المرأة والرجل في الإسلام متساويان في الحقوق متغايران في الدور
المرأة والأسرة
المرأة والرجل في الإسلام متساويان في الحقوق متغايران في الدور
عدد الزوار: 234
من كلمة
الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركات في المؤتمر العالمي للمرأة والصحوة
الإسلاميّة ــ الزمان: 11/7/2012م.
المرأة والرجل في الإسلام متساويان في الحقوق متغايران في الدور
العناوين الرئيسية
· الغرب وتغيير هوية المرأة المسلمة
· الغرب: المرأة وسيلة لمتعة الرجل
· فخر المرأة أن تكون نواة الأسرة
· المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانيّة
· أهمية تحديد دور المرأة وفق الرؤية الاسلاميّة
· دور المرأة في التحوّلات الاجتماعيّة
· المرأة في إيران اليوم أكثر إيمانا وثورية
الغرب
وتغيير هوية المرأة المسلمة
اجتماعكنّ هذا بالنسبة لي يحوز على أهمّية فائقة، إنّ اجتماع النساء
النخبة من شرق العالم الإسلامي وغربه له أهميّة تفوق أهميّة أي مؤتمر للصحوة
الإسلامية، وهذه الأهمية نابعة من أنّه فرصة لتعرّف النساء النّخب في العالم
الإسلامي إلى بعضهنّ بعضاً في هذا المؤتمر. وهذا مهمّ جداً.
لقرنٍ من الزمن والثقافة الغربية تسعى مدعومة بالمال والقوّة والسلاح والدبلوماسية
من أجل فرض الثقافة الغربية وأسلوب الحياة الغربية على المجتمعات الإسلامية بين
النساء. لمئة سنة كان السعي من أجل أن تفقد المرأة المسلمة هوّيتها. فقد استُخدمت
جميع العوامل المؤثّرة وعناصر القوّة: المال، والإعلام، والسلاح، والخدع المادية
المختلفة، واستخدام الغرائز الجنسية الطبيعية للإنسان, كلّ هذه استُخدمت من أجل
إبعاد المرأة المسلمة عن هويتها الإسلامية. واليوم إذا كنتنّ أيتها السيدات النخبة
الإسلامية تسعين لاسترجاع هذه الهوية للمرأة المسلمة، فإنّكنّ تقدّمن أكبر خدمة
للأمّة الإسلامية وللصحوة الإسلامية، والعزّة والكرامة الإسلامية.
هذا الاجتماع يمكن أن يمثّل خطوة كبيرة ومؤثّرة على هذا الطريق. فلا تكتفينّ
بالجلوس معاً، والتباحث لعدّة أيام، بل، اجعلنَ هذا اللقاء مقدّمةً لحركة كبيرةٍ
وخالدة، تؤثّر على العالم الإسلامي، ويمكنها ذلك, فصحوة النساء، والشعور بالشخصية
والهوية بينهنّ، والوعي والبصيرة في المجتمع النسائي سيكون لذلك كلّه تأثيرٌ مضاعفٌ
على الصحوة الإسلامية والعزّة الإسلامية. وهذا هو المطلب الأوّل.
بعض الأخوات اقترحن في كلماتهنّ المفيدة والناضجة والدقيقة اقتراحات ونحن نوافق على
متابعتها.
الغرب: المرأة وسيلة لمتعة الرجل
هناك مسألة أساسية فيما يتعلّق بنظرة الإسلام إلى جنس المرأة. حيث إنّ
هذه النظرة هي في المقابل تماماً للثقافة الغربية التي تنظر إلى المرأة نظرةً
مهينةً.
