يتم التحميل...

كلمته في لقائه المشاركين في مسابقات القرآن الكريم العالمية

لقاءات

كلمته في لقائه المشاركين في مسابقات القرآن الكريم العالمية

عدد الزوار: 158

كلمته في لقائه المشاركين في مسابقات القرآن الكريم العالمية الحادية و الثلاثين26-6-2014

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، و الصلاة علي نبيه و آله الطاهرين.

أرحّب بكل الحضور المحترمين، و بالإخوة و الأخوات الأعزاء، و خصوصاً ضيوف الجمهورية الإسلامية، و الأساتذة المحترمين، و القرّاء المحترمين، و الحفاظ المحترمين من البلدان الإسلامية الشقيقة. كما أشكر القائمين علي هذه المراسم العظيمة الزاخرة بالمعاني و البركات - سواء مدراء الأوقاف أو المسؤولين المعنيين أو الإخوة و الأساتذة و الشخصيات البارزة الذين أداروا المسابقات خلال هذه الأيام علي أفضل نحو ممكن - و نتمني أن تكونوا جميعاً مأجورين ببركة القرآن إن شاء الله.

ألسنتنا قاصرة عن شكر نعمة الإقبال علي القرآن الكريم في بلادنا. إنني كلما شاهدت في الأخبار و التلفزيون أن شبابنا في كل أنحاء البلاد مقبلون علي القرآن الكريم أشكر الله تعالي من صميم القلب. إنه نعمة كبيرة. إننا ندرك هذه النعمة و عظمتها. لقد شاهدنا خلال عهد من العهود أن حفظ القرآن الكريم و تلاوته لم تكن مزدهرة في بلادنا. خلال فترة نظام الطاغوت كان الراغبون في القرآن الكريم موجودين في كل مكان لكن الإقبال علي القرآن في البلاد لم يكن مزدهراً و ذا طابع عام شائع. و اليوم حيث ننظر نجد أن شبابنا و رجالنا و نساءنا و أحداثنا يقبلون علي القرآن الكريم بفضل الجمهورية الإسلامية، فيتعلمون القرآن و يختبرون تلاوته و يحفظونه. و هذه طبعاً ليست الأهداف الأعلي و النهائية، إنما الهدف النهائي هو فهم القرآن الكريم و العمل به، غير أن هذه هي الخطوات التمهيدية اللازمة. إذا شاع القرآن الكريم في مجتمع و ازدهر و شاع حفظه و شاع الأنس به بين مختلف شرائح ذلك المجتمع، فسوف يقترب ذلك المجتمع من العمل بالقرآن الكريم، و هذا هو ما نريده. القرآن نور و هداية و بيان و تبيان، و القرآن يتحدث مع الإنسان و يتحدث مع قلب الإنسان و مع باطن الإنسان. يجب الأنس بالقرآن و الاقتراب منه، و الفائدة الأولي يجنيها القلب المستعد الجاهز، فإذا وجدتم قلوبكم قريبة من القرآن الكريم فاشكروا الله، و إذا وجدتم أنفسكم تتقبل المعارف القرآنية بسهولة و تحملونها في قلوبكم فاعلموا أن الله تعالي أراد أن يهديكم، «فَمَن يُرِدِ اللهُ اَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلاِسلمِ وَ مَن يُرِد اَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا کَاَنَّما يَصَّعَّدُ فِى السَّماء»1. هذه هي ميزة القرآن. إذا اقتربت قلوبكم من القرآن الكريم و استأنستم به فاعلموا أن الله تعالي أراد هدايتكم، و هذه أكبر النعم الإلهية.

