يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئي في عوائل الشهداء بمحافظة فارس

2008

كلمة الإمام الخامنئي في عوائل الشهداء بمحافظة فارس

عدد الزوار: 171

كلمة الإمام الخامنئي في عوائل الشهداء بمحافظة فارس  02/05/2008
كما "عاشوراء"؛ الثورة الإسلامية إزدادت على الأيام قوة وحضورا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين سيما بقية الله في الأرضين.

حياة الشهيد وما يرتبط بها جملة عجائب مدهشة
رغم أن العجائب الفذة لم تكن قليلة في أحداث الثورة ، فمنذ أن بدأت نهضة الشعب الإيراني الكبرى - التي أفضت إلى الثورة الإسلامية -وحتى انتصار الثورة ومنذ انتصارالثورة إلى اليوم، كانت الأحداث المدهشة الفذة تترى على امتداد فترة الكفاح والثورة خاطفة إليها العيون والقلوب؛ ولكن من بين الأحداث المدهشة كان لقضية الشهيد خصوصية استثنائية.

كل ما يرتبط بالوجود النير للشهيد فهو مدهش. حافزه للسير نحو الجهاد... أن ينهض شاب في العالم المادي ووسط كل هذه الألوان والبهارج الجذابة ويقوم لله ويسير إلى ساحة الجهاد، فهذا بحد ذاته أمر مدهش. وبعد ذلك تأتي مساعيه وتعريضه نفسه للأخطار في سوح القتال، وأفعاله المميزة في الجبهات وشجاعته وبسالته التي بوسع كل سطر منها أن يكون نموذجاً خالداً نيراً وأمراً عجيباً مدهشاً؛ وبعد ذلك بلوغه الشوق الوافر وتساقط الأستار والحجب المادية ومشاهدة وجه المعشوق المحبوب - وهو ما كان يتجلى دائماً في سلوك الشهداء وكلامهم خلال الأيام القريبة من الشهادة وثمة الكثير من الروايات والقصص عن ذلك - هذه أيضاً من الأمور المذهلة. قرأت في وصية أحد شهدائكم الأعزاء أهالي شيراز وفارس: أنا مشتاق.. مشتاق، ثمة في قلبي نار تجعلني مضطرباً؛ لا أهدأ بأي شيء سوى لقائكَ يا إلهي الحبيب العزيز. هذا كلام إنسان شاب! إنه الشيء الذي قد يصله السالك العارف بعد سنين من الجهاد والرياضة. لكن شاباً يافعاً في ساحة القتال والجهاد يشمله الفضل الإلهي بحيث يقطع في ليلة طريق مائة عام. ومشاعر الشوق وعدم الاستقرار هذه تستجاب من قبل الرب استجابة مناسبة. هذا الشوق بحد ذاته لطف من الله وانجذاب إلى الحق تعالى. هذه دهشة كبرى.

ثم هنالك دم الشهيد. عائلة الشهيد، أم الشهيد، وأبوه، وزوجته، وأبناؤه، وإخوانه، وأخواته، وأقرباؤه، وأصدقاؤه - الذين كانوا سيجزعون ويشقون الجيوب لو توفي بالموت الطبيعي - يبدون عن أنفسهم حيال دماء هذا الشهيد صبراً ووقاراً وسكينة وصموداً يحير الإنسان حقاً. قالت لي والدة شهيدين: لقد دفنت أبنائي بيدي... وضعتهم في التراب ولم ترتجف يداي! ويقول والد عدة شهداء: لوكان عندي أضعاف هؤلاء الأبناء لكنت على استعداد لتقديمهم في سبيل الله! أي معدن هذا؟ أي جوهر هذا؟ أي نور لامع أودعه الله في واقعة الشهادة فراح يضيء العالم المظلم ؟ رافق الشعب الإيراني هذا النور البراق في قلوب الرجال والنساء ثمانية أعوام. وقد أخذ الله بأيديهم وأعانهم.

