كلمة الإمام الخامنئي في لقاء حشود من العمال بمناسبة يوم العمل والعمال
2017
أرحبّ بكم أجمل ترحيب أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات، وبهذه المجموعة المرتبطة بالعمل والعمال والنخب العمالية ومنتجي العمل والمسؤولين الرسميين المعنيين، عيد مبارك عليكم جميعاً إن شاء الله.
عدد الزوار: 79كلمة الإمام الخامنئي في لقاء حشود من العمال بمناسبة يوم العمل والعمال(1)_1/2/1396هـ ش - 30/4/2017م
مراعاة حقوق المجتمع العمالي يحقق الإزدهار الإقتصادي المنشود
المحاور
الرئيسية
* ضرورة ترويج ثقافة العمل وقيمة العمل
* ضرورة تأمين معيشة العمال
* ضرورة المبادرة لتوفير فرص العمل
* زيادة الإنتاج الوطني زيادة في فرص العمل
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين والصلاة
والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
المنتجبين، لا سيما بقية الله في الأرضين.
أرحبّ بكم أجمل ترحيب أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات، وبهذه المجموعة
المرتبطة بالعمل والعمال والنخب العمالية ومنتجي العمل والمسؤولين الرسميين
المعنيين، عيد مبارك عليكم جميعاً إن شاء الله.
يصادف الميلاد السعيد لسيد الشهداء (سلام الله عليه) هذا العام مع أيام الاحتفال
بالعمل والعمال؛ ونحن نستبشر بهذا خيراً وإن شاء الله ننتفع من الروح المطهرة لسيد
الشهداء (سلام الله عليه) للاهتداء إلى الطريق، والمسير وطي الطريق لنتمكن من حلّ
وإنهاء هذه المشكلات الموجودة حالياً.
أنا العبد سأطرح عدة أفكار وكلمات حول قضية العمل والعامل والمسائل التي تدور حول
هذه القضية الهامة، وكذلك عدّة كلمات أخرى حول بعض المسائل الأخرى الراهنة التي
تهمنا نحن وأنتم.
لحسن الحظ، فإنّ عشق وتعلّق شعبنا بحضرة أبي عبد الله (عليه السلام) أمر واضح وجلي؛
سواء في هذه الأيام بمناسبة الولادة أو في ذكرى الشهادة وكذلك في ذكرى الأربعين،
الحق إن الناس تُظهر مودّتها وتعلّقها بساحة سيد الشهداء (عليه السلام) في الواقع
دوماً. إن هذا مصدر افتخار بالنسبة إلينا. إن هذه المعرفة وهذه المحبة هي افتخار
لشعبنا.
حسنًا، في يوم العمال وعيدهم، ينبغي تناول قضية العامل. أي موضوع العمال في بلادنا.
وكذلك ينبغي البحث بأصل مسألة العمل وإيجاد فرص العمل والتي يرتبط أحد أضلاعها
بقضية العمل والعمّال. لأن قضية الشغل وإيجاد فرص العمل هي واحدة من معضلات البلد
بكل معنى الكلمة. ويجب أن تُحلّ هذه المعضلة.
مراعاة المجتمع العمالي يحقق الإزدهار الإقتصادي المنشود
بالنسبة إلى قضية العمّال، حسنًا، لطالما ذُكرت أهمية العامل مرّات
ومرّات وبمختلف اللغات. إذا أراد بلد ما أن يتمتع باقتصاد متقدّم ومستقل وأن يحقق
ازدهاراً ورونقاً اقتصادياً حقيقياً، يجب عليه أن يهتمّ بفئة العمال بمنتهى الجدية.
