العمال هم العمود الفقري لمسيرة التقدم في البلاد
النهوض والتقدم
العمال هم العمود الفقري لمسيرة التقدم في البلاد
عدد الزوار: 88
من خطاب
الإمام الخامنئي دام ظله في لقائه حشداً من العمّال والناشطين في قطاع الإنتاج من
كل أنحاء البلاد_27/04/2013
العمال هم العمود الفقري لمسيرة التقدم في البلاد
العمال هم ضمانة تقدم البلاد
من الدارج بمناسبة يوم العمّال أن يثني أصحاب الأقلام والبيان والخطابة
علي شريحة العمال ومناقبهم، وهذه ممارسة محمودة وفي مكانها طبعاً. بغضّ النظر عن
مدي تأثير الكتابات والخطابات في رفع مرتبة العامل، فإن المنقبة الأصلية والمحورية
للطاقات العاملة في المجتمع هي أن العامل يضمن بجسمه وروحه وعقله مسيرة تقدم البلاد
إلي الأمام وتوفير الراحة والخدمات للشعب. صحيح أن ثمة عوامل أخري مؤثرة في هذا
المضمار - نظير الطاقات التي توفر رؤوس الأموال والطاقات الإدارية - وينبغي تثمينها
وتقديرها في مواطنها، لكن العامل يقوم بهذا العمل بجسمه وروحه، ولهذه القضية قيمة
وأهمية مضاعفة.
إذا لم تتوفر في بلد من البلدان طاقات إنسانيّة عاملة، أو إذا كانت هذه الطاقات
ضعيفة، أو غير ماهرة، أو إذا شابت أذهانها وأفكارها طرائق سياسية متنوعة، فإن ذلك
البلد سيصاب بالشّلل. أنتم المنظومة العمّالية في البلد العمود الفقري للبلد، وأنتم
الذين تعملون غالباً علي الحيلولة دون إصابة البلد بالشلل. هذا شيء يجب أن يُعلم
ويكون واضحاً ويتوجّب أن يعلمه ويفهمه جميع الناس. علي مستوي صناعة الثقافة يجب أن
يعرف الناس قيمة العمل والعامل، وعلي المستوي العملي أيضاً ينبغي للمشرّعين
والتّنفيذيين أن يولوا هذه الأمور أهمية دائمة. إذا تمتعت شريحة العمّال في بلد من
البلدان بالرعاية والأمل والأمن المهني، فستكون مسيرة ذلك البلد نحو التقدّم سهلة
يسيرة. هذه حقيقة يجب أن يعلمها ويدركها الجميع.
مواقف ثورية وحضارية لعمال إيران
وأنا أعتقد أن أهمية طبقة العمّال أعلي حتي من هذا. ما سلف ذكره أمرٌ
يتعلق بكل مكان وبجميع البلدان. ولكن ثمة حالة مضاعفة هنا وهي أن العمال - إضافة
إلى- قيامهم بواجباتهم المهنيّة والعملية قاموا علي أحسن نحو بالوظائف الثورية
والوطنية. في بداية انتصار الثورة الإسلامية كانت حركة العمّال العظيمة إحدى مفاتيح
النصر - عمّال شركة النفط وغيرهم وغيرهم - وكذلك في فترة الدفاع المقدس. ففي جبهات
القتال، أين ما كان ينظر المرء يجد العمال الشباب والكهول يملؤون الفراغات. وفي
الأحداث السياسية المختلفة لم يرضخ العمال لإغراءات ووساوس الذين أرادوا أن يكون
للعمّال مواقف مناهضة للثورة والنظام الإسلامي. هذه ليست بالأمور القليلة. طبعاً
الكثيرون لا يعلمون هذه الحقائق، وقد لمسناها عن قرب.