كان الشهداء سباقين ورواداً، والخندق الثاني هو عوائل الشهداء وسائر المضحين. تقدموا إلى الأمام ورفعوا الموانع من الطريق واستطاعوا تحويل شعب عودوه طوال قرون على الخمول والاستسلام مقابل المتجبرين، إلى شعب متوثب شامخ فخور ذي عزيمة وإرادة قوية راسخة. هذا ما فعله شهداؤنا وجنودنا. هذا ما فعله معاقونا. هذا ما فعله أسرانا الأحرار بصبرهم في سجون العدو. هذا ما فعلتموه أنتم يا عوائل الشهداء. حقكم في عنق إيران والإيرانيين باقٍ إلى الأبد، ولا بد لتاريخ إيران من أداء حقوق عوائل الشهداء.

جهاد وتضحيات "فارس" ومدينة شيراز
أكثر من 14500 شهيد من محافظة فارس ومدينة شيراز. هذا ليس بالهزل. شيراز التي قررت السياسات الاستعمارية تبديلها إلى مظهر التحلل وعدم الاكتراث للأصول والقيم الدينية؛ شيراز التي رغبوا أن لا يكون فيها سوى المظاهر الحيوانية الهابطة، ولا يبقى فيها أثر للأصالة الدينية؛ خططوا ووضعوا السياسات لذلك، وعملوا بهذا الاتجاه، لكن جواب أهالي شيراز ومحافظة فارس والصفعة التي وجهتموها للعدو هي 14500 شهيد وأكثر من 34000 معاق، وأكثرمن 2500 أسير حر. سلام الله ورحمته عليكم.

كانت شيراز مأمن السادة الأجلاء من أحفاد الرسول. لا توجد منطقة تضم مراقد السادة مثل شيراز. معنى ذلك أن السادة وأبناء المعصومين كلما ساروا في الأرض إما للهرب من جور الخلفاء أو على أمل مساعدة الناس، كانوا يتوجهون لمدينة شيراز أو المدن الأخرى في محافظة فارس. تلك النزعة المعنوية التي كان الشهيد الجليل المرحوم آية الله دستغيب مظهرها تنبع من هذه العائلة ومن المعين الفياض اللامتناهي لأهل البيت (عليهم السلام). هذا ما يعبر عن عمق الحافز الديني. هذه الحالة النورانية تصنع وتربي شخصية مثل الشهيد دستغيب والأنفاس الدافئة لذلك الشهيد العزيز تشد كل هذه القلوب الشابة المشتاقة إلى المعنوية في هذه المنطقة، القلوب الشابة التي سارت إلى ساحات الحرب منذ الأيام الأولى.

قلت بالأمس أمام العسكريين في شيراز: في بداية الثورة والحرب المفروضة، وحينما كانت الجبهات تعيش المحن والصعاب من كل حدب وصوب، وكان الشطر الأكبر من خرمشهر تحت أحذية المحتلين، توجهت إلى آبادان وهذا الجزء من خرمشهر، وكانت ثمة مجموعة من الشباب المخلصين النورانيين المتحمسين قد حضروا هناك ليقاتلوا بأسلحتهم البسيطة. سألتهم: من أين جئتم؟ قالوا: من شيراز. على طول فترة الحرب المفروضة كان تواجد شباب محافظة فارس - سواء في لواء فجر أو لواء المهدي أو في وحدات الجيش في شيراز والكثير من العاملين فيها كانوا شيرازيين أو من أهالي محافظة فارس - مؤثراً وملحوظاً. هذه الأنفاس الدافئة التي دفعت كل هؤلاء الشباب إلى الساحة هكذا في سبيل الدفاع عن الإسلام والاستقلال الوطني والبلاد، والدفاع عن أعظم حدث في تاريخنا - وأعني به الثورة الإسلامية - هي أنفاس رجال عظماء كالمرحوم آية الله الشهيد دستغيب والآخرين، وكان وراءها جميعاً والأقوى منها جميعاً الأنفاس الدافئة لإمامنا الراحل. هذه من العجائب المميزة جداً في ثورتنا.