لأن العمّال هم العمود الفقري لاقتصاد الإنتاج والعمل في البلاد. لا شك في هذا. أن
نقوم نحن برفع راية الإنتاج الوطني بيدنا في البرهة الأخيرة ونصرّ ونؤكد عليه
دوماً؛ فإن أحد الأسباب الأساسية لهذا الاهتمام يعود إلى العمّال. إذا أردنا لمجتمع
العمال عندنا أن يتمتع بالامتيازات والحقوق التي تليق به، يجب علينا أن نهتمّ أكثر
ونؤكد على قضية الإنتاج الوطني. إذا انشغل العامل في المجتمع بعمله وجرت مراعاة تلك
المقتضيات والمستلزمات المطلوبة -والتي أشرت إليها سابقاً وسأمر عليها الآن بشكل
مختصر- فإن وضع اقتصاد البلاد سينطلق في مساره بانتظام ونجاح. إن حل مشكلتنا
الاقتصادية ليس مستحيلًا. ليست مشكلة لا طريق لحلها. ليست عقدة عويصة. بل يجب علينا
أن نجد الطريق الصحيح، ثم نشدّ الهمة؛ نبذل الجهود ويبذل المسؤولون جهودهم.
مستلزمات ومتطلبات مراعاة المجتمع العمالي
أ- ضرورة ترويج ثقافة العمل وقيمة العمل
هناك عمل محوري في هذه القضية، وهو مراعاة المجتمع العمّالي في البلاد
والاهتمام الجدي به وأخذ أموره بعين الاعتبار. يجب أن يشعر مجتمع العمّال بأنه
مكرّم محترم، وأن يشعر بأن الآخرين يقدّرونه ويعرفون قيمته وقيمة عمله. إذا تحقق
هذا، فلن يوجد بعدها هذا الإحساس بالتعب والملل واللامبالاة بالعمل. وسيتم إنجاز
العمل بشكل صحيح وسليم. حسنًا، من المستلزمات المطلوبة أن نقوم جميعاً بترويج ثقافة
العمل، أن نُشيع أهمية العمل. نعم، يوجد عدد من الناس وهم متعطشون للعمل ولا يجدون
فرص العمل. وآخرون أيضاً ينزعجون من البطالة وعدم العمل. لكن، يجب أن نروّج ثقافة
العمل وقيمة العمل وأهميته في المجتمع؛ بحيث يأخذ العمل حقه ومكانته المناسبة
واللائقة في الوعي العام لشعبنا. هذا من الأعمال المطلوبة والضرورية. و"العمل" نفسه
مهم؛ أما نوع العمل فيأتي في الدرجة الثانية. أن نقول، ويقول أحدهم أنا لا أريد هذا
العمل ويجب أن يتم إعطائي ذاك العمل، هذه قضية ثانوية. المسألة الأولى هي نفس
المحبة للعمل والتعلق به والشوق إليه. يجب ترويج هذا الأمر في المجتمع وأن يُعرّف
العمل بعنوان قيمته؛ أن يشعر العامل بالافتخار عندما يقول "أنا عامل"، لا أن يشعر
بالاحتقار. وحقيقة الأمر في هذا الافتخار. فإذا جمعنا كل ثروات الدنيا في مكان واحد
وإذا جاء كل أثرياء العالم والتقوا في مكان واحد، ولكن إن لم يكن هناك عمّال للعمل،
فكل هذا لن يكون له أي نفع ولا فائدة. العمال هم العمود الفقري للاقتصاد والإنتاج.
بالتأكيد، لقد ذكرت مراراً بأن لكل فئة دورها ونصيبها: المنتج للعمل وصاحب العمل
والعمّال والمدير في القطاع الرسمي؛ لكلٍّ منهم حصة. إذا تعاون هؤلاء معاً بانسجام،
فإن العمل سيتم بغاية الجمال والجودة والكمال. هذا واضح، على الجميع أن يتعاونوا
وينسّقوا جهودهم. لكن دور العامل كمحور لحركة العمل والنشاط والشغل في البلاد، يجب
تقديمه كقيمة باعثة على العزة والعنفوان. إذا سُئل شخص ما، إذا سُئل شاب مثلاً: ما
هي مهنة والدك؟ يقول بكل افتخار: أبي عامل. كما يقول مفتخراً أبي مدير مثلاً؛ هذه
خطوة بالغة الأهمية.
