الإستكبار عدو لكل قوة مقاومة لا سيما دولة المقاومة إيران الإسلامية
الاستكبار
الإستكبار عدو لكل قوة مقاومة لا سيما دولة المقاومة؛ إيران الإسلامية
عدد الزوار: 86خطاب الإمام الخامنئي خلال مراسم تخريج طلاب جامعة الإمام الحسين (عليه السلام ) العسكرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية (1)_10-5-2017
الإستكبار عدو لكل قوة مقاومة لا سيما دولة المقاومة؛ إيران الإسلامية
المحاور
الرئيسية
• الإستكبار عدو لكل قوة مقاومة
• عداوة الإستكبار منصبة على دولة المقاومة
مصادر قوة
البلد محل عداوة الإستكبار
أ ــ الحرس الثوري
عندما ننظر اليوم، نشاهد بوضوح، كيف أنه يوجد بين مختلف فئات شعبنا بعض
الفئات التي تتعرض دوماً إلى أمواج حقد الاستكبار في إعلامه العالمي وتصريحات
زعمائه وفي طيات مؤامراته. وعلى رأس هذه الفئات يقع "حرس الثورة الإسلامية". لماذا؟
لماذا يكرهون الحرس إلى هذا الحدّ؟ لماذا يعادون هذا الشاب الشريف، الذي يتربّى هنا
ويصل إلى الرشد والتكامل المعنوي، إلى هذه الدرجة؟ لأنه مصدر اقتدار هذا البلد. هذه
نقطةٌ بالغة الأهمية. إن سبب عداوتهم هو أن هذه المجموعة هي مصدر قوة واقتدار
البلاد. كل ما يشكّل رصيداً لاقتدار إيران الإسلامية، يكون محلاً لكره هؤلاء وحقدهم
وغيظهم.
ب ــ العلم
هناك أيضاً نموذجان أو ثلاثة نماذج أخرى، أذكرها كذلك الآن. فالعلم هو
مصدر اقتدار للبلد. تطورنا وتقدّمنا العلمي يتعرض لأمواج غيظهم وغضبهم. شاهدتم
ورأيتم، كيف أرسلوا جواسيسهم واغتالوا علماءنا النوويين، أي أنهم عرفوهم ورصدوهم
واحداً واحداً، راقبوا مسيرهم وحركتهم، ثم دفعوا الأموال لعملائهم كي يغتالوهم.
العلم والعلماء من جملة ما يغيظهم ويغضبهم.
ج ــ الإقتصاد
الاقتصاد القوي والمستقل لبلدنا مصدر اقتدار أيضاً. ولذلك يعارضونه
ويواجهونه. يفرضون الحظر والعقوبات كي يوجهوا الضربات للاقتصاد. يقومون بإجراءات
وتدابير كثيرة ومتنوعة. يا ليت علماء اقتصادنا المؤمنين يشرحون للناس ما يقوم به
أعداؤنا خارج الحدود من إجراءات وأعمال كي لا نتمكن من تحقيق اقتصاد متين ومستقل
وقوي في الداخل. لماذا؟ لأن الاقتصاد هو مصدر اقتدار وقوة، كل بلد يتمتع باقتصاد
متين، فإن اقتصاده هذا يصبح أداة قوة بيده.
د ــ الصواريخ
القدرة العسكرية مصدر اقتدار. أنتم تلاحظون المشاكل والضوضاء التي
يختلقونها حول المسائل الصاروخية في العالم، يصرخون بأن إيران لديها صواريخ، إيران
تمتلك صواريخ دقيقة. نعم، لدينا صواريخ وهي صواريخ دقيقة أيضا. صواريخنا قادرة أن
تصيب هدفاً على بعد آلاف الكيلومترات بدقة عدة أمتار. صواريخ صنعناها بقوتنا ونحافظ
عليها بكل قوة، وسنطورها ونضاعفها أيضاً إن شاء الله. إنهم يعارضون الصواريخ لأنها
مصدر اقتدار للبلد أيضاً، يفتعلون المشاكل والصراخ والغضب والغيظ. أنتم تلاحظون
ماذا يفعلون في العالم.
