مجالس العزاء : إحياء قضية عاشوراء ودروسها بما لا يخلف الواقع
تربية دينية (مناسبات)
مجالس العزاء : إحياء قضية عاشوراء ودروسها بما لا يخلف الواقع
عدد الزوار: 91من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في لقائه أعضاء المجلس المركزيّ لهيئة "رزمندگان اسلام"_11-11-2013
مجالس العزاء : إحياء قضية عاشوراء ودروسها بما لا يخلف الواقع
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هيئة "
إحياء عاشوراء "
إنّ هيئة " رزمندگان "1 ظاهرة
مباركة . نفس أن يقوم مقاتلونا بتشكيلِ هيئة عزاء، يكون المحور والثقل فيها: العزاء
الحسينيّ ؛ هذه أمور لا بدّ منها وجيّدة .
ونفس أن تقوم جماعة ؛ تعمل في مجال عاشوراء الحسين بن علي (عليهما السلام)، تُبقي
عاشوراء بحرارتها حيّة وحيويّة ؛ فهوعمل مناسب ولا بدّ منه.
لحفظ مجالس العزاء من الأخطاء والشبهات
... مسألة إعداد الطاقات الصاعدة من الخطباء وقرّاء العزاء ، وحفظهم من
الوقوع في الأخطاء أو الاشتباهات . وهذا أمرٌمهمّ جدًّا.
مرّةً، أكون جالسًا أنا وأنت، فأتكلّم بكلام غير مناسب ؛ بكلام غلط3. فهذا ليس
بشيء؛ أن يجلس شخصان يتحدّثان. وأمّا أن يكون عدد المجتمعين ألفًا أو عشرة آلاف؛
وقد يصل العدد إلى خمسين ألف مستمع، وقد يكون المجتمعون عدّة ملايين لسهولة
الانتشار [ووسائل الاتصال]؛ هنا ينبغي أن يدرس الكلام بدقّة، لجهة تأثير الكلام
الخاطئ وغيرالمناسب في أذهان المخاطَبين.
بعضهم يأخذ هذا الكلام الخاطئ، فيتلقّى معرفةً خاطئة. وبعضهم يستنكر هذا النحو من
الكلام، ما يوجب إخراجهم من دينهم [تكفيرهم]؛ ويقع الخلاف بين أناس وآخرين حول هذا
الكلام. لاحظوا: إنّ الفساد يرد من عدّة جهات، بسبب ذلك الكلام الخاطئ والصادر عن
شخصٍ واحد.
وكنّا نرى - قديمًا وليس اليوم . أتحدّث عن زمن الطفولة . عندما كنّا نذهب للاستماع
إلى مجالس العزاء ؛ وكان القارئ يقرأ العزاء وفيها من الأخطاء ما هو واضح للعيان..
وفيها ما يخالف الواقع. ولكنّه كان يقرأ هذه الموارد . وذلك لأجل أن يجتمع إليه
أربعة أشخاص فيحرق قلوبهم ويبكون. فهل يصحّ ذلك وبأيّة طريقة كانت ؟!. اعملوا على
بيان الحادثة.. اعملوا بأسلوب فنّي على البيان؛ ليتشوّق الناس ويتغيّروا. ولكن لا
يصحّ أن تقولوا ما يخالف الواقع.
مجالس العزاء لا يمكن أن تكون علمانية
إنّ الهيئات لا يمكن أن تكون علمانيّة . ليس لدينا هيئات علمانيّة !
فإنّ كلّ من لديه تعلّق بالإمام الحسين فهو متعلّق بالإسلام السياسيّ، مرتبط
بالإسلام المجاهد، والإسلام المكافح، إسلام بذل الدماء، إسلام بذل الأرواح، وهذا هو
معنى الاعتقاد بالإمام الحسين عليه السلام.
أن يواظب المرء في مجلس العزاء أو في الهيئة المقيمة للعزاء، على أن لا يدخل في
مواضيع الإسلام السياسيّ؛ هذا خطأ. ولا يعني هذا الكلام أنّه كلّما وقعت حادثة
سياسيّة في البلد وجب أن نتكلّم فيها – وبنزعة معيّنة2 - في مجالس
العزاء؛ وقد يتمّ ذلك أحيانًا مرافقًا لأمورٍ أخرى. كلا. إلّا أنّ فكر الثورة
والفكر الإسلاميّ، والخط المبارك الذي أرساه الإمام (رضوان الله تعالى عليه) في هذا
البلد، وتركه لنا؛هو ما ينبغي أن يكون حاضرًا في هذه المجموعات وأمثالها.
لتضمين مجالس العزاء واللطم معارف وقضايا إسلامية
يمكن أن يتحوّل هذا الأمر إلى نبعٍ من الضياء والنور، يشعّ في الأذهان
وفي الأفكار، وفي قلوب المخاطَبين [المستمعين]؛ ما يساعد على رفع مستواهم على صعيد
المعارف الإسلاميّة والمعارف الدينيّة.
كم هو جميل أن يتمّ الاهتمام بمسألة القرآن في هذه الهيئات ( هيئات إحياء عاشوراء)
: قراءة القرآن والمعارف القرآنيّة. وكم هو جميل أن تشتمل هذه القراءات [مجالس
اللّطم والعزاء] على مضامين إسلاميّة، ومضامين ثوريّة، ومضامين قرآنيّة .
أحيانًا، يلطمون صدورهم مئات المرّات قائلين عبارات مختلفة (حسين واى) [ويلي يا
حسين].حسنًا؛ هذا عمل. ولكن لا فائدة منه . ولا يفهم المرء شيئًا من قوله (ويلي يا
حسين) ولا يتعلّم شيئًا منه.
وأحيانًا، تشتمل هذه الأمور التي يكرّرها المدّاحون وقرّاء العزاء والرواديد ــ وهم
يلطمون الصدور وبلسان النوح والأشعار ــ على قضيّة معاصرة، أو على مسألة ثوريّة ،
أو مسألة إسلاميّة أو معرفة قرآنيّة ؛ وعندما يكرّرها تصبح ملكة في ذهنه.هذا عمل ذو
قيمة . وهو عمل لا يقدر عليه سواكم.
بمعنى أنّه لا تقدر أيّة وسيلة إعلاميّة على أن تقدّم المعارف الإلهيّة هكذا،
فتجعلها في الجسم والروح والفكر والإحساس والعقل وما شابه . ولذا، فإنّ هذا العمل
عملٌ مهمّ جدًّا وعظيم.
1- "جند الإسلام"؛ هيئات غير
حكوميّة، تضمّ أعدادا كبيرة من قرّاء العزاء والمدّاحين، الذين يقومون بوظائفهم في
خدمة عزاء ومدح أهل البيت (عليهم السلام) في المناسبات المختلفة، خاصّة في عاشوراء.
2- وفق رؤية تيّارٍ ما.