الإمام الخامنئي يستقبل المنتسبين للقوة الجوية في ذكرى ملحمة19 من بهمن
لقاءات
الإمام الخامنئي يستقبل المنتسبين للقوة الجوية في ذكرى ملحمة التاسع عشر من بهمن
عدد الزوار: 71الإمام الخامنئي يستقبل المنتسبين للقوة الجوية في ذكرى ملحمة التاسع عشر من بهمن 8-2-2015
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد
علي الخامنئي صباح يوم الأحد 08/02/2015 م قادة و منتسبي القوة الجوية في الجيش و
العاملين في المضادات الجوية، و أوضح السبب و الهدف الرئيس من عداء الحكومة
الأمريكية المستمر لإيران طوال 36 عاماً، و خطأ حساباتهم الرامية لتركيع شعب إيران
و إهانته، و أشار إلى الأداء و السلوك المنطقي و الرصين لإيران في المفاوضات
النووية، و السلوك غير المنطقي و الابتزازي للطرف المقابل مؤكداً: سوف يثبت شعب في
إيران في الثاني و العشرين من بهمن أنه لا يخضع لمنطق القوة، و أنه يردّ بضربات
مقابلة على كل من تسوّل له نفسه توجيه الإهانات.
في هذا اللقاء الذي جاء في الذكرى السنوية للبيعة التاريخية للطيارين و المنتسبين
للقوة الجوية في الجيش الإيراني للإمام الخميني في التاسع عشر من بهمن سنة 1357 هـ
ش (8 شباط 1979 م) قبل انتصار الثورة الإسلامية بثلاثة أيام، اعتبر آية الله العظمى
السيد الخامنئي أن تلك الحادثة المهمة تنطوي على مضمون عميق و خالد، و أضاف قائلاً:
المبادرة الشجاعة لقادة و منتسبي القوة الجوية في التاسع عشر من بهمن سنة 57 تدل
على صحة الخطاب الحق و الجذاب للثورة الإسلامية الذي استطاع التغلغل حتى إلى أعماق
قلوب المنتسبين للقوة الجوية في جيش الشاه في ذلك الحين، و هي القوة التي كانت حتى
أمريكا تراهن عليها.
و أكد سماحته على ضرورة معرفة و صيانة هذه الحقيقة المهمة، و ألمح إلى بعض الحقائق
في الساحة و منها النفوذ الواسع للثورة الإسلامية مردفاً: بانتصار الثورة
الإسلامية، عندما شاهدت الشعوب شجاعة الشعب الإيراني و بسالته، حيث وقف علنياً بوجه
التعسف الأمريكي، عمّ الهياج تلك الشعوب و انجذبت لرسالة الثورة.
و لفت قائد الثورة الإسلامية قائلاً: في الطرف المقابل أيضاً لم تتوان القوى
المتعسفة و على رأسها أمريكا منذ اليوم الأول للثورة عن أية خطوة أو ضغط لإطفاء
جذوة هذه الحركة العظيمة و الآخذة في الاتساع، و قد استمر هذا العداء إلى يومنا
هذا.
و أضاف آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: عداء أمريكا و القوى الاستكبارية ليس
مع الأشخاص، إنما هم يعادون أصل حركة الشعب الإيراني و اتجاهه المصحوب بالصمود و
النزوع إلى الاستقلال و العزة.
و ذكّر سماحته بتصريحات بعض الساسة الأمريكان في الأعوام الأخيرة الذين عبروا
بصراحة عن ضغائنهم و أحقادهم على شعب إيران، مضيفاً: إنهم غاضبون من صمود الشعب
الإيراني، و هدف أمريكا و من لفّ لفها تركيع الشعب الإيراني و إهانته، و هم طبعاً
مخطئون في تحليلاتهم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن سبب إخفاقات أمريكا المتتابعة في قضايا المنطقة و
خصوصاً قضايا إيران هو هذا الخطأ في الحسابات و الأخطاء الاستراتيجية مردفاً: من
النماذج على هذه الأخطاء تصريحات أحد الساسة الأمريكان قبل عدة أيام حين قال إن
الإيرانيين مغلولو الأيدي في المفاوضات النووية، و واقعون في ورطة.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: في يوم الثاني و العشرين من بهمن سوف ترون
التواجد الذي سيسجله شعب إيران في الساحة، و عندها سيتبين ما لو كان شعب إيران
مغلول الأيدي.
