يتم التحميل...

معرض منجزات تقنيات النانو في إيران

زيارات

معرض منجزات تقنيات النانو في إيران

عدد الزوار: 140

زار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح يوم السبت 31/01/2015 م معرض منجزات تقنيات النانو في إيران، و استمع لمدة ساعة و نصف الساعة لإيضاحات الخبراء في هذا المجال، و اطلع عن قرب على جهود العلماء الإيرانيين الشباب و ما حققوه من تقدم علمي في مجال تقنيات النانو.

ورافق الإمام الخامنئي في هذه الزيارة الدكتور ستاري معاون رئيس الجمهورية للشؤون العلمية و التقنية، و قدم الخبراء في المعرض إيضاحاتهم عن آخر مكتسبات العلماء الإيرانيين و منتجاتهم في مجال النانو بإمكانية استخدامها في ميادين: نانو المواد، و الأدوية و العلاج، و صناعة النسيج، و الزراعة، و المياه، و صناعات محطات الطاقة و البناء و النفط و الطاقة و السيارات.

و أعقبت الزيارة كلمة ألقاها الإمام السيد علي الخامنئي في الأساتذة و الباحثين و العاملين في تقنيات النانو، جاء فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم

كان هذا اليوم يوماً جد جيد و طيب بالنسبة لي لمشاهدتي العمل المتميز الذي تم إنجازه و لا يزال مستمراً و الحمد لله في مجال تقنية النانو في البلاد. طبعاً كل واحد من هذه الأعمال التي تم إنجازها و الأشخاص المحترمون الذين تحملوا هذه الجهود و قاموا بهذه الأعمال جديرون بتقديم الشكر و التقدير لهم بشكل مستقل، و الدعاء لهم بمزيد من التقدم.

لحسن الحظ فإن قضية تقنية النانو تجربة ناجحة لبلادنا و تدلّ على أنه عندما تركز جماعة مندفعة و مخلصة و متخصصة في عملها على موضوع معين، و تدير الأمور بطريقة مبرمجة، فسوف تتحقق حالات من التقدم محسوسة و على شكل قفزات في ذلك الموضوع. تقدم العمل في تقنية النانو فضلاً عن كونه ذا قيمة ذاتية بالنسبة لنا، فهو في الواقع نموذج يدل على أننا قادرون على اتباع هذا النموذج في كل قضايا البلاد و جعله معياراً. كان لنا قبل زهاء عشرة أعوام لقاء بجماعة لجنة النانو حيث قدموا لي تقريراً و شرحوا موضوع النانو، و عملوا و تقدموا إلى الأمام. و نرى اليوم لحسن الحظ حصول قفزة في إيران على مستوى الشؤون العلمية و البحثية. بمعنى أن الأعمال تتقدم إلى الأمام بصورة قفزات.

نشكر الله تعالى على حصول مثل هذا الشيء. المهم هو أن تنظروا ما هي عوامل هذه القفزات التقدمية، فتحافظوا عليها. من هذه العوامل وجود برامج و خطط جيدة، و الثبات و الاستقرار في الإدارة، و الاهتمام بصناعة ثقافة و خطاب عامّين في هذا الخصوص. هذا هو الشيء الذي وجدت مؤخراً أن هؤلاء التلاميذ الشباب يتابعونه بمستويات فوق مستويات الطاقات العادية للتلاميذ، أو الأعمال التي أنجزت لقطاعات مختلفة، هذه هي صناعة الخطاب. صناعة الخطاب هذه على جانب كبير من الأهمية. بمعنى أن تتكون في البلاد هذه الأفكار و الخطاب الذي فحواه أن قضية النانو يجب أن تتابع. النانو على جانب كبير من الأهمية، و لا نروم القول إنها أهم من كل قضايا البلاد و أعلى من كل الشؤون العلمية، لا، و لكنها من القضايا المهمة في التقدم العلمي و التقني للبلاد. لنجعل هذه القضية نموذجاً لشتى أعمالنا و لنحافظ على عوامل التقدم التي أشرت إلى بعضها. بمعنى أن نستكمل البرامج يوماً بعد يوم. لا تغرّنا النجاحات. عدم الغرور هذا شيء مهم جداً. لقد كان تقدمكم طوال هذه الأعوام العشرة جيداً جداً، أي إنكم ارتقيتم من مرتبة دانية في العالم إلى المراتب العليا، و وصلتم مثلاً إلى المرتبة السابعة. هذا شيء مهم جداً، بيد أن هذا يجب أن لا يدفعنا إلى القناعة بالوضع الموجود فنكتفي بالمحافظة على هذا الوضع الموجود، لا، تقدموا إلى الأمام و لا تتخلوا عن التفكير في التقدم المطرد في هذا الحقل العلمي. و سوف تُجتَذبُ مواهبُ متعددة. البنين و البنات الذين نراهم الآن هنا مواهب جيدة، و لو لم يكن هذا الموضوع قد طرح عليهم لما انفتح أمامهم هذا الباب من البحث العلمي و لما برزت هذه المواهب. إننا نجهل الكثير من المواهب و الطاقات الموجودة في بلادنا، فلنفتح الساحة لمعرفة هذه المواهب و إشراكها في العمل.

