يتم التحميل...

الجمهورية الإسلامية تقدمت أشواطا بالرغم من مؤمرات الأعداء

الاستكبار

الجمهورية الإسلامية تقدمت أشواطا بالرغم من مؤمرات الأعداء

عدد الزوار: 85

كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة أسبوع التعبئة 22-11-2017

الجمهورية الإسلامية تقدمت أشواطا بالرغم من مؤمرات الأعداء


لِيكُفَ البعض عن التصرف بما يشجع العدو على الإعتداء
يا أعزائي: إن عداوة أعداء الحق وأعداء الله لا تنتهي. هناك عداوات موجودة. إعمال هذه العداوات وتفعيلها من قبل أعداء الله يتعلق بما يرونه من قدرة لديهم على العداوة والخصومة. إذا شاهدوا ضعفًا من الطرف المقابل ولاحظوا أنهم قادرون على إعمال عداوتهم، فإنهم ينفذونها ويقومون بها من دون أي مراعاة ولا أي مجاملة. أولئك الأشخاص الذين ينزعجون من ذكر كلمة العدو ويقولون "لماذا تكررون دومًا كلمة العدو لهذه الدرجة"، هم غافلون عن هذه المسألة؛ غافلون عن أنّ العدو، وبمجرد أن يجد مجالًا، يسدّد ضربته من دون أي تردّد ولا تأخير. يجب ألّا يُعطى العدو هذا المجال؛ يجب ألّا يحدث أي عمل أو قول أو حال، مما يشجع العدو على الاعتداء وتفعيل الخصومة. هذا أصل. هو أصلٌ دائم. هذا أصلٌ عقلائي.

الجمهورية الإسلامية تقدمت أشواطا بالرغم من مؤمرات الأعداء

هذه الآيات الكريمة التي تُليت في بداية اللقاء: رَبَّنَا اغفِر لَنا ذُنوبَنا وإسرافَنا في اَمرِنا وثَبِّت أقدامَنا وانصُرنا عَلَى القَومِ الكافرین(۳)، أولئك الذين صمدوا: المقاتلون البواسل وأبطال ساحات المقاومة الذين وقفوا مع الأنبياء واستمدوا العون من الله وتحركوا، قد كافأهم الله على صمودهم وثباتهم؛ فآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنيا وحُسنَ ثَوابِ الآخِرَة(4). وليس الأمر بأنكم إن جاهدتم في سبيل الله، فإنه تعالى سيعطيكم الجنة فقط. كلا؛ ليس ثواب الآخرة فقط، بل ثواب الدنيا أيضًا. ما هو ثواب الدنيا؟ ثواب الدنيا هو العزة، الاقتدار، التقدم، عنفوان شعب وافتخار بلاد.

ثواب الدنيا هو أنّ الجمهورية الإسلامية طوال هذه السنوات الثماني والثلاثين كانت تواجه مؤامرات العدو- منذ انتصار الثورة وإلى الآن، كنا في مواجهة العداوات المتنوعة للعدو، أي الاستكبار العالمي والصهيونية والرجعية وأمثالها- وفي الوقت نفسه قد تقدمنا مئات الأضعاف. لعلّه يمكن القول آلاف الأضعاف في الأبعاد المختلفة عمّا كنا عليه في بداية الثورة.

الجمهورية الإسلامية أركعت أميركا وهزمتها
لقد تقدّمنا وتطورنا وامتلكنا القدرة والاقتدار أكثر فأكثر. فليتمّ تحليل قضايا البلاد بشكل صحيح. البعض يحلّلون بشكل أعوج أعرج.

