يتم التحميل...

"الجامعيون" ثروة عظيمة للبلاد: بإماكنكم القيام بالكثير من الأعمال الكبرى

النهوض والتقدم

"الجامعيون" ثروة عظيمة للبلاد: بإماكنكم القيام بالكثير من الأعمال الكبرى

عدد الزوار: 82

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله لدى لقائه جمع من طلاب الجامعات والاتحادات الطلابية 2/7/2016
"الجامعيون" ثروة عظيمة للبلاد: بإماكنكم القيام بالكثير من الأعمال الكبرى
أوّلًا: إنّ وجود الطلاب الجامعيّين كرصيد للبلاد هو ثروة عظيمة. إنّ لدينا ما يقارب الخمسة ملايين طالب جامعي في البلاد، وهذا بحدّ ذاته فرصة كبرى. على جميع المسؤولين، في التخطيط والبرمجة والنظر إلى المستقبل، أن يأخذوا هذا الموضوع بعين الاعتبار؛ خمسة ملايين طالب جامعي. وهم يتزايدون يومًا بعد يوم، يتخرّج قسم منهم وينزلون إلى سوق العمل، وسواء وجدوا عملًا أم لا، فإنهم يتواجدون في المجتمع على كل حال، ويضاف إلى الجامعيّين طلاب جدد باستمرار؛ هذه نقطة قوة بالغة الأهمية.

لدعم إتحادات الطلاب الثورية
ينبغي الانتباه، تمامًا كما حذّر هؤلاء الشباب الذين تحدّثوا اليوم، فإنّ نقاط قوتنا هي في معرض هجوم العدو وحملاته؛ أي إنّه، بالتأكيد، لدى أعداء نظام الجمهورية الإسلامية خطة لجميع الطلاب الجامعيين، وهم حاليًا يقومون بتنفيذها، وبناءً على هذا الأمر، ينبغي علينا النظر للمستقبل والتخطيط والقيام بالأعمال بانتباه وحذر. حسنًا، هناك واجبات على عاتق الطلاب الجامعيين، وواجبات كذلك على عاتق المسؤولين، سأعرض منها الآن ما قد سجلته عندي.

أنتم أعضاء الاتحادات والمنظمات الطلابية، بالتأكيد أقول لكم- وهذا ما قد قلته أيضًا لبعض المسؤولين المحترمين في وزارة العلوم- إنّ الاتحادات الثورية والاتحادات اللامبالية بالمسائل الثورية بالنسبة لي لا يستويان. يجب دعم وتقوية الاتحادات الثورية، يجب مساعدتها وتقديرها، فإن أعضاءها هم الذين يبنون مستقبل البلاد، وهم الذين يؤمّنون مستقبل الثورة. ولكن على هذه المنظمات والاتحادات واجبات ومسؤوليات. يوجد بُعدان لأعضاء الاتحادات الطلابية: بُعد أول هو الاعتبار الطلابي، والبعد الآخر هو اعتبار الانتماء لهذا الاتحاد، وهما بعدان يختلفان عن بعضهما.

حضور فعال للطلبة الجامعيين في الثورة وإنجازاتها
كمقدمة، أقول إنّ جماعة الطلاب في بلدنا، قد سجّلت إنجازات وسوابق جيدة ومتألقة في زمن الثورة؛ منذ انطلاقة الثورة كان الوضع هكذا، بالطبع قبل الثورة أيضًا، كان للطلاب الجامعيين حضور ومساهمة فعّالة في النهضة والقيام، كان للطلاب مشاركات فعّالة ولكن ما ظهر بوضوح وكان عاملًا قويًا في تقدّم الثورة، كان العمل الطلابي بعد انتصار الثورة؛ على سبيل المثال: تأسيس جهاد البناء؛ جهاد البناء كان عملًا عظيمًا، فقد ظهرت فيه أول براعم الاكتفاء الذاتي وإعادة البناء والإبداع الوطني والثقة بالنفس، بالطبع إنّ لي أنا العبد ذكريات كثيرة في هذا المجال. وقد أشرت إلى بعضها في هذه اللقاءات الطلابية في السنوات الماضية كما أعتقد. ولا أريد تكرارها اليوم، الوقت ضيق أيضًا. لقد قاموا بأعمال كبرى. كان الجامعيون شركاء في جهاد البناء وفي الجهاد الجامعي، كذلك في تطهير الجامعات من العناصر المسلحة المعادية للثورة. كان لطلابنا المؤمنين دورٌ أساس في هذا، جامعة طهران هذه عندما تنظرون إليها، هذه الأبنية والكليات المختلفة، كانت قد تحوّلت إلى غرف عمليات عسكرية للمجموعات المختلفة، التي كانت تحارب النظام الإسلامي تحت أسماء وعناوين متعددة؛ المجموعات اليسارية الماركسية بأنواعها الثلاثة؛ مجموعة المنافقين (مجاهدي خلق) ومجموعات عديدة، في هذه الجامعة، كانوا مسلّحين؛ حيث تمّ نهب الثكنات العسكرية، فحملوا السلاح استعدادًا للانقلاب والإطاحة بالثورة؛ قام الطلاب المسلمون؛ الجامعيون المؤمنون والثوريون بمواجهة هؤلاء وخلّصوا البلاد من شرّهم؛ كان هذا العمل من الأعمال الكبرى للطلاب الجامعيّين.

