لتشكيل جبهة طلابية في العالم الاسلامي ضد أمريكا والصهيونية
وصايا القائد
لتشكيل جبهة طلابية في العالم الاسلامي ضد أمريكا والصهيونية
عدد الزوار: 120
من كلمة
الإمام الخامنئي دام ظله لدى لقائه جمع من طلاب الجامعات والاتحادات الطلابية
2/7/2016
لتشكيل جبهة طلابية في العالم الاسلامي ضد أمريكا والصهيونية
المحاور الرئيسية
· سوء الظن بإعلام العدو
· الحضور الفكري والعملي
· إعلان المواقف الثورية
· لتكن نظرتكم إلى الثورة نظرة إستراتيجية
· ليكن دفاعكم عن النظام الإسلامي علني من دون "تقية"
من مسؤوليات الطالب الجامعي
أ ــ إمتلاك البصيرة
حسنًا، قلنا إنّ لديكم بعدين: أحدهما باعتباركم طلابًا جامعيين وهو شأن الطالب
والثاني باعتباركم أعضاء في مجموعة طلابية وهذا شأن آخر وهما يختلفان أحدهما عن
الآخر. شأن الطالب واضح؛ الطالب الجيد هو الذي يدرس جيدًا وينظر إلى محيطه وبيئته
نظرة واعية منفتحة.
من خصوصيّات الطالب الجامعي أن ينظر إلى المحيط نظرة منفتحة؛ إلى المحيط الجامعي
ومحيط البلاد وكذلك المنطقة والعالم كلّه. لقد ذكرت مرارًا وكرّرت أنّه في الحروب
العسكرية، يُعتبر الاستطلاع من أهم عناصر الحرب وأكثرها تأثيرًا. إذا لم يكن لقوة
ما أو لجيش ما، قدرة على الاستطلاع ولا عناصر رصد واطّلاع، ولم يكونوا يعرفون كيفية
الاستطلاع، فإنهم سيواجهون مشاكل عجيبة غريبة. الاستطلاع يعني أن تتقدّموا بشكل
مخفيّ لاكتشاف نقاط تموضع العدو: أين تستقر قواته، ما هو مستوى استعداده وتجهيزاته،
ما هي إمكاناته؛ تتطلّعون على هذا لتتمكنوا من الاستفادة من الوضع وتهاجمونه فلا
تتفاجأون بهجومه. إن لم تقوموا بهذا الاستطلاع ولم تعرفوا أين هي مواقع العدو، من
الممكن أن تطلق مدافعكم النار ولكنها تصيب قواتكم بدل مواقع العدو. إن لم تستطيعوا
أنتم في الجامعة أو على مستوى البلاد، أن تقوموا بالرصد والاستطلاع بشكل صحيح، فلم
تتعرّفوا على المحيط، فمن المحتمل أحيانًا أن تقصف مدافعكم فتصيب قذائفها مواقع
صديقة. فتلاحظون أحيانًا كيف أن اثنين من الاتحادات الطلابية يتنازعان ويواجه
أحدهما الآخر ؛ هذا ناتج عن عدم معرفة المحيط والبيئة. أو في قضية عالمية على سبيل
المثال كيف تحدث مثل هذه الاختلافات. على كل حال، واجب الطالب الجامعي ومسؤوليته أن
يعرف المحيط ويعرف العالم والمنطقة. حيث تلاحظون مثلًا أنّ فلانًا المدّعي للثقافة
والتنوير الفكري يطرح شبهات معينة حول حزب الله لبنان أو السيد حسن نصر الله أو حول
ظواهر مشابهة، فهذا ناتج عن عدم معرفة المحيط. أي إنّ هذه النظرة مع حسن الظن به.
بالطبع هناك سوء ظن عند البعض؛ ولكن النظرة الحسنة وحسن الظن يقتضي بأن ذلك الشخص
لا يعلم ماذا يحدث في المنطقة. لا يعرف من هو السيد حسن نصر الله ولا يدرك ما هو
حزب الله. وما لعلاقته بإيران من تأثيرات على مصير البلاد والثورة. هذا ناتج عن
الجهل وعدم الاطّلاع. إذًا، يجب امتلاك النظرة الواعية المنفتحة لمحيط الجامعة
ومحيط البلاد وأوضاع العالم، حيث استخدمت أنا العبد منذ سنتين أو ثلاث سنوات تعبير
"البصيرة" والبعض انزعج وارتفعت صرخاته: أيها السيد لماذا تقولون "بصيرة"؟ وتكرّرون
البصيرة. حسنًا، هذه هي البصيرة؛ النظر بعين واعية منفتحة.
ب ــ المحافظة على الدين والتقوى
من جملة الواجبات والمسؤوليات الطلابية المحافظة على الدين والتقوى.
أعزائي: إنّ المحافظة على الدين والتقوى أسهل عليكم من أمثالي؛ اعلموا هذا. حين
كنّا شبابًا، كان هناك عالم في مشهد وكان صديقًا مقربّا لوالدي، كان شيخًا كبير
السن – كان في ذلك الوقت في مثل عمري الآن أو أكبر – نحن كنا شبابًا صغارًا، وهو
كان يحبّنا كثيرًا وينصحنا ويقول: اعرفوا قدر عمر الشباب، فحتى العبادة هي للشباب،
وليست للشيوخ الكبار. كان كلامه هذا يثير تعجبّنا ودهشتنا، فما كنّا نظنّه أنّ
العبادة للكبار في السن، لكنه كان يقول إنّ العبادة أيضًا هي للشباب. الجميع يشعر
حاليًا بهذا. لاحظوا وتأملوا: أنتم قلوبكم ترّق بسرعة، وتصبح نورانية بسرعة، دموعكم
تنهمر بسرعة، تتواصلون مع الله بسرعة، هذه فرصة كبيرة ومغتنمة.
هذا التوجّه المعنوي الموجود لدى شباب البلاد له قيمة بالغة. مجالس الإحياء هذه،
مجالس التوسل والاعتكاف، مراسم دعاء كميل، دعاء أبي حمزة، كل هؤلاء الشباب، كل هذه
الدموع، هذه الروحيات، إنها أمور قيّمة جدًا؛ حافظوا عليها. إنّ قيمتها لا تعود
بالنفع عليكم فقط، بل هي مفيدة للبلد. كما قلت سابقًا، فحين يؤمن الإنسان ويُسلم
قلبه: "قَالُوا هَذَا ما وَعَدَنا الَلهُ وَرَسُولهُ
وَصَدَق اللهُ وَرَسُولهُ وَمَا زَادَهم إلاَ إيماَنًا وتَسليمَا"1.
فهو ينطلق كالرصاصة الملتهبة في ميدان الحرب ويصيب هدفه بدقّة؛ وهذه نتيجة الإيمان
والارتباط بالله.