لاحظوا ـ على سبيل المثال ـ البعض ينظر فيرى في مكان ما حالات من عدم الاعتقاد وعدم الإيمان واللامبالاة، فيتخذ من هذا دليلًا بأن الثورة قد ضعفت في البلاد، وأن نظام الجمهورية الإسلامية قد تراجع في البلاد. الأمر ليس كذلك. منذ بداية الثورة كان هناك أعداء، وكان هناك مخالفون. واليوم يقوم العدو بتعزيز هجومه من كل الجهات. ولكن لاحظوا في الوقت نفسه، كيف أنّ حركة الشباب المؤمن في البلاد، كم هي حركة مباركة وجذابة وجميلة. أن ينزل إلى الميدان، بعد ثماني وثلاثين سنة، شباب لم يشاهدوا الإمام ولا حضروا مرحلة الدفاع المقدس، لم يدركوا الثورة، وهاهم يشاركون ويؤثرون في المنطقة بهذه الطريق. حقًا إنها معجزة من معجزات الثورة. استطاعت الجمهورية الإسلامية في المنطقة – أي أنتم أيها الشباب- استطعتم أن تركّعوا أمريكا وتهزموها. كل الجهود والأعمال التي كانوا يقومون بها والمؤامرات التي خططوا لها، كانت لإبعاد هذه المنطقة عن الفكر الثوري والإسلامي. كان هدفهم كلهم في الواقع، أن يقضوا على هذا الفكر – الثوري والمقاوم الذي انتشر في المنطقة – ويدفنوه، ولكن ما حصل كان بالعكس تمامًا.

وقعت أحداث خطيرة في سوريا والعراق، أوجد الأعداء غدة سرطانية ليتمكنوا من خلق تيار معادٍ للمقاومة، وأنتم استطعتم أن تواجهوا وتقضوا على هذه الغدة السرطانية. لقد انتصر الشباب؛ هؤلاء الشباب المؤمنون. في الحقيقة، إن أولئك الذين نزلوا إلى ميدان المجاهدة هذا وتمكنوا من تركيع العدو، هم من الذين كانوا يتحلون بهذا الشعور التعبوي ويستمدون من قوة التعبئة.

ساحات عمل واسعة تنتظر ألإنجاز على أيديكم
والأمر نفسه كذلك في جميع القطاعات والمجالات. إنّ لدينا، في قضية العلم وفي قضية التقنية وفي الصناعة والزراعة، في الخدمات، في إعمار البلاد، في القضايا المعنوية والثقافية، في القضايا الفنية، ساحة عمل واسعة جدًا، مما يجب أن ينجز على أيديكم أنتم أيها الإخوة والأخوات في التعبئة بوصفكم رواد هذا الميدان. هناك ملايين الأشخاص في البلاد ليسوا ضمن منظمة التعبئة ولكنهم تعبويون في الواقع، ويتحلون بقدرة النزول إلى هذه الميادين والمشاركة الفعالة. هذه القابلية والطاقة العظيمة موجودة اليوم في البلاد. نشكر الله ونحمده بأن وهب هذه الطاقة وهذا الرصيد العظيم.

تعرفوا على العدو وأساليبه في المواجهة
حافظوا على التعبئة.. حافظوا على الخصوصيات المطلوبة والمعتبرة في التعبئة والتي كانت موجودة بحمد الله. البصيرة هي إحدى هذه الخصوصيات، معرفة العدو؛ معرفة سبل مواجهة العدو، فهم ألاعيب العدو. على شبابنا المؤمن أن يعرف بأن أحد أساليب العدو هو بأن يجعلهم لا مبالين وغير مهتمين بالقيم العملية الإسلامية، في مجال مسائل الحياة الشخصية، المسائل العائلية، القضايا المختلفة.

ثقوا بقدرتكم على هزيمة العدو في كل مواجهة
أحد أساليب العدو هو إدخال اليأس إلى قلوب شبابنا والقضاء على الأمل لديهم؛ بأن يلقي فيهم: "نحن لا نقدر، لا يمكن مواجهة هؤلاء ....". كما نرى وللأسف بأن البعض أصبح "مكبّر صوت" للعدو، فينشر هذه الأقاويل في أجواء المجتمع، مكررًا بأنه "لا يمكن مواجهة هؤلاء". لماذا لا يمكن؟ لقد وقفت الجمهورية الإسلامية مقابل الطامعين المستبدين وانتصرت على العدو في كل المواجهات. كيف تقولون إنّ هذا غير ممكن؟ لقد استطاع الشعب الإيراني أن يقضي على النظام الملكي ويقتلع هذه الشجرة الخبيثة العتيقة من هذه البلاد ويرمي بها بعيدًا. مع أن أمريكا كانت داعمة لهذا النظام وكذلك أوروبا وهؤلاء الرجعيين في المنطقة أيضًا.

