يتم التحميل...

أميركا أشد حكومات العالم ظلما ووحشية

الاستكبار

أميركا أشد حكومات العالم ظلما ووحشية

عدد الزوار: 85

وكذا الحال على المستوى الدولي أيضًا. يجب فضح الظّلم الاستكباري وكشف حقيقته. الحكومة الأمريكيّة هي اليوم أشدّ حكومات العالم ظلمًا وأقساها وأبعدها عن الرحمة. إنها أشدّ ظلمًا من الجميع. ولقد شاهدتم داعش هذا كم هو سيّئ وظالم ومتوحش؛ الحكومة الأمريكية أسوأ منه. الحكومة الأمريكية هي الجهاز الذي أوجد الدواعش، وليس داعش وحده، وسهّل لهم أعمالهم. بل كانت هي من أوجدهم. وهذا ليس ادّعاءنا نحن بل كلامهم هم أنفسهم. هذا الشخص نفسه الذي يتولى الآن منصب رئاسة الجمهورية في أمريكا طرح دومًا في دعاياته الانتخابية إيجاد داعش باعتباره أحد أعمال الديمقراطيين وهو الحزب المنافس له، وكرّر ذلك مرارًا. وهو على حق في ذلك. فقد كانت هناك وثائق ومستندات تثبت ذلك؛ وتوجد الآن أيضًا. هؤلاء أنفسهم من أوجد داعش، وهم الذين آزروه ودعموه بالمال والسلاح، ومن المحتمل أن يكونوا هم الذين علّموا [عناصره] بعض الأساليب. تلك المجموعات الوحشية الأمريكية المرتبطة بالحكومة ـ من أمثال "بلاك ووتر" ـ يقومون بهذه الأعمال أيضًا. وهم يجيدونها ويتقنونها. وهم متخصصون في هذه الممارسات الوحشية ضد الإنسانية. بل ربما هم الذين درّبوا الدواعش، وإلّا فأنّى لتعيس الحظّ الفلاني القادم من القوقاز أن يعرف مثلًا كيف يعذّب إنسانًا بإغراقه في الماء تدريجيًّا، أو بإحراقه تدريجيًا؟ من المحتمل أن يكون هؤلاء هم الذين علّموه.

وعلى الرغم من أنّ أمريكا هي أقسى الحكومات في العالم وأبعدها عن الرحمة، إلّا أنّها تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان في إعلامها، وتدّعي الدفاع عن حقوق المظلومين، وحقوق الحيوانات! هؤلاء بالتالي يجب أن يُفضحوا، ويُعرّوا، وتُكشف حقيقتهم وتُعرف على المستوى العالمي.

كما يجب كشف الظلم الذي مارسوه ضدّ فلسطين. إنهم يمارسون الظلم والجور يوميًا ضد الفلسطينيين. سنة، سنتان، عشر سنوات، عشرون سنة، سبعون سنة وهذا الظلم مستمر. والأمريكان هم من كان يقف وراءه، ولا يزالون إلى الآن. هذه أمور يجب أن تُكشف وتُعلن إلى الملأ.

الظّلم ضد اليمنيين. اليمن الآن تُقصف يوميًا. الناس يُقصفون، والمحافل والمجالس تُقصف، والأسواق تُقصف، والبنى التحتية للبلاد تقصف. من قِبل من؟ من قِبل حلفاء أمريكا الذين يحظون بدعم أمريكا وتأييدها، والذين تُؤمِّن لهم أمريكا السلاح وتساعدهم. هم يشاهدون المشهد بكل وضوح فلا يَصدر عنهم أي اعتراض أو أبسط امتعاض. بالطبع، يوجد بينهم بعض الأفراد من الكُتّاب الذين يعترضون، لكن الحكومة الأمريكية لا تأبه لهم على الإطلاق. ثم نراها تذهب (5) وبكل وقاحة تضع بضع قطعات من الحديد وتقول: هذه قطع الصاروخ الذي أرسلته إيران للمجاهدين اليمنيين! يطلقون ادعاءً لا دليل عليه. المجاهدون والمناضلون اليمنيون محاصرون ولا يمكن إيصال شيء لهم. ولو كان بالإمكان إيصال شيء لهم لأعطيناهم بدل الصاروخ مئة. إلّا أنّه لا يمكن إيصال شيء لهم. إنهم مظلومون. "كن للظّالِمِ خَصمًا ولِلمَظلومِ عَونًا"(6). إذا استطعت مساعدة المظلوم فساعده. نحن صامدون.

في خصوص قضية المقاومة قرّر الأمريكيّون استئصال جذور المقاومة في غرب آسيا، وكانوا واثقين أنهم سيفعلون ذلك، فوقفنا وقلنا لن نسمح بذلك. وقد ثبت اليوم للعالم بأسره أنهم أرادوا ذلك ولم يستطيعوا، وأردنا واستطعنا. هذا ما أدركه الجميع في العالم. ينبغي الوقوف بوجه الظلم. كان هذا عن الظلم الخارجي، أمّا الظلم الداخلي فهو أيضًا على نفس الشاكلة، بل ربما كانت له الأولوية من بعض الوجوه.

* كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه قادة ومنتسبي القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية بمناسبة يوم القوة الجوية 8/2/2018


5 ـ نيكي هيلي ممثلة أمريكا لدى منظمة الأمم المتحدة.
6 ـ نهج البلاغة، الرسالة رقم 47 باختلاف بسيط.

2018-02-14