و لفت سماحته قائلاً: أيدي الشعب و المسؤولين في إيران لم تكن مغلولة في أي وقت من
الأوقات، و هذا ما أثبتوه عملياً، و سوف يثبتوه في المستقبل أيضاً بمبادراتهم و
شجاعتهم.
و تابع قائد الثورة الإسلامية: الطرف الذي وقع حالياً في الورطة و المشكلة هو
أمريكا، و كل الحقائق في هذه المنطقة و خارج هذه المنطقة تثبت هذه الحقيقة.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى هزيمة السياسات الأمريكية في سورية و
العراق و لبنان و فلسطين و غزة و أفغانستان و باكستان، و كذلك هزيمة أمريكا في
أوكرانيا، و خاطب الأمريكان مؤكداً: إنكم أنتم الذين تمنون بالهزائم المتلاحقة على
مدى سنين طويلة، أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية فتتقدم إلى الأمام، و هي اليوم
لا تقبل المقارنة إطلاقاً بما كانت عليه قبل ثلاثين و نيف من السنين.
و ألمح سماحته إلى تقدم الجمهورية الإسلامية الواسع في العلوم و التقنيات و في
القضايا الاجتماعية المختلفة و في القضايا الدولية و كذلك إلى نفوذها الهائل في
المنطقة و رسوخ أسس الثورة في قلوب الشباب مردفاً: الجمهورية الإسلامية في إيران
بهذا الخزين القيم من التجارب تسير في درب التقدم باقتدار، و لم يستطع الأمريكان
استئصال هذه الجذور، لذا فهم اليوم مضطرون لتحمّل نظام الجمهورية الإسلامية، و
مخططاتهم السياسية و الأمنية و الاقتصادية و الثقافية لن تمنع هذا التقدم.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى المفاوضات النووية و جهود المعاندين و ذوي
الطويّة السيئة في الترويج لتورّط إيران في هذا الموضوع، و ذكّر بعدة نقاط مهمة حول
المفاوضات النووية.
النقطة الأولى التي أشار لها الإمام الخامنئي هي موافقته على أصل الاتفاق حيث قال:
إنني أوافق على الاتفاق الذي يمكن أن يحصل، لكنني لا أوافق على الاتفاق السيئ.
و ألمح سماحته إلى تصريحات الأمريكان المتكررة حيث يقولون: «عدم الاتفاق أفضل من
الاتفاق السيئ» مضيفاً: نحن أيضاً نعتقد بهذا! و نرى أن عدم الاتفاق أفضل من
الاتفاق الذي يكون في ضرر المصالح الوطنية و ممهداً لإهانة شعب إيران الكبير.
و كانت النقطة الثانية التي ذكرها قائد الثورة الإسلامية هي الجهود الدؤوبة
للمسؤولين و الوفد الإيراني المفاوض لانتزاع حربة الحظر من أيدي الأعداء، و أضاف
يقول: إذا حصل هذا الاتفاق و سقطت به حربة الحظر من أيدي الأعداء فنعمّا ذلك، و لكن
إذا لم يحصل هذا الاتفاق فليعلم الجميع أن هناك سبلاً عديدة داخل البلاد لجعل حربة
الحظر كليلة غير فاعلة.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: إذا ركّزنا بهمّة و سعي و بصورة مناسبة على
الفرص المتوفرة لدينا، فحتى لو لم نستطع انتزاع حربة الحظر من يد العدو، سوف نستطيع
جعلها كليلة غير قاطعة.
و كانت النقطة الثالثة بخصوص النهج المنطقي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في
المفاوضات النووية و السلوك غير المنطقي و التعسفي للطرف المقابل.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى كلام رئيس الجمهورية قبل عدة أيام حيث
قال إن المفاوضات تعني وصول الطرفين إلى قدر مشترك موضحاً: على هذا الأساس يجب أن
لا يسعى أحد الأطراف سعياً غير منطقي لتحقيق كل ما يتوقعه.
