فديت الحسين (عليه السلام) بإبراهيم..
محطات من محرم الحرام
فديت الحسين (عليه السلام) بإبراهيم..
عدد الزوار: 100
خلق الله تعالى الموجودات وجعل فيها من هو القدوة وجعل من أفراد البشر من يصدق عليهم عنوان الإنسان الكامل. ويمتاز الإنسان الكامل بما يحمله من خصائص وفضائل. ويعتبر الإمام الحسين (عليه السلام) من أبرز نماذج ومصاديق الإنسان الكامل. وفيما يلي نشير إلى بعض فضائله (عليه السلام).
فضائل الإمام (عليه السلام) في الطفولة وعند الولادة
1 ـ التحدث قبل الولادة وبعد الشهادة
تحدث الإمام الحسين (عليه السلام) قبل ولادته مع والدته السيدة الزهراء (عليها السلام) عندما كان لا يزال جنيناً في بطنها. وقد نقلت المسألة عينها حول السيدة الزهراء (عليها السلام) أيضاً التي تحدثت مع السيدة خديجة (عليها السلام) عندما كانت حاملاً بها.
ينقل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل يوماً على ابنته فاطمة (عليها السلام) فوجدها تتحدث مع شخص ولم يكن في المنزل أحد سواها، وعندما سألها عن ذلك، أخبرته أنها تتحدث مع ابنها وهو في بطنها. ثم أخبرته أن الجنين قد أخبرها بأمور محزنة تتعلق بشهادته ومظلوميته وغربته وعطشه.
والإمام الحسين (عليه السلام) هو الشخص الوحيد الذي تحدث بعد شهادته. كان رأس الإمام (عليه السلام) على رأس الرمح وكان يتلو الآية المباركة التالية: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾[1].
ولعل تلاوة هذه الآية المباركة يشير إلى أن أصحاب الكهف الذين جعلهم الله تعالى عبرة بعد سبات دام لسنوات طويلة وهكذا تكون شهادة الإمام وبقاء الدين فيكون ما جرى عنواناً لآية إلهية. وقد تحدث الإمام (عليه السلام) بعد شهادته بآيات أخرى منها اكمال آيات سورة الكهف حتى الآية 14 والآية 227 من سورة الشعراء والآية 71 من سورة غافر والآية 137 من سورة البقرة[2].
2 ـ اشتقاق اسم الإمام (عليه السلام) من اسم الجلالة
ينقل جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: "سمي الحسن حسناً لأن باحسان الله قامت السماوات والأرضون، واشتق الحسين من الاحسان..."[3].
وجاء في حديث آخر أن اسم الحسين مأخوذ من المحسن وهو من أسماء الله تعالى، وفي الحديث القدسي: "أنا المحسن وهذا الحسين"[4].
3 ـ تبرك الملائكة بلباس الإمام (عليه السلام)
في أحد الأيام نظرت السيدة الزهراء (عليها السلام) إلى المهد الذي كان الإمام (عليه السلام) بداخله فلم تجده، اضطربت من ذلك وبحثت عنه فبشرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الملائكة في السماء أرادت التبرك بلباسه.
4 ـ حيازته مربين من نوع خاص
بما أن الإمام الحسين (عليه السلام) خامس أصحاب الكساء فقد تربى على أيدي الطاهرين أمثال رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) والإمام الحسن (عليه السلام). لذلك نرى الإمام يتحدث يوم العاشر من المحرم ويقول:
من له جد كجدي في الورى أو كشيخي فأنا ابن القمرين
فاطمة الزهراء أمي وأبي قاصم الكفر ببدر وحنين
عبد الله غلاماً يافعاً وقريش يعبدون الوثنين
يعبدون اللات والعزى معاً وعليُّ كان صلى قبلتين[5]
5 ـ فداء إبراهيم ـ ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ للإمام الحسين (عليه السلام)
روى أبو العباس قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي، والنبي تارة يقبل هذا وأخرى يقبل هذا، إذ هبط عليه جبرائيل بوحي من رب العالمين، فلما سرى عنه قال: أتاني جبرئيل من ربي فقال لي: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك: لست أجمعهما لك، فافد أحدهما بصاحبه، فنظر النبي إلى إبراهيم فبكى، ثم قال: إن إبراهيم متى مات لم يحزن عليه غيري، وأم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي، وحزنت أنا عليه، وأنا أوثر حزني على حزنهما، يا جبرئيل يقبض إبراهيم، فديت الحسين بإبراهيم، وقبض إبراهيم بعد ثلاث، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مقبلاً قبله، وضمه إلى صدره، ورشف ثناياه، وقال: فديت من فديته بابني إبراهيم[6].
محمد مهدي ماندكار – بتصرّف يسير
[1] سورة الكهف، الآية: 9.
[2] بحار الأنوار، ج43، ص252، والعوالم، ج17، ص27.
[3] موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، ص252.
[4] ثار الله، ص46 نقلاً عن فوائد السمطين، ج1، ص37.
[5] بحار الأنوار، ج45، ص47.
[6] حياة الحسين ، ج1، ص95.