كلمة الإمام الخامنئي لدى إستقباله وزير الأوقاف السوري
2018
كلمة الإمام الخامنئي لدى إستقباله وزير الأوقاف السوري وجمع من علماء الدين السوريين
عدد الزوار: 96
كلمة
الإمام الخامنئي لدى إستقباله وزير الأوقاف السوري وجمع من علماء الدين السوريين
1-3-2018
إرادة القوى الكبرى ليست أمرا حتميا ولا قدرا محققا
بسماللّهالرّحمنالرّحیم
الحمدللّه ربّ العالمین و الصّلاة و السّلام علی سیّدنا محمّد و آله و صحبه
المطهّرین وعلیٰ متابعیهم الی یوم الدّین.
في البداية أرحّب بجميع الحاضرين المحترمين، أهلاً بوزير الأوقاف المحترم والعلماء
المحترمين وكل الأعزاء، وأشكر الوزير المحترم على كلماته المفيدة والبليغة. كذلك
أشكر هؤلاء المنشدين، على تلاوتهم القرآنية وعلى إنشادهم. لقد كان المضمون جيداً
وكذلك كان القالب جميلاً أيضاً، وأجادوا العمل .
الرئيس الأسد شخصية كبيرة مناضلة
نحن نقف الى جانب سوريا؛ إن سوريا اليوم في الخط الأمامي؛ ونحن واجبنا
أن ندافع عن صمود سوريا.
حضرة السيد بشار الأسد رئيس الجمهورية السورية المحترم ظهرَ كشخصية مناضلة ومقاومة
كبيرة؛ لقد صمد ولم يتسلل إليه الشك والتردد. هذا أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة للشعب.
هذه الشعوب الإسلامية التي تشاهدون كيف تعيش في حالة من الذل؛ هذه الشعوب ليست
ذليلة، إنما قادتها أذلاء. إذا كان عند شعبٍ قادة يشعرون بالعزة ويفتخرون بالإسلام
وبهويتهم، فإن هذا الشعب سيصبح عزيزاً. ولن يتمكن العدو من فعل أي شيء ضد هكذا شعب
.
إرادة القوى الكبرى ليست أمرا حتميا ولا قدرا محققا
إننا ندخل الى السنة الأربعين للثورة. منذ اليوم الأول لنهضتنا، تحالفت
ضدّنا كل القوى الكبرى في العالم: أمريكا والإتحاد السوفياتي أيضاً، حلف الناتو
ومعه كل رجعيي العرب والمنطقة؛ كل هذه القوى اتحدت علينا[ضدنا] وحاربتنا. لكننا لم
ننهزم ولم يقضَ علينا، بل تقدّمنا وقوينا. فماذا يعني هذا الأمر؟ أول ما يعنيه بأن
ما تريده القوى الكبرى ليس بالضرورة أن يتحقق. أي أن الجميع قرروا القضاء علينا
ولكننا صمدنا وبقينا. فمن الواضح إذن، بأن ما تريده أمريكا أو أوروبا والقوى
النووية العالمية، ليس أمراً حتمياً وقدراً محققاً. حسنٌ ،إن هذا الوعي والإدراك
والمعرفة، مصدر أمل وقوة للشعوب. وعليه، فحين نقرر ـ نحن وأنتم وأهل المقاومة في
هذه المنطقة بكل حزم وحسم ـ لن يتمكن العدو من ارتكاب أي حماقة . هذه مسألة .
لمواجهة المحرضين على الفتنة المذهبية
المسألة الأخرى هي أن الإسلام قد وعدنا بأن النصر حليف المؤمن المجاهد.
إن لم يكن هناك إيمان، فلن تتحقق النصرة بشكل كامل. وإن وجد الإيمان ولكن لم يكن
هناك جهاد وسعي دؤوب، لن تتحقق النتيجة المطلوبة. إن واجبنا هو أن ندعم وندافع عن
الإسلام وعن الحركة الإسلامية. إحدى مقدمات العمل بهذا الواجب أن نتجنب هذه
الخلافات المذهبية والطائفية. حسنٌ ،إذا أردنا أن نضع هذه الخلافات جانباً، فإن
هناك من يرفض ذلك ويريد للتنازع أن يسود بيننا، فيقوم بتحريض البعض عندنا وتحريض
البعض من إخواننا، لدفع هؤلاء للعمل خلاف حركة الوحدة؛ فيقومون ضد الوحدة قولاً
وعملاً. أي إن حركة هؤلاء إن لم تكن ناشئة عن غايات سياسية، فيجب تجاهلهم وعدم
الإعتناء بهم. ولكن إن كانوا كالسعوديين وبعض الآخرين، يبثون الفتنة والفرقة وفقاً
للسياسات الإستكبارية، فيجب علينا أن نواجههم، يجب أن نقف مقابلهم بصلابة.
نحن لا نعترف بشيعة لندن ولا بسنة أميركا وإسرائيل
نحن لا نعترف بأولئك الشيعة الذين تدعمهم لندن، ولا نعتبر أولئك السنة
الذين تدعمهم أمريكا وإسرائيل مسلمين. نحن لا نعتبرهم بالأصل مسلمين. الإسلام هو ما
يخالف الكفر والظلم والإستكبار. هذه هي مشتركاتنا. التوحيد، الكعبة، الوجود المقدس
للنبي الأكرم. مشتركاتنا هي المحبة لأهل البيت والعديد من الأمور المشتركة الأخرى.
وكذلك فإن واجباتنا جميعاً هي من المشتركات: فأن أدعو أنا العبد بقنوت في الصلاة
وأنت لا تدعو به؛ فهذا ليس بالأمر الذي يؤدي الى إختلاف. أصل القضية أن نؤمن بإله
واحد أحد ونؤمن بالنبوة ونؤمن بالنصرة الإلهية وبالقيامة بشكل حقيقي. أصل القضية هي
هذه الإعتقادات.
اليوم الذي نصلي فيه وإياكم جماعة في القدس لن يكون بعيدا
نأمل إن شاء الله أن تشهدوا ذلك اليوم الذي تصلوّن فيه جماعةً في القدس.
أن تروه ونراه إن شاء الله. نحن نؤمن بأن هذا اليوم سيتحقق فعلاً. من الممكن أن لا
يكون شخص هذا العبد الحقير أو أمثاله حينها. لكن هذا اليوم سيأتي ولن يكون بعيداً.
منذ عدة سنوات، قال [أحدهم] في تلك الحكومة الصهيونية المجاورة لكم بأننا سنقوم
بهذا العمل أو ذاك ضد إيران خلال 25 سنة؛ وقد قلت لهم: بأنكم لن تكونوا بعد 25 سنة
موجودين لتقوموا بتلك الأعمال. سيأتي هذا اليوم إن شاء الله .