توصيات لقطاع التربية والتعليم: برامج وأعمال منشودة
وصايا القائد
توصيات لقطاع التربية والتعليم: برامج وأعمال منشودة
عدد الزوار: 180
من كلمة
الإمام الخامنئي في حشود المعلمين بمناسبة أسبوع المعلم (ذكرى شهادة الشيخ مرتضى
مطهري) 02-05-2016
توصيات لقطاع التربية والتعليم: برامج وأعمال منشودة
بث روح النشاط لدى المعلم
إن من الأمور التي يجب إنجازها في قطاع التعليم والتربية، هو بثّ روح
الفرح والنشاط والحيوية والشبابية لدى المعلم؛ فلا نسمح للمعلم أن يهرم ويشيخ. ولا
أقصد من الشيخوخة مرور سنوات العمر، فإن البعض شبابٌ في أعمارهم ولكن روحياتهم
هرمة، والبعض شبابٌ رغم أعمارهم الكبيرة. وإني أعرف معلّماً ما زال يعلّم منذ سبعين
عاماً، ولم يتوقف عن عمله. إن هذه ظواهر لها قيمتها، يجب إحياء هذه الروحية في
مؤسسات التربية والتعليم
تحديث نظامنا التعليمي
إن نظامنا التعليمي نظامٌ قديم ومهترئ. لقد أخذناه من الأوروبيين،
وحافظنا عليه كتحفة أثرية مقدسة في متحف فلا يمسسها شيء. ومع أننا أضفنا عليه
وحذفنا منه بعض الجوانب، الاّ أنه نظام قديم ويجب تحديثه وتجديده. حسناً، الآن يوجد
لدينا مشروع التحوّل البنيوي الذي أشار إليه السيد الوزير، وهو خطوة في هذا المسير،
إنها خطوة جيّدة، ولكن الذي أقوله هو إنه، في سبيل تحديث النظام التعليمي والتربوي
وإعادة بنائه، علينا أن لا ننظر ثانية إلى ما في أيدي غيرنا، لنرى ما الذي فعله
البلد الأوروبي الفلاني لنقوم نحن أيضاً بتقليده. كلا أيها السيد؛ يجب على أصحاب
الفكر أن يجتمعوا ويخططوا ويصمموا بأنفسهم نظاماً جديداً حديثاً، وليستفيدوا من
التجارب الناجحة. إن مشروع "التحول البنيوي في التربية والتعليم "هذا قد تم إعداده
بشكل جيد على ما يبدو، وهو خطوة إلى الأمام، فلينفّذوه بدقة وبنظرة ناقدة، وليبحثوا
عن مكامن إشكالاته. لأنّ في كل كتابة غير إلهية وكلّ إنجاز بشري يوجد إشكالات،
فلنفتّش عن تلك الإشكالات، ولنستكشف النقائص والعيوب، ولنعدّ نظاماً طاهراً
ومنسجماً بشكل جيد.
تنمية جامعة المعلمين
من الأمور الأخرى التي تتسم بأهمية بالغة في التربية والتعليم، "جامعة
المعلمين" التي يدرس فيها شبابنا الأعزاء من الطلاب المعلمين. وهي غاية في الأهمية.
فلا بد من الاستثمار في هذه المجموعة بأقصى ما يمكن لتنميتها من الناحيتين الكمية
والنوعية، وفق تلك المعايير المتعالية والسامية المطلوبة للمعلم. وقد أشرتُ إلى أنّ
أداءكم لليمين هذا كان جيّداً، شريطة أن تعملوا بمضمونه، أن نلتزم حقاً بما نقسم
عليه. [لا أن] تُقام دورات تعليمية قصيرة المدى ولكنها لا تعطي النتيجة العملية
المطلوبة.