كما "عاشوراء؛ الثورة الإسلامية إزدادت على الأيام قوة وحضورا
أعزائي مضت سنوات طوال على ذلك العهد. الكثير منكم أيها الشباب لم تشهدوا فترة الدفاع المقدس، ولدى بعضكم ذكريات مبهمة عنها. مضي الزمن يبعد الإنسان عن الأحداث لحظة بعد لحظة. بعض الحوادث تنسى؛ كموجة ضعيفة يطلقها سقوط حجر في حوض ماء... إنها موجة موجودة لكنها تضعف لحظة بعد أخرى ولا تمضي دقيقة حتى لا يعود لها أي أثر، بيد أن بعض الأحداث على العكس من ذلك فلا ينال منها مضي الزمن بل يعمقها ويكرسها. من نماذج ذلك واقعة عاشوراء. في يوم عاشوراء لم يعلم أحد ما الذي حدث، ولم يكن واضحاً لدى أحد عظمة تلك الواقعة وعظمة الجهاد الذي خاضه فلذة كبد الرسول وأصحابه وأقاربه، وكذلك هول فاجعة قتل أبناء الرسول وأحفاده. معظم الذين كانوا هناك لم يدركوا هم أيضاً هذه الحقائق. الذين كانوا في جبهة العدو كانوا ثملين غافلين مغتربين عن ذواتهم إلى درجة لم يفهموا معها ما الذي حصل. ثملوا من الدنيا والغرور والشهوات والغضب والحيوانية فلا يدركون ما يحدث في عالم الإنسانية. أجل، زينب أدركت الأمر جيداً، وكذلك سكينة، وسائر النساء والفتيات المظلومات. كان هذا خاصاً بيوم عاشوراء. ولكن مع كل يوم مضى على يوم عاشوراء - يوم الثاني عشر في الكوفة، وبعد أسابيع في الشام، وبعد أسابيع أخرى في المدينة، وبعد مدة في كل العالم الإسلامي - برزت عظمة وأهمية هذه الواقعة بسرعة كبيرة جداً. ولم تمض سنتان حتى سقط الطاغية المتفرعن الذي سبب الواقعة، ولم تمض سنوات حتى سقطت تلك العائلة، وحلت عائلة أخرى من بني أمية محلها. ولم تمض سوى عدة عقود من الزمن حتى انقرضت تلك العائلة أيضاً. اقترب العالم الإسلامي يوماً بعد يوم من مدرسة أهل البيت وانشد إليها وتعشقها. واستطاعت هذه الواقعة ترسيخ أركان العقيدة والمدرسة الإسلامية على مدى التاريخ. لولا واقعة كربلاء لما اطلعنا اليوم على مبادئ الإسلام وأصوله، وربما لم يكن قد طرق أسماعنا من الإسلام سوى اسمه. ذلك الدم المقدس وتلك الواقعة الكبرى لم تصغر أبداً ولم تبهت ولم تضمحل، وليس هذا وحسب، بل ازدادت قوة وبروزاً وتاثيراً يوماً بعد يوم. هذا نموذج ساطع بارز.

وكذلك هو الحال بالنسبة لثورتكم وشهادة شهدائكم. كانت حدثاً يشبه الزلزال في بدايته. قال كثير من المحللين إنها زلزال يمضي ويُنسى. لكن هذا لم يحصل، بل حصل العكس. مفاهيم الثورة الإسلامية تترسخ اليوم في أعماق قلوب الشعوب المسلمة أكثر فأكثر. وهذا ليس كلامي بل هو حصيلة تحليلات الذين يعد الشعب الإيراني والثورة الإسلامية أعدى أعدائهم. هم من يقولون هذا ويشهدون به. حين ترونهم يهددون ويعربدون ضد الشعب الإيراني فهذا بسبب هذه التحليلات. يخافون؛ يرون أن هذا الحدث لم ينطفئ؛ وهذه الموجة لم تبهت بل هي آخذة بالاتساع والبروز والتعمق باستمرار؛ لذلك يخافون.

ذات يوم تصوروا أن الثورة في هذا البلد قد انتهت. والسبب هو أن بضعة أفراد غافلين أو جهلاء قالوا: إن الثورة انتهت، أو قالوا: لا تعاودوا ذكر الشهداء، أو قالوا: ينبغي إيداع الإمام في متحف التاريخ، وكلمات من هذا القبيل. وصدقهم أولئك المجانين الذين أرادوا من هذه الكلمات صياغة تحليلات تنفع سياساتهم. تصوروا أن الثورة انتهت. وحين ينظر الإنسان اليوم يرى آثار اليأس في كلامهم وتحليلاتهم. إنهم خائفون من شعب إيران، وعظمتها، واستقلالها، ومواهبها الشابة.

