التوجه نحو استهلاك البضائع المحلية نوع من الجهاد الإقتصادي
النهوض والتقدم
التوجه نحو استهلاك البضائع المحلية نوع من الجهاد الإقتصادي
عدد الزوار: 91
من كلمة
الإمام الخامنئي دام ظله, عند لقاء الآلاف من العمّال من مختلف المناطق.ــ الزمان:
8/2/1390 ه.ش.24/5/1432ه.ق. 28/04/2011م.
التوجه نحو استهلاك البضائع المحلية نوع من الجهاد الإقتصادي
العمال مجاهدون في ميدان الإقتصاد
هناك عبارة وردت في أنشودة هؤلاء الإخوة الأعزّاء
" ميدان العمل ميدان جهادنا "، وهذه الجملة
صحيحة. فالعامل الإيراني الغيور والشريف يعدّ العمل ساحة نضاله وجهاده. فأنتم من
خلال عملكم تمارسون الجهاد ضدّ أولئك الذين يريدون جرّ البلاد إلى ورطة السقوط
والركود والفشل الاقتصادي. فليعلم عمّالنا الأعزاء في سائر أنحاء البلاد، أنّ العمل
الذي تقومون به اليوم – الذي هو عمل مجدّ، وعمل ابتكاري، وعمل مبني على ذائقة
الذهنية الإيرانية وسليقتها - هو جهادٌ ونضال. فأنتم بعملكم تقومون بمواجهة عالم
المستكبرين ويجب أن يلتفتوا إلى هذا الأمر.
عام الجهاد الإقتصادي
عامنا هذا هو عام الجهاد الاقتصادي والجهاد الاقتصادي يتوجّه إلى نقطة
أساس في قضية إدارة البلاد؛ وهي أنّ العدوّ في يومنا هذا قد ركّز في حربه ضدّ
الإسلام والجمهورية الإسلامية، على القضية الاقتصادية، لا أنّه نسي المجالات
الأخرى. فإنّهم يفعلون كل ما أمكنهم في المجالات الثقافية والأمنية والسياسية وفي
كل المجالات ضد نظام الجمهورية الإسلامية وقضية أنّهم سيُهزمون هي مسألة أخرى؛
ولكنّهم يسعون سعيهم ويتمركز سعيهم هذا حول القضايا الاقتصادية. فمن أجل فصل الشعب
عن الدولة والنظام وإيجاد صدعٍ بينهم، هم يسعون لإيجاد مشاكل في القضايا
الاقتصادية؛ لهذا فإنّ الجهاد الاقتصادي ضروري؛ أي نفس المواجهة والنضال بصورتها
الجهادية، بكلّ عزمٍ وقوّة وإخلاصٍ وفهمٍ وبصيرة لما نقوم به. هذا هو معنى عام
الجهاد الاقتصادي. القطاعات الاقتصادية المختلفة في البلاد في جميع فروعها الحكومية
وغير الحكومية لو أنّها بتوفيق الله تمسّكت بهذه المجاهدة فستحدث طفرة ويكون الجميع
مشاركين في هذا النجاح.
لإتقان العمل تفضيلا للمنتوجات المحلية على الأجنبية
ما أوصي به الفئة العاملة هو الإتقان والدقّة. هذا الحديث قرأته عدّة
مرّات:"رحم الله امرأً عمل عملاً فأتقنه".
يجب أن نعمل من أجل أن تثبت في ذهن المستهلك الإيراني وغير الإيراني أن البضاعة
الإيرانية هي بضاعة متقنة مطلوبة جميلة توافق الأذواق ومتينة. وهذا يعتمد على همّة
مجموعة المبتكرين والعاملين والمتصدين للأمر. بالطبع، إنّ لهذا الأمر متطلّبات. من
الممكن أن تكون هناك حاجة للتدريب ولدوراتٍ تتعلّق بتقوية المهارات حيث إنّ هذه هي
مهمّة الأجهزة الحكومية وأشباهها لكن يبقى الهدف هو ذاك. فحيثما يقوم العامل
الإيراني بإعمال ذائقته وسليقته وأنامله الماهرة يخرج بعملٍ جذّابٍ وملفت.
هذه الأعمال الفنّية التي هي مزيج من الفن والعمل والتي كانت لدى الإيرانيين في
السابق، موجودة الآن؛ فهذا الأمر ملحوظٌ ومشهود. حيثما نزل الذوق والفن الإيراني
إلى الميدان نفس هذا العامل الذي يعمل ويبتكر وله ذوقٌ وفنٌّ وإتقانٌ فإنّ العمل
يكون جذّاباً ومستديماً. والآن ولحسن الحظ فإن الكثير من المنتوجات المحلّية هي
أفضل من نظائرها الخارجية، وبعضها أفضل بدرجات وكذلك أجمل وأكثر إتقاناً وجاذبية.
علينا أن نجعل هذا الأمر شاملاً لجميع المواد التي ننتجها، سواءٌ على مستوى المواد
الغذائية أم الألبسة أم وسائل العيش أم الزينة. يجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار في
جميع الأشياء التي يتم إنتاجها، ويمكننا ذلك. إن فئة العمّال والمهندسين والمصمّمين
وأصحاب رؤوس المال والعاملين في مجال الأعمال اليدوية والآلات يمكنهم أن يقوموا
بهذا العمل. يجب أن نصبّ همّنا في هذا الاتجاه لإيجاد منتجٍ مستديمٍ جميلٍ وفاخر،
وهذا عملٌ جماعي.
الإقبال على البضائع المحلية نوع من الجهاد الإقتصادي
النقطة الأخرى التي أتوجّه بها إلى أبناء شعبنا تتعلّق باستهلاك
المنتجات المحلّية. فمن الآفات الموجودة في مجتمعنا والتي تعود بجذورها إلى إرث عهد
الطاغوت والعصر الظلامي البائد هي أنّ الناس يحبّون المنتجات الأجنبية. في بعض
الأحيان لا يكون لدينا إنتاجٌ محلّي، وفي أحيانٍ أخرى يكون المنتَج موجوداً لكنّه
غير قابل للاستهلاك؛ ولكنّنا في هذا الزمن لسنا كذلك، فالآن أضحت المنتجات المحلّية
مرغوبة ومطلوبة. وفي نفس الوقت هناك من يعجبه أن فلاناً توجد ماركة أجنبية على
لباسه أو على وسيلة طعامه وهذا مرضٌ ويجب معالجته. هذا الأمر هو عدم اكتراث بأنّنا
نعيش في هذا البلد وننعم فيه بالنعم الإلهية. فعندما نحصل على الأموال في هذا البلد
ونقوم بصبّها في جيب عاملٍ أجنبي فإننا نضر بالعامل المحلّي. وهذا يعني عدم
الاكتراث للحاجة المحلية والعامل المحلي الذي يتعب لينتج، ثمّ نذهب إلى العامل
الأجنبي وهذه عادة سيئة جداً.
برأيي، إنّ من أنواع الجهاد الاقتصادي للشعب، في عام الجهاد الاقتصادي، هو أن
يتّجهوا نحو البضائع المحلية ويطلبوها. وبالطبع الجانب الآخر للقضية هو أن تكون
السلع المصنّعة محلياً مقنعة، أي يجب أن يكون إتقانها ومرغوبيتها وصلاحيتها بحيث
تقنع المشترين. فكلاهما معاً لازمان وواجبان.