يتم التحميل...

للشباب: حافظوا على روحكم الثورية وجهزوا أنفسكم للمستقبل

الشباب

للشباب: حافظوا على روحكم الثورية وجهزوا أنفسكم للمستقبل

عدد الزوار: 85

من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء التلاميذ والطلاب الجامعيّين بمناسبة اليوم الوطني لمكافحة الاستكبار 1395/08/12 ه ش (2/11/2016م)
للشباب: حافظوا على روحكم الثورية وجهزوا أنفسكم للمستقبل
دعوني أقول لكم بعض الكلمات أيها الشباب ــ أنتم أعز الناس علينا، أنتم مثل أولادي، أنتم أولادنا، أنتم شاببنا وأهلنا ــ إنّ مستقبلنا بأيديكم أنتم؛ مستقبل البلد بأيديكم. نحن سوف نرحل وأنتم ستبقون، أنتم ستديرون هذا البلد. أتوجه إليكم بهذه الكلمات. يا أعزائي: أعدّوا أنفسكم للمستقبل، جهّزوا أنفسكم لإدارة هذا البلد. إنّ علاج مشاكل هذا البلاد – سواء المشاكل الحالية أو التي سنصل لها لاحقًا، أو المشاكل التي يواجهها أي بلد وأي شعب، وبالطبع لا يوجد بلد دون مشاكل- وحلّها رهن بتفجّر الإرادة والاستقامة لدى الشعب؛ يجب أن تنبع الإرادة والاستقامة والعزم الراسخ والصمود من داخل الشعب؛ أن تكون العيون ناظرة بصيرة، والثقة بالنفس قوية ومتينة. إذا توكلنا على الله واعتمدنا على أنفسنا، ستكون روحياتنا قوية ثابتة في المجالات العلمية والمجالات الإدارية والقيادية.

1) أ ــ حافظوا على روحكم الثورية
ما أؤكد عليه هو الروحية الثورية؛ يجب المحافظة على هذه الروحية. ما معنى الروحية الثورية؟ معناها أنّ الإنسان الثوري، الذي يمتلك الشجاعة والمبادرة؛ أن يكون أيضا من أهل العمل، أن يبدع ويبتكر، أن يخترق الطرق المسدودة، يفكّك العقد الصعبة، لا يخاف من أي شيء، يتمتّع بالأمل بالمستقبل، يتحرك بوضوح وأمله بالله نحو المستقبل. هذه هي الثورية؛ هذا هو الإنسان الثوري. يجب المحافظة على هذه الروحية الثورية. بعضهم يعمل عكس هذا، ويتكلم بعكس هذا. بعضهم يمارس الإدارة بعكس هذا. إنهم يضعفون ثقة الشباب بالمستقبل، يضعفون ثقة الشباب بالثورة، يبعدون الشباب عن الأنفاس الحارة للإمام الخميني. حسنًا؛ إنّ هذا يصبح تخريبًا. ثم يقومون بعدها بالشكوى والتذمر من الزمان؛ ينوحون على هذا الزمان! من هو الذي يصنع الزمان؟! كما يقول الشاعر صائب التبريزي: "جُرم صانع الزمان ولكنه يُنسب إلى الزمان" 1 من الذي يصنع الزمان؟ أنا وأنتم نصنع الزمان؛ نحن صنّاع الزمان.إذا كان الزمان سيئًا؛ يجب النظر إلي وإليكم. نحن من يصنع الزمان. عندما لا نخطو بشكل قوي وثابت، عندما نتجاهل توصيات الإمام الخميني ونعرض عنها ــ [الإمام]صاحبُ النظرة الثاقبة، ذو القلب الحكيم والفؤاد المفعم بالحكمة. كان يبصر جيدًا ويدرك عميقًا ويحدد المطلوب بشكل صحيح. لقد أوضح لنا الطريق وأنارها. إن وصية الإمام في متناول أيدينا. حسنًا؛ من لديه حيرة وتردد فليطالع هذه الوصية، وليَر ماذا قال الإمام ــ حين يُبعدُ الناس عن هذه الأصول، وحين يُبعد الشباب عنها، عندما نسوق الشباب نحو اللامبالاة، نقود الشباب الذين لديهم ميل للعفاف نحو اللامبالاة تجاه مسائل العفاف وما شابه، واضح ومعلوم أنّ النتيجة ستكون سيّئة وأنّ الزمان سيخرب. بالطبع ولحسن الحظ فهم حتى اليوم لم يقدروا على هذا، ولن يقدّروا في المستقبل أيضًا. شبابنا شباب ممتاز جدًا. إذا قمنا بترويج اللامبالاة باسم الحرية، إذا ألقينا في الأذهان فكرة التوافق مع العدو والتسليم له باسم العقل والنظرة العقلائية، فإن الزمان سيخرب ويسوء بالطبع. يجب متابعة هذا الطريق بقوة وعزم.

