يتم التحميل...

الحج مؤتمر عام يجمع المسلمين حول محور التوحيد

تربية دينية (مناسبات)

الحج مؤتمر عام يجمع المسلمين حول محور التوحيد

عدد الزوار: 90

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في القائمين‎‎ على‎ الشؤون الثقافية‎‎ والتنفيذية للحج الزمان: 23/8/1386هـ. ش ـ 3/11/1428هـ.ق ـ 14/11/2007م.
الحج مؤتمر عام يجمع المسلمين حول محور التوحيد
إنّ كافة الفرائض والواجبات الإلهية تُعدّ في الواقع هدايا إلهية لبني البشر، فالصلاة هدية إلهية، والصيام هدية إلهية، والإنفاق والزكاة كذلك، إلاّ أنّ الحج يتمتع بميزة دولية إسلامية خاصة.

إنّ بمقدورنا أن نعتبره إحدى معجزات الإسلام، حيث يجتمع الحجيج حول محور واحد وتعتبر الأمة نفسها سواسية نحوه: { سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ}1.

فالمسلمون جميعاً سواء بسواء أمام هذا البيت المقدس، يستوي في ذلك سكان مكة القاطنون في أقصى نواحي العالم الإسلامي، فمكة للجميع، والكل يسعى إليها بكل ما في أعماقه من شوق ومحبة عاماً بعد عام دون أن يتركوا هذا البيت وحيداً، فهو بيت المسلمين، وهو بيت الله، وهو بيت الناس{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ}2.

إنها لفرصة عظيمة أن يجتمع هذا العدد معاً من الحجيج المسلمين، فيتعارفون، ويتدارسون شؤونهم، ويتبادلون الأفكار والآراء، ويعملون على حل مشاكلهم، وهكذا فإن الحج نعمة كبرى لو عرفنا قدرها.

ضرورة التزود أخلاقيا من أجواء الحج الروحية
وأما المسألة الثانية: فهي بناء الحج، وذلك على مستويين، المستوى الفردي والأخلاقي؛ حيث يمكن لرجال الدين والعلماء المحترمين أن يقوموا بدور فاعل داخل حملات الحجاج. وكذلك المستوى الوطني، أي تمهيد الأرضية للحجاج لاكتساب شخصية وطنية ملتئمة وناضجة ومتوازنة وحكيمة أثناء موسم الحج.

إنّ الشاب أو الرجل أو المرأة إذا استطاع كل منهم أن يألف القرآن ويأنس به في موسم الحج, وأن يتأمّل فيه ويتدبّر معانيه ويتعلّم آيات الدعاء والمناجاة مع الله سبحانه وتعالى، فإن ذلك سيكون زاداً له على مدى الحياة.

إنّ كل حاج إذا ألزم نفسه بختم القرآن في المدينة المنورة وختمه مرة ثانية في مكة المكرمة ـ حيث بيت الله وأرض الوحي ونزول القرآن ـ أو إذا استطاع أن يختم القرآن الكريم ويتلو بعض أجزائه بتأمّل وتدبّر ويُعوّد نفسه على ذلك خلال هذه المدة، فإن ذلك سيكون ذُخراً له، وباستطاعتكم أنتم أن تساعدوه على اكتساب مثل هذه الخصال المعنوية والروحية الحميدة والخالدة.

إنّ القرآن كنز لا يفنى, وإنّ الأنس بالقرآن والألفة معه أعظم فائدة للإنسان من كل درس أو واعظ أو رفيق ناصح.

إنّ المرء إذا استطاع أن تربطه بالقرآن علاقة وثيقة وحقيقية، وإذا تمكن من تلاوته للإستفادة والاستنارة والاستضاءة القلبية والمعنوية، فإن ذلك سيكون أفضل له من كل واعظ ومُعين, وإذا ما تمكّن المرء من تحقيق هذه الغاية، فسيكون قد حقق انجازاً عظيماً.


1- سورة الحج, الآية 25.
2- سورة آل عمران, الآية 96.


 

2017-03-16