هـ ــ العسكري الفدائي
العسكري المضحي هو كذلك مصدر اقتدار. إضافةً إلى المنظمات والأطر
العسكرية، فإن المقاتل الفدائي، من أمثال "صياد شيرازي" أو الشهيد "شوشتري" وكل
إنسان عسكري مضحٍ وفدائي وصادق، يتعرض لغضبهم وحقدهم . أمثال هؤلاء لم يستشهدوا في
الحرب، لقد جرى اغتيالهم، أي أنهم قد عرفوهم ولاحقوهم وتابعوهم ثم قاموا بقتلهم،
لأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم سدّاً مانعاً لتعدي الأعداء وتسلطهم وكانوا مصدراً
لاقتدار البلاد. ولذلك فهم يعادونهم أيضاً.
و ــ الإيمان والقيم الأخلاقية
كذلك فإن إيمان الشباب وحياءه وأخلاقه مصدر للاقتدار، لذلك يعادون هذه
القيم. كم ينشطون ويتحركون في الفضاء الافتراضي، ينفقون المليارات علهم يتمكنون من
سلب الأخلاق والإيمان والالتزام بالشريعة والحياء من الشباب الإيراني. لماذا؟ لأن
هذه الخصائص مصدر اقتدار للبلاد. إنهم أعداء للشباب المؤمن المتشرع ذي الحياء
والالتزام الذي لا ينزلق ويسقط أمام هذه الوسائل الشهوانية ويمكنه صيانة نفسه، وهو
يشكل مصدر اقتدار للبلاد.
ز ــ روحية الجهاد والمقاومة
إن روحية الجهاد والمقاومة لدى أي شعب، هي من مصادر الاقتدار، لذلك
فهؤلاء الأعداء يواجهون روحية الجهاد والمقاومة. في الأدبيات الاستعمارية العالمية
يتهمون روحية المقاومة والجهاد بالعنف والحدّة والتطرف – وللأسف فإننا نتعلم
أحياناً هذا منهم ونعيد تكرار مزاعمهم وافتراءاتهم – وذلك لأن هذه الروحية مصدر
اقتدار لأي بلد.
ح ــ الجهات الأمنية؛ خاصة القوات المسلحة
حسنًا، كلها مصادر اقتدار وهي مكروهة مبغوضة من قبل العدو، لكن الذي
يحافظ على الأمن، هو في مرتبة أعلى من الأمن؛ تلك المجموعة التي يمكنها أن تحافظ
على أمن البلاد تتمتع بأهمية أعلى. ولهذا فهم يعادون الجهات التي تحافظ على الأمن –
ومن أهمها القوات المسلحة – لأنه إذا فُقد الأمن، سيُفقد معه العلم أيضاً وكذلك
الاقتصاد والإبداع. إن ما يُمكّن بلداً من إعداد عالمٍ وتطويره في المجالات
المختلفة هو وجود الأمن والأمان. إن توفر الأمن في بلد ما هو الأمر الأهم والأوجب.
كل ما يحفظ الأمن في بلدنا، يسبب لهم الانزعاج ولهذا فهم يبذلون جهودهم للقضاء على
هذا الأمن الجيد الموجود في البلد حالياً. هذا مسألة من ضمن مسائل عديدة.
الإستكبارعدو لكل قوة مقاومة
حسنًا، يا إخواني الأعزاء، يا أبنائي الأعزاء، يا شبابي الأعزاء: نحن
اليوم " دولةٌ مقاومة ". الدولة المقاومة مهمة جداً. فهي تختلف عن المنظمة الفلانية
المقاومة أو تيار المقاومة في البلد الفلاني، تختلف عن الشخصية الفلانية المقاومة.
بالتأكيد فهم [المستكبرين] أعداء لكل هؤلاء. الاستكبار العالمي، ولأنه أهل تسلط
وطمع وعدوان وصاحب مشروع نهب لكل الثروات المادية والمعنوية لكل شعوب العالم، يخالف
أي عامل مقاومة، لذا فهو يعادي أي منظمة مقاومة وكل إنسان مقاوم، لكن شتّان ما بين
هؤلاء وبين الدولة التي تشكّلت على أساس المقاومة.
عداوة الإستكبار منصبة على دولة المقاومة
إن الجمهورية الإسلامية هي دولة مقاومة. إنها دولة مقاومة ولديها اقتصاد
وقوات مسلحة وتأثيرات عالمية ومنطقة نفوذ واسع داخل وخارج البلاد. هذا أمر بالغ
الأهمية، ولا يمكن مقارنته بأي عامل مقاومة آخر. ولهذا السبب فإن العداوات تنصب على
الجمهورية الإسلامية من كل مكان، سواء من المتسلطين أو من قبل عملائهم وخدامهم
الصغار.
