلقاه بثواب ألفي حجّة وألفي عمرة وألفي غزوة كثواب من حجَّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلوات الله عليه وآله، ومع الأئمة الراشدين". وبعد أن ذكر الإمام الباقر عليه السلام زيارة عاشوراء عقَّب قائلاً: "وإن استطعت أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزيارة في دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك".
إنشاد الشعر الحسيني واستماعه
عن الإمام الصادق عليه السلام : "من أنشد في الحسين عليه السلام بيتاً من الشعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة".
وجرت العادة أن يكون الإنشاد للشعر الحسينيّ واستماعه في مجالس عاشوراء التي دعا الإمام الخميني قدس سره إلى تفعيلها بقوله: «لتقام مجالس ذكرى سيّد المظلومين والأحرار بجلال أكثر وحضور أكثر فهي مجالس غلبة قوى العقل على الجهل والعدل على الظلم والأمانة على الخيانة، وحكومة الإسلام على حكومة الطاغوت».
وأيضاً يكون إنشاد هذا الشعر واستماعه في مواكب اللطم التي دعا الإمام الراحل قدس سره إلى الاستفادة من مضمونه فيما قال: «يجب أن يكون للطم الصدور محتوى أيضاً».
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2009-12-17