في الأيام الأولي لانتصار الثورة الإسلامية حضرت شخصياً وسط جماعة عمّالية في غرب
طهران، وشاهدت ماذا يفعل أعداء الإسلام والثورة، وكيف يخططون ويبرمجون وما هي
مخططاتهم ليستطيعوا - منذ البداية ومع بزوغ أنوار الثورة وبواسطة طبقة العمّال-
تكريس نفوذهم السياسي التّابع لبعض القوي الكبري. هذا ما شاهدته عن كثب. وشاهدتُ في
مقابل ذلك الشريحة العاملة المؤمنة المتدينة، بفضل ما لها من إيمان وبفضل ثقتها
بالإمام الخميني الجليل ورجال الدين، شاهدتها تقف بصراحة وشجاعة مقابل أولئك، وهذا
ما تكرّر علي مدي سنوات طويلة. وقد مضى علي تلك الأيام 34 عاماً. حاول الكثيرون
وسعوا وأنفقوا الأموال ليضعوا طبقة العمّال في مقابل النظام الإسلامي. لكن الطبقة
العاملة وقفت وقاومت، وهذا علي جانب كبير من الأهمية. هذه حقائق تكشف لنا قيمة
المنظومة العمّالية في إيران، قيمتها الإنسانية والثورية والحضارية. هذه أمور يجب
أن تتحوّل إلي ثقافة ليعلمها ويدركها الجميع. وعليكم أيها العمّال أن تفخروا بذلك.
لدعم العمل ورأس المال الإيرانيين
في العام الماضي أطلقنا شعار "دعم العمل ورأس المال الإيرانيين". وهذه
المسألة لا تنتهي في سنة واحدة. يرفع الأعزاء والمسؤولون تقارير عن إنجاز كذا وكذا.
لا بأس؛ بارك الله في أي عمل يُنجز بنية صالحة خيّرة، ولكن ينبغي متابعة الأمر
بصورة جدّيّة ومحورية، وهذا يقع علي عاتق كل الناس. هذا جانب مهم من صناعة الثقافة
التي أشرنا إليها.
رفعنا شعار: الإنتاج الداخلي، العمل ورأس المال الإيراني. هذا معناه أن لا يختطف
بريق وسحرالأسماء الأجنبية الأنظار.فليعلم الجميع أن هذا المنتج الذي يشترونه ؛ إما
يزيد من رفاهية عامل إيراني أو يتسبّب في حرمانه وفقره ويزيد من رفاه العامل
الأجنبي. طبعاً نحن نحبّ البشرية كلها، لكن العامل الإيراني يعمل لرفعة بلاده
وشموخها، وهو جزء مهم وثمين وعزيز من جسد هذا الشعب، فينبغي تعضيده وتأييده
وتقويته. بعضهم لا يفهمون هذا ولا يدركونه، أو لا تختلف بالنسبة لهم علامات
المنتجات الإيرانية والأجنبية. أو حتي علي العكس، بدل أن يبحثوا عن علامات الإنتاج
الإيراني يبحثون عن علامات الإنتاج الأجنبي. هذا انحراف وخطأ. كل الناس مخاطبون
بهذا الكلام.
إنني أؤكد وأصرّ وأطلب من كل الشعب الإيراني أن يتجّه نحو استهلاك المنتجات
الداخلية. هذه ليست بالقضية الصغيرة ولا بالعملية قليلة الأهمية، إنما هي قضيّة
وممارسة كبري. طبعاً الأجهزة والمؤسسات الحكومية وأجهزة الدولة - الحكومية بالمعني
العام للكلمة - تتحمّل من هذه الناحية واجبات مضاعفة. الوزارة الفلانية والمؤسسة
الفلانية والدائرة الفلانية حينما تريد تأمين ما تحتاجه من بضائع ولوازم يجب أن لا
تستخدم البضائع الأجنبية مطلقاً، وتستخدم المنتجات الداخلية. طبعاً من الجانب الآخر
يُطالَبُ المنتِج الداخلي - سواء كان مديراً أو عاملاً أو مستثمراً - ويُصَرُّ عليه
بأن يقدّم منتجات جيدة وكاملة ومناسبة. فكلا الجانبين مما أشار له ديننا الإسلامي
المقدس واهتمّ به. يطالبنا الله سبحانه بمتانة العمل، ويطالبنا أيضاً باحترام
العامل، وبتأمين أمنه الحياتي والمهني، ويطالبنا الله كذلك بتأمين أمن رأس المال.