يتم التحميل...

الاوربيون كما الامريكيون ليسوا موضع ثقة

الاستكبار

الاوربيون كما الامريكيون ليسوا موضع ثقة

عدد الزوار: 170



حسنًا، الكلام في البلاد هذه الأيام عن الأوروبيين ومقترحاتهم. توصيتي هي أن لا تثقوا بالأوروبيين أيضًا. وفيما يتعلّق بأمريكا أيضًا، فقد قلت منذ عامين أو ثلاثة أعوام عندما كانت المفاوضات النووية جارية، سواءً للمسؤولين بشكل خاصّ، أو في اللقاءات العامّة، وفي الخطابات، وكرّرت القول بأنّني لا أثق بهؤلاء. فلا تثقوا بهم ولا تطمئنوا إليهم، ولا تثقوا بكلامهم ولا بأقوالهم ولا بتواقيعهم ولا بابتساماتهم، فهم ليسوا موضع ثقة. حسنًا، وكانت النتيجة الآن، أنّ المسؤولين أنفسهم الذين كانوا يخوضون المفاوضات يومذاك أصبحوا يقولون اليوم إنّ أمريكا ليست موضع ثقة. كان عليهم أن يشخّصوا منذ البداية بأنّ أمريكا ليست موضع ثقة ويتحرّكوا على هذا الأساس. واليوم أيضًا أقول فيما يتعلّق بأوروبا والأوروبيّين، "إنّهم ليسوا موضع ثقة". لا أقول أن لا تقيموا علاقات معهم في القضايا التي هي مورد حاجة وما إلى ذلك، لا، فنحن بالتالي حكومة ودولة مقتدرة والحمد لله ولنا قدراتنا، ليس الكلام عن هذا، إنّما الكلام هو أن تنظروا إليهم بعين الريبة؛ فهم لا يلتزمون بأيّ شيء. لاحظوا! إنّهم يخيّبون آمال مواطنيهم في شوارع باريس ـ فالمتظاهرون في شوارع باريس يتعرّضون للهجمات من قبل قوّات الشرطة الفرنسية، ما يتسبّب بيأسهم وخيبتهم، هكذا يتعاطون مع شعبهم ـ ثم تراهم يطالبوننا بمراعاة حقوق الإنسان! وما شأنكم أنتم بهذا؟! وما علاقتكم بحقوق الإنسان لتطالبوا بلدًا آخر وشعبًا آخر بها؟ وهل تعرفون حقوق الإنسان أصلًا؟ إنّهم اليوم لا يعرفونها، ولم يعرفوها بالأمس، ولم يكونوا يعرفونها في تاريخهم، هكذا هم. أي إنّهم يقفون بمنتهي الوقاحة ويطالبون بشيء، يطالبون به بطريقة جدّ استعلائيّة ومتكبرة. لا يمكن الوثوق بهؤلاء ولا يمكن احترامهم. هكذا هم. ولقد شاهدنا ذلك مرارًا في القضايا والأحداث المختلفة؛ فرنسا بنحو، وبريطانيا بنحو، وتلك الدولة بنحو، وأخرى بنحو آخر، كلّ واحدة منهنّ بنحو؛ هكذا هو سلوكهم وتعاطيهم. طبعًا نحن لنا علاقاتنا مع العالم كلّه ـ مع بعض الاستثناءات ـ وستبقي لنا هذه العلاقات، لكن علينا أن نعلم من هو الطرف المقابل، مع من نتفاوض، ومع من نبرم الاتفاقيات والعقود، وعلى أيّ أساس نعقدها. هذه أيضًا نقطة ضرورية.

من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه حشدًا من قادة ومنتسبي القوّة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية 08/02/2019 م

2019-09-23