يقول أمير المؤمنين(عليه السلام) في نهج البلاغة: "فتزيغ قلوب بعد استقامة وتضلّ رجال بعد سلامة"2. فبعض القلوب تكون مستقيمة يومًا ما، وتسير في الطريق الصحيح ولكنها تنحرف فيما بعد. "الزيغ" هو الانحراف والسقوط بعكس الطريق الصحيح: "ربنا لا تُزغ قلوبنا" 3، التي وردت في القرآن، تعني: يا الله، لا تجعل قلوبنا تصل إلى الانحراف وعكس الحقائق. لقد فهمنا جيدًا وبشكل صحيح، فلا تبتلنا بسوء الفهم والانحراف في الفهم. فيشير أمير المؤمنين إلى أن البعض كان سائرًا على الطريق الصحيح لكن قلبه انحرف وانعكس. لماذا تغيرت القلوب؟ إنّ الله لا يظلم أحدًا: نحن الذين نتلوث بالدنيا، نتلوث بالمحبة الخاطئة، نصبح من طلاب الجاه والوجاهة، نُبتلى بأصحاب السوء ورفاق المصالح والمنافع، نُصاب بآفة التحزب والتعصب لهذا التيار وألاعيب التيارات. تنقلب قلوبنا وتزيغ وتنحرف عن ذلك الطريق وعن تلك الاستقامة الأولى. "وتضل رجال بعد سلامة". كانوا سالمين في يوم من الأيام ثم ضلوا الآن. هذه هي الآفة والمشكلة؛ يجب الوقوف في وجهها والحؤول دونها، يجب الاستعاذة بالله منها.

2) ب ــ ليكن كلام الإمام حجتكم: لا تقبلوا أي كلام من أي متكلم
وصيّتي للشباب: أن تنظروا بعيون واعية، أنظروا ببصيرة، لا تقبلوا أي كلام من أي متكلم. إنّ مبدأ الحركة والثورة هو الإمام العظيم، اعتبروا كلامه حجة، طالعوا واعرفوا ماذا كان الإمام يقول. فلا يقولنّ أحد لو كان الإمام اليوم، لفعل هذا وتصرف بهذا الشكل. كلا، هذا غلط. نحن عايشنا الإمام وكنا معه لسنوات طوال ونحن نعرف الإمام أفضل وأكثر من هؤلاء. لو كان الإمام اليوم، لأطلق ذلك النداء الإبراهيمي؛ لكان أطلق تلك الصرخة المحطمة للأصنام اليوم أيضًا. تلك الصرخة التي أيقظت الشعب وقادته نحو الثورة. حسنًا، أنتم تهتفون "الموت لأمريكا" ونحن موافقون معكم وليس لدينا أي اعتراض على هذا.
 


1. صائب التبريزي، ديوان الغزليات، ترجمة الشعر "يستسلم الشجاع لظلم الظالم جُرم صانع الزمان وينسبه إلى الزمان".
2. نهج البلاغة، الخطبة 151.
3. سورة آل عمران، الآية 8.

2017-03-08