إنهم يعادوننا لتمسكنا بإستقلالنا وسعينا للنهوض ببلدنا
لماذا تشعر جماعة في العالم بالخطر والتهديد من التطور العلمي لشعب أو بلد؟ لماذا؟ لأنهم احتكاريون؛ لأنهم طلاب سلطة وهيمنة؛ لأنهم افترضوا إيران طعماً وفريسة. أرادوا ابتلاع هذا البلد بمصادره وموقعه الجغرافي الممتاز دفعة واحدة. لكن يقظة الشعب الإيراني، وصحوتهم، ومواهبهم، وتألقهم العلمي لا يسمح بذلك. لذلك يغضبهم تطوركم التقني وطاقاتكم النووية، وتقدمكم العلمي. نعم، يفرحون لو كان الشعب الإيراني لا أبالياً وشبابه غير مكترثين لا ينشدون العلم والعمل والإنتاج والإبداع، بل يقضون أوقاتهم في اللهو واللعب. هذا ما يريدونه؛ لا يريدون مدينة شيراز مركزاً يشهد تطوراً علمياً - وقد قلت إن مدينتكم شيراز في مقدمة مدن البلاد ومحافظاتها من حيث التقدم الصناعي، وقد اشتهر شبابكم ورجالكم ونساؤكم عالمياً في بعض الفروع العلمية - هذا ما يريدونه. لا يريدون لجامعاتنا وحوزاتنا العلمية ومختبراتنا ومرافقنا الإنتاجية أن تزدهر. يرغبون أن يسود حياة الناس الاختلاط بين البنات والبنين والعلاقات الشهوانية، والغفلة، والتسلية وما شاكل. هذا ما يريدونه. واعملوا أنتم بعكس هذا. هذا هو سبب غضب أمريكا والصهيونية وكل هذه الدعايات.

يقول البعض: يا سيدي لِمَ تستفزون عداء أمريكا لكم؟ لو أردنا أن لا نستفز عداء أمريكا لوجب أن ننام ونترك العمل والسعي والمفاخر. عندئذ ستشكرنا أمريكا. هذه هي أمريكا. فهل يرضى الشعب الإيراني بمثل هذا؟ إنهم لا يعادوننا لأن المسؤول الفلاني في بلادنا قال كذا وكذا، أو أن سياستنا سارت بالطريقة الفلانية. كلا، إنهم يعادوننا بسبب يقظة الشعب الإيراني. حيثما كانت اليقظة شنت هجمات أشد من قبل أعداء هذا الشعب. الموضع الذي ترشح منه اليقظة ويفرز منه الوعي والتحفز والاستعداد لدى شباب شعبنا يعادونه أكثر. يعادون عوائل الشهداء. والحمد لله أن عوائل الشهداء في شيراز على هذه الشاكلة. لاحظوا أي توثب وشعور بالفخر يسود هذه الأجواء. وهذا هو الصحيح. افخروا.

لتفخر العوئل بشهدائهم شهداء العزة والاستقلال
إنه لفخر حقاً أن يقدم الإنسان عزيزه وابنه الشاب في سبيل الله ويعلم أنه أرضى الله تعالى بعمله هذا؛ "صبراً واحتساباً". يحتسب ذلك عند الله. أن يعلم أن هذا الإنسان العزيز الذي ضحّى به في سبيل الله كان خندقاً انتصب مقابل هجوم الأعداء على عزة هذا الشعب واستقلاله. كل واحد من شهدائكم خندق. هذا شيء يبعث على الفخر. وكذا الحال بالنسبة للمعاقين. إنهم شهداء أحياء. حالكم أيها المعاقون الأعزاء كحال الشهداء. الشهيد أيضاً تلقى الضربة التي تلقاها المعاق، لكن مصيره كان التحليق والعروج، ومصير المعاق البقاء حالياً في هذه الدنيا. عوائل الشهداء، وآباؤهم وأمهاتهم، وزوجاتهم، وأبناؤهم، وإخوتهم، وأخواتهم، وأقرباؤهم، وآباء المعاقين وأخواتهم وزوجاتهم يجب أن يفخروا.

