المصادر الطبيعية ثروات وطنية ينبغي الحفاظ عليها
النهوض والتقدم
المصادر الطبيعية ثروات وطنية ينبغي الحفاظ عليها من أجل حياة سليمة وجميلة
عدد الزوار: 86
كلمة
الإمام الخامنئي دام ظله في منتّزه الولاية بمناسبة يوم الشجرة المناسبة: يوم
الشجرة. الحضور: أعضاء في مجلس الوزراء ونواب مجلس الشورى الإسلامي ورئيس المجلس
البلدي الإسلامي في طهران و عمدة العاصمة وقادة عسكريون. المكان: طهران. الزمان: 17
/12/1389 ه.ش.2/4/1432ه.ق.08/03/2011م.
المصادر الطبيعية ثروات وطنية ينبغي الحفاظ عليها من أجل حياة سليمة وجميلة
بسم الله الرحمن الرحيم
المراسم ذات الصلة بالأشجار
والنباتات والورود تتميّز طبعاً بطراوة معيّنة. ولحُسن الحظّ يشعر المرء أنّ الميول
نحو الاهتمام بالورود والنباتات ووضع المتنزّهات واستخدامها لأجل المحافظة على
سلامة البيئة تتعزّز باستمرار، وهذا ما يُسعدنا. والشيء الذي شجّعني اليوم خصوصاً
على المشاركة في هذا الاجتماع، بحضوركم أيّها الأصدقاء، هو أنّ هذه المنطقة من
المناطق قليلة الإمكانيات والفقيرة في مدينة طهران، ووجود مثل هذا المتنزّه ومثل
هذه الإمكانية في هذه المنطقة من مدينة طهران يبدو فرصة جيّدة جداً. نحن سعداء لأنّ
المسؤولين والحمد لله اتّفقوا في نهاية المطاف - أي الأشخاص الذين كانوا مسؤولين عن
هذا المكان والذين يتولّون مسؤوليّته اليوم، أي البلدية والقوّات المسلحة - وستكون
عاقبة هذا المشروع خيراً إن شاء الله.
الإهتمام بالبيئة من أجل حياة سليمة وجميلة
قضايا النباتات والمتنزّهات والأشجار وما إلى ذلك من القضايا الأصلية،
ويجب عدم اعتبارها من القضايا الفرعية. صحيح أنّه حينما تُرصَد القضايا الرئيسة في
البلاد تتجّه الأنظار نحو الاقتصاد والثقافة والقضايا المالية والسياسية - هكذا هو
الحال عادة - لكن لو نظرنا بدقّة لوجدنا أنّ قضايا الحياة البشرية والبيئة أهمّ من
تلك القضايا. لماذا السياسة؟ ولماذا الاقتصاد؟ ولماذا الخدمات المدنية المتنوّعة في
البلاد؟ ولماذا أصلاً تقدّم البلاد؟ التقدّم هو من أجل أن يعيش الناس حياة سليمة
صالحة. إذا خرّبت البيئة فسوف تُبطل كل تلك الأمور. هنا تكمن أهمية البيئة. إذا لم
نهتمّ بقضايا المياه والتربة والهواء والأشياء التي تؤدّي إليها - كالمراتع
والمصادر الطبيعية والغابات ووضع بناء المدن - فإنّ حياة الناس لن تكون طيّبة
جميلة. الصناعة والتقدّم الصناعي والعائدات المتزايدة للبلاد والمفاخر العلمية
المختلفة لا تجعل الحياة جميلة، وكلّ هذه الأمور يجب أن تكون مقدّمات لكي تتوفّر
للناس حياة سليمة جميلة. ومن جملة الأمور المتّصلة مباشرة بهذا الهدف هو البيئة
والفضاء الذي يعيش فيه الناس وقضايا المناخ. وعندها تكتسب جذور هذا الأمر وأُسسه –
وهي التربة والغابات والأشجار وسائر هذه الأمور – أهمية قصوى.
لجعل قضايا البيئة في صلب أعمال المسؤولين
أرجو من المسؤولين في القطاعات المختلفة التنبّه لهذه النقطة، وهي أنّ
النظرة لقضية المناخ ولقضية الغبار ولقضية الدخان والتلوّث، والنظرة لقضية الهواء
النقي والماء النقي والبيئة السليمة والنظرة لقضية الغابات يجب أن تكون نظرة أصلية
رئيسة تُدرَج في أصل وتشعّبات جميع الخطط والبرامج الحياتية.