ب- ضرورة تأمين معيشة العمال
الأمن الوظيفي من المستلزمات المطلوبة. وهذا يرتبط بالمسؤولين الرسميين
والحكومة. الأمن الوظيفي للعمال مهم جداً، تأمين معيشة العمال في غاية الأهمية. يجب
متابعة هذه المطالب التي طرحها السيد الوزير، كلمة بكلمة. يجب القيام بإجراءات
عملية لكل ما ذكر. يجب إنجاز حركة في هذا المجال. على الجميع الإحساس بالمسؤولية
وتحملها لتحقيق هذه الحقائق. بناءً على هذا فالجميع مسؤولون؛ الحكومة مسؤولة وكذلك
صاحب العمل مسؤول والعمال أيضاً والمجتمع كذلك. كلٌّ منهم يتحمّل مسؤولية على مستوى
ما. إذا جرى القيام بالمسؤوليات فإن العمل سيتحقق على أفضل ما يرام.
للعمل على تحقيق الأهداف المتقدمة إلى واقع
والآن، فإنّ ما أطرحه أمامكم ليس موعظة؛ وإننا نريد أن نلقي موعظة وننصح
وحسب. كلا، بل إنّ عرض هذا الكلام وهذه المفاهيم يهدف إلى إيجاد تفكير عام، كي يوجد
مطالبة عامة، وأن يسعى الجميع لتحقيق هذه الأهداف. وهذا الاسم الذي يتم إطلاقه على
العام وعنوان "الاقتصاد المقاوم" الذي يتكرر، إنما لتظهر هذه المطالبات العامة
وتتجلى في القلوب وعلى الألسنة وفي العمل بشكل فعلي ويتحرك الجميع في هذا الاتجاه.
عندما ينطلق أمر ما بصورة خطاب عام ومطالبة عامة، فإنه سيتحقق حتماً؛ أي إنّ
المسؤولين سيتحركون أيضاً في هذا الاتجاه.
لتقديرمجتمعنا العمالي على دعمه للنظام والدفاع عنه
حسنًا، يوجد هنا نقطة يجب علينا ألا ننساها، بأن نظام الجمهورية
الإسلامية في الواقع، يجب أن يكون شاكراً ممتناً لمجتمع العمال. أنتم تعلمون، إن
لمجتمع العمال دوره الحاسم في المسائل السياسية والاجتماعية. هكذا هو الأمر في
العالم. إضراب العمال في المصنع الفلاني أو الإدارة الفلانية أو في قطاعات متعددة
مثلاً، يوجه ضربة اقتصادية وسياسية قوية للحكومات. ومن الأيام الأولى لانتصار
الثورة، سعى الأعداء لاستخدام هذا السلاح ضد الجمهورية الإسلامية. منذ البداية
عملوا على جعل حضور العمال في الساحة بشكل يؤثر سلباً على نظام الجمهورية
الإسلامية. ولكن العمال وقفوا دائماً إلى جانب الجمهورية الإسلامية ودعموا النظام
ودافعوا عنه. في الحقيقة، إن مجتمع العمال عندنا قد وجّه صفعة قوية لأعداء النظام
طوال هذه السنوات المتمادية. على الجمهورية الإسلامية وجميع الكوادر والمسؤولين أن
يشكروا مجتمع العمال ويقدّروه. وهكذا سيكون الوضع في المستقبل أيضاً بفضل الله
تعالى. مجتمعنا العمالي مجتمع متدين، وعلى الرغم من كل جهود العدو، فإنه يتحرك وفق
واجبه الإلهي والإسلامي ويتحمل مسؤوليته وهو حتماً إلى جانب النظام وفي خدمة
النظام. حسنًا، على الجميع معرفة قدر هذا الأمر.
ضرورة مبادرة المسؤولين لتوفير فرص العمل
لقد طُرحت قضية الشغل وتأمين فرص العمل، وهي قضية أوسع من مسألة العمل.
تأمين فرص العمل مسألة مهمة للبلاد. يجب على كل مسؤول- الآن مرحلة انتخابات وسأتكلم
لاحقاً عن الانتخابات وأذكر بعض كلمات حولها- وعلى كل من يصبح مسؤولاً رسمياً أو
محلياً أو مسؤولاً في القطاعات الاقتصادية للحكومة، أن يشمّر عن ساعد همته ويتصدى
لتأمين فرص العمل. فهذه ليست من القضايا التي يمكن للإنسان أن يسمح لنفسه بتأخيرها.