و لفت سماحته قائلاً: نهج الأمريكان و بعض البلدان الأوربية التابعة لها في
المفاوضات نهج غير منطقي، فهم يتوقعون الكثير و يريدون تحقيق كل إراداتهم، و هذا
ليس بنهج تفاوضي.
و أكد الإمام السيد علي الخامنئي على أن صمود المسؤولين بوجه جشع الطرف المقابل
صحيح تماماً، و أشار إلى الأداء المنطقي القويم للجمهورية الإسلامية في مختلف
المراحل و الفترات بما في ذلك فترة الدفاع المقدس و القبول بالقرار 598 ، و كذلك
الأمور و القضايا المختلفة التي أعقبت الحرب، منوهاً: في المفاوضات النووية أيضاً
يتصرف النظام الإسلامي على أساس المنطق، لكن الطرف المقابل ليس له أي منطق، إنما
يعتمد على التعسف و القوة و عدم المنطق.
و أكد سماحته قائلاً: الشعب الإيراني لن يخضع لمنطق القوة و الجشع و التصرفات غير
المنطقية.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: إنني أوافق استمرار المفاوضات و تقدمها و وصولها إلى
اتفاق جيد، و لا شك أن شعب إيران أيضاً لا يعارض أي اتفاق يتضمن عزته و احترامه.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: في المفاوضات ينبغي صيانة كرامة الشعب
الإيراني و حرمته و تقدمه، لأن هذا الشعب لم يتعود على تقبل منطق القوة من الطرف
المقابل سواء كان أمريكا أو غيرها.
و أشار سماحته إلى بعض ما يطرح من كلام حول اتفاق ذي مرحلتين حيث يجري أولاً
الاتفاق على الأصول العامة و يحصل بعد فترة الاتفاق على التفاصيل، منوهاً: مثل هذا
الاتفاق غير مستحسن، لأننا بتجاربنا عن الطرف المقابل نعلم أن الاتفاق على أمور
عامة سيكون وسيلة لتذرّعاته المتتابعة بشأن التفاصيل.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذا حصل اتفاق فيجب أن يكون في مرحلة واحدة و يضم
جميع الشؤون العامة و التفاصيل إلى جانب بعضها.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: فحوى الاتفاق أيضاً يجب أن تكون واضحة و
جلية و لا تقبل التفسير و التأول، و ينبغي أن لا يكون مفاد الاتفاق بشكل يسمح للطرف
المقابل المتعوّد على المساومات بالتذرّع حول القضايا المختلفة.
و لفت سماحته قائلاً: بلطف من الله سيثبت شعب إيران في الثاني و العشرين من بهمن أن
كل من يروم إهانته سيواجه ضربات مقابلة.
و قال قائد الثورة الإسلامية: كل شعب إيران و كل المخلصين متفقون على أن العزة
الوطنية لبلد ما مهمة جداً جداً، إذ لو لم تكن العزة لما كان الأمن و التقدم. إذن
ينبغي صيانة العزة الوطنية، و المسؤولون يعرفون هذه القضية.
و قال سماحة الإمام الخامنئي في الختام: بفضل من الله سوف يفرض الشعب الإيراني
بمشاركته المقتدرة و عزيمته الراسخة في الثاني و العشرين من بهمن الركوع على العدو.
في بداية هذا اللقاء ألقى اللواء الطيار حسن شاه صفي قائد القوة الجوية في الجيش
الإيراني كلمة حيّى فيها يوم التاسع عشر من بهمن ذكرى البيعة التاريخية لمنتسبي
القوة الجوية مع الإمام الخميني (رض) و قدم تقريراً عن قدرات القوة الجوية و
تقدمها.
و سبق هذا اللقاء اجتماع خاص مصغر للإمام الخامنئي القائد العام للقوات المسلحة
الإيرانية بالقادة الكبار في القوة الجوية و المضادات الجوية في جيش الجمهورية
الإسلامية الإيرانية، أشار فيه سماحته إلى الدور الحساس و الخطير للقوة و المضادات
الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية داخل النظام الدفاعي للبلاد مردفاً:
القوة الجوية حسب ما تقتضيه مهنياً تعتمد على العلم و التقانة، و هذا ما يزيد من
أهمية هذه القوة من عدة وجوه في إطار مواجهة التهديدات المحيطة.