الخوف من الله رغم المقام
قصص أهل البيت (ع)
كانت الليلة ليلة أم سلمة، فذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيتها ليمضي ليلته هناك. وعندما أسدل الظلام سدوله وضرب السكون سرادقه على البيت، نهض النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فراشه دون أن تحس به أم سلمة، وانتحى زاوية من البيت، فلما انتبهت دهشت لعدم وجوده في الفراش...
عدد الزوار: 122
في بيت أم سلمة
كانت الليلة ليلة أم سلمة، فذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيتها ليمضي ليلته هناك. وعندما أسدل الظلام سدوله وضرب السكون سرادقه على البيت، نهض النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فراشه دون أن تحس به أم سلمة، وانتحى زاوية من البيت، فلما انتبهت دهشت لعدم وجوده في الفراش، فداخلها ما يداخل النساء عادة، فهبت تطلبه في جوانب البيت فألفته قائما في زاوية منه يدعو ويبكي ويقول:
اللهم لا تنزع مني صالح ما أعطيتني أبدا، اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا، اللهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا، اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا.
فأثرت فيها حالة الرسول تلك تأثيرا شديدا، فانفجرت باكية، فانتبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبكائها، فذهب إليها وسألها: ما يبكيك؟
فأجابت: لم لا أبكي؟! أنت بالمكان الذي أنت به من الله ومع هذا تسأله أن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا، فكيف بي؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم. يا أم سلمة، وما يؤمنني وقد وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان1.
*قصص الابرار، الشيخ مرتضى مطهري، التعارف،ص59-60.