على كل مسؤول أن يباشر بحلّ هذه المسألة من اليوم الأول. فإذا استطاع مسؤولونا
تأمين العمل بشكل مناسب داخل البلاد، فإن كل الآفات الاجتماعية ستقل وتنخفض نسبتها.
كذلك ستخف مشاكل الشباب المختلفة والمشكلات والآفات المتعددة والموجودة حالياً
والناشئة عن البطالة وعدم العمل. الكثير مما ننفقه على مواجهة المواد المخدرة
وتهريب المخدرات وما شابه؛ تسبب البطالة وقلة فرص العمل بقسم منها. مسألة تأمين
العمل في غاية الأهمية! ومن قضايا الدرجة الأولى.
لزيادة الإنتاج الوطني من أجل زيادة فرص العمل
ولقد ذكرنا، بأنه يوجد علاقة بين تأمين فرص العمل والإنتاج الوطني. إذا
أردنا تفعيل الشغل والمهن وفرص العمل، يجب علينا أن نولي أهمية كبرى للإنتاج
الوطني. الإنتاج بالمعنى العام للكلمة: إنتاج صناعي وإنتاج زراعي وإنتاج للخدمات.
ويجب التوجه والاهتمام بكل هذه القطاعات والتخطيط اللازم ووضع البرامج لها. فهذه
ليست أموراً يجوز لنا أن نؤخرها. على المعنيين التصدي لهذه المسألة سواء الحاليين
أو الذين سيتولون المسؤولية. بناءً على هذا، فالقضية من أولويات الدرجة الأولى
للنظام.
في الإنتخابات الرئاسية المقبلة
بالنسبة إلى الانتخابات سأطرح نقطتين أو ثلاث. حسنًا، بحمد الله فإن
أجواء الانتخابات في البلاد تتصاعد حراراتها وهذا أمر مهم جداً ومطلوب جداً. فلا
ينبغي التعامل معها بتساهل ولا مبالاة. مسألة الانتخابات مهمة جداً. ونحن لدينا
كلمة للناس وكلمة للمسؤولين وكلمة أيضاً للمرشحين للرئاسة.
توصيات للناخبين
أ- حضور الشعب في الساحات يحدد الكلمة الفصل ويحسم الأمور
أساس كلامي مع الناس. فليعلم شعبنا العزيز بأن حضوره على الصعد
المختلفة، يحدد الكلمة الفصل ويحسم الأمور. ماذا يحسم؟ إن حضور الشعب يضمن الأمن
الوطني. إذا كان للناس والجماهير حضور في الميدان فإن البلاد ستبقى مصانه آمنة. حين
تلاحظون بأن الأعداء الوقحين والمتبجحين، يتجنبون القيام بأي عمل مباشر في مواجهة
الجمهورية، فهذا بسبب حضور الناس. إنهم يخافون؛ يخافون بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذا
ليس تحليلاً. ما أقوله لكم عبارة عن حقائق واقعية، وأدلتها الموثقة من المسلمات.
عندما يكون الشعب في الساحة، يضطر العدو الذي يريد مواجهة النظام إلى التراجع وعدم
الاعتداء. وعندما يوجد شرخ بين الشعب والنظام ـ فلا ينزل الناس حينها إلى الميدان ـ
سيتمكن العدو من القيام بأي عمل يريده. ولن يكون هذا صعباً عليه. وسيقوم باعتداءات
مختلفة، مثلما فعل في الكثير من مناطق العالم. لكنه لم يتمكن من فعل شيء في إيران
الإسلامية، وكذلك بسبب حضور الشعب ومشاركته(2). لم يستطع الأعداء فعل أي شيء بسبب
حضور الناس في الساحة. نسمع أحياناً وقد سمعنا سابقاً بأن البعض يقول مثلاً: "عندما
جئنا وتولينا المسؤوليات، استطعنا أن نبعد شبح الحرب عن البلاد". كلا، إن هذا
الكلام غير صحيح. اسمعوا مني أنا العبد: إن الذي أبعد شبح الحرب وشبح هجوم الأعداء
طوال هذه السنوات المتمادية كان حضور الشعب في الساحة.