ج ــ سوء الظن بإعلام العدو
إنّ سوء الظن بوسائل إعلام العدو هو من الأمور الضرورية جدًا. من
القطاعات المكلفة جدًا عند العدو حاليًا هي وسائل الإعلام. فهم ينفقون المبالغ
الطائلة، يخصّصون الموازنات ويدفعون الأموال ويستخدمون أهل التخصّص والخبرة؛ قطاع
مكلف جدًا؛ فضدّ من يستخدمونه؟ ضد الجمهورية الإسلامية. حسنًا، إن هذا التيار
الإعلامي يضع كل جهوده وهمته بشكل أساس على النقاط التي يمكنها إضعاف الجمهورية
الإسلامية وتركيعها؛ مثلًا: إيجاد اليأس، إيجاد النقاط السلبية وتضخيمها، تجاهل
النقاط الإيجابية وحذفها بشكل كلّي. لقد قرأت في الصحيفة اليوم، وليس لديّ اطّلاع
عيني دقيق، ولكن ذُكر في صحيفة اليوم إنّ هذه الوكالة البريطانية للثرثرة2
لم تنشر خبر تظاهرات الأمس في يوم القدس والتي هي ظاهرة بكل معنى الكلمة ــ بالأصل
فإن تظاهرات يوم القدس في هذه السنوات بهذه الحرارة المرتفعة والنهارات الطويلة وفي
حالة والمتظاهرون صيام هي ظاهرة عجيبة في الحقيقة ــ ولم تُشر إلى هذه الحشود
الغفيرة في طهران والمحافظات؛ ليس خبرًا صغيرًا! هؤلاء ينشرون أصغر الأخبار، ولكنهم
يتجاهلون هذه المسيرات العظيمة. إنها سياسة إعلامية. والعكس صحيح، إن كان هناك خبر
سلبي، فإنهم يكبّرونه ويضخّمونه مئة ضعف. من الأصول الأساسيّة الضرورية للجامعيين،
النظر بسوء الظن للتيار الإعلامي للعدو، سواء في إذاعاته وتلفزيوناته أو أقماره
الاصطناعية أو فضائه الافتراضي.
اعلموا أولًا أنّهم يكذبون. أنا العبد بالمقدار الذي أتابع به الأخبار الأجنبية
وبالنسبة للمجالات التي أعرفها وأتابعها عن قرب، أجد كيف أن 90% من أخبارهم كذب؛
تسعون بالمئة كذب: يزوّرون ويكذبون. أكاذيب كبيرة وأكاذيب صغيرة ولا يهتّمون لهذا
أبدًا.
من مسؤوليات الطالب بصفته عضوا في إتحاد طلابي
مسؤوليات الإتحادات أكبر وأخطر
اعلموا أنّي أعتقد أنّ هذا من مسؤوليات الطالب الجامعي المثقّف. حسنًا،
هذا يتعلق بشخصيتكم الطلابية، أي إنّ عليكم مراعاة هذه الأمور باعتباركم طلابًا
جامعيين. هناك مسؤوليات تقع على عاتقكم باعتباركم أعضاء اتحادات، وهي مسؤوليات
أكبر. حيث أن الأجواء السياسية المعقدة وذات الأبعاد المتعددة حاليًا شديدة الدقة
والتركيب. وهي ليست كأجواء الستينيات (الثمانينيات ميلادية). حيث كان الوضع واضحًا:
هناك حرب تُشنّ على البلاد في الجنوب والغرب، هناك عدو يهاجم الأرض؛ كان التكليف
واضحًا محدّدًا، كان معروفًا -على سبيل المثال- الدور المطلوب من كل مجموعة؛ أدوار
متعددة بأشكال مختلفة. فإذا قام أحد في طهران بما يخالف هذا الدور فإنّ الناس تقوم
لوحدها وتواجهه وتغلبه وتحاسبه "بأنك في أوضاع الحرب هذه تقوم بهذه الأعمال", الحرب
الصلبة هي هكذا. وهذه التجربة قد فهمها الأمريكيّون وغيرهم، حيث لا يجرؤون اليوم
على شنّ حرب صلبة ضد الجمهورية الإسلامية؛ فهم يعلمون أنه إذا وقعت حرب صلبة، فإن
الكثير من خططهم الأمنية والثقافية في داخل البلد ستُفتضح وتبوء بالفشل. الخطط
والبرامج اليوم معقّدة ومركبة؛ فهي أمنية وثقافية واقتصادية وسياسية أيضًا. برامج
متداخلة ومتكاملة ذات طبقات متعددة. في هذه الظروف والأوضاع، تصبح المسؤوليات أثقل
وأخطر. إن لديهم مخططات أمنية. حسنًا، إنها أمور خطيرة؛ تحتاج مواجهتها إلى تدبير
وإعمال عقل ودقّة عالية ومطالعة واسعة. أي إنّ الإنسان لا يمكنه ببساطة أن يُنكّس
رأسه للأسفل ويهجم. لا يمكن القيام بأي عمل إن كانت العيون مغمضة. وعليه، فإنّي
أعتقد أنّ واجبات هذه الاتّحادات والمنظّمات ثقيلة. ومن جهة أخرى، هناك اتّحادات
طلابيّة لا تتوافق أفكارها مع الاتّحادات الثورية والمتدينة؛ أجل، أنا أعلم وقد
ذكّرنا أخونا هنا بأن هذه الجلسة لا تمثّل كل آراء الطلاب الجامعيين؛ وكلامه صحيح
إلى حدّ ما. حسنًا، إن هذه الجلسة للاتحادات الثورية. مع العلم أنّ الكلام الذي
طرحه أخونا نفسه يدلّ على أن هذا الكلام ليس دقيقًا؛ حسنًا، لقد طُرحت آراء وأفكار
مخالفة وأنا قد شكرتهم وهذه عادتي في التعامل مع المخالفين؛ ولكن، على أي حال، فإن
التعامل مع هذه الظواهر حسّاس وذو أبعاد ودرجات ويحتاج إلى دقّة شديدة.
