مجالس العزاء الحسينية منابر في مقارعة حكام الجوروإحياء القيم المعنوية
تربية دينية (مناسبات)
مجالس العزاء الحسينية منابر في مقارعة حكام الجوروإحياء القيم المعنوية
عدد الزوار: 100
من كلمة
الإمام الخامنئي مناسبة ذكرى انتفاضة أهالي قم المقدسة في 19 من شهر دي.الزمان:
19/10/1386هـ. ش ـ 29/12/1428هـ.ق ـ 9/1/2008م.
مجالس العزاء الحسينية منابر في مقارعة حكام الجوروإحياء القيم المعنوية
قدم الشيعة
تضحيات كثيرة حفظا لذكرى عاشوراء وقيمها
وأما بالنسبة لشهر محرم وذكرى عاشوراء، فإن المحرّم كان واحداً من تلك
المقاطع التاريخية المهمة. لقد أبقى الشيعة بكل كيانهم على عاشوراء حية نابضة، وظلت
ذكرى الإمام الحسين عليه السلام وأسمه وتربته وعزاءه قيماً خالدة رفيعة محفورة في
ذاكرة المؤمنين وأتباع أهل البيت خلال قرون طويلة، وإن كانوا قد ضحوا في سبيل ذلك
بالكثير.
إنكم على علم بحادثة الخليفة المتوكل وإغلاق الطريق، إنها تلك الممارسات الشرسة
والمخالفات الفظة القاسية. لقد قاموا بمخالفات وممارسات ضارية لا تُحصى على مر
السنين والأيام، فكان بعضها يتخذ طابعاً علمياً، وبعضها طابعاً عاطفياً، ولكن
الشيعة ظلوا على وفائهم بالعهد والتمسك بالقيم، وهو ما كان ينبغي عليهم القيام به.
مآتم العزاء الحسينية (ع) من أجل حفظ القيم المعنوية
الإلهية
إنهم يقولون: لماذا تنشرون العزاء والمآتم والبكاء والدموع بين الناس؟
إنّ هذه المآتم المقامة والدموع الجارية ليست لمجرد الحزن والبكاء، بل إنها للقيم.
إنّ الذي يختفي خلف كل هذه المآتم ولطم الرؤوس والصدور وذرف الدموع هي أعزّ وأكرم
النفائس التي يمكن أن تحتوي عليها كنوز الإنسانية، إنها القيم المعنوية الإلهية.
إنهم يريدون الحفاظ على هذه المثل السامية المتبلورة في الحسين بن علي عليهما
السلام.
إنّ الأمة الإسلامية ستتخطى كل العقبات والتحديات إذا حافظت على اسم الحسين وعظّمت
شعيرة ذكراه وجعلته أسوة لها وقدوة. ولهذا السبب فقد جعل شعبنا ومسؤولونا وقادتنا
وإمامنا الخميني الكبير العزاء محوراً وأساساً للتحرك في قيام الثورة الإسلامية
ونظام الجمهورية الإسلامية من الألف الى الياء.
أصحاب المنابر الحسينية مدعوون لعدم العبث بحقائق
"عاشوراء"
إنّ مجالس العزاء تعبر عن بعدين، أحدهما مثالي، والآخر حقيقي، فهي تؤلف
ما بين القلوب من ناحية، وتسلط الضوء على المعارف من ناحية أخرى.
إنّ على الخطباء والوعاظ والمداحين والمنشدين جميعاً أن يعلموا بأن هذه الحقيقة من
أعزّ ما لدينا، فلا يجدر التلاعب بها، ولا يحق لهم العبث بحقائق واقعة عاشوراء.
إنّ اختلاق الإضافات، ومزجها بالخرافات، وممارسة الأفعال غير المعقولة باسم العزاء
وإحياء ذكرى عاشوراء كلها لا تخدم قضية الحسين ولا تعبّر عن الولاء للإمام
الحسين(ع). لقد رأينا رأياً ذات يوم فيما يتعلق بتظاهرات التطبير، فصاح بعضهم من
بعيد وهم يقولون: إنه عزاء الإمام الحسين، فلا تتعرضوا لإقامة العزاء على الإمام
الحسين! إنّ هذا ليس اعتراضاً على العزاء، بل إنه اعتراض على تشويه العزاء، فلا
ينبغي تشويه مراسم العزاء الحسيني.