ب- واجب كل من يرجو الأمن للبلاد؛ المشاركة في الإنتخابات
حسنًا، كيف يظهر هذا الحضور؟ إن المظهر الأهم لهذا الحضور هو
الانتخابات. هذا هو كلامي للناس. أنا لا أقول لهم انتخبوا فلاناً ولا تنتخبوا
فلانًا. لن أقول هذا للناس أبداً. ولكنني أقول لهم وأؤكد عليهم أن يشاركوا ويدلوا
بأصواتهم في صناديق الاقتراع، وينتخبوا أي شخص يعتبرونه الأفضل. هذا ما يجب أن
يحصل. على كل من يحب البلاد، على كل من يحب النظام، كل من يحب الأمن والأمان للبلاد
أن ينزل ويشارك في الانتخابات: أن يضع صوته في صناديق الاقتراع. فهذا ما يكفّ شرّ
العدو عن البلاد.
مظهر تأييد الشعب للنظام الحضور أمام صناديق الإقتراع
أولئك الذين لديهم مشاكل وخصومات مع شعوبهم، يريدون تصنّع تأييد الشعوب أمام أنظار
القوى الكبرى وبالطبع لن يكون لهم أي تأثير. الشعب تربطه بنا علاقة حب وصفاء، الناس
منسجمون مع النظام ومتعلقون به. لقد تحمل الناس دفاعاً عن النظام طوال ما يقارب
الأربعين سنة، أنواع الصعوبات والمشقات، وساروا في طريق صعب، وساعدوا نظام
الجمهورية الإسلامية بالغالي والنفيس، كل ما لدينا من تقدّم واقتدار وتأثير في
المنطقة، سببه حضور هذا الشعب ودعم الناس لنا.
تأملوا أنتم: حين يستشهد أحد شبابكم في أي مكان - وأنا أتابع هذه القضية بدقة - ولا
يهم في أي مدينة أو أي محافظة وأي منطقة من البلاد، كيف يقوم الناس بشوق وحماسة
للمشاركة والترحيب الحار والدعم والتأييد لحركة هؤلاء المجاهدين والشهداء، بحيث
يندهش الإنسان ويحتار في الأمر. فما هو السبب؟ إن حركة النظام وتوجهاته محبوبة
ومرغوبة من قِبل الشعب. كل الناس يعلمون بأن نظام الجمهورية الإسلامية يسعى ويحاول
جاهداً أن يحافظ على عزّتهم وضمان أمنهم والعمل على تقدّمهم. لقد قطع نظام
الجمهورية الإسلامية يد العدو عن هذا البلد. وهذا ليس بالعمل البسيط. إنه إنجاز
كبير جداً. انظروا: هناك بلدان نفطية؛ كل نفطها وثرواتها ومداخيلها بيد الأجانب.
لقد سمحوا للأجانب بالتسلط على بلادهم ليحافظوا على سلطتهم لأيام معدودات. زمان
نظام الطاغوت (الشاه) هكذا كان الأمر في بلادنا أيضاً، حيث كان بضعة آلاف أمريكي في
البلد، ينهبون أموال الشعب ويتحكمون بكل شيء ويأمرون كل المسؤولين: من الصغير
للكبير. وفي مناطق أخرى في العالم، الأمر لا يزال هكذا حالياً. لقد قامت الجمهورية
الإسلامية وقطعت يد العدو، وأزالت الموانع التي كان العدو قد وضعها أمام تقدم
البلاد. فتحركت بلادنا وأضحت إيران اليوم بلداً يتقدّم بسرعة. صارت بلداً عزيزاً
وقوياً. هذه أمور مهمة جداً. والناس تدرك هذه الحقائق، ولهذا تقف إلى جانب النظام.
إنني أقول، إن مظهر تأييد الشعب لنظام الجمهورية الإسلامية هو الحضور على صناديق
الاقتراع. هذا أساس كلامنا حول الانتخابات.
