يتم التحميل...

الشهيد بدر الدين أحد قادة وعقول المقاومة الكبيرة

الشهيد مصطفى بدر الدين

الشهيد بدر الدين أحد قادة وعقول المقاومة الكبيرة

عدد الزوار: 670

نحن أمام رجل من كبار رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، وواحد من عقولها الكبيرة ومؤسسيها الأوائل، الذين أمضوا حياتهم فيها، مقاتلاً في الميدان، وقائدا في الساحات، وشهيداً في نهاية المطاف، كما يهوى كل مقاوم وكل قائد.

شجاعة باسلة وذكاء حاد وهمة عالية
السيد مصطفى معروف للجميع بشجاعته وصلابته وجرأته من جهة، ومن جهة أخرى بذكائه الحاد واحترافيته العالية وهمّته القوية ونشاطه الدؤوب الذي لا يعرف الكلل ولا الملل، ومن جهة ثالثة بالعاطفة الجيّاشة. هذا السيف البتّار كان سريع الدمعة سخي الدمعة عندما يتطلب الموقف دمعة، سخي الدم عندما يتطلب الموقف دماً، وحادّ السيف عندما يحتاج الموقف إلى سيف بتار.

أ ــ كان في مقدمة المقاتلين للعدو الإسرائيلي في معركة خلدة

هو من أوائل رجالات هذه المقاومة. منذ لحظاتها الأولى وساعاتها الأولى، كان في مقدمة المقاتلين في مواجهة العدو الإسرائيلي في معركة خلدة مع مجموعة من الإخوة المجاهدين الذين شكّلوا النواة الأولى والمجاميع الأولى في المقاومة الاسلامية وأصبح بعضهم ـ وهو منهم ـ من خيرة قادتها لاحقاً.

وأصيب بجراح بليغة تركت أثرها على جسده وفي رجله؛ مما أثر على حركته ومشيته. وبقيت آثار هذه الجراح معه إلى الشهادة.

ب ــ قاد الوحدات العسكرية والأمنية العاملة داخل سوريا لحين استشهاده


1 ــ بداية من لبنان
عندما قرّر حزب الله الدخول إلى سوريا، أُوكِل إلى هذا الشهيد القائد، إلى السيد مصطفى، مسؤولية إدارة الوحدات العسكرية والأمنية لحزب الله العاملة داخل سوريا وعلى الأراضي السورية.

في المرحلة الأولى من تحمله لهذه المسؤولية كان يدير العمل من لبنان، من هنا، من بيروت، من الضاحية، وهو كان يصرّ على الذهاب.

حيث كنت أمنعه ـ من موقع مسؤوليتي المباشرة عنه ـ أمنعه من الذهاب إلى سوريا حرصاً عليه وصوناً له.

في مرحلة من المراحل، أنا قبلت معه أن يذهب إلى الحدود فقط، إلى المصنع، ويستدعي الإخوة المسؤولين الذين يعملون معه بداخل سورية ويتابع معهم ثم يعود إلى بيروت وأن لا يتردد إلى هناك كثيراً.

2 ــ إصراره إضطرني للموافقة على ذهابه إلى سوريا

كان يقول لي: لا يمكن أن أدير ساحة بهذه الأهمية، بهذه الخطورة، بهذا التحدي من لبنان. أياً تكون المخاطر يجب أن نقتحم هذه المخاطر. لا عقلي ولا قلبي ولا عاطفتي تسمح لي أن أبقى هنا.

لكن أمام إصراره الشديد على الذهاب إلى سورية قلت له: يا سيد، أنت تختلف عن بقية القادة الجهاديين . إذا استشهدت يا سيد (ذو الفقار) في سورية " سيكثر القال والقيل مثلما حدث مع حبيبك وعزيزك الأخ الحاج عماد" لأن الحاج عماد أيضاً ـ كما أنت ـ صنع منه الإعلام الخارجي شخصية إشكالية.لا أعرف إن كان التعبير دقيقاً. أقصد أنهم صنعوا حولها غموضاً وإشكالات واتهامات وملاحظات.

قال يا أخي يا سيد: أنا إذا استشهدت في لبنان الأمر ذاته؛ الإشكالية نفسها مطروحة. بل ربما لو قضيت شهيداً في لبنان كانت الإشكالية أكبر. ولا يجوز أن تشكّل هذه الملاحظة مانعاً لي أن أذهب إلى سورية وأن أتحمل مسؤوليتي، لأن المعركة في سورية أكبر من كل هذه الملاحظات. نحن نقدّم الشهداء في سورية، لا يجوز أن نقف أمام هذه الملاحظة. وقال ممازحاً: "إلا إذا كنت تريد أن لا استشهد وأن أموت على الفراش".

وقضى أغلب وقته خلال السنوات الماضية فيها؛ في سورية، وتحمل المسؤوليات الجسام وفي أصعب الظروف.

هنيئاً له الشهادة التي تمنّاها وسعى إليها، والتي يغبطه عليها كل رفاقه الباقين.


* كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى أسبوع القائد الجهادي الكبير الشهيد مصطفى بدر الدين 20-5-2016

2018-05-08