يتم التحميل...

مجتمعنا العمالي ذو ضمير ديني ووطني

تربية دينية (مناسبات)

مجتمعنا العمالي ذو ضمير ديني ووطني

عدد الزوار: 105

من كلمة الإمام الخامنئي في عدد من العمال وأرباب العمل 23/04/2008
مجتمعنا العمالي ذو ضمير ديني ووطني

الأعمال اليدوية أيضا "عمل صالح"
العمل له مرتبة سامقة في أدبياتنا القرآنية والإسلامية. والعمل طبعاً ليس مجرد ما يقوم به الإنسان في المعمل أو المزرعة أو القطاعات الأخرى؛ بيد أن العمل الصالح الذي جرى التشديد عليه في القرآن الكريم يشمل كل هذه الأنماط من العمل. أي إنكم حينما تقومون بعمل من منطلق الضمير والإخلاص والإبداع، وبهدف إعالة عائلة، فما تقومون به هو عمل صالح ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾. العمل الصالح يشمل هذه أيضاً؛ وما أفضل من هذا؟ ما أفضل من أن يشتغل الإنسان بعمل يستمد منه دخله ووارده، ويكون في الوقت نفسه عملاً صالحاً اعتبره القرآن الكريم عِدلاً للإيمان﴿..آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾؟ هذا هو معنى قيمة العمل الذي نتحدث عنه.

العمل في الإسلام عبادة
حين يبدي المسؤولون الإسلاميون في المجتمع الإسلامي التكريم والاحترام للعمل والعامل، فإنها ليست مجرد لقلقة لسان أو مجاملات. نعم، ثمة في الدنيا من ينادون بحقوق العامل بألسنتهم؛ لكن فرقاً كبيراً بين شخص يرفع شعاراً ليلفت إليه قلوب مجموعة من الناس، وشخص يرى للعمل قيمة معنوية وإلهية حقيقية باعتباره عملاً صالحاً. منطق الإسلام هو هذا الثاني. معنى ذلك أن العامل إنما يمارس عبادة؛ عمله عبادة.

فضلاً عن هذا المعنى الإلهي والإسلامي والمعنوي، يكمن السر في قيمة العامل في المجتمع في قضية مهمة أخرى هي أن استقلال البلد رهن العمل. ما من بلد أو شعب يمكنه الوصول لنتيجة تذكر عبر البطالة والكسل وعدم الاكتراث للعمل. قد يكون له بفضل هبة إلهية أو غير إلهية - كالنفط أو غيره - وارد يجعله يعيش عيشة رغداً حسب الظاهر، فتتقاطر المنتوجات الأجنبية لتملأ مناخ حياته، لكنه سيُحرم الاستقلال. عزة الشعب المستقل لا تتحقق إلّا بواسطة العمل. هذه هي قيمة العمل. نحن ننظر للعامل من هذه الزاوية؛ ومن هذه الزاوية نعتبر تقبيل يد العامل ثواباً. كل من يقبّل يد العامل إنما يقوم بممارسة صائبة وصحيحة لأنه يكرم أداة من أدوات استقلال شعبه وبلده. العمل قيّم لهذه الدرجة.

مجتمعنا العمالي ذو ضمير ديني ووطني
لمجتمعنا العمالي في بلادنا ميزة أخرى غير متوفرة في معظم البلدان - ربما كانت في بلدان أخرى ولم نطلع عليها، لكننا شاهدناها في بلادنا عن كثب - وهي أن مجتمعنا العمالي أثبت في امتحان الثورة والدفاع المقدس الكبير أنه صاحب ضمير ديني ووطني يقظ جداً. أثبت أنه إن لم يكن متقدماً على سائر شرائح البلاد - وقد كان متقدماً على أغلب الاحتمالات - فقد كان في الخطوط المتقدمة على الأقل. لقد مارس العمال دورهم في الثورة. وخصوصاً في فترة الدفاع المقدس. أسند العمال من كل أنحاء البلاد وبأساليب شتى هذا الاختبار الكبير الذي عاشه الشعب الإيراني. قدموا أرواحهم وأبدانهم وأعمالهم لخدمة الدفاع المقدس وأثبتوا صدقهم ونقاءهم. هذه ميزة أخرى لمجتمعنا العمالي.

وجوب تكريم الشعب للعامل
هذه حقائق، والتشدقات واللعب بالكلمات من اختصاص الذين لا يؤمنون بهذه الحقائق. على الشعب الإيراني أن يعرف قدر مجتمعه العمالي. علينا تقديس كلمة " العامل " في عرف مفاهيمنا الدينية والاجتماعية. للعامل قدسيته. العامل هو من يعمل ليتمتع شعبه وبلده بعزة الاستقلال. هذا ما يجب أن يغدو قناعة حاسمة بالنسبة لنا جميعاً. علينا جميعاً أن نعرف مدى أهمية العامل. عنوان " العامل " يشمل كل الذين يعملون لتقدم البلاد، وتنمية الإنتاج وتحسين وضع العمل في البلد. هذه فكرة حول أهمية العمل وكرامة العامل.

 

2017-03-16