ج- فلتدققوا في إختياركم بما يعذركم أمام الله
أمر آخر أودّ قوله للناس: وهو ألّا ينظروا بتهاون أو بساطة إلى مسألة
الانتخابات. فليعطوا أصواتهم بناءً على التفكير والتأمل. ليفكّروا جيداً. حينما
ننتخب على أساس منطق في التفكير وأعطينا صوتنا وفق هذا المنطق، فإننا سنكون معذورين
أمام الله. من الممكن أن نخطئ، ولكن مع هذا فنحن معذورون عند الله. ولكن إذا
انتخبنا بدون تدقيق ولا تفكير ولا انتباه، لسنا مسؤولين أمام الله فحسب، بل أمام
أنفسنا أيضاً، وسنقول لاحقاً: عجيب كيف لم نفكر ونتأمل جيداً في هذا الانتخاب
والاختيار! أي إنّنا سندين أنفسنا بأنفسنا. ولكن عندما تفكرون وتطالعون وتتشاورون
وتعطون أصواتكم بناءً على تفكير ومنطق خاص، فالله سيكون راضياً لأنك أنجزت العمل
المطلوب وكذلك ضميرك سيكون مرتاحاً وراضياً عنك. حينها يقول الإنسان: "حسنًا، لقد
قمت بعملي. وعلى فرض أنني أخطأت؛ الأخطاء تحصل، ولكني أديت واجبي". وهذا هو كلامنا
الآخر للناس.
توصيات للمرشحين
أ- ليكن توجه المرشحين لخدمة الشعب
ولدي كلام للمرشحين المحترمين؛ حيث يوجد حالياً ستة مرشحين من السادة
المحترمين. أقول للمرشحين المحترمين أولاً: أخلِصوا نواياكم لله؛ فلا يكن عملكم
للوصول إلى السلطة، بل لخدمة الشعب. فإذا نزل إنسان إلى الساحة بهدف خدمة الناس
وخاصةً الفئات الضعيفة، فإن كل كلمة يقولها وكل حرف هو حسنة له ويثاب على كل ما
يقوله ويفعله عند الله. ادخلوا في المنافسات الانتخابية بهذه النية. نية الخدمة.
هذا أولاً.
ب- لتكن الأولوية في شعاراتكم للفئات الضعيفة ولحل
المشكلات
الأمر الثاني، اختاروا شعاراتكم، بحيث يعلم الجميع بأنكم ستدعمون الفئات
الضعيفة والطبقات الضعيفة في البلاد، وأنكم ستحلون مشاكل أصحاب المشاكل. نحن جسد
واحد. المجتمع مثل جسد إنسان واحد. فلنحدد أين يكمن الضعف والمرض: أي الأماكن لا
تصل الدماء إليها، أيها تحتاج إلى رعاية أكبر ولنعالج نقاط الخلل والمرض. ولا يعني
أن لا نهتمّ ببقية مناطق الجسد. كلا، ولكن الأولوية لمكان الضعف. وأنا العبد كان
لي، خلال الحكومات المختلفة، اعتراضات، وكانت أحياناً قاسية وأحيانا أخرى مريرة،
على المسؤولين في القطاعات المتعددة. وعادة لا أطرح هذه الاعتراضات أمام الناس
والرأي العام؛ لأن الناس تنزعج وتتنغص أوقاتها من هذه الخلافات وما شابه. ولا فائدة
أيضاً من إظهارها. ولكن مع المسؤولين أنفسهم، طالما كان لي كلام قاسٍ وأوقات مريرة.
منها ما يتعلق بهذا الأمر: بأنهم لماذا لا يراعون الأولويات. ما هي الأولوية في
المجالات المختلفة. البلاد فيها مجالات اقتصادية وثقافية وسياسية وعلمية وغيرها؛
هناك أولويات في كل قسم، ويجب مراعاتها والالتزام بها ومتابعتها وتقديمها على
غيرها.
على السادة المرشحين حالياً للانتخابات، أن يقرروا ويعاهدوا الله، بأنهم إن قُبلوا
من الناس وتمّ انتخابهم، فسيراعون الأولويات؛ سيهتمون أكثر بما يحتاج إلى رعاية
وعناية أكبر وسيخططون برامجهم على هذا الأساس.