حسنًا، ما معنى "دولة مقاومة"؟ معناه رفض الخضوع والاستسلام للتسلط والأطماع، بل
الصمود والاستقامة من موقع القوة والاقتدار. دولة مقاومة تنطلق من مواقف القدرة.
لاحظوا، إن دولة المقاومة ليست من أهل التسلط ولا التطاول ولا التدخل ونهب الشعوب
والدول الأخرى، وليست من أهل الانزواء والتقوقع في حالة الدفاع عن نفسها ولا من
أصحاب ردود الأفعال والمنفعلين أمام الآخرين. لا تختبئ في قوقعة الدفاع والانفعال.
ليست هكذا أبداً ولا من أي من هذه الحالات. يظن البعض ويتخيل أننا إن أردنا أن نردّ
عن أنفسنا تهمة التسلط والتدخل في شؤون الآخرين دولياً وإقليميا، يجب علينا أن ندخل
في قوقعة الدفاع. الوضع ليس هكذا أبداً، نحن لا نتقوقع دفاعياً ولا ننفعل ونتحرك
كردة فعل، بل ننطلق من موقف «اَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ ومِن
رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وعَدُوَّکُم»2. نحن في موقع تعبّر عنه
الآية الشريفة بـ"ترهبون به عدو الله"، فما معنى "ترهبون به"؟ إن "ترهبون به" هي ما
يُعبر عنه حالياً في الأدبيات السياسية المعاصرة بـ"قدرة الردع".
زمن "اضرب واهرب" قد ولّى
إن الجمهورية الإسلامية في وضع تتمتع فيه بقدرة الردع. لديها اقتدار
رادع. يريد الأعداء القضاء على هذا الاقتدار.
إن ما تملكه الجمهورية الإسلامية، وما حصلت عليه حتى الآن من قدرة ردع - من خلال
إبداعها وهمّتها وليس منّة وتفضلاً من أي دولة وأي قوة أخرى أبداً- وما ستحققه
وتمتلكه لاحقاً، حيث إننا وإلى الحد الذي نقدر عليه وبكل ما أوتينا من قوة وهمّة
وسعي ومجاهدة، بكل مواردنا البشرية – وهي ليست قليلة ولا بسيطة أبداً- سنكمل في
طريق مضاعفة قدرة الردع وسنستخدم هذه القدرة كي لا يخطر على بال العدو أن يرتكب أي
خطأ ويعلم بأنه إذا تعرّض لنا، فإنه سيتلقى ضربة قوية محكمة وسيواجه بردة فعلٍ
قاسية جداً. لقد قلت سابقاً3 بأن زمن "اضرب واهرب" قد ولىّ إلى غير رجعة بالنسبة
للجمهورية الإسلامية. أن يقوم عدو فيضرب ثم يرحل، لم يعد الأمر كذلك. إن ضَرَب
العدو فإنه سيغرق هنا. من الممكن أن يبدأوا بعدوان ولكن النهاية ليست بأيديهم ولا
يملكون زمامها. هذه هي القوة التي يرتعب العدو منها. وهي ما لا يريد العدو
للجمهورية الإسلامية أن تمتلكه.
أ ــ الهدف القريب للعدو: ضرب أمن واستقرارالبلاد
حسنًا، ماذا استهدف العدو؟ إنني أقول هذا لكم ــ أنتم إخواني الأعزاء،
أبنائي وشبابي الأعزاء: إن التقرير الذي عرضه القادة الأعزاء هنا، يدلّ على أنكم،
إضافةٍ إلى التدريب العسكري، تتمتعون بتعليم البصيرة والمعنويات والوعي السياسي وما
شابه. ما الذي يسعى إليه العدو؟ ما هو هدف العدو في الجمهورية الإسلامية؟ ما الذي
يستهدفه؟ إنني أقول بأن العدو لديه هدف قصير المدى، وهدف متوسط المدى، وهدف طويل
المدى. الهدف القريب للعدو هو تخريب وضرب الأمن والاستقرار في البلاد، خلق التوتر
والفتنة والاضطرابات، القضاء على هذا الفخر الكبير الذي تتمتع به الجمهورية
الإسلامية حالياً وبحمد الله. لقد حققنا لبلدنا جواً آمناً مستقراً وهادئاً في محيط
ملتهب مليء بالتشنج والصراعات، بل في عالم حافل بالاضطرابات والصدامات. لقد حقق
الشعب هذا الإنجاز، حققه المسؤولون المشفقون الرحماء، تأمّن بواسطة الوعي والذكاء
والمواكبة والتجديد المستمر. يريد العدو سلب هذا الأمان من الشعب الإيراني العظيم.