إكتشاف المواهب وصقلها
من المسائل الهامة في التربية والتعليم، مسألة المعاهد المهنية والتقنية
التي أكّدتُ عليها مراراً. فإن أطفالنا يتابعون دراستهم لمدة اثني عشر عاماً حتى
يصلوا إلى مرحلة الشباب بهدف الدخول إلى الجامعات، ولكن هل تحتاج جميع المهن
والوظائف الموجودة في المجتمع إلى طيّ هذا الطريق والدخول إلى الجامعة؟ بحسب
التقارير التي بلغتني، هناك اثنا عشر ألف نوع من الأعمال والمهن، فهل تحتاج كل هذه
المهن إلى نفس هذه الدروس واجتياز هذا المسير والدخول إلى الجامعة أم لا؟ يجب أن
يكون الهدف هو رفع المهارات وتقوية الكفاءات لشتى المهن ومختلف الاستعدادات. فالبعض
خبير بالأعمال الفنية، فإذا كلّفته بعمل في الصناعة لم ينجح فيه، والبعض الآخر على
العكس، متفوق في مجال الصناعة، والبعض نخب في المسائل الفكرية والفلسفية، والبعض
نخب بالقضايا الاجتماعية، والبعض بالشؤون الخدمية. فلنعمد إلى التفتيش عن المواهب
واكتشافها وصقلها وتنميتها، في سبيل أن تنمو وتتمكن من الإنجاز والإبداع. إن كل هذا
الإصرار عندنا على الإبداع. حسناً، من الذي يقدر على الإبداع؟ ليس بإمكان كل إنسان
عاديّ أن يبدع، وإنما يجب صقل مواهبه وتطويرها ليتمكن من الإبداع في مجال ما.
للإقلاع عن إستخدام مفردات ومصطلحات العهد الطاغوتي
هناك نقطة أخرى وهي استخدام الأسماء والعلامات التي تعود إلى عهد
الطاغوت، والتي يصرّ البعض عليها، ولا أفهم ما الذي يدعونا إلى أن نستخدم مصطلح
"الكشافة"! حسناً، إنه مصطلح كان رائجًا زمن الطاغوت (النظام الشاهنشاهي)، فما
الداعي لاستخدامه؟ إن كل واحدة من هذه العبارات والمفردات تحملُ بين طيّاتها معنىً
ومفهوماً خاصاً. إن من أكبر إنجازات الجمهورية الإسلامية، هو إبداع مصطلحات تنطوي
على مفاهيم معينة، من قبيل: الاستكبار، المستضعفون، نظام الهيمنة، وإلى غير ذلك من
المصطلحات التي أخذتها الشعوب الأخرى منا، وأخذتها النخب السياسية، والناشطون
والمجاهدون في سائر الشعوب. فما الداعي لاستخدام مفردات عهد الطاغوت؟ إن لدينا على
سبيل المثال التعبئة الطلابية، واتحاد الطلاب المتفوقين، أو التجمع الطلابي
الإسلامي1، والاتحادات الإسلامية الطلابية.. هذه تعابير تعود إلى
الجمهورية الإسلامية، فما الضرورة للجوء إلى المصطلحات والأسماء القديمة؟
لرفع مستوى المدرسة الرسمية
هناك نقطة تخص مدارسنا أيضًا. إن قضية التربية والتعليم وفقاً للدستور،
وكما يفهم الإنسان حين يفكر بشكل صحيح، هي قضية حكومية، وهذا طبعاً لا يعني إلقاء
كل الأعباء على كاهل الحكومة، ولكن على الحكومة أن تمارس دوراً محورياً في قطاع
التربية والتعليم. وأما أن نعمل باستمرار على تبديل المدارس الرسمية إلى مدارس
خاصة، فليس معلوماً أن يكون عملاً صحيحاً ناضجاً، علماً بأنّ هذه المدارس تسمى
بمدارس أهلية غير نفعية، غير أن البعض منها مدارس نفعية، بما تتقاضاه من أقساط
طائلة كما سمعت. الواجب علينا أن نرفع من مستوى المدارس الرسمية ليزداد تعلق
الأهالي بها.
1- أو الجامعة الطلابية الإسلامية
2017-03-03