التوجيه نحو القدوة والسلوك الحسن في تربية الأبناء
تربية الأبناء
التوجيه نحو القدوة والسلوك الحسن في تربية الأبناء
عدد الزوار: 348
من أهمّ أساليب التربية الدينيّة الصحيحة؛ أسلوب تحديد القدوة والتوجيه نحوها؛ وهو
يتمتّع بالنفوذ والتأثير الكبير؛ لكونه ذا جنبة تطبيقيّة وعمليّة. ولقد ذكر القرآن
الكريم الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم والنبي إبراهيم عليه السلام على
أنّهما أسوة حسنة، ودعا العالمين ليتّخذوهما قدوة وأسوة. كما تمّ تناول القدوة في
عدد من الآيات ضمن عناوين كلّيّة، من قبيل: المؤمنون، المتّقون، الصادقون، المحسنون،
أولو الألباب، أولو الأبصار وعباد الرحمان. وأحياناً تمّ الحديث عن بعض النماذج
الإنسانية وتحديد معايير القدوة في قالب قصصيّ يتناول سيرة حياتهم.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "كونوا دعاة الناس بأعمالكم، ولا
تكونوا دعاة بألسنتكم"1.
وأساس تشكّل شخصيّة الطِّفل يكون في مرحلة السَّنوات السبع الأولى من حياته.
والتقليد والاقتداء هما بنيان التعلّم في هذه المرحلة. فالوالدان، الأقارب،
الأصدقاء، والرفاق، والمعلّمون، والمربّون؛ هم نماذج وشخصيّات مؤثّرة في تربية
الأبناء دينيّاً، لكن يبقى دور الأب والأمّ أهمّ وأكبر.
لذا يمكن للأهل؛ بالاستفادة من مبدأ القدوة أن يوجّهوا أبناءهم باتّجاه القدوة
والأسوة الحسنة، على سبيل المثال: يستطيع الأهل أن يشجّعوا أولادهم على المطالعات
الدينية والسيرة الذاتيّة لعلماء الدِّين، ويُحضِرُون لهم الكتب المفيدة، والقصص
الجميلة والجديرة بالقراءة. كما يمكن الحثّ على مشاهدة البرامج التلفزيونيّة
المفيدة، والأفلام التعليميّة، مع إيجاد مساحة رحبة لانتقاد البرامج غير المفيدة
والأفلام غير المناسبة.
تعليم المعارف والآداب الدينيّة:
على الأب والأمّ أن يعلّما أولادهما المعارف والآداب والسنن الدينيّة.
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم: "حقّ الولد على والده إذا كان ذكراً أن
يستفره أمّه 2، ويستحسن اسمه، ويعلّمه كتاب الله ويطهّره..."3.
وعن الإمام علي عليه السلام: "علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به؛ لا تغلب
عليهم المرجئة برأيها"4.
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم
إليه المرجئة"5.
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم بشأن تعليم الأولاد الصلاة: "مروا
صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً..."6.
يظهر من هذه الروايات وأمثالها أنّ وظيفة الوالدين أن يعرّفا أولادهما على الله،
وعلى التكاليف الدينية، والأخلاق والسلوكيّات الدينيّة، وآداب العشرة، وأمثال ذلك.
ويجدر بالوالدين أن يأخذا جيّداً بعين الاعتبار المسائل
التالية عند تعليم أولادهما معارف الدين وأحكامه:
1. أن يسعيا لزيادة مطالعاتهما الدينيّة وعلومهما في هذا المجال، وأن
يعلّما أبناءهما معارف الدين؛ انطلاقاً من معرفتهما الوافية بالدين، وأن يجتنبا
إلقاء تعاليم خاطئة؛ لأنّها كثيراً ما تؤدّي إلى استنتاجاتٍ غير صحيحة، وانحرافاتٍ
فكريّة عند الأبناء.
2. أن يسعيا للإجابة على أسئلة أبنائهما الدينية؛ بصبرٍ، وسعة صدر، وبنحو منطقي
يتناسب مع إدراكهم وفهمهم.
3. أن يراعيا أثناء تعليم أبنائهما المفاهيم الدينيّة مسألة الاختلاف في شخصيّاتهم،
وقابليّاتهم واستعدادتهم الذهنية، وميزان استيعابهم وفهمهم.
* كتاب: التربية الاسرية - بتصرف
1- بحار الأنوار، ج5، ص198.
2- يستفره، أي يستكرمها ولا يدعو بالسبّ لأمّه واللعن والفحش.
3- وسائل الشيعة، ج21، ص 481.
4- وسائل الشيعة، ج15، ص 197.
5- م. ن، ج12، ص247.
6- مستدرك الوسائل، ج 3، ص19.