يتم التحميل...

15 وصيّة عمليّة من أجل أنس أكبر بالقرآن

تربية دينية (عبادات)

15 وصيّة عمليّة من أجل أنس أكبر بالقرآن

عدد الزوار: 107

 15 وصيّة عمليّة من أجل أنس أكبر بالقرآن
من كلمات الإمام الخامنئي حفظه الله

* الخطوة الأولى: تعرّف الشباب على نصّ القرآن وتفسيره
الحقيقة المرّة هي أنّ القرآن لم يصبح في مجتمعنا إلى الآن أمراً عامّاً. الجميع يعشق القرآن ويقدّسه؛ لكنّ قلّة قليلة تتلوه، وقلّة قليلة تتدبّر فيه.

ولإزالة هذه المنقصة والتي هي أمر ممكن وسهل، ينبغي على الشباب والناشئة في المرحلة الأولى أن يتعرّفوا على نصّ القرآن ومعاني كلماته، وأن يتذوّقوا شيئاً من شراب القرآن العذب والمحيي. 20/7/1368

* فلنبدأ بحفظ القرآن من المرحلة الابتدائيّة
فلتقوموا بإجراء يحثّ الأولاد منذ الصغر وفي المرحلة الابتدائيّة على حفظ القرآن ـ حتماً من دون إجبار ـ فلتُقرّ جائزة، وليُعلن على سبيل المثال أنّ كلّ تلميذ يحفظ في المرحلة الابتدائيّة المقدار الفلاني من القرآن، فسوف ينال الامتياز الفلاني؛ أو من يحفظ في المرحلة الثانويّة المقدار الفلاني من القرآن، سنمنحه بحجم هذه السور وهذه الدروس علامةً أو امتيازاً مادّيّاً. 1/12/1369

أنا أؤمن بأنّ حفظ القرآن ينبغي أن يبدأ منذ الصغر، أي منذ سنّ الثانية عشرة أو الثالثة عشر تقريباً؛ "التعلّم في الصغر كالنقش في الحجر". 3/ 11/1370

* عدم القدرة على التلاوة غير مقبول من أحد
عندما يكون في بلد ما، عشرون أو خمس وعشرون مليون شابّ من الإناث والذكور، فمن الجدير أن يكون من بينهم بالحدّ الأدنى، مليون أو مليونان، أو ثلاثة ملايين تالٍ للقرآن، بآدابه وشروطه؛ أن يكون مليون شابّ من هؤلاء الشباب بالحد الأدنى حافظاً لكلام الله؛ أن يكون هناك عدد معتدّ به منهم، عارفون بمعاني القرآن وقادرون على فهم ألفاظه وظواهره؛ أن يكون هناك عدد معتدّ به منهم، على معرفة بالقراءات المختلفة، ومستحبّات القراءة وآداب تلاوة القرآن، أن يكون جميع الناس في هذا البلد من دون استثناء، قادرين على تلاوة القرآن. هذه قاعدة. من غير المقبول في بلد يدين أهله بالاسلام، أن يكون أحد أبنائه ـ ما عدا الأطفال الصغار جدّاً ـ غير قادر على تلاوة القرآن؛ فكيف بالنظام الذي يحيى شعبه على أساس الاسلام! 19/1/1369

* للأسف أكثر أبناء شعبنا لا يعرفون اللغة العربيّة!
حاولوا أن تفهموا معنى الآية التي تقرؤونها جيّداً. المعنى نفسه الذي يمكن للعارف باللغة العربيّة فهمه، حاولوا فهم ذلك المعنى الظاهري نفسه جيداً. فذلك يتيح الفرصة للمرء ويمنحه القدرة في أثناء التلاوة على التدبّر. أي يمكن للمرء عندها أن يتدبّر. وأنا أقول لكم، عندما نفهم معنى الآية، فإنّ هذا الفهم نفسه، سوف يرشد صاحب الصوت الجميل ومَن هو من أهل الترتيل والتلاوة إلى اللحن. إذا كنّا نعلم ما نقرأ، فلا لزوم عندها أبداً لننظر القارىء الفلاني المعروف على سبيل الفرض، عندما يتلو هذه الآية، أين يطلع، وأين ينزل وأين يرقّق صوته، وأين يقوّيه، لا لزوم لذلك. إذا فهمنا المعنى، فهذا المعنى نفسه سوف يرشد صاحب الصوت الحسن واللحن الجميل والطبقات المختلفة، إلى اللحن، هو نفسه سيهدينا إلى اللحن؛ وذلك كالتكلّم العاديّ.

