يتم التحميل...

درس الحسين عبر الأجيال: التأهب دوما لمواجهة الظلم

تربية دينية (مناسبات)

درس الحسين عبر الأجيال: التأهب دوما لمواجهة الظلم

عدد الزوار: 153

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقائه حشد من مختلف شرائح الشعب بمناسبة 3 شعبان، ذكرى مولد الإمام الحسين (عليه السلام)_12/6/2013
درس الحسين عبر الأجيال: التأهب دوما لمواجهة الظلم
الثالث من شعبان قبس من عظمة الحسين


إنّ ذكرى مولد "أبا عبد الله الحسين (عليه السلام)"، ذكرى عظيمة. وكما قال المرحوم "الحاج ميرزا جواد آقاي تبريزي ملكي"، العالم والفقيه والعارف الكبير، يجب أن نعتبر عظمة الثالث من شعبان ونَعُدّها قبساً من عظمة "الحسين بن علي" (عليهما السلام)، هو يوم عظيم. لقد ولد في هذا اليوم رجلٌ ارتبط مصير الإسلام به وبحركته، بانتفاضته، بتضحياته وبإخلاصه.

لا تضحيات كتضحيات الحسين في كربلاء
لقد قدّم هذا العظيم للتاريخ وللبشرية حركةً لا مثيل لها ولا نظير، حركةً يُحتذى بها ولن تُنسى أبداً. إنّ التضحية لهدف إلهي بذلك الحجم وبذلك المقياس العظيم، التضحية بالروح وبأرواح الأعزاء، بسبي حريم (نساء) أهل البيت عليهم السلام،بتلك الطريقة وبتلك الفظاعة، وتَحَمُّلَ تلك الواقعة القاسية،من أجل بقاء الإسلام ومن أجل أن تبقى مقارعة الظلم كأصل في تاريخ الإسلام والبشرية، لهو أمرُ منقطع النظير. لقد استشهد الكثيرون في سبيل الله، في رَكْبِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في ركب أمير المؤمنين عليه السلام، وفي ركب أنبياء الله. لكن أيّاً منهم لا يُقارن بواقعة كربلاء. هناك فرق بين من يدخل ميدان الحرب وسط التهليل واستحسان الموالين، على أمل الفتح والنصر، ثم يستشهد ويُقتل، وبالطبع له الأجر الكبير، وبين تلك الجماعة في هذا العالم المظلم والظالم، التي دخلت الساح في حين أنّ زعماء ووجهاء عالم الإسلام الكبار آنذاك، قد امتنعوا عن مساندتهم، بل ولامتهم على تلك الخطوة. لم يكن هناك أمل في دعم أي شخص من أيّ جهة كان، ويأتي شخص كعبدالله بن عباس، وآخر كعبد الله بن جعفر لردعهم. كما امتنع الأصحاب والمخلصون والمحبّون في الكوفة عن مساندتهم. (كانوا) وحدة في وحدة، لا أحد معهم غير قلّة من الأصحاب المخلصين والعائلة،الزوجة، الأخت، أبناء الأخت وأبناء الأخ، الشُبان والرضيع ذو الستة أشهر.إنّها واقعة عجيبة، ومشهد عظيم في التاريخ قد تراءى أمام أنظار البشرية. كان "الإمام الحسين" (عليه السلام)، يُعدُّ نفسه لهكذا يوم.

درس عاشوراء : التأهب دوما لمواجهة الظلم
بالطبع، فإن حياة "الحسين بن علي" (عليهما السلام)، وعلى مدى خمسين عاماً ونيف من عمره الشريف، كلّها دروس. حياته في مرحلة الطفولة درس، وفي مرحلة الشباب درس، سلوكه في مرحلة إمامة "الإمام الحسن" (عليه السلام) درس. كذا كان سلوكه بعد شهادة "الإمام الحسن" (عليه السلام). ولم تكن أعمال "الإمام الحسين" (عليه السلام)، منحصرة في اليوم الأخير فحسب. لكن واقعة كربلاء بقدر ما هي عظيمة ومُشعة، تبقى كالشمس التي يطغى نورها على كلّ الأنوار. وإلّا فخطاب "الإمام الحسين" (عليه السلام)، للعلماء والأجلاء والصحابة والتابعين في "منى"- والذي ذُكر في كتب الأحاديث- لهو سندٌ تاريخيٌ، وإنّ رسالة ذلك العظيم للعلماء والأجلاء ولكبار وأركان الدين في عصره : "ثم أيتها العصابة، عصابةٌ بالعلم مشهورة"1 - والتي وردت في كتب الأحاديث المُعتبرة- لسندٌ تاريخي هام. إنّ سلوك ذلك العظيم كلّه خطوة بخطوة هو دروس. تعامله مع "معاوية"، رسالته لمعاوية، ووجوده إلى جانب الأب أثناء خلافة أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) القصيرة، حياته . لكن تبقى واقعة "عاشوراء" شيء آخر.

اليوم هو ذكرى ولادة هذا العظيم، وعلينا في هذا اليوم أن نتعلم الدرس من "الحسين بن علي" (عليهما السلام)، ودرس "الحسين بن علي" (عليهما الصلاة والسلام) للأمة الإسلامية، هو أن نكون على أهبّة الاستعداد دوماً للدفاع عن الحق، عن العدل ولإحقاق العدل ومواجهة الظلم، وأن نُقدّم كلُّ ما لدينا في هذا الساح. ليس باستطاعتنا أنا وأنتم فعل ذلك بنفس المستوى والمقياس، لكن يمكننا فعل ذلك في المستويات المتناسبة مع حالتنا، وخُلقياتنا وعاداتنا. علينا تَعَلُم ذلك.

 

2017-03-16