كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه عوائل شهداء الدفاع عن المقدسات
2018
كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه عوائل شهداء الدفاع عن المقدسات
عدد الزوار: 156
كلمة
الإمام الخامنئي لدى لقائه عوائل شهداء الدفاع عن المقدسات_2018-10-22
شهادة أبنائكم حفظت المراقد المطهرة وأدامت عِمارتها بزيارة الموالين
نرحب بکم أجمل ترحیب، أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات والعوائل الجليلة
والكريمة لشهدائنا الأعزاء.
إن حركة شهدائكم هؤلاء ،الذين استشهدوا في هذا الزمان خارج البلاد تشبه في الواقع،
ما قام به أولئك الذين استطاعوا،من خلال التضحية بأنفسهم ، أن يحافظوا على ضريح
حضرة أبي عبد الله. ذلك اليوم الذي قرر خلفاء بني العباس فيه، الضريح المطهر
لمولانا أبي عبد الله –ولابد أن قرارهم كان سيشمل بقية المراقد المطهرة- لكن هناك
من قام وضحى بنفسه لم يسمحوا بذلك. بمعنى إن اؤلئك الحكّام قالوا :إذا قدمتم لزيارة
مرقد الحسين، سنقطع أيديكم ، سنقطع أرجلكم ،سنقتلكم؛ على الرغم من هذا جاؤا للزيارة.
هذه الوفود والزيارات نفسها ، أصبحت اليوم مسيرة عشرين مليون زائر يأتون مشياً في
الأربعين! لو لم يضحّ أناس بأنفسهم حينها ، لما عمّت هيبة محبّة أبي عبد الله
الحسين (عليه السلام) العالم اليوم بهذا الشكل؛ حيث ترون زواراً من مختلف البلدان:
من الفرس والترك والأردو والبلدان الأوروبية وحتى من أمريكا؛ يقومون ويأتون ليمشوا
في مسير الأربعين، فمن الذي قام بهذا؟ لقد وضع اللبنة الأولى والأساس لهذا العمل
أولئك الذين ضحّوا بأرواحهم لزيارة ضريح أبي عبد الله (عليه السلام). أبناؤكم هم
مثل اؤلئك ايضاً. قام أبناؤكم الأعزاء هؤلاء، شهداؤكم الأعزاء، هؤلاء الذين ذهبوا
وجاهدوا هناك،و كان العدو قد وصل الى مشارف الحرم المطهر لحضرة أبي عبد الله ،كان
قد تقدّم إلى مسافة عدة كيلومترات من كربلاء، كانوا يقصفون كربلاء بمدافع الهاون
قصيرة المدى ـ قذائف 60 ملم ـ كانوا قد إقتربوا إلى هذا الحد. كانوا على مقربة من
الكاظمية، على مقربة من الزينبية، وكانوا قد حاصروا هذه المراقد في الواقع. شبابكم
هؤلاء قاموا مع آلاف المجاهدين الآخرين ودفعوا هذا البلاء عن الإسلام والمسلمين.
أبناؤكم تقدموا بشوق ورغبة صونا لحرمة أهل البيت
هذا هو العمل العظيم الذي قام به شبابكم هؤلاء. و كان هذا في سبيل الله؛
وإلّا فنحن لم نشجّع أحداً على الذهاب. لم يكن الوضع شبيهاً بزمان الحرب(المفروضة)
حيث كنا نشجّع الشباب وكان الإمام [الخميني] يُصدر الأوامر، وتجري الإستعراضات
العسكرية، لم تكن الأوضاع هكذا. ولكن هبّ هؤلاء الشباب بشوق وتوسل ورغبة .هذا
هوالإخلاص. الله تعالى يبارك في هذا الإخلاص.وفي المستقبل غير البعيد إن شاء
الله،سيرى العالم الإسلامي بركات هؤلاء الشباب.
صبركم يستنزل عليكم صلوات من ربكم ورحمة
وبالطبع، فإن الأمر صعب عليكم أنتم: الآباء ، الأمهات ،الزوجات، الأبناء
، الأخوة، الأخوات. هذا أكيد، لكن هذه صعوبة تقابلها" قرّة عين من الله تعالى" حيث
وعد الصابرين "اُولئكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَـة" (1). الله تعالى
يرسل التحايا والصلوات على الذين يصبرون على هذه المصائب ، هذا وعد إلهي ؛آية
قرآنية . و إن شاء الله ستكونون مشمولين بهذه الألطاف الإلهية. ألحقنا الله إن شاء
الله بشبابكم هؤلاء لنكون تبعاً لهم ونسير في هذا الدرب ونصل الى تلك العاقبة. حسنٌ،
صلّوا صلوات أخرى.
1 ـ سورة البقرة، جزء من الآية 157
2018-10-26