أ ــ الحضور الفكري والجسدي
التوصية الأولى التي نطلبها من الاتحادات، هي أن يكون لديها حضور؛ وليس
المقصود هو الحضور الجسدي فقط؛ بل الحضور الفكري وكذلك الحضور التبييني.وسأتعرّض
لاحقًا للتبيين. وأيضًا الحضور الجسدي المطلوب أحيانًا في القضايا الكبرى للبلاد؛
أي إنّه يجب أن يعرف أصدقاء الثورة، وكذلك أعداؤها، مواقفكم في مجال المسائل الهامة
للبلاد. فحين لا يعرفون؛ مثلًا افرضوا أنّ المراسل الصحفي الأوروبي أو الأمريكي
الفلاني يأتي إلى إيران وحين يعود إلى بلده يقدّم تقريرًا لجان كيري (وزير الخارجية
الأمريكي) والذي يصرّح – كما قال منذ عدة أيام- بأنه، نعم، من يأتي من إيران،
يُخبرني بأنّ الشباب الإيراني يجلس في المقاهي، يتناول القهوة ويتحدّث حول مستقبل
بلاده؛ إنه متفائل جدًا. كم عدد المقاهي التي زاروها؟ أنا لا أعلم ولكن على فرض
أنّهم قصدوا عشرين، ثلاثين، خمسين "كافيه شوب" ــ وهي الترجمة الحرفية لكلمة مقهى
ولكن البعض يتجنب كلمة مقهى ويُسمّيه "كافيه شوب" ــ وشاهدوا بعض الشباب الجالسين
هناك، وعلى سبيل الفرض، أنّ أولئك الشباب تكلموا بسوء ضد النظام والقائد والإمام
والثورة وتمنّوا أن يأتي اليوم الذي يتغيّر فيه هذا النظام. ومجموع هؤلاء الذين
قابلوهم في المقاهي، ثم أخبروا ذلك السيد وزير الخارجية، مثلًا 100 أو 150 شخص. وهو
قد فرح قلبه وتفاءل وصرّح في مقابلة أو تقرير لمركز رسمي- منذ عدّة أيام ولا أذكر
بدقة، لكنه صرّح في تقرير علني- ثم تم نشر كلامه على مستوى العالم. حسنًا، في
المقابل حين يقوم آلاف الجامعيين المسلمين المؤمنين بإعلان موقف حول المسألة
الفلانية التي ينزعج منها ذلك السيد. انظروا ماذا يفعلون: نعم، لا يخبرونه ولا
ينقلون له تلك المواقف ولكنه يعلم ويفهم بنفسه. لطالما كررت وقلت لأولئك الذين
يعتبون ويقولون "أيها السيد إن الأخبار الثورية لا يتم تغطيتها عبر وسائل الإعلام
العالمية!": إنّ الذين يجب أن يفهموا ويعرفوا، تصل إليهم الأخبار ويدركون ماذا
يجري. الأخبار تصل حتمًا للرئيس الأمريكي ولوزير خارجيته ولأعضاء مجلس العلاقات
الخارجية وكذلك لأعضاء المركز الفلاني لصنّاع القرار، إنهم يفهمون. عندما تعبّرون
مثلًا عن آرائكم ومواقفكم، كطلاب جامعيين، حول "برجام" (الاتفاق النووي) أو حول
العلاقة مع أمريكا، أو تعلنون مواقفكم بالنسبة للاقتصاد المقاوم ومستقبل البلاد،
هذه المواقف والاعتقادات ثورية ومتينة ومستدلة بمنطق قوي، إنها تؤثر في روحية
العدو. حين قلت إنّكم ضباط الحرب الناعمة، هذه هي الحرب الناعمة. لا ينبغي أن يكون
الإنسان دومًا في حالة دفاع في الحرب الناعمة، بل يجب عليه أن يهاجم ويبادر؛ هذا
هجوم.
من الواجبات أيضًا: الحضور الفكري؛ أن تكون مواقفكم واضحة. والآن، إن كانت مواقفكم
أحيانًا مخالفة لسياسات الحكومات وماذا نفعل كي لا نتصادم مع الحكومات، فإن هناك
سبيلًا لحل هذا الأمر. وإن كان هناك مجال فسأتعرّض له.
بناءً على هذا، إنّ من الأمور الهامة إعلان المواقف الثورية. غاية الأمر، أن يتم
الانتباه إلى عدة مسائل في إعلان هذه المواقف:
أولًا أن تكون مواقف مستقلّة. لاحظوا كيف جرى الحديث [كلمات الطلاب] في لقائنا
اليوم حول صفقات النفط وحول الاقتصاد المقاوم وحول التستّر على الرواتب الفلانية في
مجمع تشخيص مصلحة النظام. الكلام لم يكن دقيقًا، المعلومات ليست دقيقة. نعم، إنّ
عليكم أن تعترضوا، وأنا أؤيدكم في هذا، لكن هذا الكلام لم يكن دقيقًا؛ أي إنّكم غير
مطلعين. كما تكلّم مثلًا أحد الأصدقاء حول المؤسسات الواقعة تحت نظر القائد – وهذا
التعبير فيه نوع من المسامحة، أي المؤسسات المرتبطة بجهاز القيادة – مثل مؤسسة
المستضعفين واللجنة التنفيذية لقرار الإمام. حسنًا جدًا، أنا أقترح عليكم بالأصل،
أن تقوم مجموعة طلابية بجولة تفقدية تشمل كل هذه المؤسسات وليطّلعوا على إنجازاتها؛
حيث قامت بأعمال جيدة وإنجازات لافتة للنظر, ولو كنتم مكانهم لقمتم بهذه الأعمال
التي يقومون بها حاليًا. ولنفترض أن هناك عملًا لم ترتضوه أو لم تعرفوا ما هي
أسبابه، لا إشكال في ذلك؛ فهم يقومون بأعمال جيدة، تعرّفوا إلى تلك الأعمال. إذًا،
فليكن موقفكم دقيقًا ومتقنًا ومستقلًّا، وليكن موقفًا لا يمكن التشكيك فيه.
ثانيًا: أن يتم عملكم في الوقت المناسب. قد يكون اتخاذ موقف ما حول مسألة أو موضوع،
جيدًا في وقت ما، لكنه ليس جيدًا في غدِ ذلك اليوم. أي إنّه بلا فائدة أو حتى مُضر
أحيانًا. يجب أن تنتبهوا وتركّزوا جيدًا وأن تنجزوا هذا العمل في وقته المناسب.
ثالثا، ليطّلع الناس على تحليلاتكم. انشروها وروّجوا لها. هذه المطبوعات والمنشورات
الطلابية هي عمل جيد بالتأكيد ولكن بالشرط الذي طرحه هذا السيد العزيز رئيس
الاتحاد، وهو أن تبقى وفيّة للأصول، لتقم هذه المجلات والنشريات بعرض استدلالاتها
الثورية ليقرأها الناس ويتعرّفوا عليها. حسنًا، من الأعمال السهلة برأيي، أن يتم
التنسيق مع خطباء صلاة الجمعة، بحيث تكون الخطبة التي تُلقى قبل خطبة الجمعة، مخصصة
أحيانًا لطلاب الجامعات، بحيث يقوم بعض الطلاب الجامعيّين ممن لديه مهارة البيان
والإلقاء، مدعومًا من جموع الطلاب ويُحضّر نصًا جيدًا ويلقيه في مراسم صلاة الجمعة.
فليتم مثلًا وضع برنامج خاص قبل خطبة الصلاة –حيث يتحدّث حاليًا المسؤولون– للطلاب
الجامعيّين. خذوا على سبيل المثال صلاة الجمعة في مدن كطهران أو أصفهان أو مشهد أو
تبريز، فهي ليست مكانًا صغيرًا؛ حين يقوم طالب جامعي بإلقاء خطاب، يمكنه بيان عالم
كبير من القضايا والمواقف. هذه أشياء قيّمة. أو افترضوا مثلًا صلاة الجمعة في
طهران. فالعدو أيضًا سيتعرّف على تحليلكم؛ أي إنّكم حين تحلّلون حادثة ما وتأخذون
موقفًا وتعلنوه بوضوح، فالعدو أيضًا سيطلع ويعرف، العدو يطّلع على هذا قبل بعض
الأصدقاء. فليكن تحليلًا منطقيًا ومستدلًا. هذا هو الحضور الفكري.
حضور جسدي مضبوط بالقانون
الحضور الجسدي – أو كما تقولون أنتم الحضور الفيزيكي – ضروري أحيانًا.