إنّ المنبر الحسيني، والمجلس الحسيني منطلق لبيان الحقائق الدينية، أي الحقائق
الحسينية. وفي هذا الاتجاه، ونحو هذا الهدف، لا بد وأن تكون انطلاقة القصائد
والمواكب والمدائح والمراثي.
لعلكم تتذكرون أن حلقات ومواكب الضرب على الصدور انطلقت من مدن مثل يزد وشيراز
ومناطق أخرى في شهر محرم عام 1357هـ.ش، ثم اتسعت رقعتها لتشمل كافة أنحاء إيران،
فلقد كانوا يضربون الصدور وهم يعبّرون عن قضايا العصر في مراثيهم مع الربط بينها
وبين أحداث عاشوراء، وذلك هو الصحيح.
مجالس العزاء منابر حسينية في مقارعة حكام الجوروإحياء
القيم المعنوية
لقد وقف المرحوم الشهيد المطهري في حسينية الإرشاد قبل اندلاع الثورة
بأعوام، وهو يصيح قائلاً بما معناه: والله إن(شمر) هذا العصر هو فلان، وكان يأتي
باسم رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك.
وهذا هو واقع الأمر. إننا نلعن شمراً حتى نقتلع جذور من يقتفي أثره ويسير على نهجه،
كما أننا نلعن يزيداً وعبيد الله بن زياد لأننا نعارض حاكمية الطاغوت، وحاكمية
يزيد، وحاكمية الفساد والانحلال، والتسلط على المؤمنين ظلماً وجوراً في هذا العالم.
لقد ثار الحسين بن علي ليمرّغ في التراب أنوف حكام الجور والسلاطين الذين لا يقيمون
وزناً للقيم الإسلامية والإنسانية والإلهية، ولقد نجح في ذلك أيّما نجاح.
إنّ مجالسنا، والمجالس الحسينية هي استمرار لنهضة الإمام الحسين، لأنها تجابه
الظلم، وتقارع سلطات الاستبداد، وتصرخ في وجه من يمثلون شمراً ويزيداً وأبن زياد في
هذا العصر.
إنّ عالمنا اليوم مليء بالظلم والجور، وإنكم تتابعون ما يحدث في فلسطين، والعراق،
والبلدان الأخرى، ويما يرتكبونه من جرائم بحق شعوب العالم، وكيف يأكلون أموال
الفقراء، وينهبون ثروات الأمم والشعوب.
إنّ الأبعاد العظيمة لنهضة الحسين بن علي عليهما السلام تتسع لتشمل كافة هذه
الميادين المترامية.
لقد علّم الإمام الحسين أحرار العالم درساً للأجيال جميعاً، وإن ذلك لا يقتصر على
الشيعة أو المسلمين وحدهم.
لقد قال زعيم نهضة التحرير في الهند منذ نحو سبعين عاماً إنه تعلم من الحسين بن
علي، مع أنه لم يكن مسلماً أصلاً، بل كان هندوسياً. ونفس هذا الأمر حدث بين
المسلمين.
إنّ هذه هي نهضة الإمام الحسين، وإنكم تمتلكون كنزاً يحتوي على جواهر نفيسة بوسعه
أن يدرّ الخير العميم على كافة أبناء البشرية.
إنّ عزاء الإمام الحسين لابد وأن يهدف الى نشر البيان والتبيين والوعي وتعزيز
الإيمان وتقوية روح التدين والشجاعة والغيرة على الدين والقضاء على حالة اللامبالاة
وفقدان الوعي والنشاط التي يعاني منها البعض، فهذا هو معنى النهضة الحسينية وإقامة
مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) في عصرنا هذا، وهي ظاهرة حية، وستبقى حية
ونابضة مدى الزمان.