ويضعون لذلك عنواناً هو الحرية، لكنّ الواقع ليس كذلك. إنّ الغربيين وطيلة هذه
القرون الثلاثة الأخيرة، قد وضعوا لجميع جرائمهم أسماءً جميلة. فعندما كانوا يقتلون
ويستعبدون وينهبون الثروات، وعندما كانوا يفتعلون الحروب المفروضة بين الشعوب
وغيرها من الجرائم، كانوا يضعون على كلّ واحدةٍ منها أسماءً برّاقة وخدّاعة، كأسماء
الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وأمثالها. إنّ إطلاق اسم الحرية على التوجّه
الموجود في الثقافة الغربية للمرأة، هو اسمٌ كاذب، فهذه ليست حرية. إنّ أساس ثقافة
الغرب مبني على جعل المرأة بضاعةً لمتعة الرجل في المجتمع. فالترغيب والحثّ على
التعرّي يعود إلى هذه الجهة. في الغرب، نجد أنّ عذابات المرأة طيلة القرنين
الأخيرين قد ازدادت ولم تقلّ, فالتحرر الجنسي والتحلّل الجنسي في الغرب لم يؤدِّ
إلى خمود فوران قدر الشهوة البشرية التي هي غريزية وطبيعية. وكانوا في السابق
يعلنون أنّه إذا كان بين المرأة والرجل علاقة حرّة فإنّ الشهوة الجنسية ستضعف، ومن
الناحية العملية اتّضح أنّ القضية على العكس من ذلك، فأينما ازدادت حرية العلاقات
بين المرأة والرجل في المجتمع بحسب الوضعية التي أوجدوها, فإنّ الميول الشهوانية
للبشر تتأجّج أكثر. وفي هذا اليوم فإنّ الغربيين لا يخجلون ويعرضون قضية الشذوذ
الجنسي كقيمة. فالإنسان الكريم يندى جبينه من الخجل، أمّا أولئك فلا يخجلون.
فخر المرأة أن تكون نواة الأسرة
إنّ نظرة الغرب إلى المرأة هي نظرة منحطة وناقصة ومضلَّلة وخاطئة. أما
نظرة الإسلام إلى المرأة فهي نظرةٌ تمنح العزّة والكرامة والتكامل واستقلالية هوية
المرأة وشخصيتها، وهذا هو ادّعاؤنا. نحن نستطيع أن نثبت ادّعاءنا بأقوى الأدلّة.
ففي البيئة الإسلامية تتكامل المرأة علمياً ونفسياً وأخلاقياً وسياسياً، وتتقدّم
الصفوف في أهمّ القضايا الاجتماعية (في الوقت نفسه) وتبقى امرأة. فأن تكون المرأة
امرأةً يُعدّ بالنسبة لها نقطة امتياز وافتخار، وليس فخراً للمرأة أن نبعدها عن
المحيط النسائي والخصائص النسائية وأخلاقها. فهؤلاء يعتبرون إدارة المنزل وتربية
الأبناء والحياة الزوجية عاراً عليها. لقد فككت الثقافة الغربية الأسرة ودمرتها.
وفي زماننا هذا فإنّ من المشاكل الكبرى للعالم الغربي هو انهيار العائلة، وازدياد
عدد الأولاد الذين لا هوية لهم. ومثل هذا سوف يخنق الغرب ويمسك بزمامه، فالأحداث
الاجتماعية إنّما تظهر مع مرور الزمن. وسوف يتلقّى الغرب من هذه الجهة بالذات أقوى
الضربات، وسوف تنهار الحضارة المادية بكلّ زخارفها وزبارجها من هذه الجهة بعينها.
المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانيّة
إنّ الإسلام ينظر إلى المرأة من زاوية الكرامة. فجميع الخصائص الإنسانية
مشتركةٌ بين المرأة والرجل. فالإنسان قبل أن يتّصف بالأنوثة و الذكورة فإنّه متّصفٌ
بالإنسان، وفي الإنسانية لا وجود للمرأة والرجل، فالجميع سواسية، هذه هي نظرة
الإسلام.
لقد جعل الله سبحانه خصائص جسمانية في كلّ من الجنسين، بحيث يكون لكل منهما دورٌ في
استمرار الخلقة وفي تكامل الإنسان ورقيّه وفي حركة التاريخ, وإنّ دور المرأة أهم,
فإنّ أهم أعمال الإنسان هو استمرار النسل البشري، يعني الإنجاب، وإنّ دور المرأة في
هذا المجال، لا يمكن مقارنته بدور الرجل، ومن هذه الناحية كانت أهمية المنزل،
وأهمية الأسرة، وأهمية تقييد إعمال الغرائز الجنسية، ومن هذه الجهة يجب النظر إلى
قضايا الإسلام وأحكام الشريعة الإسلامية. أما الغرب الضال، فإنّه يسمّي هذه الأمور
تقييداً. أمّا ذلك الأسر المضل فإنّه يسمّيه حرّيةً! فهذا من خُدع الغرب وأحابيله.
هذه نقطةٌ مرتبطةٌ بقضية المرأة.