كذلك في الانتماء لحرس الثورة الإسلامية، فإن العديد من هذه الشخصيات البارزة والشهداء العظماء في الحرس الثوري، كانوا طلابًا جامعيّين؛ وهكذا هو الوضع حاليًا أيضًا، أولئك "السابقون" في الحرس الثوري والموجودون حاليًا، أكثرهم أتى من الجامعة الى الحرس. كان للجامعيين دور مؤثر في نهضة محو الأمية، وكذلك في الحركة الموفقة والتي جاءت في وقتها المناسب، بالسيطرة على وكر التجسّس (السفارة الأمريكية) عام 1358 ه ش (1979م)، فدور الجامعيين كان دورًا بارزًا وفعالًا منذ بداية الثورة، والحال أنه لا يمكن مقارنة طلاب تلك الأيام مع الجامعيين الحاليين بلحاظ الأعداد والنسب، حيث كان عدد طلابنا الجامعيين حينها ما يزيد قليلًا عن المئتي ألف طالب، فيما يقترب العدد حاليًا من الخمسة ملايين؛ أي إنّ عدد سكان إيران قد تزايد بنسبة الضعفين، لكن عدد الجامعيين تزايد حوالي 22 ضعفًا. وكذلك بلحاظ النوعية؛ أولئك الطلاب لم يكونوا مثلكم. نعم، كانوا مفعمين بالحماس الثوري ويمتلكون الدافع والروح الثورية ولكن عمق ثوريتهم وعمق تفكيرهم الإسلامي لم يكن بمستوى طلاب اليوم؛ أي إنّ هذه الكلمات التي ألقاها الأخوة الطلاب اليوم هنا، ذات مستوى رفيع وأعلى من أن يطرحه طالب جامعي ثوري من نخب تلك الأيام. كان لدينا جلسة هنا، عبارة عن عدة لقاءات متتابعة مع عدد من الطلاب الجامعيين في جامعة أمير كبير -والتي كان اسمها پلي تکنيک حينها- وكان البحث يدور حول خط الإمام وهل أنه حقيقة موجودة أم لا؟ لم يكونوا يستطيعون إدراك المنظومة الفكرية للإمام ولا تحمّلها؛ كنت من المدعوّين وكذلك كان بني صدر (أبو الحسن بني صدر) وغيره من الشخصيات، تحدّث ثلاثة أو أربعة طلاب ودار البحث: هل يوجد بالأصل منظومة فكرية حاكمة على كلام الإمام (الخميني) وأفكاره أم لا؟ أي إنّهم لم يدركوا أمرًا بهذا الوضوح؛ هذه المسألة هي من الواضحات بالنسبة إليكم اليوم. نوعية الطالب الجامعي الثوري اليوم أعلى بكثير وأفضل من الطالب الجامعي في تلك الأيام.

حسنًا، على الرغم من أنهم يختلفون كثيرًا عن الوضع اليوم كمًّا ونوعًا، إلا أنهم أنجزوا أعمالًا عظيمة، والسبب هو المثابرة والعمل الدؤوب والإيمان الثوري والحماسي، لم يعرفوا التعب وكانوا يصلون الليل بالنهار في حركتهم وعملهم؛ لهذا فقد قام ذلك العدد القليل من طلاب تلك الأيام بكل هذه الإنجازات الكبرى. مع العلم بأن تجاربهم وخبراتهم كانت قليلة، لم تكن لديهم تجاربكم، ومع هذا حقّقوا العديد من الإنجازات.

للطلاب الثوريين : بإمكانكم القيام بالكثير من الأعمال لكبرى
إذا أردنا أن نجعل هذا معيارًا للمقارنة، ينبغي أن نصل إلى هذه النتيجة: أنتم يمكنكم أن تقوموا بأعمال أكثر بعشرين أو ثلاثين ضعفًا من الأعمال التي قاموا بها، في حال حافظتم على تلك المثابرة والمتابعة وكذلك على الشعور بالدافع في أعماقكم وتقدمتم الى الأمام. أي إنّ جماعة الطلاب هي ثروة، ثروة لا نظير لها للبلاد. بالطبع أنا العبد أعرف أنه من أصل الخمسة ملايين طالب جامعي، فإن عدد أولئك الذين يتمتّعون بهذه الروحية والدوافع ليس كبيرًا جدًا وليسوا الأكثرية؛ بل هم في الغالب الطلاب المنتمون للاتحادات والمنظمات الطلابية أو بعض الطلاب خارج هذه المنظمات أيضًا؛ ولكن مع هذا، فإن عددهم أضعاف مضاعفة عمّا كان عدد الطلاب الثوريين في تلك الأيام الماضية؛ وبإمكانهم إنجاز الكثير من الأعمال الكبرى. هناك طلاب جامعيون غير مبالين، حياديون؛ كذلك هناك طلاب يخالفون بالأصل هذا المنهج ولا يعتقدون بالعمل الثوري؛ لكن عدد الطلاب المعتقدين بالعمل والنهج الثوري وبالإيمان الثوري كبير جدًا؛ عددهم كبير ونوعيتهم جيدة. بإمكانكم القيام بالكثير من الأعمال الهامة في البلد.

بالطبع، فإن الكثير من أولئك الشباب الثوريين الذين كانوا يقومون بتلك الأعمال في بداية الثورة، هم اليوم من العلماء والباحثين والأساتذة البارزين في البلاد؛ وهم الآن من الأشخاص الذين حافظ أكثرهم بحمد الله على أصالته الإيمانية وعمّقوا تلك الروح في أنفسهم. حسنًا، إن هذا يدل أيضًا على أنّ العمل الثوري لا يتنافى أبدًا مع الشخصية العلمية والعلمائية والبحث والتحقيق العلمي؛ فليس الأمر بأن تتصوّروا أنّه إما نقوم بعمل ثوري وإما ننصرف للدرس والعلم، كلاّ، إني أقولها لكم الآن؛ إن الدرس هو من واجباتكم والعمل الثوري أيضًا هو من واجباتكم؛ يجب أن تقوموا بالأمرين معًا.

2017-02-24