يتم التحميل...

التاسع من دي هذا العام: الشعب يجهض فتنة أميركية أخرى

الاستكبار

التاسع من دي هذا العام: الشعب يجهض فتنة أميركية أخرى

عدد الزوار: 110

أميركا والوسائل المتنوعة لإعاقة مسيرة ثورتنا
وبالطبع، يعارض العدوصمود ثورتنا واستمرارها. من هو المقصود بالعدو؟ المقصود به هو الذي تضرر من الثورة. أولئك الذين كانت لهم هنا في هذه المنطقة البالغة الحساسية حكومة عميلة طيّعة، وكانت مقاليد أمورها بأيديهم: سياستها واقتصادها ودخلها ومواردها. هؤلاء فقدوا هذا الشيء وتضرروا. وعلى رأسهم أمريكا وبعض البلدان الأوروبية الأخرى كبريطانيا وغيرها. هؤلاء هم الأعداء. هدف العدو هو الحيلولة دون هذا الاستمرار والاستقامة والصمود. وهم يبذلون شتّى المساعي لتحقيق هذا الهدف.

• ألأقلام الداخلية المأجورة نموذجا
ويستخدمون أية وسيلة يستطيعون استخدامها بدءًا بأشباه المفكرين. البعض أشباه مفكرين يجلسون ويطرحون ما يسمّونه أفكارًا تتعارض مع أسس الثورة. وقد تشاهدون مقالاتهم وكتاباتهم في بعض الصحف أو وسائل الإعلام الإلكترونية وما شاكل. إنّهم يستخدمون هؤلاء ويمنحونهم المال ويقولون لهم تعالوا وأنتجوا فكرًا مضادًّا للثورة ومعارضًا لأسسها؛ إلى المنظّرين المزيّفين الذين يصنعون النظريات، إلى الصحافيين وأصحاب الأقلام المأجورة، إلى إمكانيات الفضاء الافتراضي، إلى المهرّجين، وإلى كل ما يستطيعون فعله، وإلى كل ما يستطيعون توظيفه واستخدامه من أجل توسيع دائرة مخاطبيهم وجمهورهم. كل هذه الأعمال تنجز، وكلها موجودة اليوم، وليس اليوم [فقط] بل منذ بداية الثورة -أي منذ 39 عامًا- كل هذه الأعمال تنجز، لكنها تشتد يومًا بعد يوم؛ فالوسائل الموجودة اليوم لم تكن موجودة في السابق، وهم يستفيدون من كل هذه الوسائل.

سمعتم في فتنة العام [88 [2009 ه.ش ، حيث كان من المقرر أن تقوم إحدى الشبكات الإنترنتية الناشطة بإصلاحات سنوية، فقالوا لهم: "لا تقوموا بالإصلاحات بل أرجئوها وأجّلوها لتخدمونا" فهم يستفيدون من كل هذه الأدوات والفرص، من أجل أن لا تتوقف خدماتهم لمنظمة الـ(سي آي اي) في أمريكا والأجهزة السياسية الأمريكية.

التاسع من دي هذا العام: الشعب يجهض فتنة أميركية جديدة
إنهم يبذلون كلّ هذه الجهود، لكن فجأة يأتي الثاني والعشرون من بهمن! وقد ركّز هؤلاء ثقل أعمالهم على المتلقين والجماهير، يأتي الثاني والعشرون من بهمن وترون حشود الجماهير تنطلق في طهران والمدن وفي كل أنحاء البلاد شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، في الشتاء البارد، على الثلج وأثناء هطول الثلوج والأمطار، يرفعون شعارًا واحدًا. أو يأتي التاسع من دي مثلًا، فهكذا يكون الوضع. وإذا ما وقعت أحداث كالتاسع من دي سنة 88 [30/12/2009] م أو التاسع من دي في هذا العام [فالكلّ سينزل إلى الشوارع]. لاحظتم بأيّ حماسة واندفاع نزل الناس في التاسع من دي هذا العام إلى الشوارع! وذلك لأنهم شعروا بوجود العدو ومؤامرته. هذه هي خاصّيّة الكائن الحيّ. عندما يشعر بوجود العدو يزداد حساسية ونشاطًا. التاسع من دي وحضور الشعب في كافة أنحاء البلاد. ومن ثم من الثالث عشر من دي إلى الثامن عشر منه، وعلى مدى أربعة أيام أو خمسة أيام متوالية، انطلقت مظاهرات عفوية تلقائية في مختلف المدن. وقد قدّمتُ عرضًا إجماليًّا في التاسع عشر من دي هنا في هذه الحسينية، عن هذا الحضور والمشاركة لشعبنا العزيز (1). لاحظوا، هذا هو معنى الحي، وهذا هو معنى المتنامي. لم تؤثر كل محاولات العدو ونشاطاته. والمحاولات ليست في الفضاء الافتراضي وما شاكل فقط، فهناك الحظر مثلًا، الحظر بالتالي يؤثّر على حياة الناس ويخلق مشاكل اقتصادية وقد أوجدها، وقد كبّلت هذه المشاكل أيادي الناس جميعًا، لكنّ عشق الثورة وحب الثورة والارتباط بالثورة وبالنظام الإسلامي يوجد ردود أفعال كهذه.

حسنًا، إذًا لنعدّ أيام الله هذه دعامة لمتانة الثورة. وأقولها لكم، في هذه السنة أيضًا وبلطف من الله وحوله وقوّته سيكون يوم الثاني والعشرين من بهمن لهذا العام يومًا لافتًا يُبهر الأنظار. لأن الجماهير شعروا من خلال هذا الهراء الذي يطلقه بعض الساسة الأمريكان وغيرهم، أن العدو يترصدهم في كمائنه ويستعد لشن هجماته. وليس الهجمات العسكرية بالضرورة إنما يترصّد لممارسة عدائه ـ وهم عندما يشعرون بذلك ينزلون إلى السّاحات. وفي هذا العام وبإذن الله وتوفيقه وبحوله وقوّته ستكون مشاركة الشعب أكثر حماسةً وحرارة من أي وقت مضى. والجميع سيحضر بتوفيق من الله تعالى. هذه نقطة.

* كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه قادة ومنتسبي القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية بمناسبة يوم القوة الجوية 8/2/2018


(1) لقاء الإمام الخامنئي بمختلف شرائح أهالي مدينة قم بتاريخ

2018-02-14