ج- للقيام بأعمال نوعية وبأداء جهادي ثوري
وليعلم الجميع، ليعلم المرشحون المحترمون أنفسهم، أننا لن نتمكن من
إيصال هذا البلد للوضع المطلوب، إلا بالعمل الجهادي والثوري. في جميع الأقسام
والمجالات، المطلوب شد الهمة والانطلاق بقوة كالمجاهد. فإن حصل هذا، فإن الأعمال
ستسير على سكّتها. إن تحقق هذا، فإن الطرق المسدودة ستفتح والأوضاع ستزدهر وتتألق.
المطلوب القيام بأعمال كثيرة وضخمة وذات نوعية وجودة، وبشكل جهادي وثوري.
الثورية تعني عدم الإنشغال بالأمور الهامشية والشكلية
ماذا تعني الثورية؟ يظن البعض بأننا عندما نقول ثورية، أي إنّ الأعمال
تفتقد للنظم والترتيب كلا، بل إن النظم هو أحد الأصول الأساسية للروح الثورية؛.غاية
الأمر، إن الثورة هي أن لا نشغل أنفسنا بالأمور الهامشية والتشريفات والمظاهر
وأمثالها. العمل الثوري هي أن نقصر الطرق ونسهّل الأمر للحصول على رخصة ما لمعاملة
معينة. جاءنا منذ مدّة، مجموعة من أصحاب الأعمال المخلصين والمتدينين وقالوا إنّنا
ولكي نحصل على رخصة لأمر بسيط- وذكروا اسمه وأنا لا أريد أن أدخل الآن في التفاصيل-
يجب أن نحصل أولاً على 20 أو 25 رخصة قبله! هذا عمل غير ثوري. العمل الثوري أن يقوم
الأشخاص الذين يضعون الضوابط، باختصار هذا المسار وتقصير الطريق لتسهيل الأمور على
الناس ومساعدة منتجي الأعمال وفسح المجال لمن يريد الخدمة. هذه هي الأعمال المطلوبة
والضرورية. فليشمر المسؤولون عن سواعد الهمة ويعملوا بكل جدية.
ليحفظ المشرفون على الإنتخابات حق الناس في أصواتهم
هناك توصية أخرى تتعلق بالمسؤولين الرسميين الذين يشرفون على
الانتخابات؛ سواءً في وزارة الداخلية، أو في مجلس صيانة الدستور، أو في الإعلام- في
الهيئة العامة للإذاعة والتلفاز والأماكن الأخرى- وفي الأقسام والقطاعات الأخرى
التي ستتولى عملية الاقتراع والتصويت في يوم الانتخابات، هي أن يحافظوا على أمانة
الناس. أصوات الناس ومشاركتها، هي أمانة. فليحافظوا على هذه الأمانة بدقة واحتياط
شديد؛ كي لا يتمكن أحد- لا سمح الله- من التطاول على هذه الأمانة. فليراعوا القانون
بشكل دقيق، ولا يسمحوا بأي مجاملة أو تساهل من أي شخص في مقابل القانون. فالقانون
قانون، وهو حاكم على الجميع ولا وجود لأي استثناء لأحد. فليراعوا القانون حتى يتحقق
عمل صحيح وسليم ومطلوب يُرضي الحق تعالى. ولقد قلت وكررت مراراً وأعود فأكرر بأن
أصوات الناس هي حق الناس؛ فإذا اعتدى أحد عليها يكون قد اعتدى على حق الناس والتحلل
من حق الناس هو أمر صعب للغاية.
اللهم، بحق محمد وآل محمد اجعلنا قادرين على القيام بما
نقوله وما نريده.
أرضِ عنا روح الإمام العظيم وأرواح الشهداء الطيبة.
أرضِ عنا القلب المقدّس لولي العصر (أرواحنا فداه)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1-في بداية اللقاء الذي عقد في
ذكرى ميلاد سيد الشهداء (عليه السلام) بمناسبة عيد العمال- تحدّث السيد "علي ربيعي"
(وزير العمل والشؤون الاحتماعية)
2 قال سماحته رداً على شعار "أيها القائد الحر، إننا جاهزون مستعدون" فقال: "اصبروا
واسمحوا لي، إن شاء الله يكون هذا الاستعداد موجوداً دائماً وفي كل مكان؛ واستعدّوا
الآن لاستماع ما أقوله".