الاجتماعات ضرورية ولا إشكال فيها أبدًا؛ على أن تكون قانونية بالطبع. وقد يحدث
أحيانًا أن القانون يصّعب القيام ببعض المسائل، فلا بأس؛ فالأمور لا تجري دائمًا
كما يحب الإنسان ويتمّنى؛ اجتماعاتكم جيدة، فليكن لديكم اجتماعات وتجمّعات حول
المسائل الهامة وبشكل صحيح. حيث يتجمّع البعض مثلًا ضد "برجام" (الاتفاق النووي)
أمام مجلس الشورى الإسلامي، أنا لا أظنّ أنّ هناك منطقًا وراء هذا التجمع. حسنًا،
كم لدى هؤلاء النواب من وقت وفرصة؟ التجمّع الصحيح هو أن تستأجروا مثلًا قاعة كبيرة
أو تنسّقوا لاستخدامها في نشاطكم، وليجتمع هناك 500أو 1000أو 2000أو 10000 طالب
جامعي، بحيث يقوم اثنان أو ثلاثة منهم وبعد إعداد ومطالعة، بإلقاء كلماتهم بشكل
منطقي واستدلالي؛ هذا أمر مهم، وسيصل كلامهم هذا إلى أسماع نواب المجلس وكذلك إلى
ممثّلي الحكومة، وممثلي القيادة؛ هكذا اجتماعات بالغة الأهمية. أو بالنسبة لبعض
المسائل التي تحصل حيث تريد بعض المجموعات الطلابية أن تخالف المباني، فتسعى مثلًا
لتجاوز الخطوط الحمراء لدى النظام وتستعرض مواقفها بكل افتخار وتحاول تصنّع الشجاعة
وادّعاء الجرأة لتجاوز خطوط النظام الحمراء. حسنًا جدًا، في تلك الحالة فإن الحضور
الجسدي جيد جدًا؛ بالطبع ليس بمعنى أن تذهبوا وتخرّبوا مجلسهم وتفشّلوه. لقد قلت
سابقًا والآن أقول وأكرّر قولي عشر مرات؛ إنني مخالف لهذا الإسلوب؛ فليكن أي تجمع
أو لقاء. تخريب الجلسات هو عمل لا فائدة منه وأحيانًا يكون مُضرًا. لا فائدة منه
بالحد الأدنى ومضر بالحد الأقصى. ما الداعي لهذا العمل؟ حسنًا جدًا، هم قاموا
بالتجمع وعقدوا لقاءً وتكلّموا ضد المبنى الثوري الفلاني، جيد جدًا. أعلنوا أنتم
أنّكم يوم غد أو بعد غد، سنجتمع هنا أو في تلك القاعة نفسها وسنطرح ذلك الموضوع
نفسه للبحث. وزّعوا دعوات واجمعوا الطلاب وقوموا بالبحث والمناقشة وتفنيد كل ما
طرحوه، وانهوا تلك المسألة؛ هذا أمر جيد. أوجدوا جمهوركم. هناك الكثير من الطلاب،
والطالب الجامعي هو إنسان يسعى لفهم الحقيقة. بناءً على هذا، فإن الاجتماعات
"الفيزيكية" هي أمر جيد جدًا، ولا إشكال فيها، غاية الأمر أن تجري وفق القوانين
والمقررات كما ذُكر سابقًا بتمهيد وتحضير سليم وعلى مسؤولي الجامعة أن يساعدوا في
هذا المجال. لقد قلت هذا للسيد الدكتور فرهادي وللسيد الدكتور هاشمي وكذلك لمعاون
الدكتور فرهادي الذي حضر جلسة اليوم، قلت لهم إنّ واجب مسؤولي الجامعات أن يدعموا
ويساعدوا المجموعات الثورية والمتدينة. أي الطلاب الذين يؤمنون بالثورة والمستعدون
للتضحية والفداء في سبيلها، وهؤلاء ليسوا سواء مع الطالب غير المبالي بالثورة
والمخالف أحيانًا للثورة. فهل يمكنكم أن تنظروا أنتم- كوزير أو مسؤول أو ممثل
للجمهورية الإسلامية -إلى الفريقين بعين المساواة؟ بالنسبة للحقوق العامة، نعم،
الجميع متساوون في الحقوق العامة. ولكن أن تقوموا أنتم كمسؤولين بدعم الذين يهاجمون
النظام الإسلامي أو اللامبالين بالثورة؛ كلا، هذا أمر لا يمكن القبول به. يجب على
المسؤولين أن يدعموا المجموعات الثورية وأن يسهّلوا حضورها في الجامعات. إذًا، من
الواجبات الطلابية، الحضور؛ الحضور الفكري والحضور الجسدي. وقد شرحت هذين النوعين
لكم.
ب ــ المسؤولية الأخرى هي "التبيين"
إنّ التبيين هو أساس عملنا. نحن نتعامل مع الأذهان، مع القلوب. ينبغي أن
تقتنع القلوب. فإن لم تقتنع القلوب، فإن الأجسام لا تتحرك ولا تنهض للعمل. هذا هو
الفرق بين الفكر الإسلامي والأفكار غير الإسلامية. أنا العبد كنت جالسًا في منزل
أحد الأصدقاء في طهران – قبل انتصار الثورة بسنوات؛ كنا مجتمعين ونتحدّث سويًا،
فجأة دخل إلى المنزل أحد الشباب الذين كنت أعرفهم وأعرف أباه أيضًا- فهم من مدينة
مشهد- وكان من جماعة فدائيي خلق (فدائيو الشعب) ومن الذين التجأوا إلى غابات الشمال
وأخذوا موقفًا معارضًا للنظام وحاربوه. لم أكن أعلم بأنه سيأتي. حسنًا، جاء وجلس
معنا وحسب الظاهر قد جاء يطلب من صاحب المنزل دعمًا ماليًا أو ما شابه. سألته ماذا
تفعلون؟ حدّثني عن نشاطاتهم. قلت له: إن أردتم أن تنجحوا وتنتصروا في كفاحكم،
فالوسيلة هي أن تتكلموا مع الناس وتبيّنوا لهم، كي يطلع الناس على حركتكم ويعرفوا
لماذا تجمّعتم هناك في الشمال وسلكتم طريق الكفاح المسلح وقمتم مثلًا بالعملية
الفلانية. ينبغي أن يعرف الناس؛ بيّنوا لهم الأمور. تكلّمت معه قليلًا حول مسألة
التبيين. نظر إليّ وهزّ رأسه – كان شابًا صغيرًا وأصغر منا بحوالي عشر سنين – نظر
إلينا "نظرة العاقل إلى السفيه"، وقال: نعم، هذا فكركم الإسلامي، لكن فكرنا ليس
هكذا ولا يتطلب التبيين. هذا الفكر الدياليكتيكي البالي والمهترئ؛ الفكر الماركسي
الذي ثبت فشله – وقد سمعت أن البعض حاليًا في الجامعات عاد لتبنّيه ومتابعته – حيث
يقول إنّ المقدمة اللازمة الديالكتيكيّة والنتيجة الديالكتيكيّة، هي صراع وحرب بين
العامل ورب العمل ولا حاجة فيها إلى تبيين! كانوا يشرحون لهم الصراع بهذة الطريقة.
