الأميركيون غاضبون لهزيمتهم وفشل مخططاتهم في منطقتنا
الاستكبار
الأميركيون غاضبون لهزيمتهم وفشل مخططاتهم في منطقتنا
عدد الزوار: 79
كلمة
الإمام الخامنئي لدى لقائه رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة ٢١/٠٩/٢٠١٧
الأميركيون غاضبون لهزيمتهم وفشل مخططاتهم في
منطقتنا
لقد سمعتم الكلمة البلهاء لهذا الرئيس الأمريكي (5) في منظمة الأمم المتحدة - يفترض أنكم سمعتم هذا الكلام بشكل مباشر أو غير مباشر- وقد استخدم عبارات قبيحة جداً وسخيفة؛ أدبيات رجال العصابات والكاوبوي (رعاة البقر) والتهديدات العديمة المعنى والخاطئة والتحليلات الأكثر خطأ بنسبة مئة في المئة. كلمةٌ مليئة بالأخطاء والأكاذيب. ربما كان في هذه الكلمة عشرون كذبة واضحة. إنه كلام مضطرب يدلُّ على أنه غاضب، وخائب أيضاَ ويعاني من الناحية الفكرية من مشكلة وتخلف عقلي. أي إن هذه الكلمة عبّرت عن جميع الأشياء الثلاثة، دلّت على الغضب والغيظ، وكذلك على الخيبة واليأس؛ حيث لا يعلمون ما الذي يجب أن يفعلوه مقابل هذا الواقع الموجود. وعبَّرت أيضاً عن خفة عقل. لم يكن الكلام الذي قيل مبعث فخر لشعب مثل الشعب الأمريكي. وأعتقد أن على النخب الأمريكيين أن يشعروا بالخجل - وهم يشعرون بالخجل - من أن يكون لهم رئيسٌ كهذا يتكلم بهذا الكلام.
ولا شأن لي الآن بما قاله وكيف قاله. ما أريد قوله يتعلق بسبب غيظهم
وعصبيتهم. السبب هو تقدمنا إلى الأمام. قضية الغضب هذه قضية مهمة. ما كان بادياً في
هذه الكلمة أكثر من أيّ شيء آخر وبوضوح هو الغضب. لماذا هم غاضبون؟ الغضب سببه أن
أمريكا كان لها مخططها لمنطقة غرب آسيا هذه التي يسمونها الشرق الأوسط، منذ خمس
عشرة سنة أو ست عشرة سنة ماضية، وربما منذ فترة أبعد من هذه، ربما كان المخطط
عائداً إلى فترة سابقة، لكنه ظهر منذ نحو خمسة عشر أو ستة عشر عاماً، وقد طرحوا على
أساسه لفترة من الزمن عنوان «الشرق الأوسط الجديد»، وطرحوا لمدة اسم «الشرق الأوسط
الكبير». كان لهم مخططهم لهذه المنطقة. وكان المحور الأصلي لهذا المخطط وقلب هذا
المخطط هو سوريا ولبنان والعراق. كانت هذه البلدان عبارة عن ثلاثة محاور وثلاثة
مراكز يجب أن تطبق الخطة فيها. فكيف تطبق؟ بأن تتولى السلطة في هذه البلدان الثلاثة
حكومات مستسلمة وعميلة لأمريكا بشكل مطلق، فتطيع أمريكا في كل ما تريده، وتعمل
لصالحها. ماذا ستكون النتيجة؟ ستكون النتيجة أن تصبح هذه المنطقة كلها ساحة لسيادة
الكيان الصهيوني، ويجري بنحو من الأنحاء السيطرة "من النيل إلى الفرات" الذي نادوا
به في هذه المنطقة، حتى وإن لم يكن على شكل سياسة ظاهرية بل على شكل سلطة ونفوذ
وهيمنة معنوية وواقعية. هذا ما أرادوا القيام به. أرادوا أن يكون العراق، هذا البلد
التاريخي العظيم، بكل هذه المفاخر، تحت هيمنة الصهاينة والأمريكيين. وأرادوا أن
تكون سوريا، هذا المركز بهذه الأهمية الفائقة، مركز المقاومة ضد الكيان الصهيوني،
في قبضة الكيان الصهيوني. والوضع بالنسبة الى لبنان واضح. هذا ما أرادوه وهذا هو
العمل الذي أرادوا القيام به.
أنظروا الآن إلى الواقع، لتروا كم يختلف الواقع عمّا أراده هؤلاء. لاحظوا أنهم لم
يستطيعوا ارتكاب أي حماقة في لبنان. ولاحظوا أنه في العراق حصل العكس تماماً لما
أرادوه. ولاحظوا سوريا، بالطبع فقد ارتكبت أمريكا وحلفاؤها الكثير من الجرائم في
سوريا، وأيديهم ملطخة بدماء الشعب السوري إلى المرافق، هذا مما لا شك فيه. أطلقوا
داعش، وأطلقوا التكفيريين مثل جبهة النصرة وما شابه، وارتكبوا ضد الناس نوعًا من
المذابح الجماعية. فعلوا هذا لكنهم لم يستطيعوا تمرير مخططهم. لاحظوا اليوم أن قضية
داعش آخذة بالانتهاء في الواقع، والتكفيريون في عزلة تامة. لقد تكرس الوضع الذي
أرادوا إزالته من أجل الإتيان بوضع آخر، وتحقق ما هو معاكس تماماً لما أرادته
أمريكا. وحين ينظر الأمريكيون يعتبرون إيران مؤثرة ومذنبة، لذلك يغضبون. وعلى حد
تعبير المرحوم السيد بهشتي «اغضبوا وموتوا بغيظكم». فليغضبوا، هذه هي القضية وهذه
هي المعركة.
يجب أن لا يخطئ أحد ويتصور أن قوة جبارة وعندها كذا وكذا من القوة تقف بوجه إيران.
كلّا، ردود الأفعال التي يبدونها تدل على الضعف وتظهر التراجع والتخلف وتشير إلى
الغضب الناجم عن هزيمتهم، لقد تمرّغ أنفهم بالتراب، لذلك فهم غاضبون ويطلقون هذا
الكلام ويلقون هذه الكلمات السخيفة ويقومون بهذه الأعمال.