القوات البحرية مظهر اقتدار الشعب في البحر
النهوض والتقدم
القوات البحرية مظهر اقتدار الشعب في البحر
عدد الزوار: 83من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في زيارة تفقدية للمنطقة البحرية الأولى ومصانع القوة البحرية للجيش ــ الزمان: 23/7/2011م.
القوات البحرية مظهر اقتدار الشعب في البحر
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّني أشكر الله تعالى أن وفّقني
لتجديد العهد واللقاء بكم والكلام من أعماق القلب، عافاكم الله أيّها الأعزّاء
والقادة العاملون والشباب الأعزّاء وأنتم اليوم في هذا الميدان. إ
علموا يقيناً أنّ من أكثر الأعمال تأثيراً هو العمل الذي تقومون به اليوم في
القوّات البحرية للجيش والحرس وتنهضون بأعبائه: لم تقم الحكومات الطاغوتية بجبران
كلّ ذلك التخلّف الذي امتدّ لسنواتٍ طوال . كما لم تؤمّن أرضية التقدّم والحضور
البحري لإيران العزيزة، وإنّ سعيكم المضاعف اليوم ينبغي أن يَجبُر ذاك التخلّف الذي
امتدّ لفترات طويلة من الزمن.
فوائد عظيمة واستراتيجية للبحر
كما نعلم جميعاً، إنّ البحر وفي أيّة دولة يُعدّ فرصة عظيمة للتقدّم
والحفاظ على المصالح القومية. ففوائد البحر لأيّة دولة أو شعبٍ هي فوائد
استراتيجية، فوائد كبيرة وعظيمة. الذين سيطروا على البحار على مدى قرونٍ متوالية
لمدّة أربعة قرون تقريباً تمكّنوا من توسعة قدراتهم الدولية لتشمل أراضٍيَ بعيدة.
لقد ظُلمت الشعوب واغتُصبت الأراضي وأُهدرت ثروات الأمم؛ لكنّ تلك الدول والبلدان
التي هيمنت على البحار تمكّنت بواسطة هذا النهج الظالم أن تؤمّن لنفسها شأنية مادية
وقدرات كبرى. أمّا شعوب منطقتنا، سواء في خليج فارس أم في بحر عُمان، فقد اعتادت
ولسنوات مديدة لعلّها عشرات السنين أن تستمع إلى صوت أولئك المقتدرين والمستبدّين،
الذين كانوا يركبون الأساطيل الحربية ويأتون من البعيد إلى هذه المنطقة، وأن تخضع
أمامهم وتسكت.
منطقة الخليج الفارسي وبحر عُمان اليوم مستقلّة
ذات يوم، جاء الأسطول الإنكليزي إلى هذا الخليج الفارسي وهذه المنطقة
البحرية الحسّاسة جداً، وكان قائد الأسطول الإنكليزي يُصدر أوامره من داخل الأسطول
وكان هناك من يعتبر نفسه مكلّفاً بإجرائه وتطبيقه. لقد مرّت سنوات مديدة على هذا
المنوال في هذه المنطقة.
أمّا اليوم فقد تبدّل كلّ شيء. لقد أصبح الساحل الممتد والطويل التابع لإيران
العزيزة اليوم بيد حكومة مستقلّة وشعبٍ شامخٍ ويقظ؛ شعبٍ يتوكّل على الله تعالى
ويعرف قدرته ويفخر بها ويفرض إرادته على كلّ إرادة متحكّمة بأيّة قدرة سياسية
وعسكرية، ويجبر أولئك الذين يريدون السيطرة من خلال التحكّم بالشعوب على التراجع.
تُعدّ منطقة الخليج الفارسي وبحر عُمان اليوم منطقة حرّة ومستقلّة ومعتمدة على
نفسها، بالرغم من الحضور المضرّ وغير المرغوب به لأساطيل الدول المختلفة الأوروبية
والأمريكية في هذه المنطقة، والسبب هو وجود الجمهورية الإسلامية وإيران الشامخة
وشعب دولتنا المقتدرة العزيز.
لقد ولّى ذاك العصر الذي يأتي فيه من يحدّد مصير هذه المنطقة بحضوره العسكري. من
الممكن أن يكون من بين حكّام ومسؤولي هذه المنطقة من لا يزال راغباً بجعل موجات
استقباله على بثّ المبعوثين الأجانب؛ إلا أنّ الشعوب اليوم قد استيقظت. فلقد أضحت
الشعوب اليوم حذرة، وتعلم أنّ الحضور العسكري والمسلّح للأجانب في أيّة منطقة ليس
فقط في منطقتنا هو أساس عدم الاستقرار فيها. وهنا يُعدّ حضور الأجانب أساساً لعدم
الاستقرار.
أمن الخليج الفارسي وبحر عُمان تحفظه دول المنطقة
إنّ أمن الخليج الفارسي وبحر عُمان يمكن تحقيقه من خلال حضور دول
المنطقة وتعاونها فقط لا غير. إنّ المصالح البحرية هي للجميع؛ فإمكانات هذا البحر
المليء بالبركات هي لجميع هذه الشعوب. فكيف يمكن الاستفادة من هذه البركات لصالح
المنافع القومية ومصلحة البلاد؟ من خلال امتلاك القدرة، هذا الاقتدار الذي يمكنكم
أيّتها القوّات المسلّحة تأمينه من خلال الجهاد وتجاوز الأنا.
فمنذ بداية تشكيل نظام الجمهورية الإسلامية، لم نشجّع أبداً أيّة دولة أو قدرة على
المحاربة والمواجهة ولن نفعل ذلك ما أمكننا. إنّنا سنمنع أيّ نوعٍ من المواجهة
المتعمّدة أو غير المقصودة، وهو أمرٌ محفوظٌ في محلّه. فنحن أمّة مسالمة؛ أمّا
أولئك الذين يريدون تحقيق تقدّمهم من خلال الحضور العسكري والسيطرة العسكرية
والتسلّط المعتاد فيجب عليهم أن يشعروا أنّ هناك شعباً مقتدراً يقف في وجههم، وأنّ
مظهر اقتدار الشعب في البحر هو أنتم، القوّات البحرية، الحاضرون على امتداد هذا
الساحل الطويل.
جهاد السرّ للقوّات البحرية
إنّ كلّ يومٍ وليلة، وكلّ فترة عملٍ، وكلّ مسؤولية عملياتية أو إسنادية
أو تدريبية لكم هي حسنة، وهي إقدام على طريق مصالح شعب إيران ورفعة جمهورية إيران
الإسلامية. الله تعالى قد أعدّ لكم الأجر والثواب في الديوان الإلهي على هذه
المجاهدة التي لا يعرف عنها الكثيرون وهي في الحقيقة مجاهدة في السرّ. ومهما أمكنكم
جاهدوا واستمرّوا في هذا السعي المقدّس الصادق والمُخلص وبكلّ ما أمكنكم من قوّة
واعلموا أنّ هذا البلد وهذا النظام وهذا الشعب مدينٌ لكم أيها الشباب الذين تجسّدون
اقتداره وتظهرونه.