البشرية عشية البعثة: جهل وفقر وظلم وأحقاد
تربية دينية (مناسبات)
البشرية عشية البعثة: جهل وفقر وظلم وأحقاد
عدد الزوار: 186
يقول أمير المؤمنين (سلام الله عليه) إنه عندما بعث الله سبحانه النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالرسالة، كانت الدنيا تعيش في الظلمات: "والدنيا كاسفة النور ظاهرة الغرور"(1) فعالم البشريّة كان يعيش في الظلمات، ومليئاً بالغرور. والغرور هو خداع النفس؛ حيث يتوهّم المرء ويظنّ نفسه في وضع، وهو ليس كذلك واقعاً. والقرآن الكريم يرى أنّ فلسفة الوحي الإلهي تتلخّص في هذه الآية: "ليخرجكم من الظلمات إلى النور". (2)
حسنٌ، لقد تحدّثت التواريخ كثيراً عن ظلمات تلك الفترة؛ سواءً في بيئة الجزيرة العربيّة نفسها وما حولها ـ حيث الخرافة والجهل وانعدام الرحمة،العنف والقسوة، الظلم وغياب العدل، وحياة الانحطاط، والجوع ـ أم في العالم المتحضر في ذلك العصر. وإنّكم إذا نظرتم إلى المنطقتين الرئيستين التي كانت تحكمهما حضارتان كبيرتان في ذلك العصر ـ أي إيران وبلاد الروم ـ ستشاهدون هناك أيضاً هذه الظلمة والظلمات.
ففي هاتين الإمبراطوريّتين أيضاً، كانت تسود الخرافات، والظلم ، والتمييز، وغياب عدل، وعدم الرحمة بالضعفاء. وكان يوجد في إيران ملك اشتُهر بعدله ـ كسرى آنو شيروان وقد عرف بالملك العادل ـ قتل في يوم واحد عدة آلاف شخص لأنّهم يتّبعون ديانة أخرى، ألا وهي المزدكيّة. أباد آلاف الناس في يوم واحد. هذه عيّنة. وفي إمبراطوريّة الروم، قتل الملك نيرون أمّه، وزوجته، وأحرق المدينة بأكملها. هكذا كانوا يعيشون: "والدنيا كاسفة النور ظاهرة الغرور. هذه الأمور لم تكن مختصّة بالجزيرة العربيّة فحسب؛ كلّ العالم كان كذلك. في مثل هذه الأوضاع ،أشرقت شمس الإسلام.
1ـ نهج البلاغة، الخطبة 89
2ـ من جملة السور التي وردت فيها هذه الآية، سورة الأحزاب، جزء من الآية 43.
* خطاب القائد في لقاء مسؤولي النظام وسفراء الدول الإسلاميّة بمناسبة عيد المبعث النبوي الشريف 1396/02/05 ه.ش 25-4-2017.