إنتظار ظهور المهدي(عج) إستعداد دائم وإصلاح للنفوس والأعمال
تربية دينية (مناسبات)
إنتظارظهورالمهدي(عج) إستعداد دائم، وإصلاح للنفوس والأعمال
عدد الزوار: 98
خطاب
الإمام الخامنئي خلال مراسم تخريج طلاب جامعة الإمام الحسين (عليه السلام )
العسكرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية (1)_10-5-2017
إمام الزمان داعيَ الله ومظهر تجلي الله
النقطة الأولى حول إمام الزمان (عجّل الله فرجه وسلام الله عليه). إن
هذا العظيم هو داعي الله. النظرة إلى هذا العظيم وسيلة لعرض المحبة والإرادة
والعبودية في محضر الحقّ تعالى. اَلسَّلامُ عَلَیك یا داعيَ اللهِ ورَبّانيَّ
آياتِه.2 إن كلَّ شيءٍ، كلَّ الأنبياء، كلَّ الأولياء، كلَّ المقدسات، كلَّ الأرواح
الطيبة التي تشعُّ وتنيرُ على حياتنا وعلى عالمنا وعلى كلِّ عالم الوجود، آيات
الحقّ، تجليات الربّ. هذه نقطة يجب الالتفات إليها. نحن حين نتوجه إلى إمام الزمان،
نتوسل به، نعرض فقرنا وترابيتنا أمام ذلك العظيم، إنما نكون قد عرضنا فقرنا أمام
الذات الأحدية وأظهرنا العبودية لله تعالى.
الإعتقاد بإمام الزمان وحتمية نهاية الظلم
ثانياً، إن اسم هذا العظيم وذكره، تذكيرٌ دائم لنا، بأن شروق شمس الحقّ
والعدل هو أمر حتمي في نهاية هذا الليل المظلم. عندما يشاهد الناس أمواج الظلم
والظلام، قد يشعرون باليأس أحياناً. إن ذكر إمام الزمان هو علامةٌ بأن الشمس ستشرق
والنهار سيطلع. نعم، هناك ظلمات، والظالمون يسببون الظلام، وقد انقضت قرون متمادية،
ولكن شروق الشمس أمر حتمي في نهاية هذا الليل المظلم والأسود. هذا ما يعلّمنا إياه
الاعتقاد بإمام الزمان. هذا الوعد اليقيني التحقق من الله تعالى: اَلسَّلامُ
عَلَيك اَيُهَا العَلَمُ المَنصوبُ والعِلمُ المَصبوبُ والغَوثُ والرَّحمَةُ
الواسِعَةُ وَعداً غَيرَ مَكذوب.3 هذا الوعد الحتمي هو ظهورهذا العظيم. بناءً على
هذا فهذه نقطة ثانية. إن المؤمنين بظهور وليّ العصر ووجود ولي العصر(أرواحنا فداه)
لا يصابون أبداً باليأس وفقدان الأمل، ويعلمون جيداً بأن الشمس ستشرق حتماً وستزول
حينها هذه الظلمات والمظالم.
إنتظار الظهور استعدادٌ دائم
النقطة الثالثة هي أننا مأمورون بالانتظار. ماذا يعني الانتظار؟
الانتظار يعني الترصّد والجهوزية. في الأدبيات العسكرية لدينا أمر باسم "وضعية
الاستعداد". الانتظار يعني هذا "الاستعداد". يجب أن نكون في "وضعية استعداد".
الإنسان المؤمن والمنتظر هو ذلك الذي يكون بحالة "استعداد" وجهوزية تامة. إذا ظهر
اليوم إمامكم المأمور بإيجاد العدالة والأمان في كلّ العالم، يجب علينا، أنا وانتم،
أن نكون جاهزين مستعدين، "وضعية الاستعداد" هذه مهمة جداً. الانتظار يحمل هذا
المعنى. ليس الانتظار هو قلة الصبر والتذمّر والملل و"لماذا لم يأت بعد " وما شابه.
معنى الانتظار أن تكونوا دوماً في جهوزية و"وضعية الاستعداد".
من مقتضيات الإنتظار: إصلاح أنفسنا وإصلاح أعمالنا
النقطة الرابعة والأخيرة، هي أن هذا الانتظار مستلزمٌ للصلاح والعمل.
يجب علينا أن نصلح أنفسنا، يجب أن نكون أهل عمل، فنقوم بالعمل الذي يرضي قلب ذلك
العظيم. إذا أردنا أن نعمل بهذا ونؤمن هذا الصلاح والإصلاح لأنفسنا، فمن المؤكد أنه
لا يمكننا الاكتفاء بالعمل الفردي. هناك مسؤوليات وواجبات في أجواء المجتمع والبلد
والعالم ويجب أن نقوم بها. ما هي هذه الواجبات؟ إنه ذلك الأمر الذي يلزمه بصيرة،
يحتاج إلى معرفة، يحتاج إلى رؤية عالمية، إلى نظرة واضحة، هو ذلك الأمر المتوجب
عليكم والمطلوب منكم اليوم أيّها الشباب العزيز الفعّال.
1- في بداية المراسم التي أقيمت
في جامعة الإمام الحسين عليه السلام قدم كل من قائد الحرس اللواء محمد علي جعفري
والأدميرال مرتضی صفاري (قائد جامعة الإمام الحسين (ع)) تقريرًا.
2- الاحتجاج، ج ۲، ص ۴۹۳
3- المصدر نفسه