حسنًا، لقد أظهرت التجربة غلط هذا التفكير بشكل كامل؛ ظهر فشله، والدولة نفسها التي
تشكّلت على أساسه – وكان واضحًا بطلانه من الأساس- قد سقطت وانهارت بعد حوالي
السبعين سنة. والآن – وكما يقول الأجانب – يقوم البعض بالرهان على الحصان الخاسر
مجددًا. يراهنون ويشارطون على الماركسية من جديد! كلا، فكما قال ذلك الشاب والذي
قُتل فيما بعد؛ فإن الفكر الإسلامي هو تبيين. "فإنما عليك
البلاغ"3 حيث يقول الله ورسوله إنّ واجبك هو الإبلاغ، يجب أن
توصلوا الكلام والأفكار، يجب أن تبيّنوا؛ كلماتكم وآراءكم؛ تكلّموا وعبّروا عن
مواقفكم وأفكاركم في مسائل البلاد الهامة. بيّنوا مسألة الاقتصاد المقاوم، مسألة
التقدم العلمي- هذه مسائل البلاد الهامة- مسألة العلاقة مع أمريكا؛ الكثير من الناس
ليس لديهم فكرة واضحة. كذلك بالنسبة لكم كمجموعات طلابية جامعية، إن كان هناك أمر
غير واضح، اسعوا لإدراكه وفهمه ليصبح واضحًا لديكم؛ فإن صار واضحًا، قوموا بتبيينه
للمجموعة الطلابية. لماذا أصرّ أنا العبد لهذه الدرجة على عدم إقامة علاقة مع
أمريكا، حتى على عدم التفاوض إلا في مسائل محددة ومعينة لمصلحة خاصة؛ ما هو السبب؟
حسنًا، إنّ هناك سببًا لهذا الإصرار والرفض؛ وهذا السبب قد أقرّ به حتى بعض
السياسيين الموالين لأمريكا. لقد قلت إنّ أحد رؤساء الجمهورية في إحدى هذه الفترات
الرئاسية المتعددة، قد بحث معي هذه المسألة مرات عديدة وفي عدة جلسات. ثم ذهب إلى
مجلس الأمن القومي وقال: إنّ لدى فلان استدلالات وأنا لا أملك جوابًا في مقابلها.
وقد صدق فيما قال. لقد طرحت عليه استدلالات وحجج لرفض العلاقة مع أمريكا ولم يكن
لديه أي كلام يقوله في المقابل. وقد صرّح بهذا صادقًا. فهذه الاستدلالات قوية
ومتينة ولا يمكن إبطالها بهذه البساطة. حسنًا، إن وصلتم أنتم إلى هذه الاستدلالات
ويمكنكم أن تصلوا إليها، فقوموا بتبيينها. أنتم طلاب، شباب، لديكم أفكار جيدة،
الكلمات التي ألقيتموها اليوم، جعلتني أتفاءل بشكل كامل، ليس فقط من مضمون الكلمات-
المضمون كان جيدًا أيضًا ولكني أقصد شيئًا آخر- فقد أحسست أنّ الأذهان تعمل بشكل
كامل؛ وهذا أمر مهم بالنسبة لي؛ أن يعمل الذهن، ويستخدم أدبيات جيدة؛ هذا أمر قيّم
جدًا. حسنًا، هذا الذهن الفعّال لديكم، فليقم بالبحث عن الاستدلالات المناسبة لهذه
القضية، وليعمل على ترويجها.
انظروا: هذه المسألة هي إحدى موارد التبيين؛ مسألة نمط الحياة الإسلامية الإيرانية
والتي طرحناها سابقًا. إنها قضية جديرة بالبحث والدراسة، قوموا بتبيينها، عمليًا
وبيانيًا.
مسألة الثقافة هي إحدى المسائل المهمة. اعملوا على تبيينها. بناءً على هذا،
فالمسؤولية الثانية هي مسؤولية التبيين. هذا التبيين ينبغي أن يكون في أجواء
الجامعة وكذلك خارج الجامعة، كما ذكرت، في صلاة الجمعة وأمثالها. وهذا التبيين يصنع
"خطابًا" يوجد فكرًا ومطالبة عند الرأي العام وهذا ذو قيمة عالية. إنه يوجّه البلاد
باتجاه محدد. وبالطبع فالأمر يحتاج إلى استمرار ومثابرة في العمل، يلزمه الاستقامة
وكذلك الكلام الصحيح والتكرار, ومن الممكن أن يحتاج إلى مدّة زمنية طويلة.
ج ــ ارفعوا مستوى وعيكم السياسي والديني
العمل الثالث: ارفعوا مستوى وعيكم السياسي والديني. لا تقولوا إنّنا
نعرف كل شيء، ونحن متمكّنون من كل شيء. كلا، أحيانًا يكون مستوى الوعي السياسي
متدنّيًا وكذلك مستوى الوعي الديني. الإمكانات وافرة حاليًّا لتقوية هذا الضعف؛
سواء في مجال السياسة أم في مجال الدين. على سبيل المثال في مجال الدين، فإنّ
الحوزة العلمية في قم –أحد الأصدقاء هنا كان عاتبًا بشدّة وعنده انتقادات حادة على
الحوزة العلمية في قم؛ وبالطبع فإنّ نصف إشكالاته مقبولة ونصفها الآخر لا يمكن
قبولها ولا يمكن رفضها أو قبولها بشكل كليّ- لديها حاليًا إمكانات جيدة جدًا يمكنها
أن تمنحكم إياها لرفع مستوى الفكر الديني. قبل عدة ليالٍ، شاهدت على التلفاز،
بالصدفة، أحد علماء حوزة قم الكبار يتحدث حول التعددية الدينية "البلوراليزم". وقد
طرح بحثًا قويًا ومختصرًا ببيان قرآني بسيط؛ حيث يحاول البعض أن ينسب "البلوراليزم"
للإسلام؛ لأنّ القرآن يقول: "إنَّ الذِينَ آمنوا والذينَ
هَادُوا والنصَارى والصابئينَ مَن آمن باللهِ واليومِ الآخر"4
فيستنتجون أنّ الإسلام هو تعدّدي ويمكن للناس أن يعملوا وفق أي دين شاءوا. حسنًا،
هذا كلام خاطئ ولكن أصحابه منذ عدة سنوات يطرحونه بتعابير متعددة وشدٍّ ومدّ وضجيج
وادّعاءات كبيرة. وقد وقع بعض المساكين أيضًا تحت تأثيرهم. حسنًا، نرى عالمًا
بارزًا يردّ على هذا المنطق على التلفاز ببيانٍ بسيط ومقنع جدًا- كان كلامه مقنعًا
بشكل كامل- وهذه فرصة مغتنمة ومفيدة. أو عالم بارز آخر شاهدته في أيام شهر رمضان
بالصدفة -حيث صادف أن أدرت التلفاز؛ نظرت فشاهدته- كان يطرح بحثًا حول علم الإمام
والأنبياء بشكل جميل ومقنع وواضح. حسنًا، إنّ هذه المسائل ترفع مستوى معارفنا
الدينية، والأمر نفسه بالنسبة لمعلوماتنا السياسية. قوموا بزيادة وعيكم ومعارفكم
العلمية الدينية والسياسية، عبر المطالعة وقراءة الكتب والاستماع إلى علماء الحوزة
والجامعة البارزين.