المصادر الطبيعية ثروات وطنية يجب الحفاظ عليها
بعض هذه التقارير التي رُفعت يجب أن تُوزّع بين المسؤولين، بين مسؤولي
الحكومة وبين أعضاءمجلس الشورى، وتؤخذ في الحسبان.
لذلك أشدّد على قضية البيئة، والمتنزّه أحد النماذج ذات الصلة بالبيئة. قضية البيئة
على جانب كبير من الأهمية. والمصادر الطبيعية على جانب كبير من الأهمية. المصادر
الطبيعية ثروات وطنية وليست ملكاً لهذه الحكومة أو تلك، أو هذا الوزير وذاك الوزير.
إنّها ملك الشعوب، بل هي ثروات تعود للشعوب على طول تاريخها. يجب الاستفادة منها.
كونوا حسّاسين حيال قضية تخريب البيئة، فالضغوط على الغابات شديدة. يجب الحفاظ على
الغابات، كما ينبغي الحفاظ على المصادر الطبيعية والمراتع.
الحذر من الإنتهازيين والتعرض للمساحات الخضراء
المسؤولون الحكوميون حاضرون هنا. وأنا قلق جداً من مشروع الحدائق
المدنية. وقد طرح السيد رئيس الجمهورية الموضوع معي عدّة مرّات، وقلتُ له: لا أدري
ما الذي سيحدث وماذا سيفعل الانتهازيون. لتكن نظرتكم متركّزة على عدم إفساح المجال
للانتهازيين. حيثما كان هناك مشروع عام المنفعة - هذه الإحصاءات التي ذكرها السيد
العمدة المحترم1 – أنا واثق وعلى علم بأنّ هناك بعض الأشخاص يترصّدون
ليروا كيف يستطيعون اختطاف هذه الغنيمة. هناك الغابات المحيطة بالمدينة والأراضي
والمناطق الحرشية، وهي مناطق بُذِلت من أجلها الكثير من الجهود وعلى امتداد سنوات
طويلة، وهؤلاء عيونهم عليها.
أذهبُ للمرتفعات أحياناً وأنظر من هناك وأرى ما الذي يحدث. وقد ذكرتُ هذا مراراً
للبلديات. والأمر لا يتعلّق بالبلديات فقط، إنّما على المؤسسات ذات الصلة ببناء
المدن وبالمراتع أن تتعاون جميعاً.
لا تدعوا طهران تكبر أكثر من هذا، ولا تسمحوا بكلّ هذا التعرّض والمساس بالأراضي
جنوب البُرْز2 . حُولُوا دون هذا التخريب. بعض الناس يلهثون وراءالمال
فقط، وكلّ همّهم وغمّهم المال، ولا ينظرون إلى نتيجة تخريب هذا المكان الذي
يخرّبونه ويحتلّونه من أجل المال، وما هي عواقبه على البلاد وعلى الشعب وعلى مدينة
طهران. الأمر غير مهمّ بالنسبة لهم على الإطلاق. وأنتم حرّاس ومراقبو وحماة هذه
المصالح الوطنية، يجب أن لا تسمحوا بذلك.
مشاريع المساحات الخضراء هنا - ذكرها السيد العُمدة المحترم وقد اطَّلَعتُ على
تقاريرها من قبل - قرابة 300 هكتار، وهذا الشيء على جانب كبير من الأهمية. يقول:
نريد أن نجعل 220 هكتاراً منها مساحات خضراء. وعليكم مراقبة الباقي. 80 هكتاراً من
الأراضي وسط المدينة ليس بالشيء القليل. كلّ متر من الأراضي هنا محسوب، ولديكم هنا
80 هكتاراً من الأراضي، ويجب أن تُدقّقوا ما المقرّر أن يحدث في هذه الأراضي. أنتم
والحمد لله منزّهون ولستم من الاستغلاليين بأيّ شكل من الأشكال، لكن الحياة ليست
خالية من أشخاص استغلاليين. حينما تريدون تنفيذ مشاريعكم وخُططكم احذروا من أن
يكونوا قد خطّطوا لها من خارج محيطكم ببعض التبريرات من قبيل التبريرات الاقتصادية
وتأسيس مراكز تجارية وما إلى ذلك. المكان هنا هو الأكبر والأهمّ، ولكن توجد في
طهران مراكز ومناطق أخرى يمكن إنشاء مساحات خضراء فيها وتوفير فضاءات لتنفّس
المدينة وتقوية رئة طهران من خلالها. الحقّ أن رئة طهران ضعيفة.