إننا اليوم بأمسّ الحاجة إلى العمل، فلدينا تخلف و فقر تاريخيان في المجالات العلمية و البحثية. صحيح أن سرعتنا العلمية في العالم حالياً تقف في الدرجة الأولى، و الواقع أن سرعتنا العلمية أعلى بالكثير الكثير من المتوسط العالمي، بيد أن ميزة هذه السرعة هي مجرد أنها تتقدم بنا قليلاً عن ذلك التخلف التاريخي و الفقر التاريخي. علينا أن نواصل هذه المسيرة إلى درجة نصل معها إلى الصفوف الأمامية. لماذا نقول الصفوف الأمامية؟ لأننا نمتلك إمكانية ذلك و نحتاج في الوقت ذاته لذلك. توجد في بلادنا كل هذه المواهب و الطاقات الجيدة، بمعنى أن متوسط المواهب في بلادنا أعلى من متوسط المواهب في العالم، و هذا ما تمّ إثباته و صار من الأمور المسلم بها. لدينا الكثير من المواهب يجب أن تبرز و تظهر و تؤتي ثمارها. ثانياً نحن نحتاج إلى التقدم. إننا نحتاج لهذا الشيء. نرى أن النهج المستقل سياسياً و اجتماعياً و فكرياً للشعب الإيراني و الجمهورية الإسلامية يؤدي إلى معاداة عتاة العالم و أصحاب القوى التعسفية لنا. إنه عداء يعبّر عن نفسه في الكثير من المواطن. عندما يعادوننا كل هذا العداء فيجب علينا تقوية أنفسنا و إيصالها إلى الاقتدار اللازم.

لحسن الحظ فإن الأعمال و الأمور قد تقدمت لحد الآن في جميع الميادين، و الذي أرجوه هو أن لا تدعوا عوامل التقدم تفسد و تضطرب، و منها قضية ثبات الإدارة و استقرارها، و استكمال البرامج و الخطط، و الابتعاد عن الأجواء السياسية. من أهم الأمور أن لا تسمحوا لهذه الدوافع السياسية التي تشاهدونها في الخارج أن تتسرب إلى هذه المجموعة، لأنها سوف تعمل على تخريب ما لديكم و ستكون هذه حالة مؤسفة. كما كان الوضع جيداً لحد الآن و الحمد لله حافظوا عليه جيداً و لا تدعوه يفسد. و الدكتور السيد ستاري حاضر هنا و يستطيع أن يساعد في تقدم هذه المجموعة. كما ورد في هذا الرسم البياني الذي عرض هنا فإن الميزانية قليلة جداً بالمقارنة إلى نظيراتها في العالم، ينبغي الاهتمام بهذه القضية أكثر. و سوف يمدّ الله تعالى يد عونه و نحن ندعو لكم بأن يعينكم الله. إذا كنا على قيد الحياة فسوف نراكم مرة أخرى بعد مدة من الزمن إن شاء الله و قد حققتم مزيداً من التقدم، و إذا لم نكن فسيرى البلد تقدمكم بمشيئة الباري تعالى. و قضية توجيه العمل صوب السوق و الثروة التي لاحظتُها في موضع ما من التقارير على جانب كبير من الأهمية، أي افعلوا ما من شأنه أن تستطيع هذه الشركات العلمية المحور الاستفادة من هذه النتاجات و الأفكار بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذا من شأنه أن تظهر تأثيرات أعمالكم العلمية و البحثية في بيئة الناس الحياتية، و هذا ما سيضمن تقدم مشاريعكم إن شاء الله. حيّاكم الله.

2017-03-09