اذهبوا وشاهدوا الإنجازات العلمية عن قرب
الرحلات العلمية، الكثير منكم ليس عندهم اطلاع على الإنجازات وحالات
التقدّم في البلاد. أي إنّ عمركم لم يسمح بذلك. فقد كنتم في الثانوية ودخلتم الآن
إلى الجامعة ولم تسنح لكم الفرصة لذلك. نحن دائمًا نقول ونتحدّث حول تقنيات
"النانو"، وأنتم تعرفون أنّ هناك شيئًا باسم النانو، وأنّ هناك أشخاصًا يعملون في
هذا المجال؛ لكنّكم لم تذهبوا إلى مختبرات النانو لتشاهدوا وتطّلعوا، ولم تذهبوا
إلى المختبرات العلميّة ولم تشاهدوا الإنجازات العلمية أو الخدمات التي تقدّمها بعض
المؤسسات والمراكز، نظّموا رحلات علمية، اجلسوا واعقدوا تفاهمات واتفاقيات، ليقم
أربعون أو خمسون طالبًا بجولاتٍ هنا وهناك ويطّلعوا. أنتم تشاهدون المناطق الحرّة
وتشعرون بالغصّة- والحق معكم- لكن اذهبوا وشاهدوا تلك الأشياء والإنجازات عن قرب،
كي تتفاءلوا وتفرحوا؛ وتعلموا أن هناك مثل تلك البضائع في بلدكم أيضًا؛ وهذا يرفع
مستوى الوعي عاليًا.
إستحداث"كرسي" للتفكير الحر
إيجاد "كرسي" للتفكير الحر في المسائل والعلوم المختلفة، وبالطبع
بمشاركة وإشراف وحضور الأساتذة البارزين. أعتقد أنّ هذه مسؤولية أخرى وهي المسؤولية
الثالثة.
د ــ جذب واستقطاب أوسع جمهور من الطلاب
توجد مسؤولية أخرى للاتحادات والمنظمات الطلابية، وهي زيادة استقطابها
وجذبها لجمهور أوسع على مستوى الطلاب؛ زيدوا عدد مستمعيكم ومخاطبيكم. إن عدد
جمهوركم، من بين الخمسة ملايين طالب، هو قليل جدًا، نسبتهم قليلة جدًا؛ قوموا
بأعمال من شأنها أن ترفع هذه النسبة؛ ولا أقول 100% ولا 80%، لكن ارفعوا هذه
النسبة، وهذا له سبيله وآليات عمله؛ ابحثوا عن هذه الآليات كي تجدوها، أنتم الطلاب،
يا من لديكم هذا المستوى العالي من التفكير الخلّاق، وهذه الطاقة والذوق الرفيع.
ابحثوا لتجدوا سبل مضاعفة عدد جمهوركم ومخاطبيكم. حسنًا، هذا أيضًا له مستلزماته:
على الإنسان أن يتحلّى بالأخلاق الحسنة، وأن يتمتع بالحلم والقدرة على الاستماع
للرأي الآخر المخالف لرأيه- مثل هذه أمور ضرورية- وأن يكون متمكّنًا من المطالب
مدركًا لها. أحيانًا قد يتطلب الأمر فقط، أن يتكلم الإنسان مع شخص واحد لإقناعه
بأمر ما، وقد حصل معي مرارًا في تلك الأيام الصعبة والشاقة قبل انتصار الثورة، أن
كنت أجلس وأتحدّث مع شخص واحد لمدة ساعتين أو ثلاث حول قضية ما لإقناعه بها؛
أحيانًا مع شخصين أو خمسة أشخاص، أحيانًا كنا نعقد جلسات دورية مستمرة وأحيانًا
لمرة واحدة؛ هذه أمور تترك آثارها على المستمعين. بناءً على هذا، ضاعفوا عدد
جمهوركم المستمع لكم.
هـ ــ ليكن دفاعكم عن النظام الإسلامي واضحا وصريحا من
دون :تقية"
المطلب الخامس؛ في دفاعكم عن النظام الإسلامي لا تستخدموا التقيّة
أبدًا. وبرأيي فإن هذا أمر ضروري أيضًا. وتكلموا بكل صراحة ووضوح؛ إن النظام
الإسلامي هو مصدر فخر واعتزاز. نعم، يوجد في العالم وكذلك داخل البلاد، من يسعى
لإظهار النظام الإسلامي كنظام ضعيف ولا قيمة له- يوجد هكذا أشخاص- ولكنهم مخطئون
ويسيرون في طريق خاطئ: بعضهم عامدًا متعمّدًا وبعضهم جاهلًا واشتباهًا. إن النظام
الإسلامي مصدر شرف وافتخار. إنّ عدوّكم يرصد النواقص ويسعى دومًا لاستغلال هذه
النواقص والإخفاقات والقصور كي يوجّه ضرباته المهلكة للثورة. في مقابل تلك النواقص
والآفات، يوجد أضعاف مضاعفة من النجاحات وإنجازات التقدّم والتوفيق. النجاح الأهم
هو أنه ومنذ أكثر من 37 عامًا والجبهة العظمى للقوى المادية- شرقًا وغربًا
وبأنواعها وأشكالها المختلفة- قد جهدت لكسر هذه الثورة وهذا الشعب وهذا النظام،
وباءت بالخيبة والفشل؛ فهل هذه مزحة؟ هؤلاء الذين تكفي نظرة متجهمة منهم كي يرتجف
الملك الفلاني المدّعي للقوة والأبهة، فيركض نحوهم لاسترضائهم وجذب قلوبهم
بالاتفاقيات والرشاوي؛ منذ 37 سنة وهم يعملون كل ما في وسعهم ضد الثورة الإسلامية:
شنّوا حربًا عسكرية، قاموا بأعمال أمنية وجاسوسية، نفّذوا برامج ثقافية؛ ألف عمل
وعمل، لكن الجمهورية الإسلامية تزداد قوة يومًا بعد يوم. يا سيدي العزيز: إنّ عددكم
ونوعيتكم -أنتم يا أنصار الثورة- أكثر بأضعاف مضاعفة من أيام بدايات الثورة وقد
شرحت هذا سابقًا. فماذا يعني هذا الأمر؟ يعني أن الثورة هي موجود حيّ وهو ينمو
ويكبر يومًا بعد يوم؛ أليس هذا مصدر فخر واعتزاز؟
علمًا بأنني حين أقول لكم دافعوا عن النظام، فإن البعض قد تعوّد على أخذ النظام
بمعنى القائد؛ فحين يتكلم أحد مثلًا في قضية ما ضد النظام فإنهم يقولون إنّه ضد
القائد، أو أنّ فلانًا يدعم النظام فمعناه أنه يؤيد القيادة. أنا لا أقصد بالدفاع
عن النظام الدفاع عن القائد بأي وجهٍ من الوجوه. بل المقصود هو الدفاع عن مجموعة
النظام والتي هي منظومة قيم متداخلة ومتكاملة وبحمد الله قد بقي صامدًا بهذا الشكل.
