يتم التحميل...

الإعتكاف خلوة فردية مع الله فلا تجعلوا البرامج الجماعية تفسدها

تربية دينية (مناسبات)

الإعتكاف خلوة فردية مع الله فلا تجعلوا البرامج الجماعية تفسدها

عدد الزوار: 108

كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة ذكرى ولادة الإمام علي (ع) 17/07/2008
الإعتكاف خلوة فردية مع الله فلا تجعلوا البرامج الجماعية تفسدها

لتمتين العلاقة بالله لا سيما في أشهر العبادة
هنا نصل إلى قضية الدعاء، والعبادة، والتضرع، والمناجاة، والتوسل بالله. شهر رجب ربيع العبادة والتضرّع والتوسل بالله. ينبغي عدم الاستهانة بأيام العبادة هذه في شهر رجب وشهر شعبان، وفوق ذلك شهر رمضان. إذا أردنا السير باقتدار في ميادين الحياة على الطريق المستقيم والصراط القويم الذي دلّنا عليه الإسلام فيلزمنا أن نمتّن علاقتنا بالمبدأ الأعلى وحضرة الباري تعالى. إنها علاقة تتأتى بالدعاء والصلاة واجتناب الذنوب. لذلك لاحظوا أمير المؤمنين - ذلك الرجل الشجاع القوي الذي تعد شجاعته في ساحة الحرب من مشهورات العالم التي لا يختلف حولها اثنان - حينما يقف في محراب العبادة " يتململ تململ السليم".... يتلوّي حول نفسه كمن لذعته أفعى ... يذرف الدموع ويبكي ويعفّر ناصيته بالتراب. انظروا في دعاء كميل والمناجاة الشعبانية المنسوبين لامير المؤمنين ولاحظوا أي يضرّع كان يبديه هذا الإنسان العظيم السامي مقابل الخالق. هذا درس لنا.

إنني أشكر الله لرؤيتي شعبنا وخصوصاً شبابنا يميلون نحو المعنويات والله والدعاء والتضرع.

• الإعتكاف خلوة فردية مع الله فلا تجعلوا البرامج الجماعية تفسدها
اليوم هو الثالث عشر من رجب يوم بداية الاعتكاف. لاحظوا أن الآلآف من شبابنا قصدوا المساجد في مختلف أنحاء البلاد واعتكفوا فيها. بأفواه صائمة وبطون خالية وشفاه عطشى يتضرعون إلى الله تعالى ويناجونه في هذا الجو الحار. هذا شي قيم جداً. ليعرف شعبنا قدر هذا الاعتكاف جيداً.

وأوصي هنا المسؤولين المعنيين بشؤون الاعتكاف: مع أن اجتماع آلآف الأشخاص في أماكن معينة يعد فرصة جيدة ــ وسمعنا أن بعض مسؤولي المساجد ينظّمون لاستثمار هذه الفرصة برامج جماعية لينتفع الناس أكثر ــ لكني أود التوصية بأن لا تكون هذه البرامج الجانبية في أماكن الاعتكاف مما يتناقض خلوة كل واحد من المعتكفين. الاعتكاف الذي يمارسه الشباب هو في الحقيقة اختلاء بالله.... إنه عمل فردي أكثر منه عملاً جماعياً. إيجاد صلة بالله. لا تكون البرامج الجماعة في مراكز الاعتكاف بحيث تؤثر سلباً على لذة الاختلاء بالله والارتباط الفردي والقلبي به. ليفسحوا المجال ويعطوا الوقت ويدعوا هؤلاء الشباب يتلون القرآن، ونهج البلاغة، والصحيفة السجادية.

إنني أوصي بالصحيفة السجادية خصوصاً في أيام الاعتكاف هذه. الصحيفة السجادية هذا كتاب معجز حقاً. ولحسن الحظ ترجمت وتوفرت ترجماتها وجاءوني العام الماضي بترجمة جيدة للصحيفة السجادية ورأيتها؛ كانت ترجمة جيدةً جداً. لينتفعوا من هذه المعارف المبثوثة في أدعية الإمام علي بن الحسين ( سلام الله عليه ) في الصحيفة السجادية ويقرأوها ويتأملوها. إنها ليست أدعية وحسب، بل هي دروس، وكلمات الإمام السجاد وكل الأدعية المأثورة عن الأئمة ( عليهم السلام) والتي وصلتنا زاخرة بالمعاني والمعارف.

إذن، شهر رجب شهر العبادة والتوسل إلى الله والتضرع، وهو شهر التشبّه بأمير المؤمنين. لنقوّ ارتباطنا بالله كي نستطيع الخوض في كل ميادين الحياة بإرادة قوية وخطوات ثابتة وذهنية نيّرة. من أجل أن يحقّق الشعب سيادته وعزته عليه أن يتحلى بإرادة صلبة، ويعلم ماذا يريد، ويطمئن قلبه لذكر الله.

2017-03-16