وكثيرة هي الآيات في القرآن الكريم التي تذكّرنا، وتعلّمنا وتخبرنا بهذه النقطة، أي حتمية الانتصار. ومن جملتها الآية الكريمة «اِن تَنصُرُوا اللهَ ينصُركم» (1)، وآية «لَينصُرَنَّ اللهُ مَن ينصُرُه» (2)، وآية «والعاقِبَةُ لِلمُتَّقين» (3)، التي تكرّرت في عدة مواضع. هذه كلها آيات تشير إلى هذا المضمون.
من أكثر الآيات الباعثة على الأمل والتي سأتحدّث اليوم عنها بعض الشيء، آية معيّة الله «إنَّ اللهَ مَعَنا» (4). إنها لقضية مهمة جدًا أن يشعر الإنسان أنَّ الله معه، وأنَّ الله إلى جانبه، وأن الله خلفه يسنده ويحرسه، وهذا شيء مهم جدًا. لأنَّ الله مركز القدرة والعزة. عندما يكون الله مع جبهة من الجبهات فإن هذه الجبهة هي المنتصرة يقينًا وبلا شك. لاحظوا مثلًا أن الله تعالى يمنّ بهذه المعية على أوليائه في أصعب المواطن. لنفترض مثلًا عندما يقول النبي موسى (ع): «وَلَهُم عليَّ ذَنبٌ فَاَخافُ اَن يقتُلون». فيجيب الله تعالى: «قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ» (5). أنا معكم فمِن أي شخصٍ تخافون؟ هذا في سورة الشعراء. أو في آية أخرى حيث يقول موسى وهارون: «إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ»، نخشى أن يفعل فرعون هذا، فيقول الله: «قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ» (6). لاحظوا كم هذا حسن؟ أنا معكم أرى وأسمع وأحرسكم ولا تفوتني صغيرة ولا كبيرة. أو في سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المباركة: «فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ» (7).
1- سورة محمد، شطر من الآية 7.
2- سورة الحج، شطر من الآية 40.
3- سورة الأعراف، شطر من الآية 128.
4- سورة التوبة، شطر من الآية 40.
5- سورة الشعراء، الآيتان 15 و 16.
6- سورة طه، الآية 46 وشطر من الآية 45.
7- سورة محمد، الآية 35.
* كلمة الإمام الخامنئي في لقائه أعضاء مجلس خبراء القيادة 15-3-2018.
التطبيقات
