حياة الرسول(ص) كنوز هائلة من الدروس
تربية دينية (مناسبات)
حياة الرسول(ص) كنوز هائلة من الدروس
عدد الزوار: 112من كلمة الإمام الخامنئي في شرائح الشعب المختلفة 12/03/2008
حياة
الرسول(ص) كنوز هائلة من الدروس
نبارك حلول ربيع الأول شهر ولادة نبي الإسلام المكرم سيدنا محمد بن
عبدالله وأحد المحطات التاريخية الكبرى لكل الإنسانية. في الأول من ربيع الأول كانت
هجرة الرسول من مكة إلى المدينة وهي بداية التاريخ الهجري الإسلامي. إنه شهر ربيع
المولود، وربيع الهجرة.
إنها ذكريات تاريخية عظيمة وقيمة جداً بالنسبة للأمة الإسلامية. واليوم أيضاً في
عالم الحداثة كما يصطلح عليه، وحسب السياقات الدارجة بين الشعوب والتي لم تكن في
السابق، لا تزال الأمة الإسلامية في كل أرجاء العالم تستلهم هذه الذكريات وتغترف
منها الدروس. أي مسلم يعيش في أية بقعة من العالم ويقول"لاإله الله محمد رسول الله"
يشعر بالوجد والغبطة في هذا الشهر لذكرى ولادة ذلك العبد المختار وسيد البشرية. حب
نبي الإسلام الكريم راسخ في قلب كل مسلم. لذلك تلاحظون راهناً أن جبهة الاستكبار
العالمي حين ترمي لتضعيف الإسلام تستهدف الكيان المبارك للرسول الأكرم. الصهاينة
والدول الخاضعة لنفوذهم، وأجهزة الاستكبار وعلى رأسها أمريكا المجرمة حين يرومون
الاشتباك مع الأمة الإسلامية ومعارضة الإسلام، يوجهون حرابهم وهجماتهم لنبي الإسلام
المعظم المكرم. ما معنى هذا؟ معناه أن ذكرى هذا الإنسان العظيم، واسمه، وولادته،
وهجرته، وحكومته في المدينة طوال عشرة أعوام، وكل واحدة من ممارساته وخطواته
التعليمية، لو تدبر فيها المسلمون اليوم وتأملوها لكانت درساً لهم ولفتحت أمامهم
باباً واسعاً على الحياة. الرسول ملهم الأمة الإسلامية. ولأنهم يعلمون هذا ولأنهم
يخشون صحوة الأمة الإسلامية واقتدار مجتمع المسلمين البالغ مليار وخمسمائة مليون
مسلم في شتى أنحاء العالم، لذلك يصطفّون ضد النبي، ويوجّهون الإهانات للرحمة التي
بعثها الله للعالمين ولمصدر الخيرات والبركات للإنسانية في صحافتهم، وعلى ألسنة
ساستهم، وفي كتبهم، وعن طريق مرتزقتهم. هذا ما يجب أن يوقظنا نحن المسلمين، فندرك
ما هي الكنوز الهائلة المكنونة للمسلمين في كيان الرسول، وشخصيته، وذكريات حياته،
وهجرته، وجهاده، وسيرته، ودروسه الكلامية والعلمية. لو انتفعنا من هذه الكنوز
لارتقت الأمة الإسلامية إلى مكانة لا يستطيعون معها أن يضغطوا عليها ويتعاملوا معها
بمنطق القوة، ويهددوها؛ هذا درس لنا.