نداء الإمام الخامنئي إلى حجاج بيت الله الحرام لسنة 1432
نداء القائد
نداء الإمام الخامنئي إلى حجاج بيت الله الحرام لسنة 1432
عدد الزوار: 85
نداء
الإمام الخامنئي إلى حجاج بيت الله الحرام لسنة 1432 ه 26-10-2011
الحج تمثلٌ لقيم الإخلاص والتسليم على هدي النبي إبراهيم عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلوات الله
وتحياته على سيد الأنام محمد المصطفى وآله الطيبين وصحبه المنتجبين.
الحج توحيد ووحدة
حلّ الآن ربيع الحج بطراوته وصفائه المعنوي وعظمته وحشمته الموهوبة،
وصيّر القلوب المؤمنة والمشتاقة كالفَراشات تحلّق حول كعبة التوحيد والوحدة.
الحج منطلق الهداية
مكة ومنى والمشعر وعرفات منازل أناسٍ سُعداء لَبّوا نداء
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ)1
وفازوا بالحضور في دعوة الربّ الكريم الغفور. فهنا ذلك البيت المبارك ومنطلق
الهداية، حيث تسطع منه الآيات الإلهية البينات وتمتدّ فيه مظلة الأمان على رؤوس
الجميع.
الحج تمثل لقيم الإخلاص والتسليم لله
اغسلوا القلب في زمزم الصفاء والذكر والخشوع، وافتحوا عيون باطنكم على
آيات ربّ العالمين الباهرة، واتجهوا إلى الإخلاص والتسليم فهما معالم العبودية
الحقيقية، وأحيوا القلوبَ مرّات ومرّات بذكرى ذلك الأب الذي أخذ إسماعيله إلى
المذبح عن طواعية وتسليم، وبذلك تعرفون الطريق الواضح الذي فتحه أمَامنا للوصول إلى
مقام الخليل للربّ الجليل، واحفظوا في همتكم المؤمنة ونيتكم الصادقة عزم ولوج هذا
الطريق.
مقام إبراهيم واحد من تلك الآيات البيّنات. موضع قدم إبراهيم عليه السلام جوار
الكعبة الشريفة، ليس إلا رمزاً لمقام إبراهيم. مقام إبراهيم هو مقام إخلاصه وإيثاره
وتضحيته، هو مقام وقوفه أمام دوافع النفس وعواطف الأبوّة، وكذلك أمام سيطرة الكفر
والشرك وسلطة نمرود العصر.
هذان الطريقان للنجاة ماثلان الآن أمام كل فرد من أفراد أمتنا الإسلامية.
ما فينا من همّة وشجاعة وعزم راسخ يستطيع أن يقودنا إلى نفس تلك الأهداف التي دعا
البشرَ إليها أنبياءُ الله من آدم إلى الخاتم، ووعدوا السائرين نحوها بالعزّة
والسعادة في الدنيا والآخرة.
1- سورة الحج ، الآية 27.