واستطاع الشعب، في هذا العالم الذي يصول ويجول فيه الكفر والإلحاد وعدم الإيمان واللامبالاة، أن يحافظ على نظام الجمهورية الإسلامية بكل أبعاده في هذه البلاد، وأن يتقدم بهذا النظام للأمام يومًا بعد يوم. استطاع أن يخلق عوامل وعناصر القوة والاقتدار لهذا النظام. العلم هو أحد عناصر الاقتدار، والقدرات العسكرية هي من عناصر الاقتدار.

الشعب الإيراني أثبت بالتجربة قدرته على مواجهة القوى الكبرى
ومن عناصر الاقتدار أيضًا القدرة على التأثير في أفكار وتوجهات الشعوب الأخرى. لقد استطاع الشعب أن يوجد هذه العناصر، كيف تقولون أنتم إنه لا يستطيع؟ وما سيأتي في المستقبل أيضًا سيكون كالذي مضى، وستتمكن الثورة الإسلامية بتوفيق الله من بلوغ الأهداف العليا التي رسمتها لنفسها منذ البداية؛ على أيديكم أنتم أيها الشباب، بواسطة الجيل المؤمن المنتشر حاليًا في أرجاء البلاد. نحن قادرون، لقد جرّبنا واختبرنا بأننا قادرون. القدرة ليست مجرد اعتقاد صرف فقط؛ ليس اعتقادًا بالغيب فقط، بل نحن شاهدنا بأعيننا بأننا قادرون. البعض يقرأ آيات اليأس: بأنه يجب أن نراعي القوى الكبرى ويقومون بمسايرة هذه القوى. كلا، أنتم شاهدتم هذه المؤامرات العديدة المتتالية في المنطقة، والتي قامت بها أمريكا والصهيونية والرجعية العربية وغيرهم؛ كلها قضي عليها بواسطة اقتدار الجمهورية الإسلامية. لقد فشلت وزالت. وإحداها كانت قضية هذه الفرقة التكفيرية غير الإنسانية "داعش"، والتي قضي عليها والحمد لله؛ بهمة الشباب، وهمة الرجال المؤمنين، همة الذين يعتقدون بقوة المقاومة. حسنًا، لم يكن هذا عملًا بسيطًا، إنه إنجاز كبير جدًا.

في بعض هذه البلدان المجاورة لنا نفسها، أحيانًا لم يكونوا يصدّقون بإمكانية تحقيق إنجاز كهذا، والقيام بحركة كهذه، ولكنهم نزلوا إلى الميدان وخاضوا غمار التحدي ونجحوا، وصدّقوا هذا الاعتقاد. هكذا تصل رسالة الجمهورية الإسلامية ونداء الثورة، إلى الشعوب وتطرق مسامعها؛ بشكل عملي.

البصيرة ضرورة مطلوبة – وهي من الشروط اللازمة- وكذلك المجاهدة والثبات.

النصر سيكون حليفكم حتما
إن الثبات في هذا الطريق؛ الاستقامة على هذا الطريق، من أوجب الواجبات وأهم عوامل التقدم.

اسعوا واجهدوا أن تحفظوا محيطكم والأجواء من حولكم والأشخاص المرتبطين بكم. وقبل كل هذا، أن تحفظوا بواطنكم وقلوبكم؛ وفيّة وثابتة على هذه المثل العليا وهذه الطريق وهذه الأهداف العليا. أنتم ستنتصرون حتمًا، لا شك بأن النصر سيكون حليفكم. وإنني أرى ذلك اليوم، الذي سيتحقق فيه كل ما نقول اليوم. إنّه يجب أن يحصل وسيحصل إن شاء الله بتوفيق الله. وستقولون أيها الشباب الأعزاء: لقد أُنجزت هذه الأعمال.


3- سورة آل عمران، قسم من الآية 147
4- سورة آل عمران، قسم من الآية 148

2017-11-28