اعلموا هذا، أيّها الشباب الأعزاء: إن بنية هذه الثورة هي بنية قوية جدًا؛ وقدرة
نموها واستعداد رشدها على درجة عالية جدًا؛ تحتاج إلى طاقة ودعم وقدرة، والحمد لله
فإنها متوفرة لها. وبالطبع فإن هناك مشاكل أيضًا؛ سواء مشكلات داخلية أو خارجية.
ولا يمكن أن نفترضها دون مشاكل وتحديات؛ كل الحركات الإصلاحية في العالم قد واجهت
مشاكل؛ الجمهورية الإسلامية لديها مشاكل، الثورة الإسلامية لديها مشاكل أيضًا.
و ــ ضاعفوا الرحلات الجهادية
المطلب السادس، ضاعفوا الرحلات الجهادية، استمرّوا بها وطوّروها. لقد
سررت بأن هذا الشاب قد جاء اليوم وتحدّث عن الرحلة الجهادية وشرحها بشكل مفصّل.
نعم، وأنا أؤيد كل ما قاله؛ هذه الرحلات الجهادية هي تمرين وهي خدمة للناس كذلك،
وبناء للنفس أيضًا وتعرّف على أجواء المجتمع؛ لها قيمة عالية جدًا. وسّعوا هذه
الرحلات يومًا بعد يوم بمقدار ما تستطيعون؛ فهي جهاد أيضًا. الحق أنها جهاد؛ عمل،
جهاد، سعي وخدمة للمحرومين. علمًا بأن الكلام الذي قاله حول القرى هو الكلام الذي
كررناه على الحكومات المختلفة. والآن، كما ذكرت قبل الصلاة، فإن القيادة لا يمكن أن
تتدخل في الأمور الإجرائية إلا في موارد خاصة، من نماذج الحالات الخاصة هذه هي
مسألة القرى والأرياف. لقد أوصيت الحكومات المختلفة- هذه الحكومة والحكومات السابقة
والأسبق ومن قبلها- بشكل متكرر. والسبيل لهذا واضح، وقد ذكر هذا الشاب بعض الأفكار
والاقتراحات؛ أحدها إقامة صناعات متناسبة مع القرية. وكذلك الصناعات الصغيرة
المنسجمة مع وضع القرية؛ على سبيل المثال: هناك بساتين تفاح في "أرومية" وتقع ثمار
التفاح على الأرض وتصبح سمادًا- وأنا قد شاهدت هذا بنفسي- وقيمة هذا التفاح رخيصة
لدرجة أنها لا تستحق معها أن يدفع صاحب البستان مالًا لأحد كي يقوم بجمعها ويأخذها.
أي إنّها لا قيمة لها؛ والحال أنه إذا تم بناء مصنع عصير أو مربّى أو ما شابه هناك،
فهذه الفاكهة ستتحول إلى ثروة حيّة. وهكذا، هناك العديد من هذه الطرق والأفكار؛ أي
إنّه لا يوجد تعقيدات وتكاليف كبيرة؛ السبل سهلة وميسرة جدًا، وتحتاج فقط إلى رؤوس
أموال صغيرة، أحيانًا يقولون لنا يا سيد: إن أردنا تأسيس عمل ما، نحتاج على الأقل
إلى مئة مليون تومان؛ هذه الأعمال التي نذكرها تحتاج إلى أقل من عشرة أو خمسة عشر
مليون فقط. سبل الحل واضحة؛ حسنًا، يجب أن يشمّروا عن سواعد الهمة ويعملوا. وعليه،
فأنا أعتقد أن الرحلات الجهادية جيدة جدًا؛ وكذلك خدمة القرى والمناطق النائية مهمة
أيضًا.
ز ــ روجوا لنمط الحياة الإسلامية عمليا
السابع، تابعوا مسألة نمط الحياة الإسلامية الإيرانية على مستوى الفكر
والعمل. إنها قضية هامة. اجلسوا وفكّروا وابحثوا حولها، حدّدوا مصاديق نمط الحياة،
ثم طبّقوها أنتم عمليًّا وانشروها وروّجوا لها بعنوان توصيات عمليّة. افترضوا
مثلًا، أن يتم نشر كراس صغير حول نمط الحياة الإسلامية وتوزيعه على الطرقات. وقد
ضربت مثالًا حول هذه المسائل قبل سنتين أو ثلاث، وذكرت مسألة احترام إشارات السير
والتوقف عند الضوء الأحمر؛ وهذه المواضيع يمكن توسيعها وزيادتها وترويجها، يمكن
التبيين. هذا عملكم؛ عملكم أنتم أيها الشباب، فأنتم تتحلون بالمثابرة والطاقة
والتفكير والقدرة؛ حسنًا، قوموا بإنجاز هذه الأعمال.
ح ــ تقوية خطاب العدالة
الثامن، خطاب العدالة: الاقتصاد المرتكز على المعرفة، نموذج التقدم
الإسلامي الإيراني، تسارع الإنجازات العلمية؛ هذا خطابنا الأساس وهذه تفريعاته؛ يجب
تقوية هذا الخطاب. الاقتصاد المقاوم خطاب بالغ الأهمية. نعم، من الممكن إجراء شيء
باسم الاقتصاد المقاوم ولا يكون اقتصادًا مقاومًا في الواقع، ولكن في المقابل يمكن
إجراء شيء باسم الاقتصاد المقاوم ويكون اقتصادًا مقاومًا بشكل كامل وواقعي؛ أو يكون
جزءًا منه بالحد الأدنى. وحاليًا وبحسب الظاهر، يتم القيام بأعمال جيدة؛ وقد وصلتني
تقارير عنها؛ ليست تقارير من الشخص المسؤول، بل تقارير من خارج إطار مسؤوليات
المسؤولين والمدراء، وكانت تقارير مرضية نسبيًا. ويحتمل أن تكون هناك أعمال جيدة
ولكن بشرط الاستمرار والمتابعة. وأنا لطالما كنت أقول إنّ سلسلة مراتب العمل هذه،
من الأعلى إلى الأسفل هي سلسلة مراتب إنسانية، كل إنسان لديه ذهن ولديه قلب وإرادة
وعزم؛ في سلسلة المراتب المتشكلة من خمس أو ست وسائط، إذا رفضت إحدى الحلقات القيام
بعمل ما، فإن العمل لا ينجز. وليست مثل السلك الكهربائي الذي، وبمجرد أن تضغط على
المفتاح، يصل التيار ويُضيئ مئة مصباح؛ كلا، فإن هذه الأسلاك تحتوي في وسطها على
حلقات من الإرادة والعزم؛ هؤلاء بشر، يحتاج الأمر إلى مراقبة وإشراف وضبط ومتابعة
ورصد، يحتاج الأمر إلى مطالبة مستمرة وأنتم يمكنكم لعب دور مؤثر في هذا المجال. هذا
الاقتصاد المقاوم، وهكذا الأمر بالنسبة لقضية العدالة، ونموذج التقدم الإيراني
الإسلامي. أنا العبد، لا أعتقد بهذه التنمية الغربية بأي وجه من الوجوه، قواعدها
وأساسها غلط، مبانيها غلط، الكثير من فروعها غلط، لكني أعتقد ــ ولا أريد استخدام
كلمة تنمية المأخوذة من التعبير الغربي والإنكليزي، وأنا أتعمّد استخدام كلمة
التقدم ــ إنّ التقدم الإسلامي الإيراني هذا، يمكن أن يُطرح بعنوان خطاب ومطلب
للرأي العام. وكذلك الأمر بالنسبة لتسارع الإنجازات العلمية.