إن واحداً من أهم أهداف العدو، بل لعله الهدف الأهم على المدى القصير، أن يتمكن من
ضرب الأمن والاستقرار في بلدنا. سأطرح لاحقاً جملة أخرى في هذ المجال.
ب ــ هدف العدو على المدى المتوسط ضرب الاقتصاد
هدف العدو على المدى المتوسط ضرب الاقتصاد، استهداف معيشة الناس. يعمل
كي لا يتحرك الاقتصاد، أن يبقى الناس يعانون في معيشتهم، أن يظل العمل والإنتاج
متدنياً في البلاد، أن تعم حالة البطالة عن العمل وتصبح معضلة عامة، يجب أن يصل
الناس وفق مخططاتهم إلى اليأس وفقدان الأمل من النظام الإسلامي بسبب المشاكل
المعيشية. هذا هو هدف العدو. وهو يعمل على تحقيقه ويتابعه ويسعى جاهداً في سبيله،
وكما يصطلحون على تسميتها، فهم يشكلون " غرف تفكير"، كي يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف
في بلادنا. هذا هدفهم المتوسط المدة. حين نفهم هذا الهدف وندركه جيداً، يجب علينا
أن نعالج هذه المشاكل. ونحن قادرون على المعالجة، إذا رجعنا إلى أنفسنا، واهتممنا
نوعاً ما وتابعنا وتبنينا هذا الشعار الذي طرحناه أول العام –"الاقتصاد المقاوم،
الإنتاج المحلي وتأمين فرص العمل بشكل جديّ"- فمن المؤكد فشل خطة العدو هذه والقضاء
عليها . وهكذا الأمر بالنسبة للهدف القريب والقصير المدة، إذا انتبهنا وتجهزنا
واستعددنا، فإننا سنتمكن حتماً، من إفشال هدف العدو بإثارة الاضطرابات والفتنة
والتوتر.
ج ــ هدف العو طويل الأمد تغيير النظام الإسلامي
الهدف الطويل المدى هو أصل النظام الإسلامي. في الماضي كانوا يقولون
بشكل صريح بأن النظام الإسلامي يجب أن يزول. ثم أدركوا فيما بعد بأن هذا الكلام
يضرّهم ولا يفيدهم. فهم أولاً ليسوا قادرين على تحقيق هذا الهدف وإن ماء وجههم هو
الذي سيزول ومعه الحكومات العميلة والتابعة لهم ليس إلا. لهذا قاموا بتعديل هذا
الشعار وقالوا بـ" تغيير سلوك الجمهورية الإسلامية". وأنا العبد قلت في ذلك الوقت
لمسؤولينا الأعزاء: أيها السادة: انتبهوا فإن تغيير السلوك لا يختلف أبداً عن تغيير
النظام. لا فرق بين هذا وذاك. فتغيير السلوك لا يعني مثلا أننا كنا نأتي كل يوم عند
الساعة السابعة صباحاً والآن سنأتي في السابعة والنصف أو السادسة والنصف! كلا، إن
تغيير السلوك يعني أننا كنا نسير في طريق الإسلام وخط الثورة ونهج الإمام، والآن
نتحرك بزاوية يختلف اتجاهها. في البداية تكون زاوية 20 درجة ثم 45 ثم 90 إلى أن تصل
180 درجة، فنصبح في الطرف المعاكس والجهة المخالفة. هذا هو معنى تغيير السلوك. وهو
نفسه إزالة النظام إسلامي. هذا هو هدفهم على المدى البعيد. وعليه فإن هذه هي أهداف
العدو، العدو عدو، وسيستخدم كل ما يقدر عليه لتحقيق أهدافه.
1- في بداية المراسم التي أقيمت
في جامعة الإمام الحسين عليه السلام قدم كل من قائد الحرس اللواء محمد علي جعفري
والأدميرال مرتضی صفاري (قائد جامعة الإمام الحسين (ع)) تقريرًا.
2- جزء من آية الانفال
3- في كلمته مع العمال بمناسبة يوم العمل 1/5/2017.