للأسف، قلّما يستفيد أكثر أبناء شعبنا، مباشرةً من ألفاظ آيات القرآن الكريمة؛ أي أنّ الأكثريّة لا يعرفون اللغة العربيّة. حسنٌ، هذه واحدة من محروميّاتنا. لذا، ولهذا السبب، فُرض تعلّم اللغة العربيّة التي هي لغة القرآن، في قوانين بلدنا كواحدة من الأمور اللازمة. إذا أردنا حقيقةً أن نعرف معاني القرآن، على الأناس العاديّين الذين لا يعرفون اللغة العربيّة، أن يرجعوا إلى التفاسير والشروحات. 21/5/1389

* إقرأ القرآن بمجرّد أن تخلو من الأشغال
علينا أن نقوّي علاقتنا بالقرآن يوماً فيوماً. حتّى في أوقات الفراغ، كلّما وجدتّم متّسعاً من الوقت، صلوا أنفسكم بالقرآن، اقرأوا كلّ يوم قدراً من القرآن وتعلّموه. 17/11/1370

* احتفظوا بنسخة من القرآن في جيبكم
في عهد الطاغوت ذاك، كنت أعقد في مشهد جلسات في تفسير القرآن؛ كنت أقول للشباب الذين يأتون، ليحتفظ كلّ واحد منكم بنسخة من القرآن في جيبه؛ فإذا كنتم في مكان ما تنتظرون أمراً، ووجدتم متّسعاً من الوقت ـ دقيقة، دقيقتين، خمس دقائق، نصف ساعة ـ افتحوا القرآن وابدأوا بتلاوته، لكي تحصّلوا الأنس بالقرآن.

على امتداد سنوات الحرب الثمانية، وتحت مرمى الرصاص والمدافع، كان لدينا شباب في الجبهات، بمجرّد أن كانوا يجلسون على الأرض، ويجدون متّسعاً من الوقت، كانوا يفتحون قرائينهم ويشتغلون بالتلاوة؛ أو إن كانوا يسيرون على سبيل المثال في الحافلة أو الشاحنة، كانوا يتناولون قرائينهم ويشرعون بالتلاوة. 3/11/1370

* اقرأوا عشر آيات يوميّاً
علينا أن لا ننفصل عن القرآن. وعلينا دائماً أن نكون مرتبطين ومستأنسين بالقرآن. ورد في الروايات أنّه ينبغي على الأقلّ قراءة خمسين آيةً يوميّاً. هذه واحدة من المعايير. وإذا لم تستطيعوا، فاقرأوا عشر آيات يوميّاً؛ لا يقولنّ أحد فلأقرأ سورة الحمد مضافاً إليها بعض آيات سورة التوحيد ـ ركعة واحدة ـ لتتمّ بذلك الآيات العشر التي تكلّم عنها فلان. لا، ينبغي أن تكون هذه غير الآيات التي تقرؤونها في الصلاة ـ سواءً صلاة النافلة، أو الصلاة الواجبة ـ افتحوا القرآن، اجلسوا، واقرأوا عشر آيات، عشرين آية، خمسين آيةً، مئة آية، بحضور قلب. 23/6/1386

* فلنعوّد أنفسنا على التدبّر في القرآن
هل يكفي أن نقرأ القرآن بصوت جميل أو أن نستمع إلى التلاوة الحسنة ونلتذّ بها؟ لا، هناك أمر آخر لازم. ما هو؟ هو التدبّر في القرآن. علينا التدبّر في القرآن. والقرآن نفسه قد أمرنا في مواضع متعدّدة بالتدبّر. أعزّائي! إذا تعلّمنا أن نستأنس بالقرآن من خلال التدبّر، سوف تتحقّق جميع الخصائص التي تكلّمنا عنها. لا زلنا بعيدين جدّاً؛ علينا التقدّم. 14/10/1373

* فلنتخلَّ عن النظر إلى الآيات باستخفاف
التدبّر بالأصل، ليس من أجل التفسير، بل من أجل فهم المراد. يمكن للانسان أن يتلقّى كلّ كلام حكيم على نحوين: أحدهما بسطحيّة وتساهل؛ والآخر بدقّة وتفحّص. هذا لا يصل إلى مرحلة التفسير. التدبّر الذي هو لازم في القرآن، هو الاجتناب عن النظر السطحيّ فيه؛ أي أنّ كلّ آية تقرؤونها، يجب أن تكون مصحوبة بالتأمّل والنظر العميق، وبهدف الفهم. هذا هو التدبّر عينه ومن دون الحاجة إلى أن يفرض الانسان سلائقه على القرآن ـ والذي هو تفسير بالرأي ـ سترون أنّه سيفتح أبواباً من المعرفة، بحسب مضمون الآية، مهما كان مضمونها ـ. 18/7/1377

