لا تفوتوا فرصة "الحج" بالإنشغال بالدنيا بدل الذكر والتقرب إلى الله
تربية دينية (مناسبات)
لا تفوتوا فرصة "الحج" بالإنشغال بالدنيا بدل الذكر والتقرب إلى الله
عدد الزوار: 82
كلمة
الإمام الخامنئي في القائمين على شؤون الحج 26/10/2009
لا تفوتوا فرصة "الحج" بالإنشغال بالدنيا بدل الذكر والتقرب إلى الله
الحجّ فرصة لا تغفلولا عنها
يجب أن تكون النظرة للحج نظرة لنعمة وفرصة إلهيّة كبيرة. هكذا هي جميع
العبادات. الصلاة أيضًا فرصة ونعمة. لو لم تجب علينا الصلاة لكان هناك خوف من أن
نغرق في بحر الغفلة المحضة. هذه النعمة الكبيرة التي نؤخذ فيها عدّة مرّات في اليوم
نحو لقاء الخالق والتحدّث معه والخشوع والتضرّع أمامه، هي نعمة كبيرة جدًّا وفرصة
عظيمة. وهكذا الحج أيضًا. ميزة الحج على سائر الواجبات والفرائض الإسلاميّة هي
طابعه العالمي والدولي. وإنّ التضرّع الذي يحتاج إليه كلّ مسلم في قلبه حيث يحتاج
أن يخضع ويخشع ويتضرّع أمام خالقه يكتسب في الحج تجليًّا عامًّا ودوليًّا. يصل جميع
المسلمين على اختلاف لغاتهم وأعراقهم وعاداتهم وتقاليدهم إلى هناك فيخشعون
ويتضرّعون. هذه ظاهرة جدّ عجيبة تعوّدنا عليها ولم نعد نفهم أهميّتها وعظمتها بشكل
صحيح. أن يجتمع كلّ المسلمين ويتهافتون على قطب ومركز واحد ويخشعون حياله. لننظر
إلى الحج من هذه الزاوية، من زاوية كونه فرصة.
إذا نظرنا له من زاوية كونه فرصة حينئذ ستتّسع نظرتنا وسوف ننتبه لواجباتنا أكثر.
تجدون الفرصة لإظهار العبوديّة لله في بيت الله إلى جانب باقي المسلمين. هذه هي
النقطة الأولى في هذه الفرصة. إذا نظرنا من زاوية كون الحج فرصة عندئذ يقتضي الأمر
أن لا يفوِّت الإنسان هذه الفرصة مهما كلّف الأمر. من المؤسف أن يتواجد الإنسان في
مكة المكرمة أو المدينة المنورة بجوار مرقد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) ومراقد أئمّة الهدى (سلام الله عليهم أجمعين) ومراقد كبار الصحابة وشهداء
أحد وباقي العظماء الذين يتلألؤون في التاريخ كالشمس ثم ينشغل بالدنيا بدل التوجّه
والذكر. وخصوصًا إذا كانت هذه الدنيا دنيا تافهة شخصيّة مثل التجوّل في الأسواق
والذهاب إلى هنا وهناك لأمور قليلة الأهميّة ننشغل بها طوال حياتنا للأسف. إنّ لذلك
المقطع الزمني الإكسيري الذي تكتسب كلّ دقيقة وكلّ ساعة منه قيمة كبيرة وتعدّ فرصة
عظيمة، من المؤسف أن ننفقه للأعمال اليوميّة قليلة الأهميّة التي يمكن أن نقوم بها
في أسواق مدننا وفي أي مكان آخر. هذه هي النقطة الأولى. لنفكّر بالتزوّد في مكة
والمدينة، ولنفكّر بزيادة رصيدنا الإيماني والمعنوي ورأسمالنا من الذكر والخشوع
أمام الخالق؛ هذه هي الخطوة الأولى.
اغتنام الفرصة: أن يقدّم الإيراني إسلام بلاده
من جملة مظاهر اغتنام هذه الفرصة الكبيرة هو الارتباط بالعالم الإسلامي.
العالم هو الشعوب وليس الساسة ولا القادة الظالمون، ولا المستكبرون والمتكبّرون.
تسمعون أحيانًا أنّ المتكبّرين ينسبون نتائج أذهانهم الفاسدة للمجتمع العالمي،
فيقولون: هكذا يريد المجتمع العالمي! المجتمع العالمي معناه المليارات من أبناء
البشر، وهكذا هو الحال بالنسبة للمجتمع الإسلامي. الأمّة الإسلاميّة هي هذا الجسد
الكبير. ليست الأمّة الإسلاميّة زيد وعمرو ومن تسلّط بأيّة وسيلة على جزء من هذا
الجسد الكبير وراح يحكمه. الأمّة هي هذا الجسد من الشعوب. إنّ البركات والخيرات في
هذا الجسد عظيمة ولديه إرادة يمكنها أن تزحزح الجبال. وحركة هذا الجسد هي التي
تستطيع أن تجعل القيم الإسلاميّة عالميّة وشاملة. وهذا رهن إرادتكم. يلتقي الإنسان
الحاج في موسم الحج من كلّ سنة حشدًا هائلًا من هذا الجسد العظيم للأمّة الإسلاميّة
والعالم الإسلامي؛ ينبغي اغتنام هذه الأمر، إنّها فرصة ويجب اغتنامها.
كيف نغتنم الفرصة؟ ثمّة طرق مختلفة لذلك. من أسهل الطرق والتي يستطيع الجميع القيام
بها أن يقوم الإيراني المسلم الذي يعيش تحت لواء الجمهوريّة الإسلاميّة والسيادة
الإسلاميّة بتعريف إسلام الجمهوريّة الإسلاميّة عبر سلوكه وأعماله وحركاته. وبهذا
النحو يتمكّن من تقديم نفسه وإظهار تأثير التربية الإسلاميّة عليه؛ هذا من أسهل
الطرق.
الحاج الذي يكون سلوكه في المسجد الحرام أو مسجد النبي أو البقيع أو عند زيارة
شهداء أحد وفي منى وعرفات سلوك إنسان مؤدّب بالآداب الإسلاميّة، وسلوك إنسان تربّى
بالتربية القرآنيّة، وهو من أهل الخشوع والتواضع والمحبّة والابتعاد عن توجيه
الإهانات لهذا وذاك، ويكون من أنصار الجمع وليس التفرقة.