شهر رمضان شهر الطمأنينة والسكينة
تربية دينية (مناسبات)
شهر رمضان شهر الطمأنينة والسكينة
عدد الزوار: 102
كلمة
الإمام الخامنئي في أعضاء مجلس خبراء القيادة 16-09-2010
شهر رمضان شهر الطمأنينة والسكينة
قال الله الحكيم في كتابه:
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ
الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * لِيُدْخِلَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ
اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا * وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ
وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ
عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا * وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)1
صدق الله العلي العظيم
أولاً،
إننا شاكرون جداً للسادة المحترمين والإخوة المكرّمين وأعضاء هذا الاجتماع والهيئة
المعظمة في نظام الجمهورية الإسلامية الذين أقاموا هذا المؤتمر وذكروا هذه المطالب
الملفتة. ونشكر كلمات الرئيس ونائبه المحترمين اللذين وضعانا في أجواء القضايا التي
طُرحت فيه.
خصوصية هذا المؤتمر هذه المرّة، هي حداثة عهدنا بشهر رمضان المبارك, شهر العبودية،
شهر الإخلاص، شهر الاتصال بمعدن العظمة والقدرة، وشهر الطمأنينة والسكينة الناشئتين
من الذكر حيث يقول تعالى: (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)2. يجب أن تكون إحدى الاستفادات
الأساس في هذا الشهر الشريف بالنسبة لنا أن تتنزّل الطمأنينة والسكينة الإلهية على
قلوبنا وتزيل تلك الاضطرابات والتزلزل الموجودَين في قلوبنا واللذين يجرّانا يميناً
وشمالاً, فلو أنزل الله تعالى هذه السكينة ورحمنا فإنّ عمق إيماننا وعشقنا وحبنا
لله تعالى سيزداد:(لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ
إِيمَانِهِمْ)3.
ولحسن الحظ فإن شعبنا في هذا الشهر المبارك وفي عيد الفطر هذا قد حصل على فيوضات
مهمّة, فهذا ما يشاهده المرء. وقد وصلتنا تقارير عديدة من أطراف البلد ـ تقارير
موثّقة ومصوّرة ـ عن حالات الناس وتوجهاتهم وليالي الإحياء وغيرها ويوم القدس,
فالناس بحمد الله قد استفادوا جيداً، وخصوصاً الشباب منهم.
1- سورة الفتح، الآيات 4 - 5 -
6 - 7.
2- سورة الرعد، الآية 28.
3- سورة الفتح، الآية 4.
بركات شهر رمضان ينبغي أن لا تتسبب بغفلتنا
إن روحانية هذا الشهر من جهة تنوّر القلوب كشعاعٍ ساطع، ومن جهة أخرى هي كسحبٍ ثقال
تهطل على قلوب الناس وأرواحهم. نسأل الله أن لا نبقى متخلفين عن هذه القافلة،
ولنكون بذلك ممن استفاد من هذا الشهر المبارك.
ولا شك بأن هذه التوجهات الشاملة وهذه الأفضال الإلهية، التي يشاهدها الإنسان
بأنواعها وأقسامها ويراها عن قرب في كلام الناس ومعاشرتهم وما يظهر منهم لا ينبغي
أن تكون سبباً لغفلتنا, هي أمورٌ مُرْضية والوضع العام بحمد الله مُرضٍ, غاية الأمر
أنه لا ينبغي الغفلة عن المكر الإلهي، الغفلة عما يمكن أن يحدث والخطأ الذي يمكن أن
يصدر والعقاب الذي يمكن أن ينزله الله تعالى على أمّة أو شعب بسبب عدم الشكر، والذي
يُعدّ خطراً كبيراً.