مقام الشهداء
ذو القعدة
قال تعالى في محكم كتابه الكريم (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران:169-170).
عدد الزوار: 294
بسم الله الرحمن الرحيم
مقام الشهداء
المناسبة: يوم شهيد حزب الله
قال تعالى في محكم كتابه الكريم ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ (آل عمران:169-170).
معنى الشهادة
تحقق الشهادة حينما يُقتل الإنسان في سيل الله، أما علة تسمية الشهيد بالشهيد فقد ذكرت عدّة أسباب منها:
1 - لقيامه بشهادة الحق على جهة الإخلاص وإقراره به، ودعائه إليه، حتى قتل، بمعنى أنه قتل في سبيل أن يعلو الحق فيشهده الناس.
2 - لأنه من شهداء الآخرة على الناس.
3 - لأن الله وملائكته شهود له بالجنة.
4 - لأنه ممن يستشهد يوم القيامة مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على الأمم الخالية.
5 - لأن روحه شهدت دار السلام.
6 - لأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة.
7 - لأنه أُشهد عند خروج روحه ما له من الثواب والكرامة.
8 - لأن عليه شاهداً يشهد بكونه شهيداً وهو دمه.
فضل الشهيد عند الله تعالى
ورد عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: «فوق كل ذي بر بر حتى يقتل في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر». وفي رواية عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وأن له ما على الأرض من شيء، غير الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع فيُقتل عشر مرات، لما يرى من كرامة الله».
وتتحدث الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الشهادة وبركاتها على الإنسان : « للشهيد سبع خصال من الله: أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب، والثانية يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين، وتمسحان الغبار عن وجهه، وتقولان: مرحباً بك ويقول هو مثل ذلك لهما، والثالثة يكسى من كسوة الجنة، والرابعة تبتدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة أيهم يأخذه معه، والخامسة أن يرى منزله، والسادسة يقال لروحه: اسرح في الجنة حيث شئت، والسابعة أن ينظر في وجه الله وإنها لراحة لكل نبي وشهيد» .
الزهراء عليها السلام وقداسة الشهادة
عُرف عن السيدة الزهراء عليها السلام نظرتها القدسيّة للشهداء الأبرار، فكانت تبدأ أسبوعها بتوطيد العلاقة معهم، عبر تعهّد قبورهم بالزيارة. فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ فاطمة كانت تأتي قبور الشهداء في كلّ غداة سبت، فتأتي قبر حمزة وتترحّم عليه وتستغفر له"، فهذه البداية لأعمال الأسبوع تفصح عن مدى تقدير الإسلام عبر سيرة سيدة نساء العالمين للجهاد والشهادة والشهداء، ليكون مفتتح الأسبوع ومنطلق العمل في كلّ أسبوع زيارة أضرحة الشهداء والتزوّد منها، بل كان للزهراء عليها السلام تصرّف آخر له علاقة بسيد الشهداء حمزة رضوان الله عليه، فعن الإمام الصادق عليه السلام في وصف السبحة أنّه قال: "وتكون السبحة بخيوط زرق أربعاً وثلاثين خرزة وهي سبحة مولاتنا فاطمة عليها السلام لما قتل حمزة عملت من طين قبره سبحة تسبّح بها بعد كلّ صلاة".
فكأنّ الزهراء عليها السلام تريد أن لا تنسى الشهداء مع كلّ صلاة وعبادة وذكر لله عزّ وجلّ، وفي هذا إشارة إلى بركات الشهداء ولا سيما سادتهم.
رزقنا الله وإيّاكم مقام الشهداء, وحشرنا في زمرتهم مع النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله والمعصومين عليهم السلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2009-11-09