يتم التحميل...

معية الله لموسى (ع) وانتصاره على فرعون

الاستكبار

"معية الله" لموسى (ع) وانتصاره على فرعون

عدد الزوار: 263



يقول الله سبحانه: "إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" (1) الذين يتقون والذين يحسنون العمل سيكون الله معهم. حين يكون الله مع جماعة ما فإنّ هذا أمر بالغ الأهمية.


انظروا: إنني أضرب لكم مثالًا من القرآن ومن التاريخ القرآني: لقد أمر الله تعالى موسى وهارون أن يذهبا إلى فرعون. حسنًا؛ كان عملًا عظيمًا جدًّا أن يقوم شخصان لوحدهما فيذهبان لمواجهة القوة العظمى في ذلك الزمان. كان فرعون ظاهرة عجيبة؛ قدرة مستبدة "فعّال لما يشاء". رغم كل هذه الإمكانات والمقدّرات، يأمر الله تعالى شخصين بأن اذهبا وواجها الفرعون. قال موسى لله: يا إلهي من الممكن أن نذهب فنتعرّض مثلًا للقتل ولا يتمّ إنجاز المهمة: لم يكونا خائفين من القتل بل يخشيا أن لا يُتابع العمل ولا تُنجز المهمة. "قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى"(2). لاحظوا: هذه هي المعيّة الإلهية: "إنني معكما أسمع وأرى". حين يقول الله "إنّ الله مع الذين اتقوا"، والتي ذكرتها لكم: بأننا إن تحلّينا أنا وأنتم بالتقوى، فسيكون الله معنا؛هذه المعيّة الإلهية وكون الله معنا، تعيّن أنه يمكن إرسال شخصين بأيد خالية لحرب فرعون.


النبي موسى نفسه في مكان آخر –وتكرّر هذا في القرآن وسأذكر موردًا آخرًا- عندما وصل الأمر إلى المواجهة وإلى التحدي العلني وجَمع بني إسرائيل وقت السحر ــ عند الفجر، أو منتصف الليل ــ تحرّكوا وخرجوا من المدينة للفرار والخلاص من شرّ فرعون. عند الصباح وبعد شروق الشمس، أخبر الجواسيس فرعون أنّ بني إسرائيل قد تركوا المدينة ورحلوا بأجمعهم. هنا ارتبك فرعون وفكّر كيف أنهم سيرحلون إلى مكان آخر وينظمون قواهم هناك ويصبح لديهم كيان قوي. قال اجمعوا الجيوش وانطلقوا وراء بني إسرائيل. حين شاهد أصحاب موسى عن بعد جيش فرعون قالوا يا ويلنا. ارتبكوا وخافوا. كما ذكر القرآن- في سورة الشعراء- "فلما تراءا الجمعان" أصبح جيش فرعون قريبًا جدًا من جماعة النبي موسى وشاهد بعضهم بعضًا "قال أصحاب موسى إنا لمدركون"(3): أصابهم الخوف وقالوا يا موسى سيصلون إلينا ويأسروننا ويبيدوننا في مجزرة جماعية، فماذا أجابهم موسى؟ قال: كلا، لن يحصل هذا أبدًا. لماذا؟ إن معي ربي، هذه هي المعية. الله معي، ربي معي: " كلا إن معي ربي سيهدين"(4). لاحظوا: المعية الإلهية مهمة إلى هذه الدرجة. حينما يقول تعالى "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"، يجب معرفة قدر نعمة هذه المعية.
 


1ــ سورة النحل، الآية 128.
2 ــ ورة طه، الآية 46.
3 ــ سورة الشعراء، الآية 61.
4 ــ سورة الشعراء، الآية 62.

* من كلمة سماحة الإمام الخامنئي في لقاء التعبويّين بمناسبة أسبوع التعبئة 23/11/2016.
 

2019-10-01