لمضاعفة الإشراف القضائي حماية للبيئة
الإشراف القويّ ضروري جدّاً. سواء إشراف الحراسة والحماية، أم الإشراف
القضائي. ولحسن الحظّ فقد سمعتُ أنّ الملفّات القضائية قد تشكّلت، ولكن يجب أن يكون
الأمر أكثر من هذا. السادة المسؤولون عن القضايا المدنية - سواء في الحكومة أم
البلدية - عليكم أن تتعاونوا مع الجهاز القضائي وأن تطلبوا منه وتتابعوا هذه
المسائل.
ذكروا رقماً، وقالوا إنّ هذا المقدار من الهكتارات عاد إلى بيت المال. وخطر ببالي
أنّ هذا المقدار من أيّ مقدار كلّي؟ النسبة هي المهمّة. الأرقام وحدها هنا ليست لها
أهمية. يجب النظر إلى نسبة هذا المقدار العائد إلى المقدار غير العائد، ما هي هذه
النسبة؟ هذا ما سوف يجعلنا نفهم هل تقدّمنا أم لا؟ يجب أن تكون في الأمور دلالة على
أنّنا تقدّمنا.
لتوسيع رئة طهران بالمساحات الخضراء
طهران مدينة كبيرة وفيها الكثير من السكان. رغم كلّ الجهود والمشاقّ
التي بذلتموها لا تزال المساحات الخضراء في هذه المدينة أقلّ بكثير ممّا يجب. طبعاً
لا يمكن مقارنة الوضع اليوم بما كان عليه الوضع قبل الثورة - كنتُ آتي في ذلك العهد
إلى طهران وأرى أنّ المدينة وسخة ومزدحمة ودائمة التلوّث والمتنزّهات قليلة جداً
والإمكانات قليلة جدّاً، وليس الوضع كذلك اليوم والحمد لله، فطهران اليوم مدينة
أخرى - ولكن مع ذلك لا تزال المساحات الخضراء في طهران قليلة. حينما تنظرون إلى هنا
من الأعلى ترون أنّ طهران مدينة مزدحمة، ويجب فتح هذه المناطق أكثر ممّا هو الحال
الآن وتوفير فضاءات لتنفس المدينة.جاهدوا لأن تُستخدم الأماكن المختلفة من المدينة
الموجودة تحت تصرّفكم لصالح المساحات الخضراء.
أهمية المتنزهات في طهران
على كلّ حال، المتنزّهات كما ذكرنا رئات المدينة. هذه المشاريع مشاريع
جيدة جدّاً. في كلّ سنة كنت أغرسُ شجرتين أو ثلاثاً، لكنّني لم أكن أشارك في مثل
هذه المراسم. ولكن في هذه السنة، ولأنّ المشروع مشروع كبير في طريقه للتنفيذ،
وخصوصاً لأنّه في جنوب مدينة طهران كما ذكرت، فقد شاركتُ في هذه المراسم. الحاجة
هنا كبيرة والازدحام هنا كبير جدّاً - ازدحام السكّان وازدحام الأبنية - والإمكانات
قليلة. إذن، هذه المشاريع، خصوصاً لهذا الجزء من مدينة طهران، ضرورية وقد شاركتُ
فيها. وفّقكم الله لتستطيعوا التقدّم في هذا المشروع.
قال لي السيد العُمدة المحترم إنّنا سوف نُسلِّم حتى شهر خرداد من العام
المقبل[أيّار2011] 60 هكتاراً. انتظروا كلّكم إن شاء الله الثالث من شهر خرداد
وتعالوا هنا لتتسلموا الستين هكتاراً!
الثقافة هي روح الحياة
و هذا القسم الثقافي الذي ذكرتموه قسم مهمّ جدّاً. اهتمّوا اهتماماً
أكيداً بالجانب الثقافي. الثقافة هي الروح. كل هذه الأمور التي تحدّثنا عنها هي جسم
الحياة. وجسم الحياة هذا له روح وروحه هي الثقافة. إذا كانت الثقافة ذات اتّجاه
ديني وإلهي، فهذا طبعاً ما يريده الإسلام والناس الطاهرون والمعصومون.
إنّني أدعو لكم جميعاً... للمسؤولين وللعاملين وللمساعدين وللّذين يَعقِدون
هِمَمَهم وللّذين يتّخذون القرارات وللّذين يصنعون القرارات. ساعدكم الله ووفّقكم
وأيّدكم جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- المقصود: عُمدة طهران السيد
قاليباف.
2- المقصود: جبال البُرْز.