أهمية تحديد دور المرأة وفق الرؤية الاسلاميّة
أنتنّ أيتها النساء النخبة، والبنات النخب، والشابات النخب، إنّ من أهم
مسؤولياتكن اليوم أن تحدّدنَ دور المرأة وفق الرؤية الإسلامية، وأن تبرزنه وتوضحنه.
وإنّ التربية الإنسانية للمرأة تُعدّ أكبر الخدمات إلى المجتمعات الإنسانية
والإسلامية، ويجب أن تستمرّ هذه الحركة. لا شكّ بأنّها انطلقت، لكن ينبغي أن تشتد
وتتّسع وتتقدّم وأنتنّ في هذه الحركة لا شكّ سوف تنتصرن. فأحد الأعمال الأساسية هو
هذا. هذا مطلبٌ.
دور المرأة في التحوّلات الاجتماعيّة
المطلب الآخر فيما يتعلّق بدور النساء هو في التحوّلات الاجتماعية وفي
الثورات ؛ في هذه الحركة العظيمة للصحوة الإسلامية. أقول لكنّ لو أنّ النساء لم
تشاركن في الحركة الاجتماعية لأيّ شعبٍ فإنّ تلك الحركة لن تصل إلى أيّ مكان ولن
تنجح. ولو ساهمت النسوة في أيّة حركة مساهمة جادّة وواعية وعن بصيرة فإنّ تلك
الحركة ستتقدّم بنحوٍ مضاعف. وفي هذه الحركة العظيمة للصحوة الإسلامية فإنّ دور
النساء هو دورٌ لا بديل عنه، ويجب أن يستمرّ. فالنساء هنّ اللواتي يهيئن أزواجهنّ
وأبناءهنّ ويدفعنهم للمشاركة في أخطر الميادين والجبهات. نحن وفي زمن النضال ضدّ
الطاغوت في إيران، وكذلك بعد انتصار الثورة وإلى اليوم، كنا نشاهد عظمة الدور
النسائي بشكلٍ واضحٍ وملموس. فلو لم يكن لنسائنا في هذا البلد أثناء الحرب، التي
فُرضت علينا طيلة ثماني سنوات، حضور في ميادين الحرب وفي الساحات الوطنية العظيمة
لما انتصرنا في هذا الاختبار الصعب والمليء بالمحن. فالنساء هنّ اللواتي نصروننا، ؛
أمّهات الشهداء وزوجاتهم وزوجات المعوّقين والأسرى والأحرار. فبصبرهنّ أشاعت
الأمّهات مناخاً في نطاقٍ محدودٍ كان يدفع بالشباب والرجال للحضور بشوق ورغبة
عارمة، وقد انتشر هذا في سائر البلد واتّسع. وكانت النتيجة أنّ الجوّ العام لبلدنا
أضحى دفعةً واحدةً مناخ الجهاد والتضحية والإيثار وبذل النفوس وانتصرنا. واليوم
الوضع هو كذلك في العالم الإسلامي، في تونس وفي مصر والبحرين وليبيا واليمن وفي كل
نقطة أخرى. لو أنّ النساء استطعن تقوية حضورهنّ في الصفوف الأمامية واستمررن على
ذلك ستكون الانتصارات المتلاحقة من نصيبهن. ولا شكّ في ذلك.
المرأة في إيران اليوم أكثر إيمانا وثورية
إنّ المرأة المسلمة في دولة إيران اليوم هي موجودٌ شامخٌ وعزيز. آلاف
الوسائل الإعلامية تقصف بالأخبار والدعايات لعلّ هذه الواقعية تظهر على نحوٍ مخالفٍ
تماماً. لكنّ الحقيقة هي هذه. فاليوم إنّ أكثر نسائنا إيماناً وثوريةً هنّ نساؤنا
المتعلّمات، فاليوم إنّ نساءنا المتعلّمات وشاباتنا لهنّ حضورٌ فعال في أكثر مراكز
المختبرات والمراكز العلمية التجريبية والإنسانية تعقيداً. إنّ أكثر نسائنا فعالية
في المجال السياسي والعلمي والإدارة الاجتماعية هنّ نساؤنا المؤمنات والثوريات،
ولهنّ مستويات علمية جيّدة وعمقٌ فكريّ. إنّ كلّ التطوّر الذي حقّقه شعب إيران
إنّما كان بسبب الصمود. ولو أنّ شعباً صمد لله، وفي سبيل الله فإنّ الله سيعينه،
هذا يخلف الميعاد وعد الله والله لا.