ط ــ تشكيل جبهة طلابية في العالم الاسلامي ضد أمريكا
والصهيونية
من المسائل الأخرى، التي أعتقد أنّكم قادرون على القيام بها، هي تشكيل
جبهة واحدة ضد أمريكا والصهيونية على مستوى الطلاب الجامعيين في العالم الإسلامي؛
قوموا بإنجاز هذا العمل. اجلسوا وفكّروا وابحثوا، ثم شكّلوا جبهة متحدة ضد
الصهيونية وضد أمريكا. اليوم وسائل الاتصال والتواصل سهلة، فلا حاجة للمراسلات
الورقية والبريد والتلغراف وما شابه. تواصلوا عبر الفضاء الافتراضي، وقد حصل تحركات
مشابهة في بعض القضايا. وبتعبير هؤلاء المتفرنجين "شكلوا كامبين" عام للعالم
الإسلامي ضد تسلط أمريكا. وبناءً على معاداة السياسات الأمريكية والصهيونية، سينتسب
ملايين الأعضاء إلى هذه المجموعة، ويلتحقون بهذا التيار الفكري، فقوموا بتهيئة
الغذاء والوقود المحرك لهم، وهم سيبادلونكم الأمر نفسه ويقدّمون لكم أصنافًا أخرى،
لأن العالم الإسلامي يحتوي الكثير من الأفكار الطلابية الجامعية الجيدة؛ أوجدوا
جماعة طلابية عظيمة في العالم الإسلامي.
ي ــ حاذروا التسرع في إتهام أحد باللاثورية
المطلب العاشر لكم يا أعزاء الاتحادات والمنظمات: لا تتهموا أحدًا بأنه
غير ثوري لمجرد أنه لا يتوافق مع أفكاركم بشكل كامل. فمن الممكن أن هناك من لا
تتطابق رؤيته معكم مئة بالمئة، يختلف معكم ببعض المسائل، قد يتوافق معكم بنسبة
خمسين بالمئة ولكنه ثوري؛ في نهاية الأمر، هناك معايير للثورة، ومن الممكن أن توجد
عنده هذه المعايير؛ ينبغي عدم التسرع في اتهام أحد أنّه ضد الثورة أو غير ثوري.
فكما بيّنت في مراسم ذكرى رحيل الإمام (رضوان الله عليه)، فإن الثورية هي مثل
الإيمان، ذات مراتب؛ أولى وثانية وثالثة؛ نعم هناك مراتب ودرجات أعلى وأفضل من
غيرها، وبعض المراتب أدنى من ذلك، لكن الجميع مؤمنون، حساب المؤمن وتقييمه يختلف عن
غير المؤمن، يختلف عن المنافق وإن كانت درجات الإيمان متعددة.
ك ــ فلتتكامل الإتحادات فيما بينها
المطلب الحادي عشر، فلتتكامل الاتحادات والمنظمات مع بعضها، يحصل
أحيانًا أنكم تختلفون مع بعضكم؛ تختلف هذه الاتحادات حول موضوع ما؛ حسنًا، لا بأس
بالاختلاف، ولكن في الوقت نفسه، فليكن بينكم تكامل وانسجام وتعاون؛ تمسّكوا بالنقاط
المشتركة؛ فلا تدعوا الاختلافات تنجرّ للمشاكل والصراعات وما شابه؛ أعتقد أنّ عليكم
أن تختلقوا هذه الحالة في أجواء الجامعات؛ الحلم والتحمّل؛ تحمّل المخالف لكم وهذا
هو مصداقه الكامل.
ل ــ المطلب الأخير، لتكن نظرتكم إلى الثورة نظرة
استراتيجية
فكّروا لما بعد عشرين سنة، ثلاثين سنة، تمامًا كما يفكّر العدو. عزيزي:
إنّك الآن في الثانية والعشرين، في الثالثة والعشرين، أو الرابعة والعشرين من عمرك؛
بعد عشرين سنة ستكون رجلًا في الأربعين أو الخمسة والأربعين عامًا، من المحتمل أن
تكون مصدرًا لخدمات كبرى وصاحب إنجازات عظيمة في هذا البلد. ولا أقول هنا، إنّه
بالضرورة ستكون ذا عمل رسمي أو منصب حكومي. وقد قالت الآن أختنا وابنتنا العزيزة
وكررت بأن يتم التفكير في كل من يتخرج ويجري تأمين وظيفة وشغل له؛ كيف يمكن التفكير
بمهن ووظائف لخمسة ملايين طالب جامعي؟ هل هذا ممكن؟ وهل ينبغي على كل خرّيج جامعي
أن يصبح موظفًا في الدولة؟ كلا، فلينطلقوا في الأعمال الحرة، وليوجدوا سوق عمل؛
بالطبع على الدولة أن تساعدهم وهذا مما لا شك فيه ولكن ينبغي أن لا يصبح الوضع بأن
كل من يتخرج من الجامعة، ينبغي حتمًا أن يتوظف في القطاع الرسمي في وظيفة عادية أو
منصب رفيع. ولكن في نهاية الأمر، فإن رؤساء الجمهورية في المستقبل ووزراء المستقبل
ونواب ومسؤولي ومدراء المستقبل سيكونون منكم؛ أنتم يا طلاب اليوم؛ انظروا بشكل ترون
فيه ذلك اليوم الآتي، ارسموا عالمًا يضمّ ذلك الدور الذي تريدون القيام به في ذلك
اليوم، وترضون به ويعجبكم؛ اخلقوا هذه الصورة؛ وتابعوا هذا التصور المثالي حتى
تصلوا إليه.
هناك أمر آخر، وهو موضوع هذه الهيئات الطلابية (لجان إحياء المناسبات الدينية) وهي
لجان مفعمة بالبركة. أنا العبد أؤيد هذه الهيئات بشكل كامل؛ فهي تتمتع بجمهور واسع
من جهة، وكذلك فهي تعمل على الأبعاد المعنوية والروحية.
حسنًا، كنت قد دوّنت عدة مواضيع أخرى حول مسائل البلد ولكن أعتقد أن الوقت قد تأخر.
نعم، أنتم يمكنكم الجلوس حتى الصبح فأنتم شباب؛ أنا أيضًا حين كنت في عمركم، كنا
نجلس مثلًا مع الرفاق؛ نتحدّث حتى الصباح في الليالي الشتوية الطويلة؛ ولكن الآن
الوضع تغيّر ولم يعد كذلك.
1- سورة الأحزاب، جزء من الآية
22.
2- BBC
3- سورة الرعد، جزء من الآية 40.
4- سورة البقرة، جزء من الآية 62.