أعزائي.. يعاني العالم الإسلامي اليوم من مشكلات كبيرة. إنكم ترون و تسمعون و مطلعون. أكبر مشكلات العالم الإسلامي هي أنه غير متفطن لمؤامرة أعدائه و إياديهم الخبيثة. هذه واحدة من أكبر أو هي أكبر مشكلات العالم الإسلامي. خصوم العالم الإسلامي و الذين يثير اسم الإسلام النفور فيهم و المستعدون لمقارعة و محاربة أية دعوة حق من أجل الحفاظ علي مطامعهم المادية - و الإسلام دعوة حق، فهو يدعو إلي الحق و العدل - هؤلاء ليسوا عاطلين في العالم الإسلامي، و خصوصاً بعد ظهور الجمهورية الإسلامية، و بعد أن تأسس في هذه النقطة الحساسة من جغرافيا العالم نظام قائم علي أساس الإسلام، اشتدت المؤامرات و تعقدت، فالمؤامرات اليوم أكثر تعقيداً من الماضي. هذا ما ينبغي للجميع في العالم الإسلامي أن يفهموه. يوقعون بيننا و يجعلون الإخوة في وجه الإخوة. سياسة أعداء الإسلام هي إشعال اقتتال بين الإخوة و حرب داخلية بالنيابة عنهم في البلدان الإسلامية و بين المجتمعات الإسلامية و في الأمة الإسلامية. ينسحبون هم جانباً و يتفرّجون علينا و نحن نتقاتل في ما بيننا.

طيّب، هنا يجب معرفة العدو و فهم مؤامرته، و هذا نقص يعاني منه العالم الإسلامي. ثمة بين الأمة الإسلامية أفراد يضعون أيديهم في أيدي أعداء الإسلام من أجل مجابهة إخوتهم المسلمين. هذا واقع مشهود نعاني منه اليوم. يقتربون من الشيطان من أجل أن يحاربوا إخوتهم المسلمين و يجابهوهم و يقاتلوهم. ثمة أشخاص اليوم مستعدون للتعاون مع الكيان الصهيوني من‌ أجل إسقاط إخوتهم المسلمين. «اتَّخَذوا الشَّيطينَ اَولِياءَ مِن دُونِ الله وَ يَحسَبُونَ اَنَّهُم مُهتَدُون»2 يتحالفون من الشيطان و يضعون أيديهم في يده و يتصورون باطلاً أنهم يسيرون في طريق الهداية. هذه هي المعايير القرآنية و هي معايير واضحة يضعها القرآن الكريم تحت تصرفنا، و يجب أن نفهمها، فمتي نستطيع أن نفهمها؟ عندما نأنس بالقرآن و عندما نفتح قلوبنا علي القرآن، و كل هذه المراسم مقدمة لذلك.

أوصيكم أيها الشباب الأعزاء بأن تزيدوا من أنسكم بالقرآن الكريم. الذين يتواصلون مع القرآن ليعرفوا قدر هذا التواصل. و الذين يحفظون القرآن ليعرفوا قدر هذا الحفظ. ليحفظوا لأنفسهم هذه الجوهرة الثمينة. المستأنسون بتلاوة القرآن الكريم لا يفلتوا هذا الزمام المبارك من أيديهم و لا يتركوه. و المرتبطون بالقرآن ليجعلوا التدبر في القرآن و في معانيه و التعمق في مفاهيم القرآن الكريم هدفهم. هذه أشياء تقربنا من القرآن خطوة خطوة. إذا أنسنا بالقرآن و اقتربنا منه و استطاعت مفاهيم القرآن أن تؤثر في قلوبنا عندئذ نستطيع أن نأمل و نتفاءل بأن تحظي الأمة الإسلامية بالعزة الموعودة من قبل الله تعالي: «وَ للهِ‌ العِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلمُؤمِنين»3. في تلك الحالة سوف يمنّ الله تعالي علي الأمة الإسلامية بهذه العزة. إذا أنسنا بالقرآن الكريم فستكون هذه هي آثار ذلك و بركاته.

أتقدم بالشكر ثانية لكل القائمين علي هذه المراسم من أساتذة و مشاركين في المسابقة و الشباب الأعزاء و مدراء هذه المراسم الجميلة العظمية و الجماهير التي أقبلت علي هذه المراسم. أسأل الله تعالي أن يحفظكم جميعاً و يبقيكم، كما نشكر المقدم المحترم و الحسن البيان الذي أدار الجلسة - هنا و في محل المراسم علي ما يبدو - بشكل جميل 4.

و السّلام عليکم و رحمة الله و برکاته.‌


1 - سورة الأنعام، شطر من الآية 125 .
2 - سورة الأعراف، شطر من الآية 30 .
3 - سورة المنافقون، شطر من الآية 8 .
4 - السيد مجيد يراق بافان.

2017-03-09