بعزتها وصبرها حفظت زينب الكبرى ملحمة عاشوراء
تربية دينية (مناسبات)
بعزتها وصبرها حفظت زينب الكبرى ملحمة عاشوراء
عدد الزوار: 112
من خطاب
الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء أكبر حشد تعبوي ضمّ خمسين ألفاً من قادة التعبئة
من مختلف أنحاء البلاد في مصلّى الإمام الخميني (رضوان الله عليه)
طهران._20-11-2013
بعزتها وصبرها حفظت زينب الكبرى ملحمة عاشوراء
إنّ توافق أسبوع التعبئة مع هذه الأيام ــ التي هي أيام الملحمة الكبرى في تاريخ
الإسلام ــ هو توافق مناسب وفرصة ينبغي اغتنامها. ونعني بالملحمة الكبرى التي
ذكرناها، ملحمة (السيدة) زينب الكبرى (سلام الله عليها) ؛ والتي أكملت ملحمة
عاشوراء. بل أن الملحمة التي سطّرتها السيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها) قد أحيت
وحفظت ملحمة عاشوراء. لا يمكن قياس عظمة عمل السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) مع
غيرها من الأحداث التاريخيّة الكبرى. بل ينبغي قياسها مع واقعة عاشوراء نفسها.
للإنصاف فإنهما عدل بعضها.
هذه الإنسانة العظيمة ــ سيدة الإسلام الكبرى، بل سيدة البشرية، ــ استطاعت ان
تواجه جبل المصائب الثقيل بقامتها المنتصبة والشامخة،.فلم يظهر حتى ارتجاف بسيط في
صوت هذه السيدة العظيمة من كل تلك الحوادث. لقد وقفت كالقمّة المرفوعة الهامة في
مواجهة الأعداء، وكذلك في مواجهة المصائب والحوادث المرّة . صارت عبرة واسوة ورائدة
وهادية. في سوق الكوفة وفي حالة الأسر والسبي، ألقت تلك الخطبة المدهشة:
" يا أهل الكوفة يا اهل الخَتل والغدر أتبكون! ألا فلا رقأت
العبرة ولا هدأت الزفرة. إنما مَثَلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً "
إلى آخر الخطبة. اللفظ صلب كالفولاذ. والمعنى سلسٌ كالماء يصل إلى أعماق الأرواح.
في تلك الوضعيّة، تكلّمت زينب الكبرى كأمير المؤمنين نفسه؛ زلزلت القلوب والأرواح
والتاريخ. لقد بقي هذا الكلام عبر التاريخ. أمام الناس في موكب السبي. وكذلك بعدها.
أمام ابن زياد في الكوفة، وبعد عدّة أسابيع أمام يزيد في الشام؛ خطبت بتلك القوّة.
فحقّرت العدو وكذلك استهانت بالمصائب التي فرضها العدو :أتريدون ان تغلبوا أهل بيت
النبي بخيالكم الباطل وتذلّونهم؟ "لله العزّة ولرسوله
وللمؤمنين" .زينب الكبرى هي تجسّد للعزّة كما كان الحسين بن علي عليه
السلام في كربلاء تجسّد للعزّة في يوم عاشوراء. كانت نظرتها للحوادث تختلف عن نظرة
الآخرين. وعلى رغم كل تلك المصائب، حين أراد العدو أن يشمت بها، قالت:
" ما رأيت إلاّ جميلاً " ما رأيته كان جميلاً؛
شهادة، ألماًز ولكنه في سبيل الله، لحفظ الإسلام. لإيجاد تيارٍ على امتداد التاريخ
كي تفهم شعوب الأمة الإسلاميّة ماذا ينبغي أن تفعل. كيف يجب أن تتحرك وكيف يجب أن
تقف وتصمد. هذا العمل العظيم للملحمة الزينبيّة، هذه عزّة ولي الله.
زينب الكبرى من أولياء الله. عزّتها هي عزّة الإسلام. لقد أعزّت الإسلام والقرآن.
وبالطبع فنحن ليس لدينا ذلك الطموح العالي وتلك الهمّة نفسها كي نقول أن عمل تلك
السيدة العظيمة هو نموذج لنا. إنّنا أصغر من هذا الكلام. ولكن ينبغي أن تكون حركتنا
دوماً باتجاه الحركة الزينبية. أن تكون همّتنا نحو عزّة الإسلام وعزّة المجتمع
الإسلامي وعزّة الإنسان، كما فرض الله تعالى من خلال الأحكام الدينية والشرائع على
الأنبياء.