جهاد زوجات المجاهدين والشهداء: حفظهم في أبنائهم
احترام زوجات المعاقين من الأمور التي أشعر بها دائماً. بعض هؤلاء السيدات العزيزات قبلن هذا المعاق بحاله وإعاقته هذه. بُورك فيهن. وبعضهن رأين الشاب الفارع الذي تزوجنه، يتحول فجأة إلى شخص عليل مقعد؛ قبلن ذلك ورحبن به؛ بارك الله فيهن. لزوجات المعاقين منـزلة شامخة جداً. وزوجات الشهداء اللاتي ربّين الشباب الأعزاء، لهن مكانة جد سامقة. لاحظت في سير شهداء شيراز أن بعض أبنائهم حققوا مراتب علمية وبحثية رفيعة. كيف تأتى ذلك؟ بجهاد الأم، بجهاد زوجة الشهيد، تلك اللبوة المجاهدة في الله؛ هذا هو جهادها: "حسن التبعل". هذا هو حسن التبعل: معناه حفظ ماء وجه الزوج؛ حفظ شخصية الزوج؛ هذا هو حسن التبعل. من نماذجه أن الزوج قضى في سبيل الله، فتربي زوجته أولاده وصغاره في حجرها وترعاهم بحيث يشعرون بالفخر ويواصلون طريق الشهيد.

تكريم الشهداء بالتمسك بأهدافهم ومواصلة طريقهم
وآخر ما أقوله لكم هو: يا أعزائي، إذا كان الشهداء أعزاء وهم أعزاء، إذا كانوا كراماً علينا وهم الأكرم، فإن معنى تكريمهم هو أن نواصل طريقهم ونتابع أهدافهم. ومواصلة طريقهم معناه أن ننظر لأهداف الجمهورية الإسلامية والقيم الإسلامية - الأركان المتينة والمؤشرات الواضحة التي بوسعها الأخذ بأيدي هذا الشعب إلى ذروة الفخر الدنيوي والأخروي - ونتابعها. والنساء والرجال متساوون في هذا المجال؛ أبناء وبنات الشهداء، إخوان الشهداء وأخواتهم، والذين لهم قرابة بالشهداء متساوون جميعاً في هذا المجال.

كلما كنتم أقرب إلى الشهداء كلما كان فخركم أكبر، ومسؤوليتكم أثقل. البلد لكم. البلد للشباب؛ والمستقبل لكم. الذين رحلوا رحلوا وفتحوا الطرق. وعلينا أنا وأنتم - الذين بقينا - أن نسير في هذه الطرق المفتوحة ونتقدم إلى الأمام. وإلا لو فتحوا الطريق وقعدنا نحن وتفرجنا فقط لكان هذا جفاءً وكفراناً. معرفة قيمة الشهداء هو أن نسير ونتقدم في الطريق الذي فتحوه. هذا هو واجبنا اليوم والشعب الإيراني يؤدي هذا الواجب ومسؤولو البلاد والحمد لله ملتزمون به، والشعارات الإسلامية ومباني الإسلام وأصوله هي الرايات والشعارات الرئيسية بالنسبة لهم. سيستطيع هذا الشعب إن شاء الله بهذه العزيمة والروح وبشبابه وبالمشاعل النيرة المضاءة من دماء الشهداء والتي تنير الأجواء، أن يبلغ أرقى وأبعد مطامحه.

اللهم أنزل رحمتك ومغفرتك على الشهداء. اللهم أنزل رحمتك ولطفك وفضلك على عوائل الشهداء. اللهم احشرنا مع الشهداء. ربنا لا تجعل موتنا إلا شهادة في سبيلك. ربنا اجعلنا ممن تشملهم أدعية إمامنا الجليل، وأدعية الشهداء، وأدعية الشهيد دستغيب، وفوق وأفضل من هذا أدعية سيدنا الإمام المهدي (أرواحنا فداه).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



 

2017-03-09