* عليكم الإكثار من تلاوة القرآن من أوّله إلى آخره لكي تتعرّفوا على معارفه
قراءة القرآن من الأوّل إلى الآخر أمر لازم. يجب قراءة القرآن من الأوّل إلى الآخر؛ ومجدّداً من الأوّل إلى الآخر؛ حتّى يطّلع فكر الانسان على جميع المعارف القرآنيّة دفعة واحدة. بالطبع، يلزمنا معلّمون ليفسّروا لنا، ليبيّنوا لنا مشاكل الآيات، وليظهروا لنا معارف الآيات وبطون الآيات الالهيّة؛ هذه الأمور جميعاً لازمة. وإذا ما تحقّقت، سنتقدّم كلّما مرّ الزمان، ولن نتوقّف أبداً. 24/4/1389

* لقراءة القرآن أثناء الصوم لذّة أخرى
أثناء الصوم، أو حالة النورانيّة الناشئة عن الصوم، يكون لتلاوة القرآن والأنس به، ولكوننا مخاطبين من قبل الله تعالى، في الليالي ومنتصف الليل، لذّة أخرى ومعنىً آخر. الشيء الذي يكتسبه الانسان في مثل هكذا تلاوة للقرآن، لا يمكن أن يحصّله بمثل هذه التلاوة في الأحوال المتعارفة والعاديّة؛ إنّهم يستفيدون من هذا أيضاً. 23/6/1386

*احترموا الأبطال القرآنيّين
إذا أردنا للجميع أن يتعلّموا القرآن، ينبغي وضع جماعة في القمّة ـ كما في سائر الأمور الأخرى ـ فكما إذا أردتم أن تصبح الرياضة عموميّة ينبغي أن تضعوا عدّة أبطال أمام أعين الناس، عليكم، إن أردتم للقرآن أن ينتشر في البيوت، بين الأولاد، بين الكبار، بين النساء والرجال، أن تحترموا الأبطال القرآنيّين. 1/9/1377

* فلننصب المنابر لقرّاء القرآن
أريد أن يتحقّق شيء في مجتمعنا وهو أن ننصب منبراً لقرّاء القرآن، وكما يصعد الوعّاظ الآن إلى المنابر، فليصعد قارئو القرآن أيضاً إلى المنابر، وليقرأوا القرآن نصف ساعة على سبيل المثال، وليستمع الناس للكلام الإلهي الزلال منهم، ولْتخشع قلوبهم، وليذرفوا الدموع ويتّعظوا وليقوموا ويذهبوا في سبيلهم؛ ولكنّنا الآن نضع القرآن الكريم كمقدمة للخطاب فقط!

كنت في الأعوام 51 و52 و 53 ألقي محاضرات في مشهد؛ كنت أقف وألقي محاضرتي، وبعد أن أنهيها، كنت أجلس أرضاً، ومن ثمّ نضع كرسيّاً لقارىء القرآن حتّى يشرع بالتلاوة. 22/1/1370

* على الحجاج أن يختموا القرآن أثناء أدائهم فريضة الحجّ
إذا تعلّم شابّ أو رجل أو امرأة في أثناء فترة الحجّ الأنس بالقرآن، أو تعلّم التأمّل والتدبّر في عبارات الأدعية ومناجيات الخالق سبحانه، سيكون ذلك رأسمال له طوال فترة حياته. إذا ألزم الحاجّ نفسه بختم القرآن في المدينة المنوّرة؛ أو في مكّة المكرّمة ـ هنا منزل القرآن؛ محلّ نزول القرآن ـ أو إذا لم يستطع أن يختم القرآن، فليقرأ جزءاً أساسيّاً منه بتأمّل وتدّبر؛ إذا اعتاد التأمّل والتدبّر في القرآن في الفترة التي يقضيها هناك ـ يمكنكم أن تعوّدوا الحاجّ على مثل هذه السِّير والعادات المعنويّة والروحيّة الخالدة ـ سيصبح هذا الأمر رأسمالاً بالنسبة له. القرآن ذخر لا ينفد. الأنس بالقرآن أكثر فائدة للانسان من أيّ واعظ، ومن أيّ رفيق ناصح، ومن أيّ درس. 23/8/1386

* فليحفظ الشباب آيات العزّة والوحدة العمليّة
مع أنّ كلّ آيات القرآن الشريفة نور، إلّا أنّ شبابنا اليوم بحاجة ماسّة إلى بعض آيات القرآن، وهي تلك التي تحكي عن عزّة الاسلام وعزة المجتمع الاسلامي والوحدة العمليّة للمجتمعات الاسلاميّة. على شبابنا في جميع أنحاء العالم الاسلامي أن يحفظوا مثل هذه الآيات عن ظهر قلب وأن يستفيدوا الدروس منها. 16/3/1370

 

2017-03-03